أحمد دمشقي *
تشهد سورية بشكل عام ودمشق بشكل خاص نقص حاد في مادة الخبز نتيجة تخفيض كميات الطحين المخصصة للأفران، ومنذ أكثر من ٤٥ يوماً ازداد الازدحام على الافران بشكل لا يطاق بالنسبة للمواطنين، مع العلم أن جودة الخبز انهارت منذ سنوات نتيجة نوعية مادة الطحين ونوع الخميرة وسوء حالة الأفران الفنية… الخ.
وبشكل عام فإنه لا يوجد مبررات لهذه الأزمة سوى المزيد من الإذلال والإهانة و إلهاء المواطنين بالبحث لساعات عن لقمة الخبز التي باتت بسعرها الحكومي الشيء الوحيد الذي يمكن تناوله خارج الغلاء الذي طال كل مرافق الحياة للسوريين، من غذاء ودواء ونقل ومحروقات وضرورات الحياة المختلفة.
ومع عدم رفع أسعار الخبز إلا أنه قد وصل سعر صرف ربطة الخبز الخميس حتى5000 ليرة سورية لربطة الخبز الواحدة المكونة من 7 أرغفة ممسوخة وبمنظر أحياناً غير لائق، مما يعني أن الخبز للكثيرين الذين لا يريدون ” البهدلة ” بالوقوف لساعات أمام الأفران، أصبح سعره بسعر الخبز السياحي مع الفارق في الجودة وفي كيفية بيع الخبز الحر الذي يتم تداوله بين الباعة وبعد متعهدي الأفران بشكل غير صحي أحياناً وبعيداً عن الجودة والنظافة.
مادة الخبز تمثل صورة من صور القهر الذي يعيشه المواطن السوري والذي بات يصارع الغلاء بلا جدوى، حيث أن ” الدولة ” باتت تدير أمور المواطنين بعقلية المافيات والقطاعات، ولا تعني مآسي المواطنين أي شيء لمراكز القرار داخل نظام الحكم، ونرى مع كل مأساة توالد لمأساة أكبر منها، فبعد كل المآسي في الوضع السياسي نرى السلطة تُعطي الأوامر لرفع الأسعار بلا هوادة، فتم رفع سعر الاتصالات والكهرباء والمستوردات والأغذية رغم ثبات سعر صرف الليرة المنهارة أمام الدولار نسبياً في آخر شهرين.
و يقول الناس: أن الحرب على غزة والجوع في دمشق، وشماعة دعم ما يسمى محور المقاومة تُرخي بظلالها على تبريرات السلطة وانعتاقها عن جوع المواطنين….
* ناشط سوري مقيم في دمشق