حزب الاتحاد الاشتراكي العربي حرية * اشتراكية *وحدة
في سورية
التقرير العام للمؤتمر السادس
لحزب الاتحاد الاشتراكي العربـــــــــــــي
في ســــــــــــــــــورية
– ١٩٧٣ –
القســــــــــــــــــــم الســـــــــــــياســـــــــــي
(الجزء الأول 1 – 2)
نلتقي اليـوم في هـذا المؤتمر، المؤتمر العام السادس لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي في سورية لنجري مراجعة عامة لخطة سيرنا ولاستراتيجية عملنا السياسي على ضوء التغييرات التي وقعت وتجري على الصعيد العربي وفي المستوى القطري، وبالتجارب التي مر بها تنظيمنا وبخاصة تجربة التعاون مـع نظام الحكم في سورية وتجربة الجبهة الوطنية التقدمية، ثم الدور الذي أخذ حزبنا ينبري لأدائه على المستوى القومي، كحزب ناصري وكقـوة من قوى الثورة الناصرية في الوطن العربي بعد غياب القائـد الخالد جمال عبد الناصر، فلا بد من أن نقوم بمهمتنا هـذه بروح المسؤوليـة الجماعية ومن خلال تصـور صحيح لطاقاتنا وامكاناتنا، وللواقع الذي نواجهه وقدراتنا على التأثير فيه، فلنتقدم إلى ذلك بعقول مفتوحة يبقى دليلها في البحث والنقد والتفكير في الأهداف الأساسـية فلا نضيع في الجزئيات ولا نتخبط في المتاهـات الصغيرة والقضايا الثانويــــة.
وينعقد هـذا المؤتمر بعـد مرور عامين ونصف على اجتماع المؤتمر الخامس، ولقد كانت هذه الفترة حافـلة بالأحـداث والتغيــرات، دوليـاً وعربيـاً وداخل القطـر، ولكننـا مع كل مـا وقـع من تغييــرات ما زلنــا في الموقع العام ذاته الذي يحدد طبيعة هـذه المرحلة من حيـاة أمتنا منذ هزيمة حزيران، وهو موقع عجـز قوى النضال العربي حتى الآن عن أن تجـد طريقهــا لتجـاوز هـذه المرحلة وعن الوفـاء بمتطلبات معركة التحرير، المعـركة التي جعلت منهـا قيادة عبد الناصر الهـدف الاستراتيجي الأول والمُتقـدم على جميع الأهــداف والذي يحيط بكل أهـداف نضال جماهير أمتنـا ليضعهـا في مساره، فمن خلال العمل لبلورة هذا الهدف وعلى طريقه، إنمــا تتحدد اليـوم استراتيجيـة العمـل لتحقيق أي هـدف وطني أو قومي آخــر.
فظروف المعركة هي التي تتحكم في مسـيرتنا اليوم ومواقفنا وأفكارنا، وهي التي تفرض أن نقدم مطلباً من المطالب الوطنية أو القومية على غيره، وأن نتطلع إلى التغيرات في العلاقات الدولية من خلال انعكاساتها على معركة أمتنا، وكذلك إلى التغييرات في المواقف والعلاقات العربية، كما تبقى نظرتنا إلى نظام الحكم في سورية وإلى تطورات الحركة الوطنية فيه، ومواقفنا مما يجرى ويتغير محكومة بطبيعة هـذا الطرف أيضاً.
والحادث الخطير الذي وقـع وكان له أثره العميق على حركة النضال العربي وعلى حركتنـا بالذات بل وعلى مواجهة ظروف المعركة في إطارها العريض، هـو الغياب المُبـاغت لعبد الناصر عن مسرح القيـادة وإذا ما صمد اتحادنا في موقفه الناصري فكراً وعملاً وعزز مواقفه ونشاطاته في هذا الاتجاه وتقدم بها فإن غيـاب عبد الناصر عـن مسرح قيـادة النضال العربي وقيـادة المعركة وعـن توجيـه الثـورة الناصـرية كثورة قومية عربية تقدمية في مستوى العصر وعن تجسـيد حركة فكرها المتطـور واستراتيجية كفاحها الموحد وما أعقب هـذا الغيـاب من تحول في مصر وتعثر، أثـرا في حدود غير قليلة على الدور الطليعي الكبير الذي كانت تؤديـه بالنسبة لحركة النضال العربي، كان لا بــد أن يُدخل تعديــلاً على مواقفنـا ونهج عملنـا ليعطينا استقلالية أكثر وليُحملنــا مسؤوليــات أكبــر في الاجتهــاد الفكـري والسـياسي والنضــالي.
ففي أيـام عبد الناصر، ومن خــلال الالتزام بقيادته ونهجه، كنا نحدد مواقفنا، ونرسـم خطواتنا على أسـاس التوفيق بين هـذه المواقف والخطوات، وبين الاستراتيجية العـامة التي يسـير فيهـا عبد الناصر ويخـط طريقهــا أمامنـا بالممارسـة والمعــاناة؛ أما بعـد الغيــاب فقـد وجدنا أنفسنــا مطالبين بأن نستخلص من تجربــة عبد الناصر في كليتهــا وأقصى ما وصلت إليــه، نهجـاً عامـاً ودليـل عمل نرسـم على أساسـه بأنفسنـا مواقفنا ونُطـور نهــج عملنـا والتزاماتنـا الفكرية، وتلك مهمـة لـم تكن بالسهلة، ونسـتطيع أن نفخـر بأننـا تقدمنـا فيها خطــوات لا بأس بها، إلا أن الذي يزيـد من مسؤولياتنـا ومن المصـاعب أمامنـا على هــذا الطريـق، عمليــات التشـويه والانحــراف الكثيــرة التي جاءت من مصـادر عديـدة ومشى فيهـا الكثيـر، أفراداً وفئات تحت سـتار الناصـرية لتشـويـه معالــم تجربــة عبد الناصر أو طمسهــا و لتشــتيت حــركة الجمـاهيــر العربيــة ( التي كان عبد الناصر فاعــلاً فيهـا وقائداً لحركة وعيهــا ونضالهــا دائمــاً باتجــاه التقــدم )، وبالتــالي لإغـراق حـركة الثــورة العربيــة في التشـرذم والضيـــاع .
وكان التزامنـا بعبد الناصر كقائـد ثـورة وبالناصرية كاستراتيجية نضال ذات أهداف محددة وطريق واضحة، وبمصر عبد الناصر كقاعدة أساسية للنضال العربي التحرري وكنموذج متقدم على غيره في الوطن العربي لبنـاء القاعدة المادية للتحويل الاشـتراكي وكموطن للثورة العربية الأم، إلا أن هـذا المرتكز الكبير الذي كان يعنينا ويعني حـركة الثــورة العربيــة ككل وحـركة الجمـــاهير والنضـال، الدعامــة والسـند، قـد انتابـه التقهقـر والضــعف في مواجهة المهمــات الصعبة المطروحـة أمامـه والضـغوط الكثيــرة، وكان لذلك آثــاره السلبيــة على كثيــر من مواقـع القـوى والنظــم العربيــة التقدميــــة.
ولم تقتصر التغيرات بعد غياب عبد الناصر على مصر، بل وقعـت تغيرات عامة في كثير مـن الأقطار والمواقع العربية الأخرى، منها الإيجابي ومنها السلبي، إلا أن المردود العام السلبي مازال راجحاً حتى الآن بدءاً من سقوط الجبهة الشرقية وانتكاسة حركة المقاومة الفلسطينيـة تحت الضربات المتلاحقة إلى الـردة في السودان وتراجع دور القوى والنظم التقدمية في العمل العربي العام وتمكن النظم والقوى الرجعية وتقدم دورها، وأن الصعود في الخلافات الوحدوية بين مصر وسورية وليبيا وتقدم دور ليبيا في العمل العربي التحرري، وقيام اتحاد الجمهوريات العربية، على ما فيها من إيجابيات فإنها لم تعطي بعد منطلقاً واضـحاً لصعود ظافر على طريـق معـركة التحريـر وطريـق الوحـــدة.
إننــا حــزبٌ ناصري، إلا أن مجال تحركنـا المباشـر والإطـــار الفعـلي لتنظيمنـا هـو القطر السوري، فمن الطبيعي أن تعنينـا التغيـرات التي وقعـت وتقـع في سـورية قبـل غيرهــا، إلا أن انفعالنــا بتلك التغيرات وتعاملنـا معهـا إنمـا بقي ويبقى من خــلال الالتـزام بالاسـتراتيجيـة الناصرية العامة وبدورنا الوطني في إطــار تلك الاستراتيجية، ومن هنـا كان عملنـا في الدفـع على طريـق الوحـدة الوطنية وتلاقي القوى التقدمية لتعزيـز دور سـورية في الصـمود في المعـركة والدفــع على تلاحــم مصـر وسـوريـــة.
وبعـد قيام حركة التغييـر التي قادهـا الرئيس حافظ الأسد، تعاون حزبنا معها من خلال هذه المنطلقات وقطعنا شوطاً كبيراً في الانتقال بقواعدنا وأنصارنا من مواقـع السلبية إلى موقـع التعاون، ودخلنا في علاقات إيجابية مع حـزب البعث والقـوى الوطنية التقدمية الأخرى، وكان لنـا أثـرنا وثقلنـا في تطويـر هـذه العلاقـات وصولاً إلى الجبهة الوطنية التقدمية وكان لذلك أثره على نشأة حزبنا ومواقفه ومواقعه ومسؤولياته، وإذا ما تعثرت اليـوم هذه العلاقات مـع نظام الحكم وقيـادة البعث فـإن هـذا لن يغيـر موقفنا المبدئي ومن حرصنا على البقــاء في موقـع الإيجابيـة في العمل الوطني مهمـا كانت الظروف ومواقـف الآخريــن منـــا.
إن كل واحـد منـا يستطيـع أن يسترجـع في ذهنه سلسلة مواقفنـا في الأعــوام الثلاثة الماضية ليـرى أن حزبنـا قـد تقـدم في هذه الظروف البالغـة التعقيد ليمارس مسؤوليـات عديـدة ولقـد كانت المسؤوليـات التي تقـدم لحملهــا أكبـر من إمكــاناته كتنظيـم ولكنهـا كانت في الوقت ذاتـه وفي الظـروف التي تمـر بها أمتنـا أدنى من حاجات المرحلة وضروراتها وأدنى بكثير؛ وهذا عنصر من عناصر التناقض والتمزق التي تحملها حركتنا، كما تحملهـا الكثيـر من القـوى والمنظمـات الثورية العربية، بل كلهــا. إن شـعار حشد الطاقـات ووحدة قـوى الثـورة والنضال، قطــرياً وقوميـاً، شـعار كبيـر وأساسي، فــلا تقــدم على طريق الأهـداف التي تتطلع إليهــا جمــاهير أمتنـا إلا بإيجـاد صيغة لصب أقصى الكفـاءات والطاقـات وبصورة منظمـة في طريـق واحــــدة.
ذلك هو المعنى الكبيــر للشعـار الذي طرحه عبد الناصر قبل عشر سنوات دون أن يعطينـا الطريق إليه، شـعار الحـركة العربيـة الواحـدة . لكن المحاولات التي بُـذلت تحت هـذا الشـعار بأشـكال مختلفة لـم تُكلل جميعهــا بأي نجاح حتى اليوم . ومـازال التراجـع إلى التشـرذم أكثـر فأكثـر هـو طابـع القـوى وطابـع المــرحلة .
إننـا نفتش وإننـا مطالبـون، وليس وحدنا، بأن نفتش عن مخـرج وطريـق، فمحاولاتنا السابقة والتي كانت هي المحور الأسـاسي والفعلي لسياسة التعـاون وسياسـة التفـاعل مـع القـوى الأخـرى، هـذه المُحـاولات لم تُعــطِ حتى الآن مخرجـــــاً.
واليوم وفي هذا السبيل فإننا مطالبون بالمراجعة، مراجعة مواقفنا كلها والتعلم من التجربة ومن الخطأ والفشل، إلا أن ناحية أساسية لا بد أن تبقى ماثلة أمامنا ومقدمة على غيرها وهي طبيعة تكوين حزبنا وتماسكه وصلابته، هذا هو رصيدنا الذي يبقى مهما تغيرت الظروف فالمواقف تبقى مخاطرة في المجهول، أو تقدماً إلى مواقع في المعركة بدون سلاح إذا لم تكن هذه المواقف مسانَّدة بقدرات في تنظيمنا وبصلابة في بنيانه وإمكانياته.
إن مأسـاة الثورة العربية كلها اليوم هو ضعف بناء قواها، ضعف بنائها الفكري وضعف بنائها الطبقي وضعف فعلها في الجمـاهير وضعف تلاحمها و ثقة الجمـاهير بهـا.
إن مطامح جمــاهير شعبنا واضحة، فالأهـداف قاطعـة والمخاطر كبيرة ومكشوفة، و لكن أدوات النضال، النظم والقوى المتصدرة للنضال، ضعيفة البناء والتكوين وضعيفة جداً في بنيانها الثوري، لترتطم جميعاً بالعجز أو لتدور في دوامة التناقضات الجزئية وألاعيب السياسية اليومية، تلك حقيقـة نقدمهـا في البداية لكي لا يركب رأسنا الغرور، وكذلك لكي لا نضيّع وقتنا في مناقشة الجزئيات ولكي نقـرر بشكل قاطع: لكي نفعل ونُؤثــر و نُغيـر لا بد أولاً أن نتغيـر.
ولكي لا ندور في دوامة الجزئيات ومناقشة المواقف المترددة والتناقضات العارضة والجزئية لكي نتحاشى مثل هذا الضياع ولا لشيء آخر، تأخر وتأخر انعقاد هذا المؤتمـر.
تأخرت به القيادة من خلال الاحساس بالمسؤولية، مسؤولية إيجاد موقع ثابت ومنطلق واضح نحدد من خلالهما مسيرتنا المقبلة لا تهربا من مواجهة المسؤوليات. لقد تهربنا من شيءٍ واحد، من الوقوع في المصيدة التي وقعت بها الكثير من المنظمات التقدمية في الوطن العربي، مصيدة التصادم والانقسام من خلال المزاودات غير المسؤولة والتقييمات التي لا ترتكز إلى رصيد فعلي في الواقع، والمزاودات والاتهامات التي تأتي في أكثر الأحوال من خلال الإحساس الضمني بالتقصير والعجـز، إذ يحاول كل واحد أن يتحرر من هذا الشعور بالتقصير والعجز في إسقاط المسؤولية على الآخرين واتهامهـم.
يمكن أن يوجه الكثير والكثير من النقـد للقيادة، فمراتب التنظيم تضغط منذ أشهر طويلة وتطالب بعقد المؤتمر لتجد فيه خلاصاً من كثيـر من المشكلات التي يتعثـر فيهـا تنظيمنـا سياسيـاً وفكـرياً، وثقـوا أن القيـادة كانت أحرص من غيرها على الإسراع في عقـد المؤتمر ولو أنكر ذلك عليهـا البعض ولكن حمـاية التنظيم وأمنه كانا رائدها، وكذلك فإن القيادة كانت تحاول جاهدة أن تأتي إلى المؤتمر والاتحاد واقف في موقع تكون فيه القضايا بالنسبة له أكثر استقـراراً ووضوحاً، وكذلك لتكون مـزودة بمعطيــات أكثـر وأوضح لرسم استراتيجية سياسية محددة الطـريق والخطوات. فهذا المؤتمر ينعقد بعد مرور أكثر من عامين على اجتماع المؤتمر الخامس، والعوامل التي أدت إلى التأجيل منهـا ما يتعلق بظروف خاصة وتنظيمية إلا أن الكثير منها كــان بتأثير طبيعة المرحلة السياسية التي يمر بها قطرنا وتمر بها أمتنا العربية وتلاحُق التغيرات ثم التطورات في علاقاتنا بنظام الحكم والحوار الذي اسـتمر طويلاً في سبيل إقامة الجبهة الوطنية التقدمية ثم قيام الجبهة في الصيغة التي قامت عليهـا والصعوبـات الكثيرة التي واجهناهـا لتطوير هذه التجربة وانضاجها ثم التعثر الذي وقعت فيه هـذه التجربة وفشلنا في أن ندفع بها نحو الأمام كما فهمناها وأردنا أن تكون وانتهاءً بتجميد علاقتنا بهذه الجبهة، كل ذلك كان يضعنا بين تأجيلٍ وتأجيل لنقف أمام هذا المؤتمر كما قلنا في موقع محدد وثابت يسـمح أن يكون المرتكز لتحديد أبعاد اسـتراتيجية عملّنا، ثم إننا كنا نتحسس أيضاً تآمراً على تنظيمنا، يريد أن يخلق فيه تفجيرات۰۰۰ وكنا نعمل لسد الثغرات أمام أي عمل تآمري يحاول أن يخلق تصادمات داخل التنظيم وانقسامات، إن الانقسامات والخلافات عندما تكون مبررة بخلافـات فكرية واستراتيجية جدية فهي انقسامات لا محيص عنها بل هي لازمة وبدونهـا لا يصعد التنظيم الثوري ويتقدم ولكنها عندما تكون معترضة بألاعيب خفية أو بمصالح فردية و فئوية وانتهازية فإنهـا تتحول إلى عمليات تآمر وخيانة، وكنا ساهرين لقطع الطريق أمام أية بادرة من هذا النـوع.
إن تجربة المؤتمر العام الخامس كانت أمامنا ولم نُرد أن تتكرر هذه التجربة ۰۰۰۰۰۰
فالمؤتمر الخامس لـم يكن عاملاً إيجابياً في تطوير فكرنا الثوري ولا في إنضاج استراتيجيتنا السياسية، والدليل الذي بقي أمامنا طوال السنوات الخمس الماضية كمنهاج عمل مرحلي الخطوط العامة التي رسمهـا تقرير المؤتمر العام الرابع للاتحاد والتجاوب الملتزم مع النهج السياسي العام الذي سار فيه القائد عبد الناصر، وبخاصة في السنوات الثلاث الأخيرة التي سبقت غيابــه.
وإذا ما أردنا أن نُذكر ببعض المنطلقات الأساسية التي أكدهـا المؤتمر الرابع للاتحاد والتي أصبحت بحكم القواعد الثابتة الناظمة لمسيرة عملنا والتي تُعطي للاتحاد الاشتراكي هويته الخاصة بين القوى التقدمية العربية فلنشير أيضاً بأن هذه القواعد لم تترسخ في بعض مراتب التنظيم بما فيه الكفاية، وهـذا كان أيضاً من العوامل التي عوقت مسيرتنا وشوشت عملنا وأعطت في بعض الأحيان وفي بعض المناطق والمجالات صوراً عن مواقف الاتحاد وتفكيره وسلوكه لا تنسجم مع ما قطعه الاتحـاد من أشواط في تأكيد هويته كطليعـة ناصريـة ثوريــة.
فلقد أكد المؤتمر الرابع على مفهـوم الحزب الثوري في بناء الاتحاد الاشتراكي، ودفع إلى تطوير التنظيم بهـذا الاتجاه، وبمقولة الحزب الثوري الذي يقوم على الالتزام الطوعي للطلائع الاشتراكية لقوى الشعب العامل كأساس لا بد منه لتطوير التجربة الناصرية وانضاجهـا أخذت تتميز حركتنا في إطار العمل الناصري العـريض.
ولقد أكد المؤتمر الرابع على الالتزام الناصري لاتحادنا الاشتراكي ومفهومنا لهذا الالتزام وأخّذنا بنهج عبد الناصر الاستراتيجي الصاعد قُدماً إلى الأمام، والمُتطور أبداً باتجاه اليسار أي باتجاه الجماهير وتجسيدا لإرادة الجماهير الكادحة ومطامحها ومصالحها، وبالتأكيد على المفهوم العلمي للاشتراكية وعلى وضع الثـورة العربيـة في مستوى العصر في إطار الحركة التحريرية لشعوب العالــم.
والتأكيد من جانب آخر على دور المتحـدة ( مصر عبد الناصر ) في قيـادة النضال العربي وحمايته وتوجيهه وكان التزامنا بميثاق العمل الوطني ميثاق عبد الناصر لعام ١٩٦٢ كنظام أساسي لعملنا وكحد لا بُد منه، ننطلق منه في بناء تجربتنا وفي تكوين علاقاتنا بالقوى الأخرى على أن تجربتنا ولو أنها صغيرة فلقد كانت محاولة لاستلهام الميثاق في بناء تجربتنا الوطنية وكذلك في استخلاص خط تقدمي ثوري في أقصى ما أراد الميثـاق وواضع الميثـاق.
ومواكبة لمسيرة عبد الناصر بعد الميثاق، وبهذا أي بإمساكنا بالميثاق كدليل عمل قابل دائماً للإغناء والتطور تميزت أيضاً حركتنا ووضعت حداً فاصلاً بينها وبين المجموعات والعناصر اليمينية المتسترة بالناصرية في الوطن العربي المتخلفة عن الميثاق أو الذي تشد به إلى الـوراء .
…………………………
يتبع.. (الجزء الأول 2 – 2)
التعليقات مغلقة.