الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

صلاح أبو شريف الأحوازي: نريد تشكيل جبهة واسعة ومنسجمة لمواجهة العدوان الإيراني

أحمد مظهر سعدو

بينما يجري الاعداد في الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، باتجاه عقد مؤتمر نوعي للجبهة في الأيام القادمة، وحيث يريد المؤتمرون اجتماعًا ليس أحوازيًا فقط، بل عربياً يساهم في إقامة وتشييد جبهة عربية لمقاومة الخطر والمد الاحتلالي الإيراني في المنطقة. فقد استوقفنا الأخ صلاح أبو شريف الأمين العام للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية وأخذنا من وقته بعض الشيء، لنقف وإياه على أهم محددات عقد المؤتمر المزمع.

(أبو شريف) كان صريحاً كعادته، وواضحاً فيما قال، وصولًا إلى إنتاج مؤتمر مميز يخرج منه ما هو مفيد وجدي فكان هذا الحوار:

1- وأنتم بصدد التحضير لمؤتمركم القادم، ما الذي تريدون طرحه في هذا المؤتمر…؟ ويقال إن دعوتكم للكثير من الفعاليات العربية للمؤتمر تريدون منها تشكيل جبهة في مواجهة إيران، هل من فكرة حول ذلك…؟

– كان الأمن القومي العربي وسوف يبقى موحدًا ولا يمكن تجزئته، فكل ما يتعرض قطر عربي للاختراق الأمني أو للاحتلال سيزيد خطر اختراق أو احتلال باقي الأقطار كما حصل مع احتلال الأحواز في عام 1925 فلننظر اليوم لاحتلال إيران للأراضي والجزر والأقطار العربية المحتلة حيث نجد أن كل هذه الاحتلالات الايرانية لم تكن لتحصل دون احتلال الأحواز. فمثلًا جزر الأمارات العربية التي احتلت 1971 تقع بين الأحواز والامارات ولم تتمكن السلطات الايرانية من احتلالها إلا بعد احتلالها للأحواز ومن الأراضي والمياه الأحوازية وهكذا معاهدة 1975 التي انتهت بتقسيم شط العرب وهو نهر عربي بين الأحواز والعراق وقد أتى الأمر بتقسيم على حساب الحقوق التاريخية للعراق ولمصلحة الاحتلال الايراني في الوقت الذي نحن نعتبر شط العرب نهرًا وممرًا عربيًا بين دولتين عربيتين شقيقتين كما لا يشكك أحدًا أنه لولا احتلال الأحواز وثرواته النفطية والطبيعية الكبيرة وموقعها الجغرافي لما  تمكنت إيران من احتلال العراق واليمن وسورية ولبنان عبر المليشيات الممولة والمدعومة بأموال أحوازية مغتصبة ولن تتمكن إيران من تهديد الدول الخليجية الستة الشقيقة المجاورة للأحواز لولا احتلال الأحواز ووصول إيران لمياه الخليج العربي وهيمنته على الضفة الشرقية للخليج .

وعليه فإننا نعتقد أن الاحتلال الايراني الذي بدأ عام 1925 لن يتوقف عن التوسع إلا بتحرير الأحواز وبمشاركة كافة الأطراف العربية المحتلة والمستهدفة من قبل الاحتلال الإيراني بعد أن أصبح يدرك الجميع أن العدو الإيراني هو خلف كل هذه المليشيات الإرهابية التوسعية واحتلال الأقطار العربية وتهديد أمن واستقرار من تبقى منها خاصة في منطقة الشرق العربي  وبعد أن تطرقنا لموضوع الأمن القومي العربي ووحدة مصيره وإن الدول العربية المحتلة كلها بشكل أو بآخر تعاني من الاحتلال والارهاب الإيراني، وقد وصلنا إلى مرحلة توحيد الجهود والخطوات العملية والتحرك معاً لمواجهة العدو المشترك في كل الأقطار المحتلة . وعليه هناك أفكار أولية وخطوط عريضة يمكن التطرق لها لما نصبوا إليه من إقامة المؤتمر ومنها:

  • خلق فهم ورؤية مشتركة بين كافة الأطراف الرافضة للسياسات التوسعية والارهابية الإيرانية في جغرافية إيران السياسية وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي.
  • تشكيل جبهة واسعة ومنسجمة لمواجهة العدوان الإيراني من خلال جمع كافة الطاقات وتوحيد الجهود على كل الاصعدة، تتماشى مع مصالح كل طرف ومع الإرادة الدولية لوقف السياسات الارهابية التوسعية الإيرانية.
  • إيصال رسالة للمجتمع الدولي والدول الأوروبية والعربية والإقليمية المعنية بشكل خاص بأن خطر التدخلات الإيرانية وقيامهم بدعم مليشيات ومجموعات موالية لها وتسليحها وتدريبها تشكل خطرًا على أمن واستقرار هذه الدول بما يوازي خطر صناعة الصواريخ الباليستية والمشروع النووي.
  • دعم الشعوب غير الفارسية التي تشكل نسبة سكانية أكثر من 70% في خارطة إيران السياسية وما تمتلك من إمكانيات وثروات كبيرة تستغل وتنهب من قبل الاحتلال الايراني لتمويل الإرهاب والمليشيات والمشاريع الصاروخية والنووية.
  • البحث عن الحلول لوقف نزيف الدم الذي تمارسه مليشيات الارهاب الإيرانية بأقل الخسائر الممكنة والعمل على إعادة الوحدة المجتمعية عبر نبذ خطاب الكراهية والعنصرية والطائفية وفق موازين الإعلان العالمي لحقوق الانسان.
  • البحث في السبل الكفيلة بمنع التطرف والارهاب ونشر ثقافة التسامح والسلم الأهلي والازدهار الاقتصادي والمجتمعي.
  • الخروج بتوصيات عملية تحث الدول الإقليمية ودول مجلس الأمن في مواجهة السياسات الإيرانية التوسعية والارهابية المزعزعة للأمن والاستقرار.

ومازال هناك الكثير من الأفكار والآراء نستلمها من الجهات المختلفة الراغبة بالمشاركة في المؤتمر وستكون هناك لجنة تحضيرية من كل الأطراف تنظم كل هذه المقترحات والأفكار وصبها في المخرجات ونتائج المؤتمر.

2- وهل تتوقعون قدرة توحيدية أحوازية لإنجاز معارضة جدية تؤثر فعليًا في واقع ومستقبل معاناة الأحوازيين…؟

 _ نعم, نحن واثقون من أبناء شعبنا ووعيهم وتعاملهم بمسؤولية كبيرة مع المتغيرات ومصلحة شعبهم وقضيتهم في مواجهة الاحتلال الإيراني ومع ما يدور حولهم رغم وجود الاختلافات الجانبية التي ثبت أن أغلبها من صنع النظام الايراني.

3- وهل من دعم عربي رسمي حول إنجاز هذه الخطوات في مواجهة إيران…؟

_ نحن نتواصل مع الأشقاء العرب منذ فترة طويلة لتوضيح الخطر الايراني الدائم على أمنها واستقرار بلدانها وفي الآونة الأخيرة  لمسنا تحركًا جادًا في هذا الخصوص لمواجهة إيران وسياساته الإرهابية على المستويين العربي الشعبي والرسمي وهذا ما دفع بنا إلى التواصل مع كل الأطراف المؤثرة في الساحة العربية والتشاور معها ومناقشتها لإقامة مؤتمر يجمع بين كل الأطراف المناهضة للسياسات الإيرانية العدوانية والمزعزعة للأمن والاستقرار والذي يهدد ليس الدول العربية والإقليمية فحسب، بل أصبح يهدد الأمن العالمي بمشروعه الصاروخي الباليستي والنووي العسكري.

أحمد مظهر سعدو

كاتب صحافي سوري، رئيس القسم السياسي في صحيفة إشراق

 

التعليقات مغلقة.