الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

أوروبا تبحث عن حلول.. هل ستغيّر موقفها من الأسد؟

سلطت صحيفة “فاينانشال تايمز” الضوء على موقف أوروبا من سوريا، حيث كشفت عن مساعي جديدة لإعادة إحياء الاهتمام بالملف السوري، والسعي لإيجاد حل، مدفوعةً بالرغبة في حلحلة ملف المهاجرين.

ومن اللافت مشاركة قبرص واليونان وإيطاليا في التوجه الجديد، وهي الدول التي تشكل خط المواجهة الأول أمام قوارب الهجرة المستمرة في التدفق من الأراضي السورية ودول الجوار.

وقالت الصحيفة إن وزراء خارجية “النمسا وكرواتيا وقبرص والتشيك واليونان وإيطاليا وسلوفاكيا وسلوفينيا” دعوا إلى زيادة النفوذ السياسي و”فعالية المساعدات” في سوريا.

وحول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي بعيدا في الحقيقة عن الاهتمام بالملف السوري، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري، أحمد مظهر سعدو، لحلب اليوم، إن أوروبا لم تكن بعيدة يوما عن إشكالات الملف السوري، “لكنها وكما يتضح بصدد تغيير سياساتها تجاه المسألة السورية”.

ومن اللافت ما ذكرته الصحيفة عن اقتراح الوزراء تعيين مبعوث للاتحاد الأوروبي في سوريا “يمكنه التواصل مع الجهات الفاعلة السورية ودول أخرى في المنطقة”، و”إعادة التواصل مع سفير سلطة الأسد لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل”.

ويرى أحمد مظهر سعدو أن أوروبا اليوم تود القول إنها على حافة الاستدارة في قضايا السوريين، حالها حال الكثير من الدول في العالم وكذلك الدول العربية، “اعترافا منها بالطرف الأقوى”، بينما “المعارضة السورية ما زالت تعثر في الأكم وفي الوهد غير قادرة على أي حراك سياسي قبل الحراك العسكري”.

هل تختلف النظرة الأوروبية في سوريا عن الأمريكية؟ وهل ستبقى الدول الأوروبية رافضة للتطبيع مع الأسد؟

بدت الدول الأوروبية عموما، أكثر حماسا تجاه التدخل العسكري في سوريا ضد سلطة الأسد، خلال الفترة ما بين 2011 و 2015، لكن الموقف الأمريكي أدى إلى تعطيل حتى الرغبة الإقليمية والعربية في التدخل ودعم المعارضة.

وتبدو الدول الأوروبية اليوم متراجعة في موقفها الرافض للتطبيع مع الأسد، عندما يتم الحديث عن “إعادة التواصل” مع سفيرها في بروكسل.

ورغم أن هناك بعض الخلاف بين النظرة الأوربية والأميركية، لكن الفرق ليس كبيرا، كما يقول الكاتب السوري، حيث أن “الكل يبحث عن مصالحه ضمن لعبة الدول وتشبيكات مصالحها سواء الأوربية أو الأميركية”.

وأضاف أن أوروبا لازالت ترفض التطبيع مع سلطة الأسد “مع وجود فروقات نسبية بينها إذ إن هناك بعض الدول ما برحت تحاول التماس ودها حسب المصالح المتحركة وضمن العلاقات النفعية البراغماتية”، ولكن “في السياسة لا يوجد شيء لا يمكن حدوثه.. فكل شيء يتغير حسب الرؤيا المصلحية”.

واستشهد مظهر سعدو بما وصلت إليه أحوال العلاقات التطبيعية بين الأسد والدولة التركية، “وفق المصالح البينية ومتعرجاتها الممكنة في قادم الأيام”، حيث أن “السياسة هي دينامية المتغيرات، فلا عداء دائما ولا ود دائما”.

يشار إلى أن الدول التي تقع على خط المواجهة في قضية المهاجرين، تحث بشكل دائم باقي دول الاتحاد الأوروبي على حلحلة الأوضاع في بما يحفظ مصالحها، حيث تم تقديم مقترح مؤخرا لإنشاء مناطق آمنة لكنه لم يحظ بالقبول.

المصدر: حلب اليوم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.