علي حبيب الله *
حطين منكوبة اليوم… فالباقي عليها من حِجارة خاناتها الأربعة قد خانها الزمان، واجتمع على جدران جامعها الشوك والهشير، وحتى قبة النصر التي بناها الأيوبي باقية إلى يومنا بعض معالمها بلا نصير أو بشير… ما من قرية في البلاد بقيت محتضنة بحكايا الزمان ومسكونة بخبايا المكان، مثلما كانت حِطين، فقد ظلت القرية مقرونة في ذاكرة الأمة بقرونها، قرون حطين حيث كسر صلاح الدين الأيوبي هيبة الصليبيين عندها، صبيحة يوم السبت من 25 ربيع ثاني سنة 583هـ/1187م، ومما خلّده الحِطيني حادي قرية حِطين عن تلك المعركة بيت عتابا قال فيه:
أنا الـ ع أوراق الحب ماضي
وما بنسى الزمان لو صار ماضي
صلاح الدين يا ابو سيف ماضي
بقرن حِطين طاب الموت طاب..(1).
وقرون حطين هو عبارة عن جبل بركاني يرتفع 326 مترا عن سطح البحر وله قمتان مما جعل العرب يطلقون عليه اسم قرون حطين.
إلى الغرب من مدينة طبريّة، وعلى بعد 9 كم، تقع قرية حطين المهجرة، تحد حطين من شمالها مضارب عرب المواسي وبدو الوعرة السوداء أو قرية الأمير كما سمّاها بعض أهالي حطين، وقرية عيلبون من غربها، بينما إلى الشرق تحدها قرية المجدل التي تفصلها عن طبريّة المدينة، بينما قريتا نمرين ولوبية تقعان للجنوب منها.
كانت لحطين طريقان موصلين إليها تاريخيًّا، الأولى، طريق طبريّة – الناصرة، فالقادم من طبريّة وعلى بعد كيلو متر واحد عند أول مفرق في مدخل إلى اليمين عبر مقام النبي شعيب يمكن وصول القرية، بينما الطريق الأخرى، فهي للقادم من الناصرة جنوبًا مرورًا بمفرق بوريا، ومنه شمالًا عبر طريق كان ترابيًّا وصولًا إلى حطين.
في اسم حِطين:
مما يُذكر، أن الكنعانيين قد توطنوا القرية منذ القرن الثالث قبل الميلاد، وأطلقوا عليها اسم “كفار حطيم” أي كفر الحنطة، وذلك لشهرة القرية من قِدمها بزراعتها، بينما عُرفت في العهد الروماني باسم ” كفار حِطايا – Kfar Hittaya(٢)، غير أن المقريزي صاحب كتاب الخطط ينسب حطين في اسمها إلى المَديني حطين أو حطي بن الملك أبي جاد، حيث يقول المقريزي “ومَلكَ حطين هذا أرض مصر بعد موت أبيه، وكان صاحب حرب وبطش، وكان ينزل بقلعة في جبال الأردن قريبًا من طبريّة، وإليه تنسب قرية حطين التي بها قبر شعيب بالقرب من صفد”(3).
وفي رأي آخر ينسب البعض حِطين إلى الحثّيين الذين نزلوا قريتي “حتّا” من أعمال غزة، و”حطين” من أعمال طبريّة، وإلى الحثيين تُنسب حِطين في اسمها، هذا فضلًا رأي آخر ينسبُ اسم القرية لتسمية “حتا- Hatt” السريانية والتي تعني الموقع الجديد أو حديث البناء، وقد تكون نسبة لـ “Hette ” السريانية التي تعني الحنطة كذلك(4)، فيما لدى الدباغ في موسوعته اجتهادٌ يقول فيه “حِطين من الـ”حُتّ” بالضم ثم التشديد، وهي قبيلة عربية من كندة نزلت منطقة طبريّة، وخلدت اسمها في القرية(5).
غير أن كل ما كان يعرفه الحطاطنة عن اسم قريتهم حِطين مكسورةٌ حالها؛ لأنها كانت “محطة” لقوافل التجّار ومحط استراحتهم ما بين فلسطين وبر الشام(6). وقد حوت القرية في تاريخها العثماني أربع خانات حوّلها الحطاطنة بعد انكسار تركيا إلى معاصر لزيت الزيتون، ومما حفظته ذاكرة القرية عن اسمها، بيت عتابا صاحهُ أحد العابرين بحِطين معاتبًا أهلها على عدم اكتراثهم لضيافته، فقال فيهم:
صاح محمد العابر يا حِطين
عرايش فوق عالي السطح حاطين
هـذولا مـا يعـرفـوا بـ قـول حُطين
ولا ضيفِ لفا بعد غـياب…(7).
محطة الأنبياء والأتقياء:
حِطين أكبر من أن يمضي منها ماضيها، فالقرية تحتضن سيرًا لأنبياء وسرديات مرورهم بحطين، أو حَطهم فيها، فهناك، وعند قرون حطين من جنوبها أرض تُسمى ب “حِجار النصارى” بحسب تسمية كواشين الطابو، بينما أطلق عليها الحطاطنة بقاموسهم اسم أرض ” السبع كسرات” نسبة لكسرات خبز عيسى ابن مريم يوم أن أطعمها لتلاميذه فيها، إذ يُعتقد بأنها مكان الجبل الذي ألقى المسيح من عليه موعظته الخالدة “التطويبات” فصارت تُعرف بالسبع كسرات، وقد أقام هناك أتباع “كنيسة الله” نصبًا تذكاريًّا إيمانًا منهم بأن الموعظة كانت في موقعها، وليس في موقع ” كفر ناحوم” كما يُعتقد(8). وإلى الجنوب من قرون حطين ظلت “الأيكة”- نسبة إلى أهل الأيكة من قوم النبي شعيب، أحد أقدم المواقع الكفرية (الأثرية) في القرية، وعرفها الحطاطنة باسم أرض المنطار، أو ظهر السوق، ومنهم من سمّاها ” قرية العَطية”. وقد أقام فيها نبي الله شعيب، وفيها قبره، ومقامه أحد أبرز معالم حطين العربية والدينية والاجتماعية كذلك، والباقي إلى يومنا هذا بعد أن جرى تطييفه صهيونيًّا في السنوات التي تلت النكبة، حيث صارت زيارة المقام تقتصر على أهلنا من الموحدين من دروز الجليل.
ومن مقامات حطين، مقام العَجمي، ويقع في جنوب القرية على بضع مئات الأمتار من قبر ومقام النبي شعيب، وقد ذكره الرحالة أوليا جلبي باسم “تكية المُغربي” نسبة لرجل من أصل مغربي كان قد ولّاه صلاح الدين الأيوبي قيّمًا على مقام عماد الدين ومعه نحو مئة من دراويش ومتصوفة قضاء طبريّة(9)، وبالقرب من مقام العجمي، كانت مغارة “الست سْكينة” بتسكين السين، التي كن يقصدنها الحطينيات للتبرك والتشفع بها أو لإيفاء النذور عندها، وللست سكينة مقام كان معروفًا في مدينة طبريّة العربية قبل احتلالها عام 1948، إضافة إلى مقام الست زهراء الذي كان يقع أيضًا بالقرب من مقام النبي شعيب، واعتقد أهالي حطين أن الست زهراء هي إحدى بنات النبي شعيب، وقد يكون اسمها تحريفًا لـ”صفوراء” بنت النبي شعيب وزوجة النبي موسى(10).
ومن شمال حطين، “جبل المزقة” أرض الخير والرزقة، على حد قول أهالي القرية، بينما وادي الحمام موطن طيور الحمام واليمام قديمًا، هو أيضًا وادي “الخِرب والقِرب”، خِرب، منها خِربة وادي الحمام التي عُرفت لدى الحطاطنة بخربة الوريدات، وفيه خِربة إربد الشهيرة، كما ظل الحمام واديًا لماء عطش الأيام ومسقىً الأنعام، إذ يحمل الواد ماءه القادم إليه من شرقي قرية عليبون، مرورًا بخربة أم سعد والواد، وصولًا إلى قرية المجدل ثم المصب في بحيرة طبريّة، وإلى الشرق من مجرى الواد، قلعة النعلة أو قلعة ابن معن نسبة لفخر الدين المعني الثاني، الذي رمم تلك القلعة التي يعود بناؤها إلى زمن الرومان في حطين، ومن روافد وادي الحمام، رافدي الليمون والخنفور، كما يمر من وسط حطين واديان آخران، هما وادي حربوه ووادي القنّارة(11).
ولأن “مية عيون حطين موصوفة” كما ظل يتذكر أهالي حطين، فقد كثرت عيون مائها، للحد الذي كانت عيون حطين مروىً لقرى مثل لوبية ونمرين وعيلبون المحيطة بالقرية، ومن أشهر عيونها، عين “العيون” أو “عين حطين” والتي تنبع من سفح جبل قرون حطين حيث ظلت مقننة إلى أن تمر بالقرية وقسطلها ثم جامعها لتصير تُعرف ب”مية الجامع”(12)، كما في غرب القرية نبعة فوّارٌ ماؤها هي نبعة “أبو الفش”، ونبع “عين الصرّار” شمالي القرية، أما “بير مدين” فكان في جنوبي القرية عند خربة مدين، ويقال إن بنات النبي شعيب كُن يردنه(13)، هذا وفضلًا عن بصاص (برك ماء) حطين مثل “بصة الصبح” شمال حطين، و”بصة الصافح” في جنوبها، وفي الغرب “بصة خلة السعدية”.
من أيام الزيارة:
كانت حطين قرية عربية في ظل الفتح العربي للبلاد، ومسجد حطين سمّاه الحطاطنة بالجامع العمري، لأن الخليفة عمر بن الخطاب من أمر ببنائه سنة 634م بعد فتح طبريّة وبناء مسجد فيها في نفس العام(14)، غير أن القرية خلت من أهلها في ظل الحروب الصليبية، ولما هزم صلاح الدين الأيوبي الصليبيين عند قرونها، كانت حطين من أولى القرى في فلسطين التي أعاد الأيوبي توطينها، فأنزل فيها ست عائلات ظلت فيها حتى عام النكبة، وهي: السعدية، العزازمة، الشبايطة، الدحابرة، الربايحة والشعابنة(15)، إضافة إلى أسرة الإمام والتي بحسب الرواية الشفوية لأهالي حطين جاء بها صلاح الدين من صفد، وأنزلها مقام شعيب لتقوم عليه وتخدمه، وقد ظلت قيّمة عليه حتى عام النكبة سنة 1948، ومما ظل يستغربه أهالي قرية حطين هو بقاء أسرة الإمام عائلة صغيرة لا يتجاوز عددها بضعة أنفار مع العلم أنها عائلة أصيلة وقديمة في حطين(16)، هذا فضلا عن عائلات أخرى جاءت وسكنت قرية حطين خلال العهد العثماني.
ومما يُذكر، أن صلاح الدين بعد انتصاره في حطين، قد أوقف أراضي القرية على النبي شعيب بحسب الحدود التالية: من الشرق بحيرة طبريّة، ومن الغرب التينة المقبية، ومن الشمال مغارة الزطية، ومن الجنوب حجار النصرانية، وبناء المقام تم بعد معركة حطين سنة 1187م، حيث شيّد صلاح الدين عقده الأساسي وغرفة الضريح(17)، مما يبيّن لنا ذلك، أن النبي شعيب كان وقفًا إسلاميًّا، وحظوته في قلوب أهالي المنطقة كانت حظوة عربية-إسلامية متجاوزة لخصوصيته الدينية المتصلة بجماعة الموحدين الدروز الذين كانوا وما زالوا يعتبرون زيارته في أواخر نيسان من كل عام زيارة دينية بالدرجة الأولى.
كانت أفراح وأعراس حطين الشعبية كلها تقام عند المقام في النبي شعيب، فالعرس عند المقام يمنح العرس البركة والهالة والاحترام(18)، وحتى زيارة المقام في نيسان كان يعتبر الحطاطنة حضورها واجبًا عليهم، لأن المقام محسوب عليهم أصلًا، كما كانت الزيارة بمثابة موسم للتبضع التسوق وبيع المنتوج والمحاصيل فيه، فضلًا عن الفرصة التي كانت تمنحها الزيارة لشباب حطين والقضاء عموما للتلاقي والتشبب فيه أمام النساء، إذ كان للتحلق على الدبكة الشمالية والشعرواية منها هالة في يوم الزيارة، والحاج علي نمر عيسى، ظلَّ يتذكر كيف كن النسوة الدرزيات يسترقن السمع من داخل جدران غرف المقام على القوّال الذي كان يرد على لعّاب اليرغول في حلقة دبكة الشباب في ساحة المقام، إلى أن ينبعث من إحدى نوافذ المقام صوت حَجلة ابنة قرية المغار من بنات بني معروف الدروز مُرددةً على وزن الدلعونة:
لعّاب المجوز حرّك صابيعك…
يا مال الدنيا فيو ما بيعك…(19)
لتدور دائرة دبكة النساء منبعثا منها دبيك أقدامهن حُفاة من على مساطب غرف المقام.
ولم تكن تخلو زيارة النبي شعيب بأبعادها الاجتماعية من مظاهر النزاع ودب الخلاف، فمن الحوادث التي ظل يتذكرها أهالي حطين، هي تلك التي وقعت في نهاية القرن التاسع عشر عندما دب نزاع بين الحطاطنة والدروز من زوار المقام وصل إلى حد الاشتباك بالأيدي والعِصي، وقد استنجد أهالي حطين بجيرانهم من أهالي قرية لوبية، الذين تدخلوا وفضوا النزاع في حينه(20).
ومما أقامه صلاح الدين في حطين بعد المعركة فيها، قبة النصر تخليدًا لنصره على الغُزاة الصليبيين، وقد شيّدها على قرون حطين، وما تزال أُسسها قائمة إلى يوم حطين هذا، كما قام بإعادة ترميم مسجد حطين أو الجامع العمري في القرية، وأضاف إليه الخانقاه الصلاحي – نسبة لصلاح الدين – ومئذنة ما تزال باقية إلى يومنا، وهي أول مئذنة بُنيت في قضاء طبريّة منذ بداية العهد العربي – الإسلامي(21).
في عهد المماليك، غدت حطين واحدة من أهم محطات البريد المملوكي، إذ كان يأتي البريد إلى فلسطين من مصر عن طريق رفح إلى دير البلح ثم إلى الداروم – غزة مرورًا بجنين وصولًا إلى حطين ثم منها إلى صفد(22).
الأرض:
مما يروى على لسان أهالي حطين قصة تعود إلى أواخر العهد العثماني في مطلع القرن العشرين، أن قائم مقام مدينة طبريّة واسمه فوزي رمضان وهو من أثرياء بيروت قد رُزق بطفلةٍ سمّاها “نظيرة” ولمّا ذهب بعض الملّاكين من أهالي حطين للمباركة له، سألهم القائم قام عن النقوط الذي جلبوه معهم للمولودة الجديدة، فقالوا له: “قطعة أرض الوسطاني”، وقد تنازلوا له عنها رسميًّا، وهي قطعة الأرض التي أُقيمت عليها مستوطنة “متسبي” الصهيونية أو كوبانية عين القَتب كما كان يُطلق عليها الحطاطنة(23).
كان فوزي رمضان من أولئك الموظفين الذين يتظاهرون بدفع “البدل” عن المطلوبين للجندية أيام الأتراك، وبدلا من النقود كان يسجل الأراضي باسمه، وقد سكن قرية حطين في النهاية، ثم قام ببيع جميع أملاكه للبارون روتشلد، وذلك في سنة 1908، عن طريق السمسار اليهودي “يوسف نحماني” صاحب المذكرات الشهيرة “سمسار من الجليل”.
كانت أراضي حطين تمتد حتى أواخر الحكم العثماني، على مساحةٍ زادت عن الثلاثين ألف دونم، قبل أن يتسرب خمس هذه الأراضي للصهاينة عن طريق القائم مقام، وفي عهد الاستعمار البريطاني توجه فلّاحو حطين بدعوة لمحكمة دائرة التسوية في طبريّة من أجل استرجاع بعض الدونمات من تلك الأراضي التي سرّبها القائم مقام رمضان لليهود الصهاينة، إلا أن الدعوى انتهت في محكمة التمييز بالعاصمة البريطانية لندن في غير مصلحة الحطاطنة العرب(24).
كانت قصة “أرض الوسطاني” مع القائم مقام، هي مجرد البداية لحكاية قرية حطين وأهلها مع قوى الاستقواء والاستعمار وابتلاع الأرض واقتلاع الحطاطنة منها. وتلك حكاية تطول… نرويها لاحقًا.
………………..
هوامش:
- عرفات، جميل، من ذاكرة الوطن: من قرانا المهجرة في الجليل، سنة 1999، الجزء الأول، ص 115.
- راجع: سلايمة، فادي والسعدي، مجدي، قرية حطين: ريحانة صلاح الدين، صفحات للدراسات والنشر، دمشق، 2011، ص 15.
- نقلا عن المرجع السابق، ص 15.
- المرجع السابق، ص 15 – 16.
- الدباغ، مصطفى مراد، بلادنا فلسطين، بيروت، 1965، قسم1، ج1، ص 411.
- راجع: السعدي، رشيد أحمد، حطين، مقابلة شفوية، موقع فلسطين في الذاكرة: ضمن مشروع تدوين الرواية الشفوية لنكبة فلسطين، ج1، تاريخ 24/6/2008.
- راجع: حبيب الله، علي، العتابا ذاكرة المغلوبين، متراس، 11/2/2020.
- سلايمة فادي، والسعدي مجدي، المرجع السابق، ص23.
- عرفات، جميل، المرجع السابق، ص113.
- سلايمة، فادي، والسعدي، مجدي، المرجع السابق، ص 151.
- المرجع السابق، ص 25.
- السعدي، رشيد أحمد، المقابلة السابقة، ج1.
- سلايمة، والسعدي، المرجع السابق، ص 28.
- المرجع السابق، ص 37.
- السعدي، رشيد أحمد، المقابلة السابقة، ج1. أيضا: سلايمة والسعدي، المرجع السابق، ص43.
- السعدي، رشيد أحمد، المقابلة السابقة، ج1.
- سلايمة، والسعدي، المرجع السابق، ص42.
- السعدي، رشيد أحمد، المقابلة السابقة، ج1.
- عبسي، نمر علي، حطين، مقابلة شفوية، على موقع فلسطين في الذاكرة.
- سلايمة، والسعدي، المرجع السابق، ص46.
- المرجع السابق، ص 43.
- المرجع السابق، ص44.
- عرفات، جميل، المرجع السابق، ص111.
- سلايمة، والسعدي، المرجع السابق، ص 47.
ـــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب فلسطيني وباحث في التاريخ الاجتماعي
المصدر: عرب 48