فهرس المحتويات
■ ملخص تنفيذي
- تمهيد
- مشكلة البحث
- أسئلة البحث
- أهمية البحث
- أهداف البحث
- منهج البحث
- أدوات البحث
■ الفصل الأول:
► القبيلة في سورية: مفهومها وخصائصها والتحولات في بنيتها عبر المراحل المختلفة
- القبيلة مفهومها وخصائصها
- نظرة عامة على أهم التحولات في البنية القبيلة في سورية
- وصف مختصر للوضع الذي انقلب عليه البعثيون
- انقلاب البعثيين على الحالة السائدة (الفلاح البعثي يهزم الملاك)
- حافظ الأسد (نزع التطرف بتكريس الفساد والاستزلام)
■ الفصل الثاني:
► القبائل والثورة السورية (دير الزور أنموذجًا)
- تمهيد
■ محافظة دير الزور وقبائلها:
قبيلة العكيدات
فرع البوجامل
البكير
عشائر الثلث (البو رحمة والقرعان والبو حسن)
البوحسن
الشويط
الشعيطات
البوجمال
البوسرايا
قبائل البكارة
البو خابور
◉ القبائل بعد الاحتجاجات السلمية
◉ القبائل وجبهة النصرة
◉ القبائل والنفط
◉ سيطرة تنظيم الدولة على دير الزور
◉ القبائل و(قسد)
◉ لجان (قسد)
■ استنتاجات
■ توصيات
■ ملخص تنفيذي
تمثل القبيلة واقعًا لا يمكن القفز فوقه في سورية، ولقد كان لها دورها في المراحل المختلفة في التاريخ السوري القديم والمعاصر. يحاول البحث أن يتعقب التغييرات التي طرأت على بنية القبيلة، ابتداء من نهاية العهد العثماني، مرورًا بالحكومة العربية وفترة الانتداب. ثم يحاول مقاربة وضع القبيلة بعد الاستقلال.
ويبدأ البحث بتعريف القبيلة الشائع، ويشير إلى الطبيعة الساكنة لهذا التعريف التي تجعله يُغفل جدل البنية والتكوين للقبيلة عبر السيرورة التاريخية، وهي سيرورة غيّرت واقع القبيلة، وجعلته في النصف الثاني من القرن التاسع عشر مختلفًا عمّا قبل هذه الفترة، بعد أن حاولت السلطات المركزية نزع استقلالية القبيلة، كما أن هيمنة اقتصاد السوق بدلًا من الاقتصاد القائم على الغزو غيّرت علاقة القبيلة بمحيطها، كما غيرت علاقة شيخ القبيلة بأفراد قبيلته. ويؤكد البحث وجود تصنيفات عدة، بحسب الغاية المرادة من التصنيف.
يسهب البحث قليلًا في وصف وتحليل الوضع الذي انقلب عليه البعثيون، منذ حكومة البعث الأولى وحكومة البعث الثانية، وكان التعامل خلالهما مع القبائل تعاملًا متشابهًا إلى حد ما، وإن اتخذ شكلًا عدائيًا نافرًا مع حكومة البعث الثانية التي نظرت إلى القبيلة ورموزها نظرة استعلاء، وحاولت أن تجتث هذا الواقع بإجراءات يمكن وصف كثير منها بالجائرة. وقد حوّلت تلك الإجراءات قسمًا من شيوخ القبائل إلى رموز بلا نفوذ، بعد أن استقطبت تنظيمات البعث أفراد المجتمعات القبيلة، ومنحتهم شعورًا بالسيطرة، وسمحت لبعضهم بممارسة عمليات انتقام من الرموز القبيلة التي كان البعض ينظر إليها نظرة حسد وينتظر الفرصة للتشفي بها، ودفعت قسمًا من شيوخ القبائل إلى مغادرة سورية، كما فعل عبد العزيز المسلط شيخ قبيلة الجبور الذي غادر إلى العراق، ودفعت قسمًا آخر إلى اعتياد السفر على دول الخليج للحصول على الأموال التي باتت شحيحة بسبب سياسات المصادرة الواسعة. ثم اتخذ التعامل طابعًا مختلفًا بعد انقلاب حافظ الأسد الذي كان أكثر براغماتية من سابقيه، ولم يعمد إلى ممارسة سلوك انتقامي من القبائل وبيوتات المشيخة فيها، وإنما تمكن من جعلها تحت مظلة النظام ومؤسساته، مقابل ميزات قدمت لأفراد القبائل من المستويات المختلفة، وتحديدًا لرجالات الصف الثاني في القبيلة، وهو نهج استطاع نظام حافظ الأسد من خلاله أن يكسب تأييد القبائل شيوخًا وأفرادًا بشكل عام، له بعض الاستثناءات القليلة في أثناء المواجهة الدامية مع الإسلاميين، فقد كان حافظ الأسد بالنسبة إلى القبائل المخلّص من السياسات الجائرة التي اتبعها النظام السابق.
وقد استمرت سياسة الاستزلام في عهد وريثه، مع بروز أكثر للاعتماد على متحدرين من أصول قبلية في مواقع مرموقة في النظام، ولكن هذا تزامن مع تطبيق سياسات النيو ليبرالية التي أحدثت ضررًا بالغًا بمستوى معيشة السكان، في مناطق شرق وشمال شرق سورية. ولم ينطبق حساب الحقل على حساب البيدر لدى النظام، لسبب آخر، فقد مرت مياهٌ كثيرة من تحت الجسر في الفترة الفاصلة بين ثمانينيات القرن الماضي وبين بوادر الانتفاضة السورية، ولم تعد سياسات الاستزلام كافية بعد أن زادت نسبة المتعلمين في مناطق القبائل، وأصبحت درجة الوعي بالظلم الواقع على قبائلهم عالية، وخصوصًا لدى المغتربين منهم في دول الخليج الذين باتوا يعقدون المقارنات بين واقع مناطقهم التي تسبح على بحار من الثروة النفطية، ولا تزال مناطق مهملة ومنسية، وبين واقع الشعوب الخليجية التي تتنعم بثروات بلادها.
وقد ظهرت علامات النقمة على النظام وسياساته عقب انطلاق الثورة السورية، حيث كانت نسبة المنتفضين ضد النظام في المناطق القبلية نسبة ملحوظة، وكان خروج مناطق كثيرة عن سيطرته تعبيرًا عن رغبة في الانفكاك من أسر سياساته التي اتسمت بعدم الاكتراث بالمنطقة وأهلها.
وقد تعرضت القبيلة لتغيرات بعد انطلاق العمل المسلح ضد النظام، ابتداء من تشكيل فصائل الجيش الحر الذي شكلت القبائل جسمه الأساسي، والذي لم يتمكن من الاحتفاظ بنقائه الثوري، بسبب ظاهرة الاستفادة من الثروة النفطية التي طالما حرم النظام أبناء المنطقة من خيراتها، وقد أدى غياب السيطرة الحكومية إلى نزاع بين الفصائل التي شكلتها القبائل المختلفة على الثروة النفطية، وهو ما ساهم في النكوص إلى بنى أكثر انغلاقًا وضيقًا، كما أحدث هزة في الشكل الهرمي للقبيلة التي تشظت قاعدتها إلى فصائل متناحرة. ويعطف الباحث على تغلغل التنظيمات المتطرفة، ابتداء من جبهة النصرة وصولًا إلى سيطرة تنظيم (داعش) على المنطقة، حيث انكفأ الناس أكثر إلى بناهم القبلية الضيقة، وأصبح الانتماء إلى تنظيم النصرة أو داعش في حالات كثيرة محمولًا على حامل قبلي، مع الإقرار بأثر الخطاب الديني في الوجدان الجمعي لأبناء المنطقة من أهل التدين الخام. مع الإشارة إلى حضور الثروة النفطية في المرحلتين كعامل مهم، سواء في استمرار أشكال جديدة للنزاع أم في إحداث اصطفافات جديدة.
مرحلة سيطرة جبهة النصرة أحدثت شرخًا بين أبناء القبائل، بسبب ظهور النصرة في منطقة تحسب على القبيلة التي يتحدر منها بيت المشيخة في أكبر قبيلة في شرق سورية، وهي قبيلة “البو جامل”، وهي قبيلة لديها خلافات مع العديد من القبائل الأخرى، إما بسبب ثارات قديمة وإما بسبب خلافات لأسباب مختلفة.
وقد كان معظم أفراد النصرة من أبناء المنطقة، مع عدد محدود من المهاجرين الذين استفادوا من النزعة العشائرية التي جعلت القبائل التي يتحدر منها أفراد النصرة المحليون يحظون بدعم قبائلهم، وقد تعدى ذلك الدعم المعنوي على الأقل إلى من قدموا معهم من خارج الحدود.
وقد اتبعت “النصرة” سياسة ذات مستويات مختلفة في التعامل مع قبائل المنطقة؛ ففي المناطق التي يصعب اختراقها جندت أفرادًا، ومنحتهم نفوذًا محمولًا على قاعدة اقتصادية. أما في المناطق سهلة الاختراق، فقد استقطبت أفرادًا، وجعلتهم يشرفون على مقارّ فتحتها في مناطقهم بعد تزويدهم بالمال والسلاح. وأما في المناطق التي يوجد فيها فصائل عسكرية قوية، فقد عمدت النصرة إلى إقامة تحالفات معها.
تغيّرت الصورة قليلًا مع سيطرة (داعش) التي كان تشددها سببًا في نفور الناس منها، وكان مكونها الغريب ليس هينًا من حيث نسبته، وهو غريب يأنف أبناء القبائل من الخضوع له عادة، فضلًا عن اعتماد (داعش) على أفراد من أبناء القبائل ممن لا وزن لهم في قبائلهم؛ الأمر الذي أعطى انطباعًا بأنها لا تلقي بالًا للرموز العشائرية. وقد اتبعت (داعش) سياسات تحالفات متنوعة، بعضها سرّيّ مع بعض أفراد القبائل، وبعضها معلن مع خصوم للنصرة، كما استغلت خلافات بين بعض القبائل لتحقيق مآرب معينة.
هزيمة (داعش) على يد قوات التحالف، وسيطرة الحليف الكردي، كرّست إهمال الرموز القبيلة كما كرست الرفض لهيمنة الغريب أكثر؛ لأنه هذه المرة غريب من قومية أخرى، يرى عموم الناس أن لديه مشروعًا قوميًا ينذر بمسح الهوية العربية التي تتجذر عميقًا في وجدان الناس هناك. ويفصل البحث في الهياكل التي اعتمدتها (قوات سوريا الديمقراطية/ قسد) لإدارة المنطقة، وإلى التوتر بين (قسد) وبين أبناء المنطقة، بسبب الفساد المستشري لدى (قسد)، وبسبب الفوضى التي يشك البعض في أن (قسد) تتعمد إحداثها أو على الأقل تغض الطرف عنها لغايات سياسية. ولكن هناك نقطة مهمة يلفت البحث النظر إليها، وهي أن (داعش) لا تزال موجودة في المنطقة، وتظهر في وضح النهار، ولا تزال تأخذ الزكاة من القادرين على دفعها، ولا يقتصر وجودها على مناطق البادية، وإنما يعلن أفرادها عن أنفسهم ويمارسون نشاطاتهم في بعض قرى وبلدات المنطقة.
يحاول البحث في النهاية أن يخلص إلى استنتاجات وإلى بعض الاقتراحات، من أجل التعامل مع واقع منطقة القبائل في ظل المتغيرات السياسية الحالية، وهي متغيرات يقع في مركزها الحضور الطاغي للواقع القبلي، وضرورة التعامل معه كعامل بالغ الأهمية في أي ترتيبات سياسة مقبلة، كما يحاول أن يستشرف مستقبل المنطقة القبلية، بالاستناد إلى بعض المؤشرات. ويحاول البحث كذلك أن يجيب عن سؤال الممكن التاريخي في السعي إلى إدماج القبيلة في الإطار الوطني.
يمكن الاطلاع على كامل الموضوع بالضغط هنا
المصدر: حرمون