الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

هل الغرب في طريقه نحو الانحدار؟!

وفاء هاني عمر *

يقول الكاتب (جريج مايبوري Greg Maybury)، في تغريدته المنشورة على منصة إكس (تويتر سابقًا)، إن المؤرخ والديموغرافي الفرنسي “إيمانويل تود” مشهور بتوقعاته وتحليلاته الجريئة للاتجاهات الاجتماعية والسياسية العالمية. ويتناول ‘تود’ في كتابه، «بعد الإمبراطورية: انهيار النظام الأمريكي»، المنشور في عام 2003، عددًا من التوقعات بانحدار الغرب، مع التركيز بشكل خاص على الولايات المتحدة.. وفيما يلى الموضوعات والأفكار الرئيسية الواردة في كتاب إيمانويل تود:

1- الانحدار الاقتصادي:

يزعم تود أن الاقتصاد الأمريكي لم يعد مهيمنًا كما كان من قبل. ويشير إلى العجز المتفاقم، وضعف القدرات الصناعية، والاعتماد المتزايد على رأس المال الأجنبي، وهذه علامات على الضعف الاقتصادي.

كذلك يُسلط ‘تود’ الضوء على تحول دفة التصنيع والإنتاج الصناعي إلى دول مثل الصين، ما يُقوض الأساس الاقتصادي للولايات المتحدة، وبالتالي الغرب.

2- التوسع العسكري:

يؤكد المؤرخ أن التدخلات العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم لم تكن في صالح أمريكا. على العكس، تم استنزاف الموارد، وتعزيز المشاعر المُعادية لأمريكا، والفشل في تحقيق الاستقرار على المدى الطويل.

لذا يقارن ‘تود’ الاستراتيجية العسكرية الأمريكية باستراتيجية الإمبراطوريات التاريخية، للدلالة على أن الإفراط في التوسع قد يؤدي إلى الانحدار.

3- التغيرات الديموغرافية:

يناقش ‘تود’ التحولات الديموغرافية، وخاصة الشيخوخة السكانية في الدول الغربية، والتي تفرض تحديات على النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي.

ويقارن هذا بالسكان الشباب في الدول النامية، والتي قد تغير توازن القوى العالمية.

4- التفتت الثقافي والاجتماعي:

يزعم ‘تود’ أن التفتت الثقافي والاجتماعي داخل المجتمعات الغربية يضعف وحدتها وقدرتها على الصمود. ويرى أن قضايا مثل التفاوت في الدخل، والتوترات العرقية، والاستقطاب السياسي تعد مؤشرات على هذا التفتت.

ويقول ‘تود’ إن هذه الانقسامات الداخلية تجعل من الصعب على الدول الغربية تقديم جبهة متماسكة على الساحة العالمية.

5- صعود القوى الجديدة:

يتوقع ‘تود’ صعود قوى عالمية جديدة، خاصة الصين والهند، والتي ستتحدى الهيمنة الغربية. ويرى أن التقدم الاقتصادي والتكنولوجي في هذه البلدان يشكل عاملاً رئيسياً في النظام العالمي المُتغير.

كما يلاحظ إمكانية التعاون بين القوى الناشئة لخلق عالم متعدد الأقطاب.

6- التحولات الفكرية والأيديولوجية:

يلاحظ المؤرخ تحولًا بعيدًا عن الهيمنة الأيديولوجية الغربية. ويزعُم أن جاذبية الديمقراطية والرأسمالية على النمط الغربي تتضاءل، مع اكتساب النماذج البديلة قوة في أجزاء مختلفة من العالم.

ويوضح ‘تود’ أن هذا التحول الأيديولوجي هو جزء من اتجاه أوسع نطاقًا نحو تراجع النفوذ الغربي.

……………….

النص الأصلي على منصة إكس

ــــــــــــــــــــــــ

* كاتبة ومترجمة مصرية

المصدر: الشروق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.