يلج العام الجديد، بينما يعيش الشعب السوري معه المزيد من الآلام، والآمال بمستقبل أفضل، وتوقعات، يتمنى الإنسان السوري أن تكون أبهى وأجمل مما مضى وانقضى، حيث كانت حيوات مليئة بالقمع والمقتلة الأسدية، ومن التخلي المعولم عن مصائر السوريين.
صحيفة (إشراق) سألت الكاتب السوري السيد عبد الرحيم خليفة عن ذلك فقالت: مع قدوم العام الجديد كيف ترى مآلات المسألة السورية.؟ – وهل تعتقد أن تغيرات كبرى ستطال القضية السورية إن حصلت مصالحة تركية مع النظام السوري؟ فكانت أجوبته: ” يدخل العام الجديد (2023) والقضية السورية كما كانت عليها في الأعوام الماضية، إن لم تكن ازدادت تعقيداً وتداخلاً مع القضايا الإقليمية والدولية، وارتباطاً بكل ملفات المنطقة. لا يبدو في الأفق ملامح لأي تغيير دولي للتعاطي مع القضية السورية، يمكن أن يبنى عليه ويعطي تباشير أمل، ولو بسيط، بقرب خلاص السوريين من عذاباتهم وآلامهم. لسنا على أبواب عام جديد فقط، بل على أبواب الذكرى السنوية لانطلاقة ثورتنا العظيمة التي حولها نظام القتل والإجرام بصمت وتواطؤ المجتمع الدولي إلى كارثة إنسانية لا سابق لها، الحقيقة أن درب الآلام مازال طويلاً والعيد بلا بشارة!! “.
ثم قال: ” لا أعتقد ذلك. التغيير الجوهري سيكون في منطقة الشمال السوري وبما يخص اللاجئين والمقيمين على الأراضي التركية. جوهر قضية الشعب السوري هي وجود نظام مجرم ارتكب كل الفظائع والمحرمات الدولية، وبنيته شمولية فاسدة، لا يمكن لأحد في العالم أن يثني السوريين عن مطالبهم العادلة والمشروعة بزواله، ومحاسبة رموزه، والانتقال إلى فضاءات الحرية والديمقراطية والعدالة ودولة القانون والمواطنة الحديثة، كل ذلك لا تملك تركيا، أو غيرها من الدول تغييره، رغم تأثيرها على بعض الجوانب. والقضية السورية عمرها طويل لم يبدأ في آذار/ مارس 2011، وقبل أن تنحاز تركيا، حينها، لمطالب الشعب السوري. الأمر مؤسف ولكنه في المآل ليس مصيري “.
المصدر: إشراق