الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

 “ميرامار” عود على بدء

أحمد مظهر سعدو

هو البانسيون وحده الذي أطلق عليه نجيب محفوظ في مطلع السبعينات من القرن المنصرم اسم “ميرامار” وهو نفسه الذي مازال مستمراً وملحاحاً في ديمومته منذ تلك الفترة وحتى يومنا هذا. إذ يغوص نجيب محفوظ في روايته “ميرامار” بين الجنة والنار، بين الثورة والتسلط… وهو الذي يسلط الضوء عبر شخوصه وأبطاله لينقلنا من حيز إلى آخر، ميمماً وجههه بين مآلات الواقع المجتمعي، وأحلام الناس البسطاء المنفلتين من عقالهم، وتجاربهم الحياتية…. وبين البحث عن الحقيقة وتموضع الأنا بالذات، ولأنه “عند الحساب قد تتعادل الكفتان، فقد ران الكدر على روحها ووجهها وضاعف العبوس في دمامتها العابرة في النقاش الدائر بين الإقطاعي السابق ورجل الثورة، نرى ملمحاً مآلياً يحاول أن يضع بدءاً كل أوراق الحل في يد الأميركان، لكن دون قناعة من مثقفي العصر الذين لا يرون ملاذاً إلا بالثورة على الاستبداد ورأس المال الناهب لخيرات الناس”.

في “ميرامار” وقفة أدبية رائعة كما روائع نجيب محفوظ التي عهدناه بها ومن خلالها، تلامس المعاش اليومي للناس، وتطرح أفكاراً مجتمعية متنورة، تنير الدرب للناس، ممسكة بأتون معطى حرياتي يتعطش المجتمع العربي برمته إليه .

ولأن حديث السياسة في تلك المرحلة كما الآن، كالقضاء المحتوم، فقد كانت الرواية مضمخة به ومنه دون إمكانية العودة عن سماع أم كلثوم التي كانت قيثارة العرب في تلك المرحلة وما زالت كذلك إلى اليوم.

في “ميرامار” نجد حبكة درامية قل نظيرها، وانسياب سردي غاية في الجمال وانفلات إبداعي لا ضير في ذلك عبر المجهول، والمعلوم أيضًا.

أحمد مظهر سعدو

كاتب صحافي سوري، رئيس القسم السياسي في صحيفة إشراق

 

التعليقات مغلقة.