المعارض السوري ميشيل كيلو يفتح النار على قيادة الائتلاف ويقول لـ«القدس العربي»: قيادة الائتلاف تستفرد بالقرارات والنظام حقق انتصارات كبيرة بفضل المعارضة… والكثير من الأموال سرقت ولم تصل لأصحابها وتلقينا أسلحة من تركيا والعراق أعيد بيع بعضها للنظام ولمسلحين
محمد واموسي *
باريس ـ «القدس العربي»(**): في هذه المقابلة التي خص بها المعارض والعضو البارز في الائتلاف السوري المعارض ميشيل كيلو «القدس العربي» يفتح النار على قيادة الائتلاف الحالية التي يصفها بالمستفردة بالقرارات و يحملها مسؤولية الانتصارات الكبرى التي حققها النظام السوري على الأرض، ميشيل كيلو يتحدث أيضا عن المساعدة المالية الأمريكية المرتقبة للمعارضة ويطرح أكثر من علامة استفهام حول مصير كميات كبيرة من الأسلحة التي ضلت طريقها للجيش السوري الحر فأعيد بيعها في الأسواق المجاورة ومنها من بيعت للنظام ولداعش، ويتهم بعض الجهات بتكديس أموال طائلة من وراء تجارتها في السلاح وفيما يلي نص الحوار:
■ نبدأ من التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، دعا من خلالها المعارضة السورية المعتدلة إلى التصدي لتنظيم «داعش».. هل الأمريكيون باتوا اليوم يرون في دوركم فقط مواجهة داعش؟
□ لا أبدا لا تزال الأولية بالنسبة لنا هي مواجهة النظام، ولازلنا نعتقد أن هذا النظام هو الأصل و أن الإرهابيين هم الفرع، النظام هو القوة الأساسية في قتل وسحق الشعب السوري و داعش ليس سوى تنظيم مساعد له، رأس الحربة هو النظام هو من قتل وسحق الشعب السوري طيلة خمسين عاما لم يكن خلالها داخل سوريا وجود لأي تنظيم اسمه داعش أو غير داعش.. النظام هو الأصل و كل ما عدا ذلك فروع وقوى مساعدة.
■ لماذا في نظرك يقلص الأمريكيون اليوم دور المعارضة السورية في مواجهة داعش فحسب؟
□ من دون شك هناك دور للمعارضة السورية في مواجهة داعش هذه مسألة واضحة، نحن نواجه هذا التنظيم قبل ان يتحدث عنه الأمريكيون، بدأنا في مواجهتهم منذ ثمانية أشهر، وتوفقنا في ذلك في بعض المناطق لكنها تعود الآن من جديد في أكثر من مكان، وتقوي وجودها في سوريا وتعززه خاصة في المناطق الحدودية مع العراق القريبة من الصحراء، المعارضة السورية لها دور كبير في مقاتلة الإرهاب وتعتبر ذلك جزءا من معركتها ضد النظام، وبالتالي نحن لا نفصل النظام عن الإرهاب ولا الإرهاب عن النظام ونعتقد أن ما يضعف هذا النظام يضعف الإرهاب والعكس صحيح، لكننا نخوض هذه المعركة على جبهتين دون أن يكون هناك دعم دولي حقيقي أو دعم عربي حقيقي أو حتى تفهم دولي وعربي لهذا الدور المزدوج الذي نقوم به.
■ تحدثتم عن غياب الدعم الدولي والعربي لحربكم ضد «داعش» طيب كيف ستواجهون هذا التنظيم إذن في غياب الدعم كما قلتم؟ ما هي حدود إمكانياتكم اليوم في هذا الاتجاه؟
□ هذه هي المشكلة وقلنا ذلك في الولايات المتحدة بكل وضوح، قلنا لهم إن إمكانيات الإرهابيين تكبر شيئا فشيئا لتتجاوز إمكانياتنا لاحتوائها أو مواجهتها، قلنا لهم إن استمريتم في سياستكم الراهنة في تجاهل القوى الديمقراطية المدنية في سوريا التي تسمونها قوى معتدلة وإذا لم تدعموها فإننا لن نتمكن من مواجهة الإرهابيين وستجدون أنفسكم مجبرين إما على القدوم إلى بلادنا لمواجهتم أو مواجهتهم في بلادكم والحل أن تساعدوننا كي نواجههم نحن في بلادنا ولدينا الرغبة والقدرة من أجل ذلك وهذا سيوفر عليكم المواجهة عندكم أو عندنا اي سيمكنكم من تجنب المواجهة المباشرة معهم وأفضل حل أن تدعموننا وتؤيدوننا ضد النظام الذي يطبق حل عسكري شامل يعتبره حلا سياسيا و يتجاهل بموجبه كل القرارات والاتفاقات الدولية خاصة وثيقة جنيف والقرار الدولي بحل سياسي ومن جهة أخرى يؤيد عبره الإرهابيين ويدعمهم في إمكانياتهم وقدراتهم وأكبر دليل على ذلك العمل العسكري المنسق الذي يتم بينه وبينهم في أماكن كثيرة من سوريا.
■ وبالنسبة للعراق وقصف طيران النظام السوري لمواقع لـ«داعش» داخل التراب العراقي كيف تعلقون عليه هل يكون رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي هو من طلب ذلك في نظركم؟
□ النظام يحاول أن يستثمر فرصة الحدث العراقي كي يمرر رسالة مفادها أنه مستعد للدخول في حرب إقليمية في المنطقة ضد الإرهاب، وبالتالي يسلم العالم بضرورة بقائه في الحكم في دمشق، لذلك شن غارة على القائم وغارتين على مركز داعش في الرقة لكن المعلومات التي جاءتنا من الرقة تقول إن المركز أخلي بالكامل قبل الإغارة عليه وربما يكون قد أخلي بطلب من النظام الذي أراد أن يستثمر ذلك سياسيا كي يقول نحن على استعداد لخوض حرب إقليمية او دولية ضد الإرهاب وان النظام هو الجهة الوحيدة التي يمكن أن تقاتل الإرهاب.
■ ماذا عن الخلافات التي تصاعدت حين ألغى الائتلاف الوطني السوري قرار الحكومة المؤقتة حل المجلس العسكري وإحالة أعضائه على التحقيق ألا تعتقدون أن هذه الخلافات تقلل من مصداقيتكم؟
□ بدون أي شك، تقلل كثيراً و تسيء إلينا كمعارضة وأهم من هذا وذاك تسيء إلى الشعب السوري الذي قدم تضحيات أسطورية، وكان يجب ان يكون هناك معادل جدي لهذه التضحيات على مستوى المعارضة، لكن ذلك للأسف الشديد لم يحدث هناك هوة حقيقية بين ما يقدمه الشعب وما تقوم به المعارضة، الشعب يخوض قتالا جديا ويقدم تضحيات كبيرة من أجل الحرية أما ما تفعله المعارضة فهو في حالات كثيرة صراعات سخيفة جانبية قليلة الأهمية، صراعات لا جدوى منها، نحن نتصارع داخل الائتلاف منذ عامين تقريبا بين تيارين أحدهما ينسب لهذه الدولة وآخر ينسب للدولة الأخرى، واليوم في الوقت الذي ندعو فيه إلى توافق واسع وكبير وعريض هناك من يفكر في العودة إلى فكرة التصارع مع أن هذه الفكرة تسببت في تدمير سمعة الائتلاف وشل فاعليته من طرف يعمل في الشأن الوطني إلى تنظيم مقوض من قدراته لا يفعل أي شيء وبالتالي عزله عن السوريين في الداخل، هذه الخلافات هي إحدى المقاتل التي يخضع لها مع الأسف الشديد نضال الشعب السوري العظيم، وهي لا تشبه هذا النضال بالعكس من ذلك لتلحق به ضررا فادحا، وكل من يدعو اليوم إلى معارك كسر عظم وإلى صراعات ثنائية داخل الائتلاف وخارجه يلحق أذىً شديدا بالشعب السوري وبقضيته وبنضاله ولا يرى المسألة الجوهرية المتمثلة في دعم هذا النضال والتعبير عنه، هذه الصراعات الجانبية والهامشية ألحقت ضررا كبيرا بالشعب السوري وبنضاله، المعارضة تتحمل المسؤولية كاملة وتحديدا الإتلاف، تتحمل مسؤولية خطيرة عن ما آلت إليه الأوضاع في سوريا وعن الانتصارات التي حققها النظام وعن الهزائم التي لحقت بالمعارضة، ولو تأملنا العام الماضي وحده لوجدنا سلسلة من الهزائم المخيفة في كل من تلكلخ، القصير، جنوب دمشق، الغوطة الشرقية، منطقة العتيبة، الغوطة الغربية، النبك، يبرود، دير عطية، قارة، حمص، قلعة الحصن، الزارة، الرقة، دير الزور ومناطق دير الزور والريف الشمالي والشرقي من دير الزور، الريف الشمالي والشرقي من حلب، حلب، هذه الهزائم تسببت فيها عقلية استأثرت بالقرار وانفردت به، عقلية ليست لديها رؤية استراتيجية ولا خطة سياسية وتقوم على فكرة التصارع والتطاحن والانشقاقات والخلافات الخ، هذه العقلية يجب أن تنتهي نهائيا إذا أراد الائتلاف أن يكون خادما حقيقيا للشعب السوري.
■ هل يمكن ان نشخص أصحاب هذه العقليات؟ من هي هذه الشخصيات التي تقصدونها بهذه الصفة داخل الائتلاف؟
□ قيادة الائتلاف الحالية مع المطابخ السرية التي ركبتها والطريقة التي تتخذ بها قراراتها الفردية بكل ما للكلمة من معنى، أي دون أي تشاور أو اتباع عمل فريق أو مراجعة أحد، بمعنى انها ترى الأمور باستمرار انطلاقا مما يخدمها كقيادة وليس ما يخدم العمل الوطني.
■ هل تحملون قيادة الائتلاف مسؤولية الانتصار الذي حققه النظام في الكثير من مناطق سوريا؟
□ النظام كسب و حقق انتصارات كبيرة و منيت المعارضة بهزائم حقيقية بما شابهها من ملابسات وانسحابات مبكرة وخلافات إلى ما هنالك، النظام حقق مكاسب حقيقية على الأرض ولا يجوز ان نغمض عيوننا الآن عليها، ما جرى في القلمون انتصار حقيقي للنظام، ما يجري في الغوطة وما حولها انتصار حقيقي للنظام، ما يجري بحمص انتصار حقيقي للنظام، ما يجري في الرقة والطريقة التي ركبت بها داعش ودخلت بها واحتلت بها القسم الشمالي من سوريا المحاذي للحدود التركية مع ما رافق ذلك من احتلال خطوط الإمداد و مواقع الثروة النفطية وغير النفطية، والطريقة التي احتلت بها قوسا استراتيجيا واسعا يمتد من الحدود التركية شمالا إلى وسط سوريا، هذه انتصارات حقيقية للنظام، يكفينا صم آذاننا ونقول إنها انتصارات فرعية وغير مهمة، لا هذه انتصارات حقيقية للنظام، وشخصيا أرى أنه لم يعد يكفي اليوم أن نطالب بتوازن قوة بيننا وبين النظام لأن هذا سيعني استمرار المعارك في سوريا لفترة طويلة ما يعني استمرار وتفاقم الأزمات و الشعب السوري ضحى و عانى الكثير من استمرار هذه الأزمات.
■ وما هو الحل في نظركم في ظل هذه المعادلة هل يترك النظام يتذوق حلاوة الانتصارات التي قلتم أنه حققها؟
□ لكي نضع حلا علينا أن نجد خطة استراتيجية عسكرية سياسية حقيقية وأن لا نتلاعب بالقضية العسكرية، وان نخلق حقيقة جهازا مقاوما، عسكريا و سياسيا، له القدرة على القتال بطريقة منظمة لكي نحقق غلبة، لأن التوازن يعني استمرار الحرب لفترة طويلة، النظام حقق انتصارات وعلينا أن نخرج من وضع الهزيمة المتتالية منذ عام وحتى اليوم بخطة استراتيجية حقيقية وليس بأموال توزع هنا وأخرى توزع هناك وهي غالبا لا تصل إلى أصحابها، وإن وصلت تصل متأخرة ويسرق الكثير منها ويضيع الكثير منها و لا أحد يسأل عنه، النظام يسير في طريق سيقوده نحو هزيمة الثورة وعلينا أن ننجز مراجعة جدية عميقة وطنية ومسؤولة للمسار الذي أدى من جانبها إلى مساعدته على تحقيق هذه الانتصارات.
■ حين تقولون لابد أن نخلق جهازا عسكريا وسياسيا قادر على القتال بطريقة منظمة ويضمن للمعارضة الغلبة، هل تقصدون حل الائتلاف وتأسيس تنظيم بديل عنه؟
□ لا ليس بديلا للائتلاف، بل ضمن إطار خيارات مختلفة للائتلاف علينا أن نخلق هذا الجهاز العسكري، ليس بطريقة أن نخرج أحدا ونعوضه بآخر هذا ليس بديلا، المطلوب ان يكون هناك بديل للخيارات الفردية للأشخاص، ان يكون هناك جهاز عبارة عن مؤسسة عسكرية وسياسية وطنية مقاومة حقيقية تتضمن كل ما يلزم لمؤسسة عسكرية وليس استبدال شخص بشخص لأن هذا لن يفعل شيئا ولن يعطي أي نتيجة، لا يكفي أن نعقد اجتماعا هنا ثم آخر هناك وننفق أموالا هنا وأخرى هناك ثم نقول انتهينا لقد وحدنا الجيش وبات جاهزا لا هذا لن يفعل شيئا، والقرار الذي اخذه رئيس مجلس الوزراء منذ يومين وما رافقه من لغط شديد يعطي الانطباع بأننا فعليا لسنا أمام مؤسسة عسكرية حقيقية، ولو كنا نمتلك مؤسسات حقيقية لما رأينا اليوم هذه الخلافات أو هذه الهزائم.
■ فيما يتعلق بالشق السياسي أكثر من شهر مر الآن على تقديم المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لاستقالته ولم يتم تعيين بديل عنه، هل هذا يعني أن باب التفاوض السياسي أغلق إلى غير رجعة؟
□ اعتقد أن النظام ومعه روسيا وإيران اغلقوا باب الحل السياسي منذ بداية الأزمة، ويوجد داخل المعارضة أيضا ومنذ بدء الثورة من أغلق هذا الباب السياسي أيضا واعتقد أن المسألة ستحسم عسكريا بمساعدة غربية وأمريكية كما جرى في ليبيا، اليوم نحن امام قرار روسي إيراني والنظام تابع لهما يعتبر الخيار العسكري هو الحل السياسي، وهناك حيرة وتخبط وضياع رأس عند المعارضة التي انتظرت طويلا تدخلا خارجيا وهي اليوم تنتظر كثيرا العون الخارجي و ليس لديها أي خطة ولا أي رؤية للعمل ولا لإعادة تنظيم الداخل ولا لترتيبه ولا لخلق بنية حقيقية بالداخل قادرة على المقاومة وقادرة أيضا على إقناع الخارج بأن عليه أن يساعد لأن الحل في النهاية سيأتي لصالح الشعب ومن مصلحة هذا الخارج أن يقف في صف الشعب بدل أن يدير ازمة سوريا وان ينقل ملك الأزمة من بلد إلى بلد ومن مكان إلى مكان وأن يتلاعب بدماء السوريين.
■ إذا استمر هذا الواقع الذي تتحدثون عنه الآن هل هذا يمكن أن يؤدي إلى وأد الثورة السورية؟
□ بدون أي شك، بالسياسات الراهنة وطريقة القيادة الحالية في الائتلاف سنرسم طريق الهزيمة الكبرى.
■ الاهتمام الدولي والاعلامي اليوم تجاه العراق وما يعيشه على الأرض بعد وقوع مدن عراقية في شباك داعش الم يجعل الملف السوري يبدو وكأنه موضوع ثانوي في سياق الأحداث، يعني هذا التحول الإعلامي من سوريا نحو العراق ألا يمكن أن يساهم أيضا في تعميق جروح المعارضة و القضية السورية برمتها؟
□ هذه الغارة التي شنها النظام السوري على مناطق داخل العراق تصب في هذا الاتجاه وهي أرادت ان تقول إن الأزمة السورية انتهت ونحن على استعداد للدخول معكم في الصفحة الجديدة وهي صفحة العراق، ويمكن للحدث العراقي إذا تصاعد وهو مرشح للتصاعد على ما يبدو بسبب رفض إيران القبول بحكومة مشاركة وطنية وتريد حكومة شيعية صرفة مسلحة بميليشيات شيعية صرفة تقاتل ما تبقى من الشعب العراقي، وهذا يشبه إلى حد ما، ما فعله في سوريا، اعتقد انه إذا تركز الحدث مستقبلا في العراق فهذا سيعطي النظام الفرصة كي يحسم الأمور بقدر ما يستطيع من سرعة، والروس أعلنوا في اكثر من مرة أنهم على استعداد لمساعدته على ذلك والإيرانيون يعززون مواقع النظام ويتحملون أعبائه السياسية والمالية والعسكرية وأتصور أن فتح صفحة العراق سيساعد النظام على طي صفحة سوريا وربما كان هذا يمثل غطاءً للسياسة الدولية التي اتخذت موقفا من الأزمة السورية يقوم على إدارتها وليس على حلها.
■ إعلان واشنطن نيتها زيادة المساعدات للجيش السوري الحر، بالتزامن مع طلب البيت الأبيض من الكونغرس تمويل ما قيمته 500 مليون دولار لمساعدة المعارضة السورية هل يمكن أن يغير شيء وهل الرقم يكفي في نظرك؟
□ في اعتقادي هذا لا يكفي، وقبل ذلك أرى أن هناك مجموعة مسائل يجب أن تتم بالتوازي مع ذلك، النقطة الجوهرية والمركزية ليست المساعدة الخارجية وإنما الوضع الذاتي السوري، إذا كان هذا الوضع لا يسمح باستخدام المساعدات الخارجية على أحسن وجه ولا يسمح باستعمالها بصورة مركزة وموحدة فإن هذه المساعدات ستضيع، دعني أقول لك أنه دخلت إلى سوريا أسلحة ثمنها يتجاوز الـ500 مليون دولار لكنها ضاعت بسبب الخلافات والفوضى وعدم وجود قيادة ولا خطة ولا هيكل عسكري حقيقي ولا مقاومة منظمة متفاعلة مطورة متكاملة في جميع انحاء سوريا، المسألة في النهاية ليست مسألة 500 مليون دولار ولا الدعم الخارجي، المسألة الجوهرية هي الوضع الذاتي السوري، الوضع الذاتي للمعارضة، الوضع الذاتي للشعب، الوضع الذاتي للجيش الحر وللمقاومة وللمقاتلين، قبل عام كان الجيش السوري الحر القوة الأولى في سوريا أما اليوم فقد أصبح القوة الرابعة أو الخامسة.
■ هل تقصدون أن جزءاً من الأسلحة التي قدمت للمعارضة كمساعدات خارجية وصلت إلى داعش بطريقة أو بأخرى؟
□ نعم وصلت لداعش ولغير «داعش».
■ للنظام؟
□ هناك أسلحة بيعت للنظام من الأسلحة التي تم غنمها في منطقة القلمون، وهناك أسلحة بيعت في الدول المجاورة واخص بالتحديد الأسلحة التي جاءت من تركيا لكنها عادت بطريقة أو بأخرى و بيعت في تركيا، هناك اسلحة جاءت من العراق وبيعت في العراق ولديك نشطاء حرب، نشطاء إلى ابعد حد وعندك اشخاص يبنون بيوتا حتى يكدسوا فيها الأموال، سرقوا أموال الشعب السوري ونفطه وقمحه وهم يتاجرون الآن بالسلاح.
■ ماذا عن الوضع الإنساني الميداني في ظل هذه المشاحنات التي تعيشها المعارضة؟
□ هذه المشاحنات دليل إضافي على ان الذين يتشاحنون لا يهمون لمصير الشعب السوري، ربما كانوا يتحدثون عنه وعن آلامه لكن مصيره العملي لا يهمهم كثيرا، لو كان يهمهم فعلا لوجدوا خطة أو طريقة لوضع حد لمشاحناتهم التي تؤذيه، الشعب السوري يطرد من بلاده ويشرد ولا أحد يهتم به باستثناء بعض المنظمات الانسانية الدولية، يهتم به ممثلو الدول التي ينزح إليها الشعب السوري كما هو الأمر في لبنان أو تركيا أو العراق لكن الائتلاف تقريبا لا يفعل شيئا من أجلهم، وكل من تابع قضية السوريين سيجد نفسه أمام السؤال الإجباري هل هناك سوريون يخدمهم الائتلاف والجواب سيكون إلى حد جد كبير سلبيا.
■ بعض المواقف التي صدرت عنك شخصيا قوبلت بالغضب لدى بعض التنظيمات في المعارضة السورية حتى ان هناك من دعا علانية إلى اعتقالك ومحاكمتك كيف ترد عليها؟
□ مثل ماذا؟
■ مثل حزب العدالة والتنمية السوري الذي أصدر بيانا طالب فيه الائتلاف والكتائب المسلحة في الداخل السوري بطردك واعتقالك ومحاكمتك بدعوى أنك اسأت للثورة؟
□ الموضوع يتعلق بمحاضرة ألقيتها في مركز «سوريا بيتنا» بدعوة من اتحاد الديمقراطيين السوريين تحدث فيها إن التفرقة والتمزق وإمارات الحرب أضروا كثيرا بالثورة وبالنضال الوطني و قلت أيضا «الله لا يبارك» بهؤلاء الذين تفرقوا، فوقف رجل قيل لي إنه شخص غير متوازن وخاطبني قائلا انت تشتم الجيش الحر وتشتم المجاهدين، لكني في الحقيقة لم أشتم أحدا بل ادنت تشتتهم وفرقتهم و أقول «الله لا يبارك فيهم» لأنهم مشتتين ولم أقل «الله لا يبارك فيهم» لأنهم يقاتلون، يعني انا كنت أتحدث بلغة دعنا نقول أنها لغة شعبية تستنكر تفرقهم ولا تستنكر وجودهم أو اتجاهاتهم فوقف هذا الرجل ليقول لي أنت مدين في وجودك هنا لهؤلاء فردوا عليه في المحاضرة وشرحوا له انه أخطأ الفهم وأوضحوا له ما جاء في محاضرتي، يعني هناك سوء فهم في هذا الموضوع وهو أيضا لم يعطيني فرصة إيضاح لأنه غضب وغادر القاعة، كنت أريد أن اقول له انني لست هنا بفضل المجاهدين أو غير المجاهدين بل انني موجود في ساحة المعارضة قبل المجاهدين بفترة طويلة جدا، وهو من كان موجودا بفضل المجاهدين لأنه ليس شيئا في المعارضة السورية ولم يكن له أي حضور فيها وانه جاء فقط ليزايد، أنا ادين التمزق والفرقة ولا ادين المجاهدين ولا المقاومين، بالعكس انا أفخر بهم ولا اقبل منهم هذا الحجم من التمزق والخلافات والتشتت.
* إعلامي وصحافي مغربي يحمل الجنسية الفرنسية
(**) نشر الحوار بتاريخ 29 حزيران/ يونيو 2014
المصدر: القدس العربي
التعليقات مغلقة.