{ فريق عمل الدراسة: – د. طلال مصطفى* ؛ – د. حسام السعد**؛ – أ. وجيه حداد*** }
محتويات الدراسة:
الفصل الأول – انهيار قطاع التعليم
أولًا: خسارة الكادر التعليمي والمهني
ثانيًا: انهيار التعليم وفاقد التمدرس
ثالثًا: فواقد المعرفة الأكاديمية
رابعًا: المناهج التعليمية في المناطق السورية
الفصل الثاني – انهيار الواقع الصحي
الفصل الثالث – انخفاض منسوب الدعم الاجتماعي
ملخص الدراسة:
1- أفضت الحرب السورية إلى تفريغ المجتمع السوري من كثير من كوادره ونخبه التعليمية والمهنية بآن معًا، ومع الاستنزاف الكبير في القطاع التعليمي والصحي والهندسي، يخسر المجتمع السوري أهم مفاتيح التنمية بفقدانه رأس المال البشري الأكثر تأهيلًا لإعادة البناء والإنتاج، ومع خسارة اليد الماهرة والمدربة فإنه يفقد الركيزة الأساسية في عمليات الإنتاج لاعتمادها الرئيسي على وجوده. وتأتي الخسارة المعنوية والثقافية إلى جانب الخسارة الاقتصادية بفقدان اليد الخبيرة والمدربة في المهن والحرف اليدوية المتصلة بالتراث ليشكل فقدها خسارة للتراث الإنساني والمحلي بما تمتلك من أصالة وغنى بصري وفني، وبما تختزن من عوامل الهوية المحلية ومكوناتها التاريخية.
2- انهيار التعليم الكمي والنوعي، وانخفاض عدد الكادر التدريسي المؤهل، وانعدام حوافز العملية التعليمية وضبابية أهدافها، إضافة إلى فاقد التمدرس الذي يشمل ثلث السوريين المؤهلين للدراسة حاليًا، سيضع مصير جيل كامل في مهب المجهول. إن كارثة التعليم هي كارثة مزدوجة بمساريها الفردي والمجتمعي، وهي من الكوارث التي تترك آثارًا مديدة وتمتد إلى أجيال لاحقة لما يترتب عليها من تبعات اقتصادية واجتماعية ونفسية على المديين القصير والمتوسط، وربما على المدى الطويل أيضًا.
3- كانت المناهج الدراسية إحدى المؤشرات الأيديولوجية الدالة على هوية الصراع في سورية، بالنسبة إلى كل طرف من أطراف الصراع. ففي المناطق التي يسيطر عليها ما يسمى بـ (الإدارة الذاتية) غيرت المناهج الدراسية تغييرًا كاملًا وجذريًا للمراحل الدراسية كافة، واعتمدت فرض فكرها وسياساتها للمناهج التعليمية استنادًا إلى الأيديولوجيا بشكل صارخ، من خلال الاهتداء بفلسفة عبد الله أوجلان بوصفه قائدًا للشعب الكردي.
وأدرك النظام السوري أهمية المناهج الدراسية ودورها في الترويج للبروباغاندا الخاصة به، فأحدثت وزارة التربية 2015 المركز الوطني لتطوير المناهج التعليمية. وقد غيِّرت المناهج منذ 2016-2017 بشكل يتوافق مع تلقين الجيل الجديد الخضوع الطوعي تحسبًا لخروجهم من سلطة النظام الدكتاتورية كما حدث في 2011.
واتسمت المناهج التعليمية للمناطق الخارجة على سيطرة النظام بالإرباك بعد فشلها في تقديم منهاج جديد مخالف لمنهاج النظام، فاكتفت بحذف كل ما يتعلق برموز النظام وبعض المغالطات التاريخية. أما تنظيم داعش فقد كان التعليم بالنسبة إليه نهجًا لتنشئة جيل متطرف وراديكالي، قبل سقوطه.
4- أفضت الحرب إلى تأكل القطاع الطبي وتراجع الرعاية الطبية بشكل كبير، وبخاصة لدى الجهات العامة. ومع تراجع مستويات الدخل وانتشار الفقر يتعذر على الأفراد الحصول على الرعاية الطبية اللازمة وعلى مقوماتها الغذائية، وتتعذر عليهم الوقاية من المخاطر المترتبة على انهيار القطاع الصحي، ومن أهمها مخاطر الأوبئة حتى القديمة منها، والجديدة أيضًا، كما في وباء كوفيدا-19، كورونا الذي حصد مزيدًا من الأرواح، في ظل صمت وتضليل إحصائي من النظام.
ويدفع الانهيار الصحي مزيدًا من الشرائح والأفراد إلى الحاجة الملحة والفورية إلى الرعاية الطبية الخاصة، وغير المتوفرة حاليًا، وغالبًا ما تكون أدنى من المطلوب عند توفرها، وتشمل أصحاب الإعاقات والأطفال تحت سن الخامسة، وأصحاب الأمراض المزمنة ليشكل مجموعهم ما يزيد على ثلث الشعب السوري حاليًا.
5- شكل انخفاض الدعم الخارجي والداخلي عبئًا كبيرًا على المواطنين السوريين، في ظل اقتصاد مشلول ومدمر، وخاضع لسيطرة أمراء الحرب كليًا، ونجم انخفاض الدعم عن مزيج من تراجع الاهتمام الدولي بالقضية السورية، وعن سلوك النظام الساعي إلى الاستئثار بتلك المساعدات وتجييرها لمصلحة حربه، وإطالة أمد بقائه في السلطة, وترافق انخفاض الدعم المقدم للشعب السوري مع انخفاض مماثل في دعم حلفاء النظام له لأسباب متعددة يتعلق بعضها بابتزازه للحصول على مكاسب إضافية، ويتعلق بعضها الآخر بأوضاعهم الاقتصادية المتردية في ظل العقوبات الرادعة، وبالأخص إيران. وأرخى انخفاض الدعم الخارجي بظلاله على الشرائح الأفقر وخصوصًا جمهور النازحين المتزايد عدديًا بفعل العمليات العسكرية، وأرخى بظلاله على شبكات الدعم الداخلية الممولة من الخارج التي كانت تساهم جزئيًا في تغطية من الاحتياجات الإنسانية تتسع مع ارتفاع نسب الفقر العامة.
6- بسبب أزمته الاقتصادية الخانقة، وطبيعة سياساته المحكومة من أمراء الحرب سعى النظام إلى التخفف من أعباء الدعم الموجودة تاريخيًا، فقلصها وعكس مخرجاتها برفع الأسعار ليمول نفقات الحكومة والنظام من جيوب الناس وعلى حساب خبزهم اليومي بوصفه آخر موضوعات الدعم، وعلى حساب حاجاتهم الإنسانية التي باتت دون الحد الأدنى بكثير.
7- أفضت حالة الإحباط المنتشرة في سورية الآن إلى إضعاف المجتمع ككل، وقد أفقده المآل الذي وصلت إليه الأحداث الثقة في حصول عملية التغيير السياسية التي من المفترض أن تعيد إلى المجتمع نبضه وتضع آليات عادة بناء إنقاذية شاملة للنهوض بالمجتمع والفرد معًا.
يمكنكم قراءة البحث كاملًا بالضغط على علامة الرابط:
https://www.harmoon.org/wp-content/uploads/2021/01/انهيارات-قطاعات-التعليم-والصحة-والدعم-الاجتماعي.pdf
……………………….
* أكاديمي سوري متخصص في علم الاجتماع، ومعتقل سياسي السابق
** أكاديمي سوري متخصص في علم الاجتماع، ومعتقل سياسي السابق
*** باحث وكاتب سوري
المصدر: حرمون
التعليقات مغلقة.