الشاعر عبد الرحمن الأبنودي
الشاعر الشعبي الكبير المرحوم عبد الرحمن الأبنودي، الذي اعتقل في عهد الراحل جمال عبد الناصر؛ كتب يستذكره ويُذكر به وبعصره وحالنا الذي لا يُسر بعده .
وذلك في قصيدة بعنوان: (مواويل وتناتيش لذكرى .. جمال عبدالناصر)
- ● المواويل ●●
أنا باشكر إللي خلق لي الصوت وأوصاني
أقول كلام حُرّ.. ما يقبلْش لون تاني
ما اسكتش ع الضِّيم واهشّ الغيم بقولة «آهـ»
وإن سرقوا صوتي.. بينسوا ياخدوا قولة «آهـ»
في الفرْح، في الجرح، إيه حيلتي إلاّ قولِة «آهـ»
يحميك يا ولدى وكنت اسكت وتتكلم
يحميك يا ولدى واكون مچروح وتتألم
ياما حرسْت النهار.. آدي النهار.. ضلِّـم
وإن شفت چَرح الوطن چوّه الفؤاد علـم
تقول كلام.. يا سلام.. يحييني من تاني !!
■ ■ ■
أنا كان لي ورْدات عچب.. كبّرتها بأيدي
أسقيها بالدمع بالدم إللي في وريدي
چاني غشيم القدم وداس على ورودي
أخدم چَنايني في بُستاني يا ناس إزاي؟
وإن نمت ناسي باقوم فاكر يا ناس إزاي؟
مين مرّر الشاي في شفايفي وبكى الناي؟
يا ليل يا بو الهمّ.. تحتك دم.. ما تحاسب
وقوللّى إمتى يا ليل.. وفين حنتحاسب؟
إزاي بلادي تبات ليلة مع الغاصب
وإزاي يدوس وردها.. واقولّه: يا سيدي ؟!
■ ■ ■
مدّ الأمل سِـكِّتُـه.. وقالِّنـا: «سيروا
نصيبكو حيصيبكوا تمشوا والاَّ حتطيروا
عيشوا النهاردة الزمن.. بكره زمن غيره
آدي أول السكة صوت الضحكة بيلالي
والشمس أمشيلها ألاقيها اللي ما شيالي
ولا حدّ يقدر يعكّر قلبنا الخالي
لكن ومين بكرة يعرف إحنا فين فيها؟
هية حتدينا والا احنا حندّيها؟
وإيه نصيبنا من الأيام ولياليها؟
غاب الزمن في الزمن.. واحنا بِلا عزوة
ولا نملك الا نماشي السكة ونسيروا»!!
■ ■ ■
ويا مصْر وان خيّروني ما اسكن إلاَّكي
ولأچْل تتبِّسمي.. يا ما بابات باكي
تسقيني كاس المرار.. وبرضُه باهواكي
بلدي ومالي الّا إنتي ولو ظلمتيني ..
مقبولة منِّك چِراح قلبي وْدموع عيني
الجرح يشْفَى إذا بأيدك لمستيني ..
كلّك حلاوَة.. وكلمة «مصر».. أحلاكي!!
■ ■ ■
- ● التّناتيش ●●
من يمدحُه يطلع خاسر
ويشبَّرو له.. أيامه
يعيش چمال عبدالناصر
يعيش بصوته وأحلامه في قلوب شعوب عبدالناصر
■ ■ ■
مش ناصري ولا كنت ف يوم
بالذات في زمنه وف حينه
لكن العفن وفساد القوم
نسّاني حتى زنازينه.. في سچون عبدالناصر
■ ■ ■
إزاي ينسّينا الحاضر..
طعم الأصالة اللي في صوته؟
يعيش چمال عبدالناصر
يعيش چمال حتى ف موتُه ما هو مات وعاش عبدالناصر!!
■ ■ ■
إسمه چمال وچميل فعلاً
ياما شفنا شُچعان خوّافه
عظيم.. وكان إنسان طبعاً
المچد مش شغل صحافة علشان ده عاش عبدالناصر
■ ■ ■
أعداؤه كرهوه ودى نعمة
مِن كرهُه أعداؤه صادق
في قلبه كان حاضن أمَّـة
ضمير وهمَّـة ومبادئ ساكنين في صوت عبدالناصر
■ ■ ■
ملامحنا.. رچعت بعد غياب
دلوقت بس اللي فهمناه
لا كان حرامي ولا كداب
ولا نهبها مع اللي معاهـ؛ أنا بأحكي عن عبدالناصر
■ ■ ■
عشنا الحياة ويّاهـ كالحلم
فلا فساد ولا رهن بلاد
يومها انتشينا ثقافة وعلم
وف زمنه ماعشناش آحاد كنا چُموع في زمن ناصر
■ ■ ■
كان الأمل في خُضرِتُه بِكْر
ما فيش لصوص للقوت والمال
ومصر أبطال ورچال فكر
ومثقفين ستات ورچال چُيوش چمال عبدالناصر
■ ■ ■
كان الهلال في قلبه صليب
ولا شفنا حزازات في بلادنا
ولا شُفنا ديب بيطارد ديب
ولا چرَس خاصم مادنة؛ وَحَّدْنا صُوت عبدالناصر
■ ■ ■
دفعنا تمن الحريّة
بدمّ مش بدينار ودولار
يوم وقفته في «المنشيّة»
خلّى الرصاص يهرب من عار أعداء جِمال عبدالناصر
■ ■ ■
رغم الحصار كنا أحرار
وفى الهزيمة الشعب ماچعْش
كان اسمها «بلد الثوار»
وقرار زعيمها مابيرچعْش قرار چمال عبدالناصر
■ ■ ■
خلَّى بلادُه.. أعزّ بلاد
ليها احترام في الكون مخصوص
لا شفنا وسط رجالُه فساد
ولا خطط سمسرة ولصوص كان الچميع عبدالناصر
■ ■ ■
لولاه ما كنتوا اتعلمتوا
ولا بقيتوا «دراكولا»
يلي انتو زُعما وإنچازكو
دخّلتوا مصر الكوكاكولا وبتشتموا ف عبدالناصر
■ ■ ■
عمره ما چاع في زمانه فقير
أو مالتقاش دوا للعِلّـة
دلوقت لعبةْ «اخطف طير»
والأمة في خِدْمةْ شِلَّة تكره چمال عبدالناصر
■ ■ ■
يتّريقوا على طوابيرُه
علشان فراخ الچمعية
شوفوا غيره دلوقت وخيرُه
حتى الرغيف بقى أمنيّة؛ يرحم چمال عبدالناصر!!
■ ■ ■
فيه ناس بتنهب وتسوِّف
لا يهمّها من عاش أو مات
ورضا العدو عنّـا يخِوِّف
معناه أكيد إننا قَفَوات من يوم ما مات عبدالناصر!!
■ ■ ■
الأرض رچْعت للإقطاع
وقالوا: «رچّعت لصْحابها»
وصاحبَك الفلاح تاني ضاع
ضاعْت العقود واللي كتبها وخط إيد عبدالناصر!
■ ■ ■
أنا أذكُرك من غير ذكرى
والناس بتفتكرك بخشوع
الأمس واليوم ده وبكره
يبكوك بعظمة مش بدموع يكفَي نقول: «عبدالناصر»
■ ■ ■
دلوقت رچعوا الفقرا خلاص
سكنوا چحورهم من تاني
رحل معاك زمن الإخلاص
وِچـهْ زمن غير إنساني ما هوش زمن عبدالناصر!!
■ ■ ■
صحينا على زمن الألغــاز
يحكمنا فيه «أهل الأعمال»
وللعدو.. صدّرنا الغــاز
بفرحة وبكل استهبال نكاية في عبدالناصر!
■ ■ ■
بنمدها بغـاز الأچيال
تحويشةِ الزمن القادم
إتوحَّشوا فْ چمع الأموال
ورچعْنا سادة.. وخوادم ضد اتچاه عبدالناصر
■ ■ ■
يا چمال.. نچيب زيك من فين
يا نار.. يا ثورة.. يا ندهِــةْ ناي..
البوسطچي.. إللي اسمه «حسين»
– أبوك – منين چابك؟ وأزاي.. عمل چمال عبدالناصر؟!
■ ■ ■
لو حاكتبك.. ما تساع أقلام
ولا كلام غالى وأوراق
الأمر وما فيه.. أنا مشتاق
فقُلتْ أمسِّي عليك؛ وأنام نومةْ چمال عبدالناصر!!
التعليقات مغلقة.