وائل عصام
سلطت ورقة تحليلية نشرها موقع “الجمهورية” المختص بالشؤون السياسية والثقافية للمسألة السورية، الضوء على ظروف ظهور الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام السوري والتي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد، وموقعها في تحالفات النظام السوري، وتنامي دورها العسكري والاقتصادي بعد اندلاع الثورة السورية.
وجاء في الورقة التي أعدتها الباحثة السورية أنصار شحود، والباحث مهند أبو الحسن، والتي رصدتها “القدس العربي”، أنه لطالما جسدت “وحدات النخبة” في جيش النظام السوري صورة القوة المطلقة للنظام في الوعي السوري العام، وكانت لعقود طويلة موضوعاً للشائعات والحكايات بين السوريين.
وأضاءت الدراسة على قدرة الفرقة على ممارسة هيمنة غير مسبوقة على جزء كبير من الموارد العسكرية والاقتصادية، بما فيها نشاطات اقتصادية غير شرعية مثل المخدرات والسوق السوداء، مبينة أن الفرقة برزت كشريك لا غنى عنه لحلفاء النظام الخارجيين، وإن كان الغموض لا يزال يلف الديناميات التي حكمت هذه الشراكات.
وتناولت الورقة الظروف الاجتماعية والسياسية والتاريخية لظهور الفرقة الرابعة، وتركيبتها الاجتماعية، وحللت دورها وفق محاور مختلفة: السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي. وأظهرت الورقة التحليلية كيف لعبت أشكال التجنيد والتعبئة عاملاً جوهرياً في قدرة الفرقة على الانتشار والمواجهة أثناء النزاع، وكيف أدت هذه الأشكال إلى تغيير جذري في الصفة المميزة لهذه الفرقة، أَلا وهي نخبويتها.
وهنا، خلصت البحث إلى أنه يجب اعتبار الفرقة واحدة من أخطر المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية، فنشاطاتها شبه العسكرية وأنشطتها غير المشروعة، بما في ذلك إنشاء أنماط إنتاج وسلاسل توريد جديدة، تؤدي إلى تغييرات كارثية في البنى الاجتماعية والاقتصادية السورية.
وتابعت أنه “إذا أخذنا في الاعتبار أن نشاطات الفرقة الرابعة تعتمد على وضع النزاع المستمر الذي يوفر لها الموارد والأسواق، فإن هذا يعني أن استمرارَ النزاع شرطٌ لاستمرار وازدهار الفرقة الرابعة، وهو ما يفسّر قدرتها على، ورغبتها في تعطيل أي عملية تحول سياسي في دمشق”.
وانتهت الورقة إلى أن الفرقة “عبر قيادتها المقربة من رأس النظام، ونواتها الصلبة من ضباط ومقاتلين، والميليشيات التابعة لها، وشبكة علاقاتها الداخلية والخارجية ومكتبها الأمني ومكتبها الاقتصادي، تشكل كياناً متوحشاً ضخماً ومعقداً يشبه دولة موازية”.
وتعليقاً، يقول المحلل السياسي فواز المفلح، إن “الفرقة كانت ولا زالت الأداة التي يحكم ويقمع بها النظام البلاد، منذ تأسيسها على يد رفعت الأسد شقيق الرئيس السابق حافظ الأسد”.
ويضيف لـ”القدس العربي” أن النظام استخدم هذه الفرقة لإخماد الثورة السورية، وذلك بعد أن أدت الفرقة ذاتها مهمة مجزرة حماة في الثمانينيات (سرايا الدفاع).
وتتهم مصادر متعددة الفرقة بأنها تدير تجارة المخدرات، وتتحكم بمعظم عمليات وصفقات التهريب بين لبنان وسوريا، حيث تستخدم نفوذها وهو ما حولها إلى جيش موازٍ لجيش النظام، بصلاحيات فوق دستورية وقانونية مستمدة من قائدها، ماهر الأسد.
ومهمة الفرقة منذ تأسيسها الحفاظ على أمن العاصمة دمشق وحماية النظام السوري، وقبل أيام أفاد موقع “صوت العاصمة” المحلي أن خلافات على تجارة ونقل المخدرات بدأت بين الميليشيات مدعومة من “حزب الله” اللبناني و”الفرقة الرابعة”.
وقال الموقع إن حاجزاً يتبع للفرقة الرابعة صادر، شحنة مخدرات عند مدخل بلدة حجيرة في ريف دمشق، تبين أنها تابعة لمجموعة محلية تعمل لصالح “حزب الله”، مؤكداً أن “عرقلة الفرقة الرابعة مرور الشحنة يأتي لإجبار التجار المتعاونين مع “حزب الله” على العمل لصالحها، والوصول إلى تسوية فيما يتعلق بالمبالغ التي تفرضها “الرابعة” لقاء تسهيل عبور المخدرات عبر حواجزها ومناطق نفوذها”.
المصدر: «القدس العربي»