يطرح الكاتب الإسرائيلي “أمير أتينغر”، في صحيفة “يسرائيل هيوم”، ترجمتهُ مؤسسة الدراسات الفلسطينية أربعة سيناريوهات لما بعد رد حركة “حماس” المرتقب في الساعات المقبلة تتراوح بين رفض الحركة واقتحام رفح وموافقة الحركة وسقوط حكومة اليمين وموافقة حماس واعتراض وزيري اليمين المتطرف (بن غفير وسموتريتش) من دون استقالتهما وموافقة حماس ولكن يبادر نتنياهو إلى الرفض:
المنظومة السياسية في حالة غليان بانتظار ردّ “حماس” الذي سيصل هذا المساء. الصفقة لن تتضمن إعلاناً لنهاية الحرب، الخطوة التي يرفضها الجميع، حتى غانتس، لكنها تتضمن شروطاً، مثل تحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين في مقابل 33 مخطوفاً، كما تأمل إسرائيل، وهدنة ستة أسابيع، وانسحاباً إسرائيلياً من محور نتسريم، وعودة الغزّيين الكاملة، أو شبه الكاملة، إلى شمال القطاع، وهي أيضاً تنطوي على نتائج سياسية يمكن أن تؤدي إلى سقوط الائتلاف الحكومي.
وفي ظل تهديدات وزراء اليمين والتهديدات المعاكسة من أعضاء المعسكر الرسمي، هناك 4 سيناريوهات سياسية مختلفة يمكن أن تحدث، إذا تمت الصفقة، أم لم تتم.
السيناريو الأول: “حماس” ترفض، والجيش يدخل إلى رفح
تصرّ “حماس” على إعلان إسرائيل نهاية الحرب، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، أي أنها ترفض الصفقة. ونتيجةً لذلك، ستبقى الحكومة على حالها، وستُعتبر “حماس” الطرف الرافض، في نظر العالم. وستواصل إسرائيل خطتها والقيام بعملية عسكرية في رفح.
السيناريو الثاني: “حماس” توافق، ونتنياهو يقبل- وحكومة اليمين تسقط
توافق “حماس” على الصفقة، مع تنازلات من الجانب الإسرائيلي، وتتنازل عن مطالبتها بإنهاء الحرب. المؤسسة الأمنية تدعم مثل هذه الصفقة، كذلك غانتس وأيزنكوت، حتى إن نتنياهو سيوافق عليها. سموتريتش، يمكن أن يستقيل من الحكومة، ويمكن التقدير أن تهديداته حقيقية، ولو أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن وضعه غير جيد، وهو يخاطر بالذهاب إلى انتخابات.
لكن في المقابل، إذا أسقط سموتريتش الحكومة، بعد صفقة تبادُل المخطوفين، فإنه يمكن أن يربح أصوات اليمين المعارض للصفقة، ويحسّن مكانته. وفي جميع الأحوال، سيؤدي التلويح بالاستقالة إلى سباق خفيّ بينه وبين زعيم “قوة يهودية” الوزير بن غفير، مَن سيستقيل أولاً. والتقدير أنهما سيستقيلان من الحكومة في النهاية.
لكن حتى لو استقال سموتريتش وبن غفير، فإن صفقة المخطوفين ستشهد النور، لأن لبيد اقترح على نتنياهو شبكة أمان من أجل تحقيق الصفقة حتى مع معارضة الوزيرَين، لكن في هذا السيناريو، ستسقط الحكومة بعد إتمام الصفقة.
السيناريو الثالث: “حماس” توافق، ونتنياهو يقبل، وبن غفير وسموتريتش يعارضان فقط
يوافق كلٌّ من “حماس” وإسرائيل على الصفقة التي تدخل حيز التنفيذ، وبن غفير وسموتريتش يعارضانها، لكنهما لا يستقيلان من الحكومة، ويشرحان لناخبيهما الأسباب التي تمنعهما من إسقاط الحكومة في زمن الحرب، ويتعهد نتنياهو أن تستمر الحرب بعد أسابيع الهدنة. إذا لم تستمر الحرب، فالتقدير أن بن غفير وسموتريتش سيُسقطان الحكومة لاحقاً، لكن مع ذلك، من المحتمل عدم استقالتهما فوراً.
السيناريو الرابع: “حماس” توافق، ونتنياهو يرفض، وغانتس يستقيل
توافق “حماس” على المقترح المصري -الإسرائيلي، لكن نتنياهو يرفض. في هذه الحالة، لن تسقط الحكومة، لكن غانتس وأيزنكوت سيستقيلان ويدّعيان أن نتنياهو رفض الصفقة بسبب ضغوط سياسية من سموتريتش وبن غفير.
في مثل هذه الحالة، ستتلقى الحكومة ضربة قوية، سواء من حيث شرعيتها الدولية، وشرعيتها في إسرائيل، كحكومة وحدة وطنية، وستبدو إسرائيل رافضة، وستضغط الولايات المتحدة عليها، وربما ستقلص هامش المناورة العسكرية المتاح لها، كما تفعل اليوم، وربما أكثر.
لن تؤدي هذه الدينامية إلى سقوط الحكومة فوراً، لأن المعسكر الرسمي لا يشكل عنصراً أساسياً في ائتلاف نتنياهو، لكن من دون انضمام لاعبين آخرين، مثل ليبرمان [حزب إسرائيل بيتنا]، وساعر [حزب أمل جديد]، فإن هذه الحكومة يمكن أن تتدحرج إلى الانتخابات ككرة الثلج، في ظل ضغط شعبي متزايد.
المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية