د. توفيق أكليمندوس *
نشر الدكتور (“فيليب زليكو” Philip Zelikow) وهو أكاديمي له شأنه، دراسةً طويلة نسبيًا ثرية في محتواها تقارن بين المشهد الدولي الحالي ومشهدين سابقين؛ المشهد بين سنة ١٩٣٧ و١٩٤١، والمشهد بين ١٩٤٩ و١٩٦٢، وهذه المشاهد تشترك في تعرض وتصدي الولايات المتحدة لهجوم تكتل أو تحالف دول تريد أن تُنهي الهيمنة الغربية على النظام العالمي، ويقول زليكو ما يفيد أن الولايات المتحدة (وحلفاءها) أقل استعدادًا لهذه الجولة، مما كانوا عليه في الجولتين السابقتين.
ولا يتسع المجال لعرض شامل لهذه الدراسة القيمة، وأتصور أن قراءتها بتأنٍ واجبة، فما يهمني في هذا الإطار مقولتان رئيسيتان:
المقولة الأولى: أنه على المدى المتوسط والطويل، ميزان القوة في صالح الغرب، لأسباب موضوعية وذاتية، منها تفوقه الاقتصادي، ومنها أن الغزو الروسي لأوكرانيا أيقظه من سباته، ولكن الوضع على المدى القصير في غاية الخطورة؛ لأن التكتل الذي يهاجم الغرب قوي للغاية، فإنه يضم الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، وأغلبهم مالك للسلاح النووي، ويعلم- أو المفروض أنه يعلم- أن الوقت يلعب ضده، ولذلك قد يرى أن الأنسب أن يهاجم الآن، ويكثف من هذا الهجوم الآن، ليحقق أكبر قدر من المكاسب قبل أن يعد الغرب العدة. ولذلك ستشهد السنوات المقبلة مزيدًا من التوتر الدولي. ويرى زليكو أن تبعات النتيجة النهائية للحرب الروسية الأوكرانية ستكون ضخمة للغاية.
المقولة الثانية: تختزل أو تبدو وكأنها تختزل أزمات الشرق الأوسط في مواجهة إسرائيلية غربية/ إيرانية، مع ميل- وفقًا لزليكو- الدول العربية المؤثرة إلى نهج سلوك كسنجر.. الاستفادة من تنافس الآخرين لتعظيم المكاسب. وهذه المقولة خطرة على مصالح الدول العربية والقضية الفلسطينية؛ لأنها ترى أن القضية الفلسطينية باتت- أو كانت دومًا- قضية أعداء الغرب، أو يوظفها أعداء الغرب. وأتصور أنه يتعين علينا الجمع بين الدفاع عن مصالحنا ومقاومة هذا التشخيص بإثبات أن حل هذه القضية حل عادل لن يضر الغرب، بل يقويه- ولا يعني هذا الاصطفاف معه.
سأعود إلى هاتين المقولتين، ولكنني أود أن أشدد على ضرورة قراءة الدراسة، ففيها نبذة سريعة عميقة لمراحل مهمة من الصراع الدولي، ذكراها تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل وعي ومدركات كل القادة الغربيين والروس والصينيين، وتحتوي الدراسة على رسائل تلخص في كلمتين: “استحالة” التوقع، قد تكون فاهمًا لمصالح العدو، وفاهمًا لفهمه هو لها، وعارفًا لماضي القائد العدو ولمدركاته ولما ولمن يحبه، ولما ولمن يكرهه، قد تكون محللًا لكل جوانب شخصيته وثقافته، قارئًا دقيقًا لتحليلاته، ويمكنك أن تعرف رأيه وخططه في ملف ما، ولكنك عاجز عن توقع قراره رغم إلمامك بكل المعطيات، لسبب بسيط.. قد يغير هذا القائد رأيه دون أن تدري.
على سبيل المثال يقول زليكو: إن هتلر كان- على عكس الشائع- فاهمًا لقوة الولايات المتحدة ومقدرًا لها، وحريصًا على تأجيل المواجهة معها ليخوضها “الجيل التالي”، ولكنه غير رأيه فجأة، بعد أن وصلته في نهاية ١٩٤١ تقارير استخباراتية تزعم أن المعركة مع الاتحاد السوفيتي حسمت، وأن الجيش السوفيتي بات فلولًا مشتتة، وأن ربيع ٤٢ سيكون موسم القضاء على هذه الفلول والاستيلاء على الأراضي السوفيتية الأوروبية. وبعد أن أعلن هتلر الحرب على الولايات المتحدة بأيام بدأ الهجوم المضاد السوفيتي، مكذبًا تقارير المخابرات المتفائلة، وفهم هتلر أنه أخطأ، وقال ما يفيد هذا لمعاونيه.
إلى جانب هذا فإن أي نظام سياسي مهما بلغت درجة شموليته يشهد انقسامات في الرأي ومن النادر جدًا أن يعرف أي مراقب خارجي مهما تعددت مصادره أي رأي سيكون راجحًا ومآل الجدال الداخلي. على سبيل المثال إلى يومنا هذا لا يعرف الأمريكيون والمؤرخون لماذا غير ستالين رأيه ولم يقم بغزو يوغسلافيا في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي. مثال آخر.. كانت العواصم الغربية تعلم أن قادة الجيش الألماني كانوا يرون أن القوات غير جاهزة للمواجهة مع فرنسا والمملكة المتحدة، وتحتاج إلى مزيد من الإعداد والعتاد، واعتمد القادة الأوروبيون على هذا الرأي ووجاهته لرسم خططتهم، ولكن هتلر لم يستمع إلى رأي قاداته وفاجأ الكل مراهنًا على عمق الرعب الغربي من حرب جديدة.
يضاف إلى- وفقًا لزليكو- هذا العجز الغربي المزمن عن قبول “حقيقي” لفكرة أن الاعتبارات الاقتصادية واعتبارات مراعاة تداعيات الحرب على الشعوب لا تلعب إلا دورًا ثانويًا في عقلية وحسابات بعض القادة المعتقدين أن القدر كلفهم بمهمة قومية “مقدسة” لا يمكن لهم أن يتخلوا عنها.
وهناك مئات من الأمثلة، منها عشرات مذكورة في الدراسة، عن خطأ التوقعات وعن ضرورة تغيير جذري وسريع للتوجهات والأهداف بعد تغير المشهد فجأة نتيجة لفعل فاعل قد يكون منخرطًا في الصراع الدولي أم لا.
رسالة أخرى تحملها الدراسة.. انتصار الولايات المتحدة وحلفائها في المرحلتين السابقتين لم يكن حتميًا، لا يمكن نسبه إلى تفوق الأنظمة الديمقراطية المتمسكة بقيم الحرية السياسية المروجة لها، الانتصار يعود إلى ميزان قوة اقتصادي وعسكري لعب لصالحهم عندما فهموا أن المواجهة آتية حتميًا، وتحقق النصر، لأن قادة الغرب كانوا أكثر توفيقًا في قراراتهم ولأمور أخرى منها الحظ. باختصار ميل القادة الحاليين إلى التصور أن الديمقراطيات ستنتصر حتمًا نوع بالتفكير بالتمني البالغ الخطورة.
نعود إلى المقولتين التي استوقفتا نظري. من ناحية، زليكو يرى أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها في وضع تكون مخيرة فيه بين الرضوخ وتصعيد يؤدي إلى حرب عالمية، وأن هذا الاحتمال كبير في قضية تايوان، إن قررت الصين محاصرة الجزيرة دون غزوها. ويبدو أنه يرى أن المخططين الأمريكيين لا ينتبهون لهذا الاحتمال بالقدر الكافي، ويفضلون التركيز على سيناريوهات غزو عسكري صيني.
وأريد أن أتوقف قليلًا أمام ما يقوله عن تبعات نتيجة وحصاد الحرب الروسية الأوكرانية، لا أعرف إن كانت الولايات المتحددة تتبع استراتيجية مدروسة أو إن كان ما يبدو وكأنه استراتيجية مدروسة هو محصلة قرارات ظرفية حكمها منطق “غير واعٍ” بنفسه. هذا المنطق قام على ضرورة موازنة الدعم لأوكرانيا لوقف التقدم الروسي وربما استرداد أكبر عدد من الأراضي (هذا الهدف لم يعد على الطاولة) وضرورة عدم دخول مواجهة صريحة مع موسكو قد تؤدي إلى حرب نووية يلوح بها الرئيس بوتين باستمرار. أي أنه يبدو أن الولايات المتحدة- على الأقل الرئيس ومستشار الأمن القومي وبعض قادة البنتاجون- يرون أن المسرح الأوروبي أقل أهمية بكثير من المسرح الهندي الهادي وأن هذه الحرب الروسية الأوكرانية غير وجودية بالنسبة للولايات المتحدة ولا تهدد مصالحها الحيوية، بل هي فرصة لإرهاق الجيش الروسي وتكبيده خسائر كبيرة وإفقار روسيا وحل محلها كمورد للطاقة للقارة الأوروبية، ودفعها إلى إعادة تسليح نفسها؛ مما يخفف في المستقبل الأعباء على الجيش الأمريكي.. إلخ.
وما يدعم الرأي الذاهب إلى عدم وجود استراتيجية مدروسة، هو التغيير الدائم في تحديد أهداف الحرب، والضغط الأمريكي القوي السنة الماضية لتشن أوكرانيا هجومًا مضادًا رغم عدم امتلاكها سلاحًا جويًا وهو من مقومات النجاح، والتغيير المستمر في قواعد الاشتباك التي يفرضها الغربيون على أوكرانيا.
وبصفة عامة وفي حدود المعلومات المتاحة يمكن القول إن سابقة ٢٠١٤ أطرت التفكير الغربي في بداية الحرب، أي أن العواصم الغربية توقعت سرعة انهيار الجيش الأوكراني وانتهاء الحرب بسرعة، ولكنها فوجئت بسوء أداء الجيش الروسي وبصلابة المقاومة الأوكرانية؛ مما أجبر الغرب على مراجعة خططه، وفي المقابل أجبر نجاح روسيا في الحد الكبير من تأثير العقوبات الغربية على تحديد مقاربة غربية جديدة للحرب تأخذ في عين الاعتبار صعوبة حسمها بسرعة، وخطر السعي إلى هذا بسبب التلويح الروسي باستخدام السلاح النووي، وأخيرًا لم يتوقع الغرب نجاح الجيش الروسي في تطوير أدائه.
كيف يمكن تقييم المسلك الأمريكي الغربي؟ من ناحية لا يمكن إدانة مسئولين يتعاملون مع تهديد نووي إن بالغوا في الحرص، لا سيما إن أدخلنا في عين الاعتبار أن روسيا قد تلجأ إلى هذا السلاح فعلًا، نظرًا لتبعات هزيمة على النظام بعد فرضه هذا الكم من التضحيات على شعبه، ولروسيا ذكريات مريرة لما يحصل من هزات داخلية عنيفة بعد هزيمة، ويمكن القول إن الأمريكيين نجحوا إلى الآن في منع انهيار أوكرانيا وفي استنزاف الجيش الروسي وإفقار الاقتصاد الروسي، وأخيرًا أدى العدوان الروسي إلى إجبار أوروبا على الانتباه للمخاطر والتهديدات وعلى إعادة تسليح نفسها، ومن ناحية أخرى يبدو لي أن المسئولين الأمريكيين غير منتبهين أو يتصرفون وكأنهم غير منتبهين لتبعات نصر روسي وتبعات السلوك الأمريكي (سلوك السلطتين التنفيذية والتشريعية) خلال هذه الحرب، ولن تكفي المقاربات السفسطائية الساعية إلى تقديم هزيمة جزئية لأوكرانيا أو اضطرار روسيا إلى “الاكتفاء” بضم بضعة أقاليم، وربما بإحكام السيطرة على شواطئ البحر الأسود، على أن هذا نصر غربي، لن تكفي البراعة السفسطائية لتحويل الهزيمة الأوكرانية إن حدثت إلى نصر مبين.
أستدعي مثالًا يوضح قصدي. في المناقشات الغربية-الغربية، عندما يقول القائل: إنه كان من الأحسن لأوكرانيا تقديم تنازلات كبيرة لروسيا ومراعاة حساسياتها بدلًا من التعرض لعدوان أدى إلى تدميرها، يرد الآخرون قائلين ما معناه.. جورجيا رضخت منذ ٢٠٠٨ وقبلت الاستجابة لمطالب روسيا، والمحصلة النهائية فقدانها التدريجي لاستقلالية قرارها، والاصطفاف المتزايد وراء روسيا رغم ضغائن شعبها ضد السياسة الروسية، فتلبية أي طلب روسي تولد طلبًا جديدًا، ومطالب روسيا لا تنتهي أبدًا، ومهما أبديت من حسن نية فلن يكون هذا كافيًا.
إن أدت الحرب إلى هزيمة أوكرانية، وهذا الاحتمال قائم، ستنعكس الآية، سيبدو السلوك الجورجي (الرضوخ لمطالب النظام الروسي) حكيمًا حصيفًا، والمقاومة الأوكرانية ضربًا من الجنون، أدت فقط إلى تدمير البلاد دون أن تمنع فقدان الأراضي وستصل الرسالة جلية واضحة إلى عدد كبير من القادة في الجوار الروسي أو الصيني.
ولكن مشكلتي الرئيسية ليست مع قراءة زليكو للماضي أو في تقييمه للخطورة البالغة للمشهد الدولي الحالي وهي خطورة ستستمر بل ستتصاعد لسنوات، مشكلتي الرئيسية في تفاؤله النسبي فيما يخص المدى المتوسط/ الطويل. يبني زليكو تشخيصه على قوة الاقتصادات الغربية (مع الأخذ في الحسبان اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا)، وعلى الريادة التكنولوجية والعلمية، وعلى وعي الغرب بخطورة المرحلة وسعيه إلى تجهيز نفسه لخوض معارك العقد القادم. هو محق في تقييم موازين القوة الاقتصادية، ولكن معركة الريادة التكنولوجية معركة غير محسومة، مع الإقرار أن فرص الغرب نوعًا ما أحسن.
هذا التفاؤل قد يكون في محله، ولكنه يبدو لي أن هناك مشكلة كبيرة في “الجبهة الداخلية” للدول الغربية، أقر أن المسرح الهام سيكون غالبًا في المحيطين الهندي والهادي، وهو مسرح لا تلعب فيه أوروبا “العجوز” الضعيفة عسكريًا دورًا يعتد به، وأعترف أنني لا أعرف الولايات المتحدة معرفة متعمقة، ولكن الزملاء المتخصصين في الشأن الأمريكي يتحدثون عن “انحلال” أو عن “استقطاب مجنون” وعن خضوع النخب لأيديولوجيات يمينية أو يسارية مجنونة باعثة للفتن. وأضيف إلى هذا عجز النخب عن تجديد نفسها.. فالمرشحون للرئاسة مُسنون، والنظام السياسي الأمريكي القائم على الضوابط والتوازنات يصاب بسهولة بالشلل، إلخ. ويلاحظ أخيرًا وليس آخرا أن روسيا بارعة براعة مؤسسية موروثة في شن الحملات الإعلامية التي تعمق الاستقطاب في الدول الأعداء، والتي تستغل مآخذ “الجنوب” على الغرب لترويج خطابها وتوظيف المطالب الجنوبية، وأن كلًا من إيران وروسيا والصين وكوريا يجيدون فنون الحروب الهجينة.
يرى الدكتور أن المعسكر المعادي للغرب سيكثف جهوده وهجماته في السنوات القادمة، وأميل إلى رأيه، مع عدم استبعاد سيناريو مختلف قليلًا.. لست متأكدًا أن الروس والصينيين يرون أن الغرب “نهض” أو في طريقه إلى النهوض، أعتقد أنهم يرون أنه يمضي قدمًا في طريق الأفول، وأن الحروب الهجينة الساعية إلى إضعاف الجبهات الداخلية تسرع الأفول في تمهيد ضروري لعمليات أكثر تقليدية.
لا يعني كلامي أن الأمور على ما يرام في المعسكر المعادي للغرب، فالصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية يواجهن مشكلات كبيرة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي. ما نقصده أن الانتصار الأمريكي في المواجهات السابقة لا يعني أن نتيجة المواجهة الحالية محسومة.
المقولة الثانية: تلفت نظرنا إلى ميل النخب الأمريكية إلى قراءة الصراع العربي الإسرائيلي على أنه فصل في صراع أوسع بين الغرب وأعدائه، وهو تصور قد يكون خطيرًا على المنطقة وعلى القضية الفلسطينية وعلى الدول العربية وعلى المعسكر الغربي نفسه، إن أدى إلى رسم سياسة ترى ضرورة سحق الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وقد يكون فرصة إن تم رسم سياسة أمريكية تدرك ضرورة حرمان “المعسكر الآخر” من ورقة هذه القضية العادلة، سياسة تعمل مع الأطراف الإقليمية لإنهاء الحرب، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وتعيد بناء غزة، وتفعل خيار الدولتين. بيد أن مشكلات وعواقب تعقد اختيار هذا المسار، ليس أقلها اشتعال المسارح في كل أنحاء المعمورة؛ مما يشتت الاهتمام الأمريكي، والرفض الإسرائيلي- المطلق حاليًا- لخيار حل الدولتين، وهو حل يتطلب تمكين وتسليح وتمويل السلطة الفلسطينية- وهو ما ترفضه السلطات الإسرائيلية، وأخيرًا وليس آخرًا الكلفة الداخلية لموقف ضاغط على إسرائيل.
في النهاية ألفت النظر إلى فاعلية الحجة الإسرائيلية التي تَلقى قبولًا في عدد كبير من الأوساط الغربية، حجة مفادها أن أي ضغط عليها هو وفقًا لها “مكافأة للإرهاب”. الرد يجب أن يكون “ربما، ولكن العنف والتعنت الإسرائيليين وهما عنف وتعنت أغلقا طريق الحل السياسي كانا أهم “هدية” لمن ينادي بضرورة المقاومة المسلحة التي ترد على العنف بعنف مضاد.
هذه التعليقات لا تفي دراسة زليكو حقها، ولا تتعامل مع كل توصياتها (الخاصة مثلًا بالسلاح الاقتصادي وبالتفكير الجاد في استراتيجيات توظيفه)، فهي من أهم ما نشر هذه السنة، ووفق زليكو في شرح عدد كبير من العوامل، والمحددات، وفي استرداد أجواء عمليات اتخاذ القرار أثناء صراع دولي محتدم. في الدراسة عدد من الأفكار والخواطر المهمة، تساعدنا على فهم مشكلات إدارة الصراعات، في بيئة تجعل من المستحيل إلمام صاحب القرار ومعاونيه وأجهزته بكل ما يجب أن يعلموه، ناهيك عن استحالة توقع ردود فعل الفاعلين والتغييرات المفاجئة في خططهم. زليكو يقول لنا: على الكل تعلم فن اتخاذ القرار رغم عدم الإلمام بكل العوامل.
* باحث مصري وأستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الفرنسية بالقاهرة
المصدر: المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية