الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

كتاب «في الفكر السياسي»؛ (الجزء الأول).. الحلقة الثامنة

 (الحرية أولاً) ينشر حصرياً الكتاب المفقود «في الفكر السياسي» بجزئيه، للمفكرين “الأربعة الكبار”، وهذه الحلقة الثامنة من الجزء الأولالستالينية والمسألة القومية(1). مقدمة.. بقلم الأستاذ “الياس مرقص”

 

الستالينية والمسألة القوميةالياس مرقص

(1). مقدمة:

    نشرت جريدة «الأخبار» البيروتية في عددها الصادر بتاريخ 15 تموز 1959 مرة أخرى، مقال ستالين «في تعريف الأمة» الصادر عام 1913.

    وقد كان هذا المقال شرارة أولى تبعتها سلسلة من الخطب والمقالات والكراسات من تأليف خالد بكداش وجورج حنا ونسيب نمر.

    ومن الجدير بالملاحظة أن مؤلفات ستالين النظرية أصبحت مُهملة لدى معظم الأحزاب الشيوعية في العالم. حتى الأحزاب المُغرقة في الستالينية تفضل غالباً اتباع النهج الستاليني دون الإشارة إلى ستالين نفسه ودون الاستشهاد بكتاباته.

    نقول هذا وأمامنا كتيب الدعاية الصادر عن دار النشر باللغات الأجنبية في موسكو، ويعرض أسماء المؤلفات المقرر صدورها عن هذه الدار العام 1958. نرى في هذه اللائحة أسماء عشرات المؤلفين: ماركس وانجلس ولينين وبيلخانوف وعدد كبير من الكتاب الأقل شأناً، ولكننا لا نجد بينهم اسم ستالين؛ إن موسكو لم تنشر كتاباً واحداً لستالين في الآونة الأخيرة، لا باللغة الإنكليزية ولا الإسبانية ولا الهندية أو العربية أو غيرها. يبدو أن موسكو لم تعد مقتنعة بقيمة مؤلفات ستالين.

    ولكن تلك ليست وجهة نظر زعماء الأحزاب الشيوعية الانتهازية في سورية ولبنان والعراق.  فمؤلفات العهد الستاليني تشكل المتاع الفكري الرئيسي لهذه الأحزاب.

    وتحتل المكان الأول في هذا المتاع الفكري بعض أبحاث ستالين حول المسألة القومية، وبوجه خاص تعریف ستالين الشهير للأمة.

ويظهر التعريف الستاليني للأمة كالمرتكز النظري لسياسة هذه الأحزاب أيا كانت التقلبات التي تطرأ عليها بصورة دورية.

    فعندما يقول خالد بكداش بعدم وجود أمة عربية وباستحالة وجودها (۱۹۳۹) إنما يعتمد على تعريف ستالين.

    وعند ما يقول بوجود أمة عربية تتوفر فيها جميع مقومات الأمة ولا ينكر وجودها إلا الصهيونيون والقوميون السوريون (1955- 1956)، فهو يعتمد أيضاً على تعريف ستالين.

    وعند ما ينفي من جديد توفر عدد من مقومات الأمة في العرب (1959)، فهو يعتمد في هذه المرة ايضاً على تعريف ستالين.

    وعندما يقول نسيب نمر بـ«الأمة العربية الخالدة»، وجورج حنا بـ«الأمة اللبنانية والأمة العراقية والأمة المصرية» (1959) فكلاهما يستند كلامه على نظرية ستالين.

    وعندما يقوم أحد مشاهير «القضاة» في محكمة بغداد بالتهجم على «القومية المزيّفة»، والدعوة لـ«القومية العلمية»، فانه يقصد بهذه «القومية العلمية» تعریف ستالين للأمة ونظرية ستالين في المسألة القومية.

    حقاً إن وجود الأمة العربية- ووجود الأمم بشكل عام- حقيقة راسخة فوق التعاريف والنظريات، إلا أن ذلك لا يقلل في شيء من وجوب تعرية النظريات المعادية للقومية العربية وفضحها واستئصالها من الجذور.

    ولئن كانت انحرافات خالد بكداش وصحبه غالباً ما تتجاوز نظرية ستالين إلا أن نظرية ستالين تنطوي أصلا على بذور الانحراف.

    فما هي حقيقة هذه النظرية ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع.. الحلقة التاسعة بعنوان: (2). تعريف ستالين للأمة وواقع الشعوب؛ بقلم الأستاذ “الياس مرقص”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.