الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

المعارضة السورية في فرنسا قبل الثورة

رياض معسعس *

انطلقت المعارضة السورية في فرنسا بعد العام 1976 بعد غزو حافظ الأسد للبنان، وضرب الحركة الوطنية في لبنان، واجتياح تل الزعتر حيث توجد المقاومة الفلسطينية، واغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط. هذا التدخل في لبنان بتفويض من الجامعة العربية، وموافقة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، كان بداية توطئة الميليشيات الشيعية التي تشكلت خلال الحرب اللبنانية (أمل بداية ثم حزب الله) لتحكم قبضتها على لبنان بدعم من إيران، وهذا يؤكد على فشل الغرب بشكل عام في التصور المستقبلي لتدخل سوريا في لبنان. وفي حمأة حرب لبنان الأهلية، بدأ صراع مسلح في سوريا بين النظام والإخوان المسلمين بعد أن بدأ النظام بتطييف الجيش، والإدارات، والمؤسسات، وضرب أحزاب المعارضة، وحملات الاعتقال، والاغتيالات السياسية. التي انتهت بمجازر كبيرة في أكثر من مدينة سورية، وانتهت بمجزرة سجن تدمر في العام 1980 بعد محاولة فاشلة لاغتيال حافظ أسد، ثم اغتيال رئيس الوزراء السابق صلاح الدين البيطار في باريس في صيف 1980 بعد أن أصدر صحيفة الإحياء العربي. ثم بمجزرة حماة الكبرى في العام 1982. انطلقت المعارضة من مجموعة من الطلاب السوريين في الجامعات الفرنسية، وقامت بتشكيل أول خلية معارضة تحت اسم: “لجنة دعم العمل الوطني الديمقراطي” وصدر عنها أول عدد من مجلة الاختيار الوطني الديمقراطي في العام 1980.

بعد تشكيل التجمع الوطني الديمقراطي من احزاب المعارضة في سوريا، تم الاتصال بلجنة الدعم في باريس والتنسيق معها لإقامة نشاطات في الخارج تدعم المعارضة في الداخل. فتم تنظيم مظاهرات احتجاجا على مجازر النظام. في إحدى المظاهرات قامت السفارة السورية بإرسال عدد كبير من “الشبيحة” الذين أُرسلوا إلى باريس باسم “طلاب” لمهاجمة المتظاهرين وضربهم بالعصي والسلاسل والسكاكين فأُصيب عدد كبير منهم، وتدخلت الشرطة الفرنسية على إثرها، وقامت وزارة الخارجية الفرنسية بطرد دبلوماسيين سوريين من السفارة. خاصة بعد أن تم اختطاف أول منشق عن الجيش السوري بريد البريدي وإرساله إلى دمشق. ثم تطور العمل المعارض مع تشكيل المنتدى السوري الذي ضم عدداً كبيراً من السوريين المعارضين المقيمين في باريس. والذي صدر عنه مجلة المنتدى، وكان يقوم بنشاطات كبيرة اجتماعية وثقافية كان منها مجموعة كبيرة من المحاضرات لكبار المفكرين والعاملين، وأمسيات شعرية شارك فيها شاعرنا الكبير نزار قباني في معهد العالم العربي، ومحمود درويش، وأدونيس. ومن أسماء الذين لعبوا دورا كبيرا في هذه المعارضة وشكلوا كل مكونات الشعب السوري على سبيل المثال لا الحصر مع حفظ الألقاب: الراحل فاروق سبع الليل الذي كان له دور كبير في التنظيم. وحرمه عائشة سبع الليل. أيمن عربي كاتبي، منذر إسبر، حنا إبراهيم، أحمد دركزلي، غريغوار مرشو، رياض معسعس، رؤوف وانلي، فايز ملص، سركيس سركيس، خليل نعيمي، سلوى نعيمي، هالة قضماني، بسمة قضماني، برهان غليون، أحمد قنطار، عبد الرؤوف درويش، يوسف عبدلكي، عمر أميرالاي، عبد الرحمن الحفيان، صلاح عياش، عائشة أرناؤوط، صخر عشاوي، صخر فرزت، جميل حتمل، إميل كساب، قصي درويش، فاروق مردم بيك، صبحي حديدي، سمير سطوف، جورج سطوف، أحمد محفل، عبد الحميد الأتاسي، حسان شاتيلا، منصور الشوفي.

– العدد الأول من صحيفة الاختيار الوطني الديمقراطي 1980 على الرابط:
https://drive.google.com/file/d/1dS06AiN58Q-v1uIaBcRUwpUAKO_oBQxC/view
– العدد الثاني من مجلة المنتدى، نيسان 1991 على الرابط:
https://drive.google.com/file/d/1Z9JkFjZl3x8GI3IDcPLgWF6rBw9UXPv1/view
………………….

* صحفي وإعلامي سوري، رئيس رابطة الصحفيين السوريين سابقا، رئيس تحرير موقع السوري اليوم

المصدر: السوري اليوم

التعليقات مغلقة.