الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

الانفراج الإقليمي: تسوية التوترات ظاهرياً من دون حلّها في العمق

كتب الباحث السياسي في “يديعوت أحرونوت” الصهيونية “يوئيل غوزنكسي” مقالة بعنوان (الانفراج الإقليمي: تسوية التوترات ظاهرياً من دون حلّها في العمق)، يتطرق فيها إلى التحولات والانفراجات الإقليمية والسياسية، وفي ما يلي ترجمتها إلى العربية وفق (مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

{• الشرق الأوسط يغيّر وجهه، بينما يجري إنضاج تسويات، هدفها تهدئة التوترات في عموم الإقليم. الاتصالات من أجل عودة سورية إلى الجامعة العربية، واستئناف العلاقات بين السعودية وإيران، أو تحسين العلاقات مع قطر، أمور كلها بدأت قبل عدة أعوام، ولم تنتهِ العملية بعد. والمطروح اتصالات حثيثة لإنهاء الحرب في اليمن، وعمليات جسّ نبض بين إيران والأردن ومصر، وبين تركيا وسورية، وبين السعودية و”حماس”.

  • في الوقت الحالي، دول الإقليم تفضل الدبلوماسية على الصراع المسلح كسبيل لتحقيق أهدافها. عدد من هذه الدول استنفد عقداً من الزمن في القتال على جبهات مختلفة، سواء مباشرة، أو غير مباشرة. مع ذلك، التغييرات الإقليمية ليست مصالحة عميقة، بل هي انفراج- أي تسوية التوترات ظاهرياً من دون حلّ المشكلات في العمق، والتي من المتوقع أن تبرز مستقبلاً. والرغبة هي في طمس المشكلات لعدة أسباب:

– على المستوى السياسي- تريد الدول تهدئة النزاعات للانصراف إلى الاهتمام بقضاياها الداخلية. الدول الفقيرة تريد التوصل إلى ترميم اقتصادها، في ضوء تداعيات وباء الكورونا، والحرب في أوكرانيا، وإدارة اقتصادية فاشلة. والدول الخليجية التي استفادت من ارتفاع أسعار النفط، تريد تحقيق مشاريع وطنية- بعضها يدل على جنون العظمة، والبعض الآخر هدفه إتاحة تنويع اقتصادي مطلوب.

– على المستوى الإقليمي- الدول المجاورة لإيران تريد التقرب منها، وفقاً للمثل “إبقِ عدوك قريباً منك”، وانطلاقاً من معرفة قوتها الفائضة والاعتراف بأنه من الممكن لجم إيران بأساليب دبلوماسية. وبعض هذه الدول يتخوف من اشتباك محتمل بين إيران وإسرائيل، ومن خلال تحسين علاقاتها بإيران، تسعى هذه الدول لإبعاد نفسها، بقدر الممكن، عن أي مواجهة عسكرية إقليمية يمكن أن تُلحق الضرر بها.

– الانفراج الإقليمي يقوده، إلى حد كبير، الحاكم الفعلي في السعودية محمد بن سلمان الذي يعدّ الأرضية للمملكة، ويريد أن يجمع العالم العربي حوله- بالتمويل والوساطة- ومن خلال التخلي عن المحاولات العقيمة لتغيير الواقع بالقوة. بن سلمان يريد إنشاء علاقات مع إيران، وفي المقابل، مع إسرائيل- لذا، لا يعني الانفراج عموماً إغلاق الباب على التطبيع السعودي- الإسرائيلي.

– الانفراج الإقليمي لا يبشّر بالسيئ فقط. تحسُّن علاقات إيران مع جاراتها يمكن أن يضيّق على خطواتها، مثلاً من خلال استخدام وكلاء عنها ضد جيرانها، وذلك رغبة منها في المحافظة على علاقات جيدة معهم. عودة سورية إلى حضن الدول العربية يمكن هو أيضاً، في المدى البعيد، أن يُلحق الضرر بمكانة إيران في سورية من الناحية الاقتصادية التجارية. أيضاً تحسُّن العلاقات بين السعودية و”حماس”، من المحتمل أن تكون له مزايا، وأن يأتي التأثير المتزايد والكابح للمملكة في الحركة على حساب التأثير الإيراني.

  • دول الإقليم تريد تحديد المخاطر والفرص، وهي تريد الولايات المتحدة، وتريد أيضاً الصين، وتريد إسرائيل، وأيضاً إيران.
  • بناءً على ذلك، يتعين على إسرائيل صوغ نظرة مبتكرة غير ثنائية، وأن تعرف كيف تعمل في الواقع الناشئ من أجل كبح إيران والاستمرار في التطبيع مع الدول العربية.}

المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.