كتب المحلل السياسي في “هآرتس” الصهيونية “روغيل ألفير” مقالة بعنوان (2046: قنبلة نووية حريدية على الطريق)، يتطرق فيها إلى التحولات التي تجري في المجتمع الإسرائيلي، وفي ما يلي ترجمتها إلى العربية وفق (مؤسسة الدراسات الفلسطينية).
{• وفقاً لتوقعات خبير التنمية الاقتصادية البروفيسور دان بن – دافيد، في سنة 2065، سيكون 40% من مواليد إسرائيل من الحريديم، و15% من العرب، و35% من اليهود المتدينين وغير المتدينين. لكن وفقاً له، من شبه المؤكد أن نسبة غير المتدينين ستكون أقل بكثير. وعلى افتراض أنه لن يطرأ انخفاض كبير في حجم الولادات في القطاع الحريدي، ولن يحدث ارتفاع مهم في مستوى التعليم في هذا القطاع – التعليم الأساسي والشهادات الأكاديمية التي تمنح أدوات عمل في سوق عمل غني بالمعرفة – فإن الاقتصاد الإسرائيلي سينهار، وستصبح إسرائيل دولة متخلفة، والجزء الأكبر من سكانها يعاني جرّاء الجهل الذي يبدأ من عدم الحصول على تعليم أساسي في المدارس الابتدائية.
- وما دام النظام الائتلافي لم يتغير، وتتواصل الصفقات السياسية مع الحريديم، مَن يتمكن من المغادرة لن يبقى هنا في سنة 2065. وطبعاً، هذا يشمل الأغلبية الساحقة من قرّاء “هآرتس”.
- هذه الأرقام تؤكد أن الهوة التي توجد تحت أقدام المجتمع الإسرائيلي ناجمة بالأساس عن المجتمع الحريدي، وليس عن المجتمع العربي. بعد 40 عاماً، سيكون عدد الأولاد الحريديم في إسرائيل أكبر بكثير من العرب. ويعتقد بن- دافيد أن مستوى التعليم يؤثر في حجم الولادات، ويمكن أن يشجع الحريديم على إنجاب عدد أقل من الأولاد، والحصول على تعليم أكثر. وهو يحرص على الدقة السياسية في تعابيره: المشكلة ليست في الحريديم أنفسهم- ففي رأيه، هم “مساكين”- بل المشكلة في زعمائهم، وفي سياسيّيهم. وهذه الحجة غريبة. فعضو الكنيست موشيه غافني [عن حزب يهدوت هتوراه] والوزير يتسحاق غولدكنوبف [أغودات إسرائيل] هما ممثلان للجمهور، ويستمدان قوتهما السياسية من ازدياد عدد المواطنين الإسرائيليين الحريديم الذين يحق لهم الاقتراع ويصوتون لهما. هناك نوع من التكبر في الموقف الذي يرى في الحريديم ضحايا أبرياء لسياسيّيهم وعاجزين. هم يحصلون بالتحديد على أعضاء الكنيست الذين يستحقونهم.
- في المقال عن بن- دافيد (الذي كتبه داني بار- أون “هآرتس” 20/4)، أيضاً ذُكرت تنبؤات د. غلعاد ملاخ، رئيس مشروع الحريديم في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، والذي توقّع حصول الأحزاب الحريدية في سنة 2040 على 23 مقعداً، وفي سنة 2050، على 25-26 مقعداً، وفي سنة 2060، على 28 مقعداً. ووفقاً لتقدير أقل حذراً للدكتور ملاخ، سيكون لهم على التوالي 25-28، و30-34، و36-40 مقعداً. إن الميزانية والتشريعات الدينية في الحكومة الحالية تشير، بوضوح، إلى نية المجتمع الحريدي- الذي يتحول بسرعة إلى العامل المسيطر في إسرائيل- أن يفعّله بكل هذه القوة السياسية التي يملكها: تسخير العلمانيين في خدمته، وفي الدفاع عنه، وتشجيع الجهل والفقر. وهذه أمور واضحة كالشمس.
- إنها قنبلة نووية حريدية. مشروع نووي اجتماعي منظّم سيدمر دولة إسرائيل الليبرالية والمتعلمة والمزدهرة. نحن بحاجة إلى الكثير من العقود لنغيّر توجهات الولادات والتعليم، ونرى نتائج على الأرض. ووفقاً لبن- دافيد، إسرائيل أصبحت في اللحظة الأخيرة. وهو متفائل، ويعتقد أن في الإمكان تغيير التوجه. لكن إذا كان التعليم والتقليصات في المخصصات لا يشجعان الحريديم على وقف إنجاب الكثير من الأطفال الذين لا يستطيعون إعالتهم بأنفسهم، هل معنى ذلك أن المشكلة بحد ذاتها غير قابلة للحل؟ إذا كانت هذه هي الحال، ففي إمكان إيران التخلي عن برنامجها النووي، وأن تنتظر، بصبر، الانفجار النووي الحريدي، (هذا من دون أن نقول كلمة عن الواقع الثنائي القومية)}.
المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية