الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

«قمة الكبار G7..و العجوزين بايدن وبوتن»

ماذا تنتظر سورية من ذلك؟

مع انعقاد قمة الكبار وتوزيع جدول أعمال واستراتيجيات كل قمة، يبدو أن قضايانا تندرج تحت بند التكهنات غير المعلنة، أو بأحسن الأحوال ستكون في آخر قائمة الملفات المطروحة. ومع انعقاد هذه المؤتمرات صعّدت روسيا والنظام ضد إدلب وجبل الزاوية ومناطق أخرى متحدية (الضامن التركي)، وطال القصف هذه المرة مشفى عفرين على عادة الروس والنظام بتدمير المرافق الصحية في سورية ليسقط عدد كبير من المواطنين العزل ومن بينهم عدد من أفراد الطاقم الطبي، وكجملة معترضة من المعيب على الأمم المتحدة في هذا الوضع إعطاء سورية مقعداً في منظمة الصحة العالمية والنظام وحلفاؤه دمروا أكثر من 70 بالمائة من المرافق الصحية السورية، وسجنوا وقتلوا وشردوا الأطباء والممرضين، إضافة لمن قتلوا وشردوا من جماع الشعب السوري…

    هذا التصعيد المستمر هو محاولة لإعطاء إشارة إضافية للمجتمع الدولي- والقمم الراهنة- أن النظام وحلفاؤه “انتصروا” ويستطيعون فعل ما يريدون ضاربين عرض الحائط بكل الاتفاقات والالتزامات.

    بعد قمة السبعة الكبار في لندن وقمة بروكسل لحلف الناتو- وكلها قمم لدول غربية- تبقى ملفات كثيرة ومتشعبة، وسيذهب الرئيسان العجوزان بايدن وبوتن للاجتماع في جنيف بـ 16 حزيران/ يونيو الحالي، لتكون المبارزة بالملفات والخطط والصفقات حول أوربا والصين وإيران والخليج والشرق الأوسط وعالمنا العربي مفتوحة، وستكون سورية ضمن هذه الملفات- وقد تكون في ذيل القائمة- والموضوع الرئيسي هو المعابر والمساعدات التي تحاول روسيا أن تغلق هذه المعابر في وجه المساعدات الأممية وأن تكون جميع المساعدات عن طريق نظام الشبيحة باعتباره وكيل أعمال روسيا في سورية، ولقد بلغت المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة للنازحين والمهجرين وأبناء المناطق خارج سيطرة النظام من خلال ألف شاحنة شهرياً تدخل من معبر باب الهوى، ومع وباء كورونا وضعف المنظومة الصحية في هذه المناطق ومع الإغلاقات المتكررة وضعف الموارد فإن هذه المناطق التي تضم أربعة ملايين إنسان هي بأشد الحاجة لهذه المساعدات، وثبتَ أن المساعدات الأممية التي تدخل عن طريق النظام، لا توزَّع بشكل عادل وحتى أن الكثير منها يستولي عليها النظام وشبيحته وتباع في الأسواق…

    لا شك بأن بوتن سيوظف هذا الملف لغرضين، الأول محاصرة أهلنا من النازحين والمهجرين، وثانياً لابتزاز إدارة بايدن وتحصيل مكاسب في سورية لدعم النظام وتعزيز سلطتهُ بحجة أن المعابر تنتهك سيادة الدولة، وتناسوا أن سيادة النظام لا تشمل أكثر من 60 بالمئة من الأراضي السورية، فهناك خمس دول تشاركه هذه السيادة وتحوز أكثر المناطق انتاجا… وتناسوا أيضاً أن المساعدات وفتح المعابر كانت بقرار دولي منذ العام 2014، ولن يكون هناك بحث في حل الأزمة بحجة أن الحلول لم تنضج وأن لا توافقات حول الحل النهائي، فالجميع مرتاح؛ أمريكا وتحالفها العالمي والعربي والكردي، وروسيا والصين وإيران والنظام، وتركيا التي تريد تأمين حدودها الجنوبية وإبعاد الأكراد وقواتهم الإرهابية كـ “البي كا كا PKK” وغيرها، وأبو محمد الجولاني الذي انفرد بزعامة إدلب بعد شنه معارك واعتقالات وتصفيات لمعارضيه والذي أعلن انفصاله عن القاعدة بعد أن كان جزءاً منها لفترة طويلة وهو الآن يلاحق المجموعات التي بقيت مرتبطة بالقاعدة ويحاول تصفيتها، ويعمل زعيم هيئة “تحرير الشام” على تقديمها للعالم على أنها جماعة معتدلة وتسعى لإزالة اسمها  من قائمة الإرهاب، فقد صرح لقناة  BBC أن علاقته بالقاعدة انتهت وأن تصنيفه كإرهابي “مجحف” وأن جماعته لا تمثل تهديداً لأمن أمريكا وأوربا وأنها تعارض تنفيذ عمليات خارج سورية… وفي نفس السياق كانت تصريحات المسؤول الأمريكي ومبعوث إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب، جيمس جيفري، لافتة للنظر إذ قال بمقابلة في آذار الماضي أن “الفرع السوري لتنظيم القاعدة هو ذخر للاستراتيجية الأمريكية في سورية، وهو الخيار الأمثل بين فصائل المعارضة الإسلامية المسلحة في إدلب، وإدلب هي المكان الأهم في سورية والتي تعتبر الأهم في الشرق الأوسط…”، وهذا ليس غريباً فالقاعدة أساساً كانت صناعة أمريكية سعودية وبدعم عربي ضد الاتحاد السوفييتي قبل أن ينقلب السحر على الساحر، طبعاً لم نأتِ على ذكر هيئات ما يسمى بالمعارضة السورية، لانشغالها بالتهاني والتبريكات بانتخاباتها ونجاحاتها الباهرة!، ولكن من سيعيد للشعب السوري حقوقه التي أهدرها نظام الإرهاب والقتل في سورية؟، بالتأكيد ليس الجولاني ولا المعارضة المرتزقة.. من سيعيدها إصرار أبناء سورية على ثورة الحرية والكرامة.

التعليقات مغلقة.