معقل زهور عدي
ما تفعله الليبرالية العربية أنها في سياق محاولتها تقديم نفسها كبديل عن جميع مكونات الفكر العربي هو شطب مرحلة تاريخية كاملة من ذلك الفكر واعتبارها خارج الفكر القومي العربي وهي المرحلة بين 1908 – 1920 وابراز مرحلة التنظير للفكر القومي باعتبارها فقط هي الفكر القومي العربي ثم إهمال المراحل اللاحقة أيضا والتي شهدت تأثرا كبيرا بالفكر الاشتراكي وبعد ذلك بالفكر الديمقراطي كما عند الياس مرقص وياسين الحافظ ، الغريب هو أن الليبرالية العربية في آخر طبعاتها تعتبر تأثر الفكر القومي العربي بالفكر القومي الأوربي تهمة ! لكنها تنسى أن جميع مصادر ومراجع الفكر العربي الحديث منقولة عن الفكر الأوربي بما في ذلك الليبرالية ذاتها، لا يوجد فكر عربي حديث لا يجد مراجعه في الفكر الأوربي، ومسألة هل يكون العرب أمة ام لا مازالت موضع جدل استنادا لمرجعيات أوربية في تعريف الأمة وكل دراسة حديثة تدعي العلمية لا يمكن ان تقوم سوى وفق أسس الفكر الأوربي وانجازاته في حقل العلم الاجتماعي. أخيرا ليست المسألة في وجود ايديولوجيا ضمن الفكر السياسي القومي او عدم وجودها بل المسألة في دمج الفكر السياسي القومي العربي بالأيديولوجيا ووضع الجميع في سلة واحدة تمهيدا لإخصاء فكرة العروبة التي مازالت تؤرق الليبرالية العربية الجديدة.