الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

الحرب الكونية ضد الشعب الفلسطيني

إسماعيل جمعه الريماوي *

بمنتهى الصفاقة والانحياز الأعمى ، تعلن عواصم دول غربية انحيازها ودعمها غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الهمجي على قطاع غزة المحاصر، ليكون ذلك الدعم بمثابة الضوء الأخضر للاحتلال من أجل ارتكاب المجازر بحقّ أهلنا في غزّة المحاصرة .

الانحياز الكامل:

الولايات المتحدة وبريطانيا و غيرها من دول غربية أعلنوا فور بدء المواجهات دعمهم المطلق وانحيازها الكامل للاحتلال الإسرائيلي، بل أن أمريكا أمرت بتوجّه سفنها الحربية وحاملات الطائرات إلى البحر المتوسط ، عدا عن إعلانها تزويد الاحتلال بالأسلحة التي قد تلزمه في الهجوم على المدنيين!

وانعكس هذا الدعم الغربي العلني فورا على الأهل في غزة، إذ كثّف الاحتلال عدوانه على القطاع وقصف المباني السكنية بشكل غير مسبوق، ليرتقي منهم الآلاف من الشهداء والجرحى ، الغالبية الساحقة منهم مدنيون وأطفال.

أصل الصراع:

الغرب لم يعد إلى التاريخ وأصل الصراع المتمثّل بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، كما لم يُعلّق أيّ منهم على الاقتحامات التي كانت تمارسها قوات الاحتلال للمسجد الأقصى والتنكيل بالنساء والأطفال والشيوخ، ولم يلتفت إلى فلسطين إلا بعدما قرر الفلسطينيون الردّ على ممارسات الاحتلال الوحشية في طوفان الأقصى وكان التاريخ توقف هناك .

وللأسف لا زالت المواقف العربية المتخاذلة لا ترقى إلى مستوى ما يحدث الآن في غزة من جرائم إبادة ضد المدنيين بل إن الغالبية العظمى من الحكومات العربية تحدثوا عن التهدئة والتسوية ووقف العمليات والتصعيد دون التعبير عن الدعم المطلق للفلسطينيين وحقهم في مقاومة المحتل والدفاع عن الارض و المقدسات .

الأنظمة العربية:

الأنظمة العربية اكتفت بالإدانات والحديث عن ضرورة «وقف التصعيد» والبحث عن تسوية، وإصدار بيانات ظلّت في المنطقة الرمادية و الخجولة ومنها من دعم الاحتلال وبلا استحياء.. فكانت قيمتها صفرية إن لم تكن سلبية!

الموقف الأمريكي ومعه مواقف الغربية لم يكن مفاجئا للشعوب العربية التي كانت تلمس الانحياز الغربي الكامل للاحتلال، لكنها في هذه المرّة جاءت علنية وعملية، وهو ما يستلزم تحرّكا عربيا رسميا وشعبيا بعيدا عن لغة الدبلوماسية الناعمة التي تضرّ ولا تنفع في مثل هذه الحالة.

حماية الشعب:

الحقيقة التي يجب أن لا نغفلها أن العرب، يستطيعون ويملكون القوّة لحماية الشعب الفلسطيني، والوقوف في وجه الغطرسة الأمريكية والغربية؛ لدينا شعوب تواقة لتحرير أراضينا المحتلة، و أن تزوّد العالم بأكثر من ثلث حاجاته من الوقود، وتملك أكثر من نصف احتياطي الكرة الأرضية من النفط، بالإضافة لكون الدول العربية تعتبر قوة اقتصادية لا يُستهان بها، كما أنها تحيط بالكيان الصهيوني من كلّ جانب.

بل وصل بالأمة أن تخذل اهلنا في قطاع غزة ، و بذلك تشارك في الحرب الكونية ضد شعبنا ، فالكيان المحتل قرر قطع الماء والكهرباء ووقف إمدادات الغذاء والدواء عن قطاع غزة ، وهو بذلك يرتكب جريمة إبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم أجمع، دون رادع أخلاقي أو قانوني أو عسكري فيما لم تستطع الحكومات العربية أن توصل شاحنات المساعدات إلا عبر الضوء الأخضر الإسرائيلي ..

حرب الإبادة:

حرب الإبادة التي تمارسها حكومة الكيان الصهيوني ضد شعب أعزل، جاءت بموافقة دولية من القوى الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، في ظل الصمت العالمي وغياب الضمير الإنساني عما يحصل للشعب الفلسطيني من مآس على أرض وطنه وهم بذلك شركاء في حرب الإبادة هذه.

ويسعى الاحتلال الصهيوني لاقتلاع الشعب الفلسطيني وتهجيره من ارضه وإحلال المستوطنين مكانهم، فما هو مطلوب من الأمة العربية حكومات وشعوبا الانتصار لأهل فلسطين والتحرك لوقف حرب الابادة التي أعلنها الكيان الغاصب بوصفه كيانا إرهابيا متعطشا للقتل والإرهاب.

وان الإدارة الأمريكية متورطة في هذه الحرب الكونية على الشعب الفلسطيني وفي حرب الإبادة هذه ضد أهلنا في قطاع غزة، فهي مشاركة في الحصار، وهي مشاركة في العدوان وهي الآن من يضغط من أجل تهجير السكان الى خارج القطاع لكي يتم الاستفراد بالمقاومة ، نحن لا نعول على الموقف الأمريكي أبدا ولا نعول على صحوة الضمير الأمريكي، أمريكا هي الشر المطلق في هذه المنطقة وفي هذا العالم، أمريكا هي التي تدعم هذا الكيان الغاصب منذ أن نشأ ولولا وجود أمريكا ودعمها العسكري والمالي والسياسي لانهار الكيان الصهيوني منذ زمن، لذلك أمريكا وضعت نفسها في خانة أعداء الشعب الفلسطيني وفي خانة أعداء الأمة بشكل عام .

* كاتب فلسطيني

المصدر: القدس العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.