عزام القصير *
في ظروف الحرب والفوضى وعدم الاستقرار، يشعر الجميع بخطر وتهديد وجودي. وفي ظل غياب الدولة ومؤسساتها الحكومية المحايدة التي من المفترض أن تكون ملاذًا للمضطهدين وطرفًا محايدًا يسهر على إقامة العدل بصورة متساوية، يلجأ الأفراد إلى التعاضد ضمن تجمعات طائفية أو دينية أو عشائرية أو عرقية، لحماية أمنهم وتعزيز شعورهم بالأمان. في حالة العرب السنّة، أدى تراكب المظلومية السنية والمظلومية العربية إلى نشوء وعي هوياتي عربي-سنّي، يسعى للتعبير عن ذاته سياسيًا، مستفيدًا من تخلخل أركان الدولة الوطنية وتراجع قوة جذب المراكز الإدارية والسياسية في العراق بعد 2003، ولاحقًا في سورية بعد 2011.
السنّة في المشرق العربي: من عقلية الأمة إلى عقلية الطائفة
إن تحوّل السنّة إلى طائفةٍ تفكّر بطريقة “أقلياتية”، وتسعى لتعزيز التضامن والانسجام بين مكوّناتها، كان من أبرز نتائج ضعف الهويات الوطنية وغياب الأمن وترسّخ السلطوية في دول المشرق العربي. ونتج عن ذلك تقوية الإحساس بالهوية السنّية، وتزايد التركيز على التنافس مع الآخر، وهو الأقليات الدينية والمذهبية في المنطقة. فضِمن مناخٍ سياسي عام مصبوغ بالطائفية السياسية، ساد اعتقاد بأن مصير السنّة في خطر دائم، تحت وطأة مطامع الطوائف الأخرى وتزايد قوتها وحظوتها من السلطة وتلقيها الدعم الإقليمي والدولي. بالطبع، ليس ترسّخ الهوية السنية استثناء، فقد شمل ذلك مختلف الهويات الطائفية والإثنية في المشرق العربي[1]. لكنّ ما يميز الحالة السنّية هو الانتقال من التفكير بعقلية الأمة إلى عقلية الطائفة[2]. في هذا السياق، غالبًا يعبّر مفهوم الأمة عن حقيقة موضوعية وأمر واقع لا يتعرّض لخطر وجودي داهم. فالأمة، وفق الفهم الشائع للمفهوم، هي كيان ضخم عدديًا، ومنتشر جغرافيًا، وقادر على أن يستوعب التنوع. في المقابل، تعيش الطائفة في حالة تهديد وتنافس مع طوائف أخرى، ومصالحها مهددة باستمرار. تدفع حالة الخطر والقلق الوجودي المستمر أبناءَ الطوائف إلى التضامن وتبني سرديات مشتركة، وحماية تراث الطائفة وذاكرتها وقيمها وعاداتها، وتأكيد تمايزها بحيث لا يتم ابتلاعها من الطوائف أو المجموعات المنافسة.
تحدّث عزمي بشارة، في كتابه “الطائفة، الطائفية، والطوائف المتخيلة”، عن تحوّل السنّة في العراق إلى طائفة متخيّلة، بعد عام 2003. وأعتقد أن هذا التحوّل تسرّب إلى دول الجوار، وإلى سورية بعد عام 2011 على وجه التحديد؛ فنتج عن ذلك جماعة عربيّة سنّية متخيلة عابرة لحدود المشرق العربي، تنبني على مظلومية وشعور بالاغتراب والتهميش المتعمّد. فبعد أن اقتصرت “المسألة السنّية” على السياق العراقي اللاحق لسقوط النظام البعثي، والمرتبط أيضًا بظروف العراق الموضوعية، ومنها تاريخه وديموغرافيته وتوازنات القوى فيه، امتدّت الأزمة عبر الحدود تدريجيًا لأسباب عدة: أولًا، توظيف الانتماءات الطائفية في التنافس الإقليمي، خاصة بين إيران والسعودية بعد انطلاق ثورات الربيع العربي[3]. ثانيًا، انتشار الخطاب الطائفي عبر وسائل الإعلام وعلى مواقع ومنتديات الإنترنت، ثم على وسائل التواصل الاجتماعي[4]. ثالثًا، تبنّي العديد من التنظيمات الإسلامية المسلّحة خطاب المظلومية العربية السنّية، وتوظيفها له في حملات الدعاية والتجنيد.
ينسجم ذلك “العبور الهوياتي” مع الفكرة التي يطرحها بشارة، بخصوص أننا “نتعامل عادة مع الطائفية السياسية والنظام الطائفي بوصفهما ظاهرتين في إطار الدول، وليستا عابرتين لها، لكن الطائفية السياسية قد تسخّر الرابط الطائفي العابر الدول لتوثيق روابط تضامنية، أو لغرض التدخل في دول أخرى”[5]. لكن خطاب المظلومية العربية السنّية العابرة للحدود لم يتبلور إلا بعد تحوّل الاحتجاجات الشعبية إلى صراع مسلّح، وانكشاف الانقسامات الفئوية في سورية في عام 2011، تحت وطأة عنف النظام المنفلت والتدخلات الخارجية من قبل دول وتنظيمات، فبدأ عندها التأسيس لجماعة عربية سنّية متخيلة ممتدة على اتساع المشرق العربي.
أفرز الظرف التاريخي في المشرق العربي خلال العقدين الأخيرين تمايزات فرعية أخرى -غير تطييف الانتماء السنّي- أفضت إلى تبلور مفهوم العرب السنّة وتسييسه. نذكر منها أولًا تمايز العرب السنّة قوميًا عن الكرد السنّة والتركمان السنّة وغيرهم، إذ اقتضى السياقان العراقي والسوري حصول شرخ سنّي- سنّي. أما التمايز الثاني، فكان في تمايز العرب السنّة عن العرب الشيعة، وبخاصة مع تصاعد العنف الطائفي والانتقامات في العراق بين عامي 2006 و2008، وقد كانت تصنيفات من قبيل “عرب سنّة” و”شيعة عرب” موجودة ومستخدمة من قبل، لكنّ ما حصل، مع تخلخل البنية السياسية وتهتّك نسيج الهوية الوطنية العراقية، هو اتضاح حدود ومحددات تلك الانتماءات، وتزايد الاستقطاب الاجتماعي خلفها، وتزايد حضورها خطابيًا وتنظيميًا في مناخ سياسي ميزته الأساسية هي الطائفية السياسية.
تقوم السردية الحالية التي نشأت في أعقاب احتلال العراق على فكرة أن السنّة من العرب في المشرق العربي معرضون لخطر كبير لا يمسّ فقط مميزاتهم وصلاحياتهم السياسية، بل يهدد كيانهم ووجودهم في المنطقة. ضمن تلك السردية، مصدر الخطر الداهم هو إيران الشيعية وحلفاؤها المحليون من جهة، والقوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة وحلفاؤها من جهة ثانية. فغالبًا ما تَشغل إيران مكانة مركزية في التأطيرات السائدة للمظالم العربية السنّية، ويربط الحركيون الإسلاميون مظالم العرب السنّة في العراق وسورية، بحيث تبدو أزمة واحدة متصلة ونتيجة لخطة إيرانية لإنشاء “هلال شيعي” يدفع جميع السكان السنّة في المنطقة إلى التشيّع. أصبحت هذه الفكرة حجر زاوية في دعاية الحركات الإسلامية، وقد تعززت بصورة مترافقة مع تمتين العلاقات بين النظام الإيراني والنخب الحاكمة في سورية والعراق، فضلًا عن تزايد قوة ونفوذ الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في لبنان واليمن، إضافة إلى سورية والعراق[6]. وبالتالي، أصبحت مواجهة التحدي الذي يفرضه التوسع الشيعي الفارسي الإيراني قضية جامعة للغالبية العظمى من العرب السنّة، مما أسهم في إضفاء شيء من المصداقية والمقبولية على خطاب الحشد والتعبئة الذي تبنته تنظيمات كجماعة الإخوان المسلمين وحتى بعض الجماعات الإسلامية المسلحة.
عرب سورية السنّة:
بُعيد التحاق سورية بدول الربيع العربي، أتاح انزلاق الدولة السورية نحو الحرب الأهلية تحرّر الخطاب الطائفي وسياسات الهوية من السياق العراقي. ومع انكشاف التناقضات الاجتماعية والسياسية، التي لطالما سعى النظام السوري لضبطها واحتوائها عبر القمع والترهيب[7]، تحوّلت الطائفية من النمط الاجتماعي اليومي المبطن إلى النمط المنظم الصارخ والساعي للتعبير عن ذاته في الحيز السياسي، خطابيًا وحركيًا[8]. وترافق ذلك مع تزايد الجماعات والتنظيمات الإسلامية المسلحة التي وجدت في انتشار الاحتقان الطائفي فرصةً يمكن استغلالها لتعميم خطابها الأيديولوجي، وإقناع وتجنيد المزيد، محليًا وخارجيًا؛ فشهدت هذه المرحلة تركيز اهتمام الخطاب الحركي الإسلامي على العداء للأنظمة المحلية “المتحالفة مع الأقليات”، وفي مقدمتهم الشيعة.
في سورية، لا يمكن فصل النجاح الأولي الذي حققته “جبهة النصرة” والفصائل الإسلامية المسلحة الأخرى، مثل “حركة أحرار الشام” الإسلامية، عن وجود مظالم طائفية وقومية طويلة الأمد. فقبل عام 2011، كانت سورية تشهد تزايدًا في مشاعر التضامن بين أفراد المكون الاجتماعي السنّي العربي، وكان ذلك في الغالب ردًا على الغزو الأميركي، وما تبعه من تصاعد العنف الطائفي في العراق المجاور. وظهرت بوادر صعود هوية عربية – سنّية عابرة للحدود، بعد وقت قصير من غزو العراق. فعلى سبيل المثال، بدأت أحداث ما يعرف بالتمرّد الكردي في عام 2004 بعد مباراة كرة قدم بين نادي الفتوة من دير الزور ونادي الجهاد من القامشلي، حيث رفع مشجعو الفتوة صورًا لصدام حسين، وهتفوا مشيدين بالزعيم المتهم بشن الهجمات الكيميائية الشهيرة على (حلبجة) وعدد من البلدات الكردية الأخرى في شمال العراق في عام 1988[9]، وتصاعدت الاشتباكات في القامشلي، وتحوّلت إلى تمرد كردي، لكنّ النظام السوري سحقه بقتل واعتقال مئات الأكراد، وكذلك بتزويد العديد من العشائر العربية السنّية بالأسلحة في محافظات دير الزور والرقة، وخاصةً في الحسكة[10]. فنجح النظام السوري جزئيًا في تحويل الغضب الكردي، الذي كان موجهًا نحو النظام الحاكم وسياساته التمييزية، إلى توتّر أهلي عربي كردي في المناطق الشمالية الشرقية. واستمر الاستقطاب بعد ذلك، وأسهم استمرار التوترات العرقية بين الأكراد والعرب في زيادة التقارب بين العرب السنّة في سورية، ولا سيّما في المناطق المتاخمة للعراق. تعزز ذلك أيضًا مع تزايد التواصل بين أبناء العشائر العربية القاطنة على جانبي الحدود العراقية-السورية، حيث أقدم العديد من أبناء العشائر السورية، وبخاصة من محافظة دير الزور، على الانتقال إلى العراق لقتال القوات الأميركية[11]. لاحقًا، اختلط الفرز العربي- الكردي مع مناخ الانقسام الطائفي السنّي- الشيعي، الذي ازداد بُعيد انطلاق ثورات الربيع العربي، فكان من أبرز مخرجاته تَبلور هوية “عربية سنّية”.
بعد آذار/ مارس 2011، تصاعدت مشاعر الاغتراب والغبن بسرعة، بين العديد من العرب السنّة في سورية. ويرجع ذلك إلى حدّ بعيد إلى الحملة الشرسة التي شنّها النظام على التظاهرات السلمية، التي كان معظمها في مناطق ذات أغلبية سنّية. وإن حقيقة أن سورية دولة ذات أغلبية سنّية تحكمها عائلة الأسد العلوية أسهمت في تسهيل انتشار التأطيرات الطائفية للوضع المتفاقم، وبخاصة بين صفوف غير القادرين على تفكيك المشهد السياسي والاجتماعي المعقد وفهم طبيعة وأدوات وأولويات النظام الحاكم في سورية.
يرى الباحث خضر خضور أنّ من نتائج الصراع في سورية تفرّق وتنافس الانتماءات الإسلامية السنّية، ويميّز بين شكلين رئيسيين هما النمط الراديكالي المنتشر في مناطق المعارضة، والنمط المهادن الخاضع للسلطة السياسية والذي ينتشر في مناطق سيطرة النظام[12]. ويرى الباحث أن كلا النمطين السائدين من مظاهر توظيف وتسييس الدين خلال سنوات الصراع. وبالفعل، أدى الصراع إلى إعادة تشكيل الهوية الإسلامية السنّية عبر تفكيكها إلى عدد من الهويات الفرعية المتنافسة والمتميزة من حيث تعاليمها وتوزعها الجغرافي، لكن ذلك التوصيف يبقى قاصرًا، ما لم يُتبع بإشارة إلى محاولات طلاء اللوحة العربية السنّية المتعددة المذاهب والتقاليد بلون أيديولوجي واحد عابر لحدود الأقاليم والدول، ويسعى للحضور بقوة في الفضاء العمومي، وعلى مسرح السياسات الإقليمية في المشرق العربي. تقوم محاولات الأدلجة تلك على صياغة مظلومية سياسية واجتماعية واقتصادية، لا على توحيد المحتوى الديني والمذهبي للهوية السنّية. ووفقًا لذلك، يتم تأكيد أن الظلم الواقع على السنّة يستهدفهم جميعًا، ولا يميّز بين سلفيّين دعويين وحركيين وصوفيّين، ولا يعبأ بمدى إيمانهم أو التزامهم بعقيدة أهل السنّة والجماعة.
في سياق متصل، تسيطر اليوم “الإدارة الذاتية” على نحو ثلث الأراضي السورية المتمثلة بمنطقة شرق الفرات بمحافظاتها الثلاث، الرقة ودير الزور والحسكة، التي يقطنها أكراد وعرب. على الرغم من أن الإدارة الذاتية تدّعي كونها تمثّل العرب والأكراد بصورة عادلة، فهي في الواقع كردية بامتياز، إذ إن مفاصل القوة والتأثير متركزة بيد عدد من القيادات الكردية. وهو ما يُبقي التوتّر بين المكونَين العربي والكردي قائمًا. ينقل الباحثان عصام حسن وإليزابيث تسوركوف عن أحد الناشطين العرب من دير الزور وصفه المستشارين الأكراد في الهيئات التي يتولى العرب رسميًا قيادتها، بأنهم “العلويون الجدد” كنايةً عن السلطة العملية الممنوحة لهم[13]. وهي فكرة قريبة من تلك التي يُعبّر عنها زعيم إحدى القبائل الكبيرة في دير الزور بقوله: “يأتون من الجبال [جبال قنديل] ويحاولون أن يحكموا مناطقنا التي لا يفهمون طبيعتها”[14]. تلك تعبيراتٌ عن مشاعر التهميش المنتشرة بين سكان المنطقة من العرب السنّة، وهي نابعة من إحساسهم بمظلومية تاريخية مستمرة، فمن قبل كانت على يد العلويين لأنهم سنّة، والآن على يد الأكراد لأنهم عرب.
في الآونة الأخيرة، عادت مظاهر الاحتجاج لتطفو على السطح، مع ما سُمّي “انتفاضة العشائر” ضد “قوات سوريا الديمقراطية” في مناطق شرق الفرات[15]. فكانت سرعة حدوث تلك الهبة الشعبية وعفويتها دليلًا على الاحتقان المجتمعي المتراكم لسنوات، وتعبيرًا عن سخط أبناء العشائر العربية السنّية ضدّ استفراد المكون الكردي بمفاصل القوة وصنع القرار محليًا، بدعم مستمر من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
إذًا، إن تبلور الهوية الطائفية السياسية للعرب السنّة حدث في العراق، في المرحلة التي تلت سقوط نظام صدام حسين، ثم تسربت تلك الظاهرة تدريجيًا خارج حدود العراق، نتيجة انتشار الخطاب الطائفي على وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت وتوظيف ملف الطائفية في التنافس الإقليمي، ولكنها لم تتحول إلى هوية سياسيّة عابرة لحدود المشرق العربي إلا بعد الحملة الشرسة التي شنّها النظام السوري على التظاهرات السلمية التي انطلقت في آذار/ مارس 2011. وبُعيد انطلاق ثورات الربيع العربي، تمت صياغة مظلومية عربية سنّية ممتدة جغرافيًا وتاريخيًا، تُصوّر العرب السنّة ضحايا في منطقة تهيمن عليها إيران ووكلاؤها المحليون من الشيعة والعلويين. وما جعل ذلك ممكنًا هو غياب خطاب وطني مشترك، وفشل الدولة في بناء هوية مواطنية جامعة تستوعب جميع الانتماءات الفرعية ولا تصطدم بها أو تتنافس معها، فكانت النتيجة أن بات الآخر المختلف، طائفيًا أو دينيًا أو عرقيًا، مصدرَ خطر وتهديد، عندما تراجعت سلطة الدولة. فأصبح الشيعي منافسًا سياسيًا للسنّي، والكردي منافسًا سياسيًا للعربي، وبالعكس.
………..
هوامش:
[1]. للمزيد حول ظروف انقسام المجتمع العربي العراقي بعد عام 2003 لطائفتين متخيلتين هما السنة والشيعة، يُنظر: عزمي بشارة، الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيلة (بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2019)، ص728-732
[2]. تجدر الإشارة إلى أن إحدى العبارات المتداولة شعبيًا بين بعض السنّة في المشرق العربي هي “السنة هم الأمة، والباقي طوائف”. أكد عدد من الباحثين المستطلعة آراؤهم شيوع وقِدم هذا الفهم العام للجماعة السنّية الذي يصورها كبحر واسع يضمّ جزرًا من الأقليات المذهبية والطائفية. في سياق متصل، يرى إميل بدارين أن التداخل بين مفهومي الأقلية والطائفة قد يكون مردّه إلى شيوع فكرة أن الطائفة الأكبر تجسد عصب الأمة، كما في حال الطائفة السنّية في معظم الدول العربية، والطائفة الشيعية الإثني عشرية في إيران. للمزيد، يُنظر: إميل بدارين، من الطائفية الاجتماعية إلى الطائفية السياسية، في: مجموعة مؤلفين، المسألة الطائفية وصناعة الأقليات في الوطن العربي (بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2017)، ص129-153.
[3]. المرجع نفسه، ص386-387
[4]. For more details, refer to: Khaled Hroub (ed.), Religious Broadcasting in the Middle East (London: Hurst & Co., 2012).
[5]. عزمي بشارة، طروحات حول المسألة الطائفية: إطار نظري، في: مجموعة مؤلفين، المسألة الطائفية وصناعة الأقليات في الوطن العربي (بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2017).
[6]. John Raine. “Iran, Its Partners, and the Balance of Effective Force”, War on the Rocks, 18/03/2020, date accessed: 04/07/2020. Available at: https://bit.ly/2DoQK6v
[7]. اتبع نظام الأسد الأب سياسة تفريغ الفضاء العام من أي حديث عن الأديان والطوائف والتناقضات المجتمعية والتوترات الأهلية، مقابل سعيه لفرض خطاب أيديولوجي موحد وشعارات عامة تتغنى بالقومية العربية وتمجد القائد. يمكن القول إن تلك السياسة صبغت حكم البعث منذ انقلاب 1963، ولكنها تبلورت بوضوح نهاية السبعينيات مع تصاعد العنف والخطاب الطائفي جراء انتفاضة الإخوان المسلمين ولاحقًا بعد ارتكاب النظام مجزرة حماة في 1982. نجحت تلك السياسة في إخفاء الاحتقان الطائفي مؤقتًا، لكنه عاد وظهر بوضوح بمجرد أن ضعفت قبضة النظام بعد ثورة 2011.
[8]. في هذا الخصوص، يُقدم فنر حداد إطارًا نظريًا يُميز بين ثلاثة أنواع من الطائفية هي: أولًا (banal sectarianism)، وهو ما قد يقابله بالعربية مصطلح الطائفية العادية أو المبتذلة. ثانيًا (passive sectarianism)، وتعني الطائفية السلبية. وثالثًا (assertive sectarianism)، وتعني الطائفية التقريرية أو التأكيدية. للمزيد، يُنظر:
Fanar Haddad, Sectarianism in Iraq: Antagonistic Visions of Unity (London: Hurst & Co., 2011); and: Raymond Hinnebusch, The sectarianization of the Middle East: transnational identity wars and competitive interference, Project on Middle East Political Science (POMEPS), vol. Studies 21, pp. 71-75.
[9]. Haian Dukhan, State and Tribes in Syria, p.113.
[10]. Fabrice Balanche, Sectarianism in Syria’s Civil War (Washington DC: The Washington Institute for Near East Policy, 2018), P.89.
[11]. Haian Dukhan, State and Tribes in Syria, p.112.
[12]. Kheder Khaddour, “Localism, War, and the Fragmentation of Sunni Islam in Syria”, Series on Political Islam, Carnegie Endowment for International Peace, 2019. Available at: http://www.jstor.org/stable/resrep20968
[13]. Elizabeth Tsurkov and Esam al-Hassan, “Kurdish-Arab Power Struggle in Northeastern Syria”, Sada, Carnegie Endowment for International Peace, 24 July 2019. Available at: https://carnegieendowment.org/sada/79542
[14]. المرجع نفسه
[15]. مناف الحمد. انتفاضة العشائر في شرق سورية، مركز حرمون للدراسات المعاصرة، 11/09/2023. رابط: https://tinyurl.com/y6whth66
ـــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــ
* باحث في شؤون الحركات الإسلامية وقضايا التحديث السياسي في العالم العربي
المصدر: مركز حرمون