الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

خان يونس

بسام شلبي

 

يونس لم يبتلعه الحوت

لكنه تعب كثيرا

فآوى إلى الخان

ليرتاح قليلا

بين قافلتين من الشهداء

محملة بما تنوء به الإبل

من صور و ذكريات

و أغراض مستعملة

و بقايا ألعاب أطفال

ودفاتر قديمة..

و أرقام و أسماء

يجلس يونس

على مصطبة الخان

في الظل

يجمع ذكريات طفولته

يحشرها في حقيبة صغيرة

فمازال أمامه سفر طويل

و عواصف و أنواء

البحر من أمامه

و النهر من ورائه

و بينهما حقل ألغام

و جبال و صحراء

و كم هي غادرة

هذه الصحراء

يسترخي قليلا

بين غارتين

من السماء

يرتل ما تيسر له

من مزامير الرؤيا

و سورة الإسراء

يجفف بمنديله الابيض

عرق جبينه

وبقايا دم

من جروح قديمة

و جروح جديدة

و جروح ستأتي

لتفسد الراية البيضاء

يونس لم يبتلعه الحوت

لكنه اسرى ليلا

وعرج إلى السماء

ليسلم برقية عاجلة

إلى الشهداء

ثم يعود ليؤدي

الأمانات إلى أهلها

فلا تستعجلوا

و تمدحوه بخطب

و قصائد عصماء

فهو أصم لا يسمع

و هو أمي لا يقرأ

منشوراتكم النارية

حسبه أنه يرى

و هو يرى ما لا يرى

و هو لا يرى شيئا

من الأشياء

أفتمارونه عما يرى

و هو لا يرى

سوى نصرا يلوح

في الآفاق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.