محمد عمر كرداس
خاص «الحرية أولاً»..
كان رمزاً للهزيمة، كان جاهزاً للردة على الخط القومي الوحدوي بقيادة عبد الناصر مع شريكه المرتد أنور السادات، دعمته دول الخليج ومن ورائها دول الغرب والشرق لاستمرار سياستها فرق تسد ولإجهاض أي مشروع نهضوي حقيقي…
جاء بانقلاب على رفاقه في الحزب والذين بدورهم سرقوا ثورة الشعب وارتكبوا المجازر بحقه في 18 تموز / يوليو 1963 وفي أكثر من موقع في حماة ودمشق وحمص وحلب… قتل منهم الكثير وسجن الباقي لربع قرن ليموت أكثرهم بطرق مختلفة، سلك سلوك محمد على حاكم مصر الألباني بما أداه من وطائف للنظام العالمي ليضمن حكم سورية اقطاعاً له ولورثته…
حارب القوى الوحدوية والقومية الشريفة بنفس شعاراتها التي خدعت في البداية أحزاب المعارضة وانساقت وراء ما طرحه لتكتشف سريعاً مراوغته وكذبه وطائفيته وإجرامه ودوره الوظيفي عندما كرس في دستوره عام 1973 أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في الدولة والمجتمع ويقود… يقود جبهة وطنية تقدمية…،دمر مدينة حماة العريقة وقتل شيابها ونساءها وأطفالها وبدل أن يُحاسب من المجتمع الدولي كقاتل لشعبه، استفاد من هذا الإجرام بأن فرض سيطرة أمنية وعسكرية غير مسبوقة على الشعب السوري… حل النقابات المهنية وألغى قوانينها وحولها لأجهزة تتبع أجهزته واعتقل رموزها لعشرات السنين.. حكم حكماً طائفياً والطائفة منه براء ولكنه اعتمد على العائلة والأسرة والموالين الذين اغتنوا بعد الوفرة المالية التي حققتها له أنظمة الخليج بعد حربه التحريكية في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1973 بالإضافة إلى سرقة ثروات الشعب واحتكارها وتكديس المليارات في البنوك الأجنبية ليحرم الشعب الذي بقي يعاني طوال حياته من العوز والذل في ما يعتبر البلاد مزرعة خاصة والشعب عبيد مملوكين… حكم باسم حزب البعث ولكنه حول الحزب بفروعه وشعبه وحتى أنصاره إلى مفارز أمنية للتجسس على المواطنين بكل فئاتهم… ضرب المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية بضوء أخضر أمريكي- إسرائيلي وعاث هو وزبانيته فساداً في لبنان، ساعد ملالي إيران ضد العراق وأغلق خط تصدير النفط الوحيد لديه الذي يمر عبر سورية إلى البحر المتوسط، ويومها سأل خدام وزير خارجيته ما حجم خسارتنا من إغلاق خط الأنابيب ليجيبه خدام 800 مليون دولار ( وفي الثمانينات كان رقماً كبيراً ) ثم سأله ما حجم خسارة العراق فقال خدام حوالي ملياري دولار فقال له المجرم: أغلق الخط، وطبعاً بقي مغلقاً إلى الآن مع أن الخط أساساً ملك لشركة نفط العراق واستولى عليه النظام عام 1972 عندما أمم العراق شركة النفط… زود إيران بالسلاح والعتاد والمعلومات اللوجستية، وطلب من القذافي تزويد إيران بصواريخ بعيدة المدى ليقصف بغداد دار السلام ليسارع القذافي لتلبية الطلب، وليُساهم تحت قيادة الأمريكان هو ومبارك بحرب العراق وليرسل قواته إلى حفر الباطن السعودية مركز انطلاق الحرب على العراق… ولتبقى إيران الآمر الناهي في سورية إلى الآن، عندما اختلف مع المجرم الثاني صاحب مجزرة تدمر وحماة أخاه رفعت أفرغ خزينة الدولة من النقد الأجنبي في جيبه ونفاه خارجاً ليتنعم بأموال السوريين مكافأة له على قتله السوريين ولتفطن فرنسا بعد أكثر من ثلاثين عاماً أن مجرماً سارقاً لأموال الشعب يعيش على أرضها لتحكم عليه بالسجن ومصادرة بعض الأملاك وتمنعه من السفر ليظهر بعد أيام في دمشق التي استقبلته بالترحاب اللائق بمجرم قتل شعبه في ظل حكم الوريث والذي ورث مع الحكم الطبيعة الإجرامية من قتل وتدمير استمر إلى الآن أكثر من عشر سنوات بمساعدة روسيا وإيران وميليشياتهم وبغطاء دولي يمنع المساس بالحكم والحاكم تنفيذاً لعهد واتفاق على إبقاء النظام ليقوم بدوره الوظيفي الذي لم يكتمل حتى الآن…
أكثر من خمسين عاماً ومازال المجرم الوريث الذي جاء امتداداً للمجرم الأول طليقاً ويتحكم في مصير الملايين من شعب مقهور جائع مريض لا يملك أدنى مقومات الحياة لا يستحق إلا الحرية والعدالة والكرامة، لقد سقطت الأنظمة الشمولية الكبرى في العالم وأصبح القرن الحالي حلمَ الحالمين بالحرية من شعوب عربية في تونس ومصر واليمن والعراق ولبنان وسورية وغيرها ولكن مازال النظام الدولي العتيق يقف حاجزاً أمام أحلامها وما تريد ليكرس الظلم والاستبداد… فماذا غيرت شعوب تونس ومصر واليمن وسورية من ظروفها…؟
لقد عملت وتعمل كل الأنظمة المتحكمة كأمريكا وروسيا وغيرها وأنظمة الطواغيت العربية على استمرار الواقع الذي يؤمن مصالحها ويبعد أي تهديد لوجودها ولكن الشعوب لها رأي آخر ولن تهدأ قبل أن تحقق أمانيها ولو طال الزمن…
هذا غيض من فيض من أجرام آل الأسد وتوابعهم لأكثر من نصف قرن ولا بد لهذا الشعب أن ينتصر فمن قلب القهر والغضب سيولد فجر جديد….
التعليقات مغلقة.