نظرات تقييمية نقدية
خاص موقع ( الحرية أولًا ):
عندما انطلق موقع (الحرية أولًا) كانت في مخيالنا الكثير من الأمور والمحددات المهنية والسياسية الوطنية والعربية، وقد تمكن الموقع رغم ظروفه المتواضعة، خارج إطار الدعم من أي جهة كانت، أن يخطو بعض الخطوات، ويحقق المزيد من المتابعات، والكثير من الجديد ويواكب العديد من المستجدات، من خلال التركيز على العمل المهني الصحفي التوثيقي، ومسائل أخرى وجدنا أنه من الضرورة بمكان ملامستها، في محاولة لإنجاز موقع إعلامي إلكتروني يلبي المتطلبات الأكثر ضرورة وحاجة بموضوعية حاولناها دائمًا. تعثرنا قليلًا ونجحنا كثيرًا، في غير مسألة أردنا أن تواكب العمل الإعلامي الوطني الديمقراطي والعربي الثائر ضد أنظمة القمع الوظيفية، منطلقين من أساسيات الثورة السورية، على طول المدى، ثورة الحرية والكرامة.
في سؤالنا الصحفي التقييمي الذي أردنا أن يتمحور حول: كيف وجدتم موقع (الحرية أولًا) وهو ينهي عامه الأول؟ ما ملاحظاتكم عليه؟ وما مقترحاتكم إن كان لديكم الوقت لإبداء بعض هذه المقترحات والآراء صحفيًا وفكريًا سياسيًا وفنيًا؟
الكاتب الصحافي والباحث السوري حسن النيفي قال: ” لدى مطالعتي المتكررة لمجمل المحتوى الذي انطوى عليه موقع ( الحرية أولاً ) تكوّنت لدي بعض الانطباعات، وفيما يلي أنقلها لكم بكل أمانة وشفافية:
1 – أحد الأهداف الأساسية التي يسعى القائمون على الموقع إلى تحقيقها هي غاية (توثيقية)، أي توثيق مسيرة حزب الاتحاد الاشتراكي العربي في سورية، إضافة إلى توثيق التاريخ الفكري والسياسي للمرحوم جمال الأتاسي الأمين العام للحزب، ولكن خلال المطالعة العامة لمحتوى الموقع يتبين للقارئ أن الجانب التوثيقي، أو نسبة الوثائق الموجودة في الموقع قليلة قياساً إلى المواد الأخرى، بل ما وجدته أن الموقع بمحتواه الحالي لا يختلف كثيراً عن أي موقع إعلامي آخر، من حيث محتوى المواد المنشورة والدراسات الفكرية والأبحاث السياسية، إضافة إلى مقالات الرأي، وكذلك المواد الثقافية المتنوعة، علماً أن السوية العلمية لمجمل المواد المذكورة هي على درجة جيدة من الرصانة والجدية.
2 – واضح تماماً أن القائمين على الموقع هم من التيار الناصري العروبي، ولديهم حرص شديد على توثيق مسيرة الحزب النضالية، وكذلك مسيرة المرحوم جمال أتاسي، وهذا حقهم ولا ضير في ذلك، ولكن السؤال: هل توثيق مسيرة الحزب أو أحد أعضائه يحتاج إلى موقع؟ ألم يكن من الأنسب أن يتولى الحزب هذه المهمة ويحفظها في أرشيف خاص، ولا مانع من أن يكون لهذا الأرشيف حيّز من الموقع.
3 – مع احترامي الشديد لشخصية المرحوم جمال أتاسي وتقديري الكبير لتاريخه النضالي، إلّا أن جعلَ أحد أهداف الموقع هو التوثيق لمسيرته الفكرية والنضالية، اعتقد أنها مبالغة على حساب دور الحزب، أعتقد أن الميل العام إلى المبالغة في تمجيد الأشخاص واختزال نضال تيار سياسي بأشخاص هي نزعة ذات تداعيات سلبية على الراهن والمستقبل.
4 – لو تساءلنا جميعاً– كعروبيين-: ما الذي تحتاجه الحركة العروبية في الوقت الحاضر؟ وما هي التحديات التي يواجهها النضال القومي؟ وما هي الأسباب التي جعلت من الفكر القومي محدود الأثر، وغير قادر على استيعاب حركة ونشاط الجماهير العربية كما كان منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى مطلع الثمانينيات؟ ثم لو تساءلنا أيضًا: لماذا انحازت تيارات قومية عديدة إلى جانب الأنظمة الحاكمة ووقفت موقف العداء لثورات الربيع العربي، هل السبب في تبعيتها للأنظمة الحاكمة فقط، أم ثمة أسباب أخرى ذات صلة بالإرث الفكري والفلسفي والسياسي للتيارات القومية؟ أسئلة كثيرة لا حصر لها، وأعتقد أن العمل من أجل تقديم إجابات على هكذا أسئلة بات واجباً بل ضرورة لا محيد عنها، لمن لديه شعور بالأزمة التي تواجه فكرة (العروبة).
5 – أعتقد لو أن الموقع تبنى فكرة أساسية وواضحة وهي:
( تجديد الفكر القومي) وفتح باب الدعوات للعمل على إنتاج أبحاث ودراسات معمّقة وشاملة، تتضمن مراجعات نقدية عميقة وجريئة لأسس الفكر القومي ونظرياته، بغية إعادة إنتاج هذا الفكر وفقاً للمستجدات الراهنة، أقول: لو جعل الموقع هدفه تجاه هكذا مهمة لكان أكثر فائدة وجدوى من أهدافه الراهنة. تلك هي ملاحظات، بالتأكيد لا ترقى إلى اليقين.”
أما الكاتب الصحافي السوري محمود الوهب فقد تحدث قائلا: ” الموقع أكثر من جيد إذ إن نوافذه متنوعة وتكاد تكون شاملة تستوعب أنواع النشاط الفكري والثقافي العام وهي مواد منتقاة بعناية من المواقع أو الصحف الأخرى الأكثر شهرة، وهذا لا يعيبه إذ يقدم لجمهوره ما يراه مناسباً، وخلاصة ما يهم في نوافذه كافة. ومع ذلك فثمة ملاحظات لا بد من استدراكها لتحسين الموقع أولاً بالنسبة للعنوان هو اسم شعاراتي وتقليدي أيضاً (الحرية أولًا، العروبة أولاً، الديمقراطية أولاً) وإن كان هذا الشعار هو خلاصة ما يطلبه الجمهور العربي والإسلامي بعد رحلة عذاب مريرة مع غياب الحرية هذه “الكلمة الحلوة” التي يتوقف على وجودها كل شيء. فالتنمية والعدالة الاجتماعية والمواطنة الحقيقية عموماً. وهنا أميل للاسم العام الدال على نحو غير مباشر. الأمر الآخر غاب عن النوافذ نافذتان في غاية الأهمية لموقع سياسي هما نافذتا: المجتمع والاقتصاد ولا حاجة لمعرض الصور إذ يمكن أن تتضمنه نافذة الثقافة كذلك رأي الموقع يمكن أن تخصص له زاوية في أعلى نافذة الرأي. ثالثاً وجدت اللوغو في بعض النوافذ يأخذ حيزاً أوسع وبذلك يثقل على الناحية البصرية وخاصة في نافذة رأي الموقع فحبذا لو أخذ حيزاً أصغر. رابعاً وفيما يتعلق بزاوية الحوارات يمكن أن يقوم بها الموقع بالذات فهذه لا تحتاج إلى تكاليف كما زاوية رأي الموقع. وأخيراً يبقى كل التقدير للجهد المبذول وكل الشكر للقائمين عليه..”
من جهته فقد قال الاكاديمي والباحث د- محمد مروان الخطيب ” في صفحات التواصل الاجتماعي التي نمت مع بدايات الربيع العربي كنا نفتقد إلى منابر يطل من خلالها الفكر النير الملتزم بقضايا أمته، وقد يكون موقع ( الحرية أولاً ) أحد رواد هذه المنابر التي نتمنى لها سعة انتشار من ناحية امتلاك إمكانية تغطية قضايا الوطن، من حيث نوعية هذه القضايا في الفكر والسياسية والممارسة الحركية، وصولاً إلى محاورة شخصيات تتصدر التنظير الفكري يمكن من خلالها تسليط الضوء على قضايا منهجية نفتقر إلى إمكانية استيضاح نقاط القصور المنهجي في تحليلنا لماهية حقيقة أبعاد هذه القضايا وصولاً إلى الاسترشاد بالآليات الممكنة للوصول إلى الحلول اللازمة لهذه المشكلات.” وعن ملاحظاته بشان الموقع قال:” أعتقد بأننا نفتقر في مواقعنا في آلية الترويج لمثل هذه المنصات، والتي لا يمكننا العثور عليها إلا من خلال المعرفة الشخصية بالعاملين عليها، وهذا يجعل منها حكراً على شريحة معينة بحكم تواصلها ويحجمها عن الكثير من الباحثين عن المعرفة والمشتغلين على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة من الجيل الجديد، لذلك حرياً بنا تلمس أساليب جديدة في الإخراج والترويج لهذا الموقع ليجعله مطروقاً من شريحة أوسع ومن المواقع التي يُرغب بزيارتها لزيادة المعرفة والبحث عن الحلول للمشكلات التي تواجه قضايانا ومسيرة أجيالنا الشابة. ” وعن مقترحاته فقد أشار إليها بقوله:” من الناحية الفنية أقترح تكليف أحد الأخوة المتمرسين في العمل على المواقع الإلكترونية للعمل على تطوير الموقع كي يكون العمل على سوية مهنية راقية.
أما من الناحية السياسية فإنني أقترح أن نبدأ بفتح ملفات حوارية حول القضايا السياسية التي تعاني منها أمتنا ووطننا وتكون مرتكزة على مقابلة حوارية مع شخصية سياسية ويكون الموقع ساحة للحوار من خلال التعليقات على هذه المقابلة لأنني لا ألحظ ذلك مطلقاً على المواد التي تنزل على الموقع. من الناحية الفكرية أقترح العمل على العودة إلى مفكري مرحلة النهضة العربية في القرن الماضي والطلب من بعض الشخصيات العاملة في المجال الفكري تحليلاً لرؤيتهم على ما طرحه أحد هؤلاء المفكرين ومحاولة إسقاط ذلك على كيفية تمثل ذلك في واقعنا الحالي ويمكن أن يكون ذلك مدخلاً للعودة لبلورة رؤية فكرية مشتركة من خلال الحوار حول هذه المواضيع.
شكراً لكم وإلى المزيد من التقدم وبوركت جهودكم”.
اما الكاتب والباحث الدكتور زكريا ملاحفجي فقد تحدث قائلًا: ” الحرية أولاً عنوان ثورتنا وأول شعار أطلقه السوريون، وتسمية هذا المنبر بهذا الاسم مهم للتأكيد على هذا الهدف وهذه القيمة وموقع الحرية أولاً مهم وقيمة مضافة في الصوت الإعلامي المناضل ضد الاستبداد في سبيل الحرية وجمع الأقلام التي تكتب فيه مهمة تحكي الواقع وتستلهم الأفكار والحلول التي تعزز النضال للخلاص مما نحن فيه. وكان لي شرف المشاركة في هذا المنبر والذي أتمنى له الاستمرار بجهود العاملين عليه كمنبر إعلامي يسعى للحرية أولًا.”
بينما تحدث الناشط السوري السيد رضوان طه قائلا: ” موقع الحرية أولاً يستهدف فئة معينة من الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي، وبعض الكتاب والسياسيين وبما أن أحد أهداف الموقع هو سرد تاريخ الاتحاد الاشتراكي العربي وسرد مرحلة من مراحل سورية فيجب مراعاة وصول هذه الأحداث إلى جيل الشباب، والمشكلة تكمن بأن هناك فئة كبيرة من الشباب يفضلون عدم قراءة المقالات الكبيرة ويتجهون نحو الملخصات إن وجد، ويواجهون صعوبة كبيرة مع بعض المصطلحات مثل ( الاشتراكية – والرأسمالية – والليبرالية … الخ)
لقد دعوت بعض أصدقائي لتسجيل الإعجاب بالموقع عندما دخلوا الموقع أعجبوا بالاسم ( الحرية أولاً ) ولكن عندما تصفحوه وجدوا أن الطابع الأيديولوجي الناصري هو المسيطر فصار هناك نفور، ومن وجهة نظري الشخصية يجب أولاً شرح معاني المصطلحات مثل ( الاشتراكية – الرأسمالية – نظام الحكم الديمقراطي، و الديكتاتوري..) لكي تصل إلى الشباب بشكل أوضح وتكون عبر بوستات على الفيس بوك.” ثم اضاف ” إن المقالات المطولة تجعل القارئ ينفر منها وفي هذا الوقت هناك القليل ممن يقرأ مقالة تكون عبارة عن أكثر من صفحة فيجب مراعاة أن الشباب غير مهتم بقراءة هكذا مقالات، لذلك يجب أن يكون لكل مقالة ملخص سهل وواضح”.
سرد الأحداث التاريخية عن طريق فيديوهات مرئية سهلة الشرح وإذا تم عرض الفيديو بطريقة الوايت بورد إنيميشن تكون الطريقة أفضل وتصل إلى كافة فئات الشعب السوري. وكذلك شرح اشتراكية الإسلام وأن من أسس العدالة الاجتماعية هو الدين الإسلامي. كما أن الموقع لديه طابع ناصري كبير يجب تخفيف هذا الطابع ( وعدم تقديس الشخصيات ) وأريد أن أنوه إلى أن غالبية الشباب السوري الموجود في تركيا مؤمن بالعدالة الاجتماعية بسبب ما يتلقاه من ظلم في العمل ولكنه رافض لمصطلح الاشتراكية ولهذا السبب يجب زيادة الوعي عند الشباب”.
التعليقات مغلقة.