مروان الخطيب *
يعبر أمام قارىء التاريخ العربي المعاصر وأمام الباحثين في هذا التاريخ شريط ذو لون واحد ولغة مكررة تؤكد أن ثمة غياب لمحرك أساس له دوره ضد التجزئة والاستعمار هو ( غياب القيادة والنظرية ) حيث يوظف هذا المحرك من أجل عملية البناء الوطني بالتنمية والاستنهاض القومي تماهياً مع خطاب تاريخي حيث تصبح الثورة لها مبرراتها على قاعدة الجذور التاريخية والضرورة الحتمية في الجغرافيا والتاريخ .
فهل الطموح المشروع لعرب الأحواز من أجل الاستقلال وتقرير المصير يحتاج لمثل ذلك المحرك ؟ … أم أن المجتمع الأهلي الأحوازي بما يختزن في بنيته من قيم حضارية راسخة وما يمتلك من ثقافة تاريخية في بعدها القومي والإنساني ما يكفي لتعطيه ( الأهلية الثورية ) لتأكيد وجوده فوق أرضه وحقه الشرعي في بناء وطنه ؟ .. ثم ألا يكفي الواقع التاريخي المرتبط بثوابت الجذور الفكرية وامتدادات الوعي القومي ونضوجها الذي يمتاز بمنهجية تبحث عن الخلاص وإعادة صياغة الشخصية المستقلة للشعب العربي الأحوازي في ظل عامل توحيدي مهم _ فكرياً وثقافياً _ هو الإسلام ( سواء سنة أو شيعة ) بعيداً عن العصبية أو التقوقع أو سياسة الانكفاء لأن معايشة الواقع والانتماء الثقافي هو معايشة حميمة تبحث عن التوحد في ظل ظروف صعبة قاهرة ومأساوية.
لقد شهد الربع الأول من القرن العشرين إرهاصات تجلت ممارسات من قبل السلطة (الإيرانية ) اتخذت أشكالاً لها مظهر سياسي بغيته تفتيت البنية الاجتماعية للشعب العربي الأحوازي وأخصها قوى وتيارات المعارضة للاحتواء والضم وذلك بنفي عدد كبير من أهلنا في الأحواز ممن كان لهم دوراً قيادياً ممثلاً لطموحات الشعب من أجل الاستقلال ومقاومة التغلغل ( الإيراني ) الهادف لتغيير الواقع الديموغرافي في الأحواز إذ كانوا يمثلون عنصراً قوياً للممانعة ورفض الثقافة الوافدة والمشاريع ذات السمة الاستعمارية _ الاستيطانية من أجل السيطرة والهيمنة على شعب الأحواز العربي وثروات الأحواز.
لقد حدث ذلك كله في ظل التحولات السياسية والاجتماعية وفي إطار تكوين ثقافي واجتماعي وسياسي متميز ( كان يحدث في العراق ) لها جذورها الفكرية والتاريخية منذ نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وفي ظل تشكل اتجاه فكري سياسي جرى التعبير عنه بنشوء ظواهر ذات صفات مسيسة بالنشاطات السياسية تجاه بعض القضايا المهمة التي كان يطرحها العصر, لذلك يجدر بنا قراءة المسألة الأحوازية من خلال هذا المنظور حيث يساعدنا على فهم الوضع القائم وآثاره الخطيرة على الشعب العربي في الأحواز، كما لابد من إعطاء لمحة عن الأحواز قبل الاحتلال كما الحديث عنها بما ورد في كتب الرحالة والمؤرخين ودور هذه الإمارة المؤثر في تاريخ المنطقة .
الأحواز قبل الاحتلال في الواقع التاريخي والديموغرافي:
–1 كان ملوك ( المشعشعيين ) يحكمون معظم أراضي الأحواز ولغاية مدينة ( تستر ) وقد اتخذوا عاصمة لهم مدينة ( الحويزة ) وذلك في القرن السابع عشر.
–2 أواسط القرن السابع عشر نزحت القبائل الكعبية من العراق – وهي من القبائل العربية – نحو الأحواز واتخذت من ( الفلاحية , القصبة , سواحل نهر كارون وشرق الأحواز مقراً لها ثم أكملت سيطرتها على كامل الأحواز في نهاية العام 1812 م .
– 3انقسمت قبائل بني كعب إلى قسمين :
أ – البو ناصر في الفلاحية.
ب – البو كاسب في المحمرة, وأصبحت العداوة بينهما بديلاً للأخوة .
وفي العام 1837 م تعرضت ( المحمرة ) لهجوم عثماني بقيادة (علي رضا باشا ) فدمر المدينة تدميراً كاملاً . إلا أن الشيخ ( جابر بن يوسف ) أعاد بناءها وتوسيعها, وقد كان لهذا الهجوم أثره عند ابرام معاهدة ( أرض روم الثانية ) في منتصف القرن التاسع عشر في العام 1847م أن منحها حق الادعاء بملكية السواحل الأحوازية على شط العرب بتأييد روسي بريطاني واعتراف عثماني .
في العام 1849م انقسم بنو كعب مرة ثانية في مدينة ( الفلاحية ) إثر نزاع بينهم فاستعان الشيخ ( جابر بن يوسف ) بالسلطات الإيرانية مما ساعده على امتداد سيطرته على كافة قبائل ( بني كعب ) وبذلك أصبح أميراً مؤسساً لإمارة ( المحمرة ) والتي ذاع صيتها فيم بعد في عصر الشيخ ( خزعل ) .
في العام 1857م تمكن الشيخ (جابر ) من صد هجوم بريطاني على المحمرة, إلا أن هذا كان البداية لمرابطة قوات بريطانية في المحمرة فيما بعد, وذلك برغم حصول الشيخ جابر على اعتراف ( ناصر الدين شاه ) بسيادته على المحمرة له ولأولاده من بعده .
في العام 1881م تولى الإمارة بعد الشيخ جابر ابنه ( مزعل ) وكان له روابط متينة مع بعض العشائر العربية في العراق وشيوخ الكويت.
في العام 1897م انقض الشيخ ( خزعل ) على أخيه ( مزعل ) وتولى السلطة على كافة الأحواز وأقام سياسة ودية بينه وبين رجال السلطة في إيران كما تحالف مع البريطانيين مما جعل نفوذه يمتد إلى المناطق المجاورة مثل ( البختيارين ) والبصرة. ولقد كانت سيطرة الشيخ خزعل على كافة مجالات الحياة الاجتماعية في الأحواز سيطرة كاملة .
ولعه أيضاً– أي الشيخ خزعل- كان من أبرز قادة منطقة الخليج العربي حيث زامن حكمه تدفق النفط في المنطقة كما خروج العثمانيين من العراق وسقوط الأسرة ( القاجارية ) في إيران والثورة البلشفية في روسيا .
تمكن الشيخ خزعل من فرض نفسه على المنطقة من خلال تحالفه مع بريطانيا بالأساس وعلاقاته الطيبة مع القيادات المؤثرة في المنطقة كأمراء الكويت وأمير نجد حينها ( الأمير عبد العزيز آل سعود ) وكان الكل يكن له التقدير والاحترام .
انتهى حكم الشيخ ( خزعل ) بالتآمر عليه من حليفته بريطانيا وشاه إيران ( رضا خان ) حيث اعتقل وسجن وما لبث أن قضى خنقاً في سجون إيران .
هذه لمحة مقتضبة عن الأحواز قبل الاحتلال الفارسي في العام 1925م تُمكننا من قراءة سليمة موضوعية لهذا الإقليم العربي وتقدم لنا فكرة عن الواقع السياسي والاجتماعي يمكن التعامل معه وفق منهج تاريخي معقول, ولاستكمال الصورة عن عروبة الأحواز لا بأس من سرد بعض ما ورد في كتب عدد من الرحالة والمؤرخين الذين عبروها أو حلوا بها وجُلهم من الرحالة والمؤرخين الأجانب .
-1 الرحالة الفرنسي ( جان جاك بيرنيه ) قال: إمارة الأحواز عربية الطبيعة وهي القسم الأسفل من بلاد النهرين وتشكل وحدة جغرافية وحضارية.
-2 الرحالة البرتغالي ( بيدرو تايغر ) قال: إن مجموع الإقليم الواقع إلى شرق شط العرب كان يؤلف إمارة عربية مستقلة عن الفرس والأتراك .
-3 المؤرخ ( جاكلين بيرين ) تحدث في كتابه ( اكتشاف جزيرة العرب والتاريخ القديم ) قائلاً إن عرب إقليم الأحواز ظلوا أسياد الخليج العربي .
-4 لابارد الإنكليزي قال في مذكرة لسفارة بريطانيا في استانبول ما نصه: إن المحمرة وسكانها العرب وأراضي الأحواز امتداد للعراق وجزء من وادي الرافدين .
هذه اللمحة التاريخية وبعض أقوال الرحالة والمؤرخين سوف تقودنا لحقائق التاريخ وللحديث عن القضية الأحوازية باعتبارها إحدى هموم الأمة وواحدة من جراحاتها النازفة .
ولنتحدث الآن عن الأحواز أرضاً وشعباً وهماً؛
إن عدداً من المؤثرات والعوامل- لا بد الإشارة إليها- مكنت المؤسسة السياسية كما القمعية الإيرانية من ممارساتها الإرهابية بغية طمس ملامح الهوية العربية لإقليم الأحواز منذ احتلاله في العشرين من نيسان للعام 1925 م وحتى اليوم .
ولعل هذه المؤثرات والعوامل صبغت دولة الفرس بالعنجهية والصلف والشوفينية البغيضة تجاه الشعوب الأخرى تأسيساً على أساطير متوارثة ابتلعتها الذاكرة الفارسية منذ أن قامت الدولة ( الميدية ) فوق أرضها ومعها العقيدة ( الزرادشتية ) وتبعتها الدولة ( الساسانية ) في الربع الأول من القرن الثالث للميلاد التي امتد حكمها قرابة أربعمائة عام, وفي ظلها ظهرت العقيدة ( المانوية ) في بداية القرن السادس للميلاد نقيضاً للعقيدة السابقة .
إن اعتماد النزعة الفارسية الاستعلائية إنما تأتى من ذلك الشعور بالانتماء التاريخي لمرحلة حضارية لاشك كان لها شأنها في ما مضى تمترست خلفها ولا ترغب مغادرتها , ويبدو أن دخول الإسلام أرض فارس وشعوبها لم يغير كثيراً من سجيتهم وهذا الشعور بالاستعلاء على سواهم وخاصة على العرب برغم ما كان من انتصار العرب المسلمين على الدولة الساسانية في النصف الأول من القرن السابع للميلاد باعتباره حدثاً عظيم التأثير في تاريخ شعوب الشرق والشعوب الفارسية على وجه الخصوص .
وتحاشياً من الوقوع في أسر تلك المفاهيم ومعاييرها التاريخية نجد إن لابد من تناول حركة تحرير الأحواز من جوانبها المنهجية كما ننظر إليها باعتبارها ظاهرة نضالية تجلت في الارتباط العضوي بالتاريخ والجغرافيا وكذا في البعد القومي والالتزام به رافعة لاستنهاض جموع الأمة في الوطن العربي وتحقيق وحدتها, وعليه فلا بد من متابعة التأريخ ولو باقتضاب لنستطيع ملامسة الواقع والتعامل معه موضوعياً على ضوء سيرورة ذلك التاريخ .
إثر عصر الاضمحلال في الدولة العباسية ( منتصف القرن التاسع للميلاد ) قامت دويلات عدة في إيران؛ السامانية في خراسان, والبويهية في الشمال, والغزنوية في الشرق, ثم السلاجقة في العام 1040م حيث استمر حكمهم لمنتصف القرن الثالث عشر عندما اكتسح ( هولاكو ) إيران ثم دمر بغداد في العام 1256م.
في القرن السادس عشر قامت الدولة الصفوية ومن ثم أعقبتها الدولة القاجارية التي تقاسمت النفوذ والامتيازات عليها كل من انكلترا وروسيا حيث ساد فيها حالة من الفوضى والاضطراب حتى العام 1914م لحظة قيام الحرب الكونية الأولى .
إلى أن اختير ( رضا خان بهلوي ) أول ملك للدولة الجديدة وذلك في العام 1925م إذ دخلت إيران عهداً جديداً سار فيه الشاه رضا على نهج ( كمال أتاتورك ) في تركيا مشكليّن معاً ظاهرة تاريخية كان من تداعياتها أن قام النظام الإيراني باحتلال إقليم الأحواز العربي والعسف فيه شعباً وأرضاً من أجل طمس الهوية العربية فيه بالإرهاب والقهر تارة وممارسة سياسة التوطين كما التهجير المنهجي تارة أخرى .
ولما كانت الأحواز شعباً وأرضاً الجزء العزيز المغتصب من جسد الأمة العربية فمن المفيد أن نلقي الضوء عليه جغرافيا وتاريخاً وثقافة ليتجذر في الذاكرة الشعبية للأمة العربية ويرسخ في الوعي الذاتي والجمع لشعوبها .
لمحة جغرافية:
الأحواز هو ذلك الإقليم العربي المحدود غرباً العراق, والجنوب الغربي الخليج العربي, ومن الشمال والشرق والجنوب الشرقي جبال ( زاغروس ) مشكلة فاصلاً طبيعياً بين الأحواز وإيران.
تبلغ مساحة إقليم الأحواز ( 185000 ) كم2 أي ما يعادل مساحة القطر العربي السوري تقريباً, كما يبلغ تعداد سكانه خمسة ملايين نسمة على وجه التقريب .
أهم مدن الإقليم مدينة ( الأحواز ) التي تقع على نهر كارون إلى الشمال الشرقي من مدينة ( المحمرة ) وهي عاصمة الإقليم وأكبر مدنه ومركز سياسي واقتصادي له, يليها مدينة المحمرة التي أنشأها ( يوسف بن مرداو الكعبي ) في بداية القرن التاسع عشر ثم مدن عبادان, الحويزة, الفلاحية ودسبول وغيرها .
لمحة تاريخية:
يمتد تاريخ الأحواز لسبعة آلاف سنة خلت أي منذ نشوء الحضارة ( العيلامية ) في أرجائها, تحررت إثر الفتوح الإسلامية في النصف الأول من القرن السابع للميلاد كما سبق الإشارة إليه, وقد حكمها في السنة السابعة عشر للهجرة ( أبو موسى الأشعري ) حيث كان أول حاكم عربي للأحواز .
بعد تلك الحقبة حكم الأحواز شعبها من أبنائها ( المشعشعيين ) مؤسسين دولة ( الحويزة ) وقد استمرت هذه الدولة قرابة خمسمائة عام إلى أن استولى عليها ( الكعبيون ) الذين استمر حكمهم حتى بداية القرن العشرين حيث اتخذوا مدينة ( الفلاحية ) عاصمة لهم, ومن بعدها مدينة المحمرة التي تعتبر ( لؤلؤة ) الخليج .
وقد كان للكعبيين السيادة التامة على أرضهم فقد تصدوا لهجمات الطامعين في بلادهم من برتغاليين وهولنديين وبريطانيين وكان للبطل الأحوازي الشيخ ( سلمان الكعبي ) دوره المقاوم عندما قام بإحراق السفن البريطانية في مدخل شط العرب وكانت متجهة لبلاده الأحواز .
ولعله مما يجدر ذكره ويدل أيضاً دلالة قاطعة على سيادة الأحوازيين على أرضهم هو ذلك العقد الذي أبرمه ( الشيخ خزعل الكعبي ) معاهدة حماية حدود بينه وبين الحكومة القاجارية معاهدة ندية إن دلت على شيء إنما تدل على مكانة الأحواز وحرية القرار السياسي فيها كما مكانة الحاكم الشيخ خزعل وشخصيته المميزة, وهنا تحسن الإشارة لرسائل وجهت للشيخ خزعل من قبل شخصيات عراقية لها تأثيرها تنم عن ما لهذا الحاكم من قيمة كما تؤكد صحة الانتماء العربي لشعب الأحواز وذلك في مطلع القرن العشرين إثر أفول الحكم العثماني عن الوطن العربي وبداية تكالب الاستعمار الغربي الطامع فيه شعباً وثروة وموقعاً, ففي أول محرم للعام 1333 للهجرة الموافق للثاني والعشرين من تشرين الثاني للعام 1914م وصلت برقية من عدد من علماء النجف في العراق وأخرى من الشيخ عبد الكريم الجزائري أحد علماء النجف للشيخ خز عل يستنهضونه للدفاع عن ثغر ( البصرة ) ومثلها من المرجع الأعلى ( محمد كاظم الطباطبائي ) لذات الغاية وأيضاً فيما بعد وبتاريخ التاسع من رجب للعام 1339 للهجرة أرسل ( أبو الحسن الأصفهاني ) رسالة للشيخ خز عل يطلب منه التوسط لدى بريطانيا للعفو عن المسجونين والمنفيين العراقيين مما يؤكد مكانة الشيخ وإمارة الأحواز وتلك المقدرة على التأثير في أحداث المنطقة وسيرورتها السياسية , ومن الملاحظ أنه في كل المراسلات كان يشار للشيخ خز عل بألقاب التبجيل المتداولة آنذاك كـ ( السردار الأرفع ) و ( معز السلطنة دام إقباله ) الخ .. وفي هذا ما يدلنا على المكانة الرفيعة لحاكم الأحواز وباعه الطويل في منطقة الخليج العربي واستقلاله ببلده وحرية قراره. إلا أنه وبرغم تلك المكانة للشيخ خزعل وما لإقليم الأحواز من تأثير في محيطه فقد نشأ حلف غير مقدس تآمرت فيه بريطانيا مع الشاه ( رضا خان ) منعاً لاتساع النفوذ الإقليمي للأحواز فقامت الدولة الفارسية باحتلال الأحواز عسكرياً واعتقلت الشيخ خزعل وأودعته سجون إيران ففقدت الأحواز تلك السيادة القومية والوطنية على أرضها, إلا أن شعب الأحواز العربي لم يخضع لواقع الاحتلال فقاوم بما يملك من قدرة بأول ثورة شعبية سميت ( ثورة الغلمان ) ولما تمض شهور ثلاثة على الاحتلال .
استمرت الانتفاضات الشعبية المقاومة للاحتلال الإيراني ( السلمية منها والمسلحة ) إلى أن تشكل حزب سياسي سمي ( حزب السعادة ) فكان أول حركة منظمة ضد الاحتلال ومن ثم توالت حركات التحرر الأحوازية من أجل استرجاع السيادة العربية لأرض الأحواز واستمرت معها قوافل الشهداء نبراساً للمناضلين. إلا أنه وبرغم نجاح ثورة الشعوب الإيرانية في العام 1979م فقد استمر تسلط النظام الجديد ( بلبوسه الشرعي ) فزاد جوراً وظلماً متبعاً سياسة ( التفريس ) وممارسة الإبعاد والتشتيت بغية صهر الشعب العربي الأحوازي في بوتقة المجتمع الفارسي وإلغاء هويته العربية وثوابته الثقافية وصحة انتمائه القومي, كما زاد من قهره وقمعه وتكثيف جبروته عندما نفذ أولى جرائمه البشعة في مدينة ( المحمرة ) خلال شهر أيار من العام 1979م عندما ارتكب جلاوزته من ( الحرس الثوري ) مجزرة راح ضحيتها ( 350 ) شهيداً ومئات من الجرحى على أيدي الحاكم الفارسي ( أحمد مدني ) فاقت ببشاعتها مجزرة دير ياسين وصبرا وشاتيلا في فلسطين المحتلة ولبنان وأصبحت الأحواز بكل مدنها رمزاً للمقاومة ومواصلة النضال .
والآن ما هو السند الشرعي الدولي بحق الشعب العربي الأحوازي في تقرير مصيره والحصول على استقلاله؟؟
_ في المنشور العالمي للأمم المتحدة المعتمد بقرار الجمعية العامة رقم/ 217 / الصادر في /10 / كانون الأول عام 1948م هدف رئيس هو تحرير الإنسان من كل أشكال العبودية والاضطهاد وأن على الدول الأعضاء والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة إقراره وتطبيقه, هذا أولاً ثم أن ما جاء في المادة الأولى من الجزء الأول للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ما نصه في مادته الأولى ( لجميع الشعوب حق تقرير مصيرها بنفسها وهي بمقتضى هذا الحق حرة في تقرير مركزها السياسي وحرة في السعي لتحقيق نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ).
إذاً ووفقاً لما سبق فإن من حق الشعب العربي الأحوازي أن تكون له شخصيته وسيادته على أرضه كما حقه في الحرية والاستقلال ونظراً لوجود صلة متينة ومباشرة بين مفهوم حق تقرير المصير ومفهوم حقوق الإنسان- الذي عبر عنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان- فإن الاعتراف بذلك كله يصبح والحالة هذه- واستناداً لكل الشرائع والقوانين الدولية- ضرورة وأساساً لتحرر الشعب العربي الأحوازي من ربقة الاستعمار الفارسي وإلزام السلطات الإيرانية باحترام القانون الدولي والكف عن قمع شعب الأحواز ومقاومة طموحاته الوطنية والقومية العادلة والشرعية لأن عدم النصوص الدولية المؤسسة لحق الشعوب في تقرير مصيرها ومهما كانت مبررات ذلك يعتبر خيانة للإنسانية وللمبادىء السامية التي نص عليها الإعلان العالي لحق الشعوب في تقرير المصير.
إن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم / 1524 / الصادر في الرابع عشر من كانون الأول لعام 1960 أكد أهمية ضمان حقوق الإنسان ومراعاتها على الوجه الفعال كما جدد النداء لجميع الدول كي تعترف بحق كل الشعوب التي تتعرض للقهر والاستعمار الأجنبي وأن تستقل وفقاً للمواثيق الدولية كما تؤكد شرعية كفاح هذه الشعوب من أجل التحرر من السيطرة الأجنبية بكل الوسائل بما فيها الكفاح المسلح وتعتبر الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة والاحتفاظ بها خرقاً فاضحاً للشرائع والمواثيق الدولية لايمكن قبوله.
أن حق تقرير المصير للشعوب هو أحد أهم مبادىء القانون الدولي وقد ورد ذكره في المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة وكذلك في المادة الأولى من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية للشعوب.
وهكذا نرى أن نضال الأحرار من شعبنا العربي بالأحواز هو نضال مشروع وحق مقدس من أجل الخلاص من الاحتلال الإيراني واستعادة دورهم الحضاري وحقهم ببناء دولتهم على أرضهم وفقاً للمنهج السياسي الذي أوضحته ( الجبهة الديموقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي ) الذي أكد انتماء هذا الشغب لأمته العربية هوية وحضارة وتاريخاً ومصيراً مشتركاً.
إن في نشوء وتطور حركة النضال لشعب الأحواز كحركة سياسية قومية في المقدمات والجذور والمسار الذي تتبعه اليوم في إطار واقع تاريخي وعبر دراسة التعبيرات والمظاهر التي تجلت بها وفي طبيعة القوى التي تشكل بنيتها وانضوائها تحت لواء حركة التحرر العربية إنما تعطي لذاتها سماتاً معرفية مشتركة وتمثلات محمولة في الذاكرة الجمعية للأمة العربية تشكل في مجموعها المحرك الأساس والحامل الموضوعي للثورة الأحوازية واستنهاض الطاقات البناءة للشعب من أجل مواجهة الاحتلال والغزو الثقافي والنهب الاقتصادي, كما إصلاح ما خربته العقلية ( الإمبراطورية الفارسية ) في بنية المجتمع الأحوازي على مدى ثمانين عاما خلت والتي تشكل في النهاية عنصر ممانعة لرفض تلك العقلية وتلك الثقافة الوافدة ومشاريعها الهادفة للهيمنة ونهب الثروة الوطنية سواء البترول أو سواه.
وإذا كان لابد الحديث عن الواقع التاريخي للجماعات الثقافية ونتائج التغييرات الاجتماعية التي طرأت على الشعب العربي في العراق وجنوبه على وجه الخصوص فإن للشعب الأحوازي له مكانته في منطقة الخليج العربي حيث عاش حياة ثقافية وفكرية واحدة أنتجت تراثاً وتقاليداً شعبية ميزته عن الجماعات المحيطة به ( الفارسية منها على وجه الخصوص ) ولقد حمل شعب الأحواز خصائصه معه فكانت تشمل كل أفراد الجماعة دون تمييز. ولعل بعض الشواهد تعطي دليلاً واضحاً على ذلك, كحالة الثورات والتمردات المتعاقبة وكذا الاستياء الشعبي المتزايد في مواجهة ( التفريس ) وغطرسة المحتل الإيراني, تلك الشواهد المتولدة من الواقع المعاش جسدتها وحدة حضارية لها سماتها الإثنية عربية الملامح والانتماء.
لقد كان للأحواز شعباً وأرضاً واقعاً جغرافيا وبشرياً أنتجته الظروف التاريخية لفترات زمنية مختلفة ولكنها غارقة في القدم أصلت لهذا الشعب وحذرته فوق أرضه محتفظاً بشخصيته الفريدة ذات القيم والتقاليد المنبثقة عنها واحد من التكوينات ذات الصلة بالمجتمع القومي العربي حددت لشعب الأحواز أنماط حياته فكان لهذا الواقع الاجتماعي التاريخي المميز دوره الكبير في التأثير على طبيعة المسار السياسي في المنطقة , ومع بروز هذا الدور السياسي وخاصة إبان حكم ( الكعبيين ) أصبح للأحواز تأثيرها في حيزها الجغرافي وما حولها من خلال البنية والواقع البشري مؤسساً لوحدة متماسكة يقوم عليها الشعب العربي الأحوازي, وإذا كان للدور القبلي والعشائري له تراتيبيته صعوداً وله تأثيره الاجتماعي والاقتصادي والسياسي على الفرد والجماعة إلا أنه في حال الشعب العربي الأحوازي قد احتفظ بنوع من التنظيم الاجتماعي والسياسي ( قياساً بالأوضاع العشائرية المجاورة ) لعب دوراً خطيراً في مجريات الأحداث التي مر بها الخليج العربي والمنطقة كلها, ونظرا لأن العراق ومعها دول المشرق العربي كانت قد بدأت بالتحول إلى ميدان صراع لمختلف التيارات والمصالح الأوربية المتنافسة خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين على خلفية أشلاء الرجل المريض ( الدولة العثمانية الآفلة نجومها ) حيث تمكنت إنكلترا وبغض حلفائها من حسم الصراع لصالحها في المنطقة ومع ذلك فإن السلطة السياسية للأحواز لم تنخرط في تبعات هذا الصراع برغم بعض التحالفات التي أبرمتها مع بريطانيا أو الدولة الفارسية, ومن المؤكد فقد كان لهذه السلطة ( الممثلة بمشيختها ) قرارها المستقل وقدرتها على المناورة والاحتفاظ باستقلالية القرار آخذة أشكالاً ومظاهر عدة أتاحت لها أحياناً كثيرة القدرة على التحدي بل والصدام المباشر مع أعتي قوة استعمارية في تلك المرحلة ( بريطانيا ) عندما استطاعت مشيخة الأحواز صد الهجمات البريطانية عن المحمرة عام 1857م من قبل الشيخ جابر الكعبي كما إحراق الأسطول البريطاني في مدخل شط العرب من قبل الشيخ ( سلمان الكعبي ).
وهكذا يتضح مما سبق أن للتحولات السياسية كان لها تأثيرها في مسيرة الشعب العربي الأحوازي حتى نهاية القرن التاسع عشر شهدت تبدلات مهمة- ومناقضة أحياناً- طالت النفوذ السياسي والاجتماعي واجه فيها الشعب ظروفاً صعبة أحياناً كثيرة كما نال ازدهاراً عبر عقود طويلة عززت سلطة المشيخة الأحوازية وسطوتها رغم محاولة القوى المعادية لها تقليص دورها السياسي [ ولعل امتداد ممتلكات المشيخة الأحوازية لأجزاء واسعة من أراضي البصرة يعطي مؤشراً على ما تقدم ] .
لقد كان للمؤامرة المتسمة بالدناءة فيما بعد والتي حيكت في نهاية الربع الأول للقرن العشرين بين دولة الفرس وبريطانيا ( حليفة الشيخ خزعل حينها ) أثرها المؤلم في بنية الشعب الأحوازي عندما تم احتلال إقليم الأحواز من قبل الدولة الفارسية واعتقال حاكم المشيخة ( الشيخ خزعل الكعبي ) ومن ثم اغتياله في سجون طهران وما رافق ذلك من شعور بالإحباط بين صفوف الشعب اتخذ في البداية طابعاً من الاحتجاج والرفض ومن ثم الانتفاضة لمواجهة القهر الفارسي ومحاولات الدمج العنصري والتهجير القسري .
إن محاولات التغيير في أوضاع الجماعات ذات البنية الموحدة واللغة الواحدة والتاريخ المشترك من قبل المحتل أسس دون ريب لحالة ثورية وأصبحت هذه الحالة الحامل الموضوعي كما الذاتي لحراك من أجل تقرير المصير وطموح مستقبلي مشروع .
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد عرض ما تقدم هو: ما هو الدور النضالي كما الفكري والسياسي الذي يمكن ممارسته لاستعادة المبادرة من أجل انتزاع الحرية وصنع الاستقلال سواء فوق أرض الوطن أو في الشتات؟؟ وما هو الممكن فعله والتعامل معه وفاقاً لقوانين المرحلة الراهنة ( الإقليمية والدولية ) ومتغيرات العصر الآني ومستجداته؟
سؤال كبير بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق القوى الثورية المناضلة من أبناء الشعب العربي الأحوازي والتي يناط بها الآن قيادة معركة التحرر والتحرير ودحض محاولة التفريس هذه المقولة الفرية التي يراد بها إلغاء شعب من شعوب الأمة العربية.
إن النضال اليوم إنما هو صراع إرادة في الأساس لأن المواجهة المسلحة ( والتي لابد منها ) تفتقر للتكافؤ بفعل الظروف الراهنة وغياب التعاطف القومي مواكباً لهوان النظام العربي وتابعيته وضعف إرادته وتشرذمه .
إن الحركة النضالية ( للجبهة الشعبية الديموقراطية للشعب العربي الأحوازي ) الملقى على عاتقها عبء المرحلة الحالية والمستقبلية كفصيل مهم من فصائل النضال الوطني والقومي, لابد ارتفعت إلى مستوى وقدسية الهدف بما هو خلاص من الاحتلال والجور الفارسي نحو التحرر وتقرير المصير, لأن إقليم الأحواز كان وسيظل يشكل وضعاً ديموغرافياً متسقاً وبلدان مشرق الوطن العربي بثقله الذاتي الاجتماعي والثقافي, ولاشك أن النضال المسلح المواكب للنضال السياسي إنما يعزز صمود الإرادة ذلك العنصر الأهم لأن الإ رادة إذا ما تداعت في المقاومة أو أعطي للعدو فرصة لكسرها فإن عوامل النضال الأخرى تبقى في مهب الريح.
من نافل القول أن لا يغيب عنا ونحن نتحدث عن جزء محتل من الوطن العربي أن نقف أمام قطر عربي تم احتلاله استعماراً استيطانياً بشعاً وبتآمر قوى الاستعمار الغربي ومعها الصهيونية العالمية ذات الملامح الشيطانية الطامعين في الأرض العربية وثرواتها هذا القطر هو فلسطين العربية ولا ريب أن النضال البطولي للشعب العربي الفلسطيني في الأرض المحتلة في مواجهة ( الاحتلال الصهيوني ) يتساوق اليوم ونضال الأخوة في الأحواز حيث يشكلان معاً الجنة التي تدفع عن الأمة العربية غائلة التوحش الاستعماري المستهدف كرامتها وحقها ومستقبلها وقيمها الحضارية .
لاشك أن التاسع من نيسان للعام 2003م ذلك هو اليوم المشؤوم في تاريخ أمتنا المعاصر لحظة سقوط بغداد عاصمة الرشيد وهو واحد من الأيام المتشحة بالسواد التي تمر بأمتنا وهي محصلة طبيعية لحال من التدني والهوان والفرقة والتمزق وارتهان عديد الحكام للقوى المعادية لأمتنا وتبعيتهم لها وكذلك ابتعادهم عن شعوبهم باحتكار السلطة والتسلط والقهر وتغييب الحريات العامة وانتهاك الحقوق المشروعة لهم .
من الجدير بعد ما تقدم أن نوضح ما يلي:
-1 إن السلطات الإيرانية لا تزال تمعن في اضطهاد الشعب العربي في الأحواز بغية استمرار الهيمنة عليه ومحو هويته القومية.
-2 لا تزال أيضاً هذه السلطات تتنكر لوعودها وخاصة نكثها لما وعد به الإمام الخميني لإعطاء الشعب الأحوازي حقوقه القومية.
-3 السلطات الإيرانية المحتلة مستمرة بانتهاك الحقوق المشروعة للشعب العربي الأحوازي بـ:
أ– قمع الحركة السياسية والثقافية .
ب– مصادرة الأراضي ( 132 ألف هكتار على ضفتي نهر قارون و 3000 هكتار وزعت هدية للحرث الثوري الإيراني المتواجد في الأحواز ).
ج- التهجير القسري: هجر سكان / 90 / قرية بعد إرغامهم على ترك مساكنهم حيث أصبحوا بلا مأوى ونقلوا مع عديد من الأحوازيين إلى العمق الإيراني ( بلوشستان, كردستان, أذربيجان ).
د– ممارسة الانتهاك المتعمد لحقوق الإنسان: كالحد من إنجاب المرأة الأحوازية لأكثر من أربعة أولاد والامتناع عن استقبالها في المشافي بحيث يصبح الولد الخامس مكتوماً وتدفع عائلته غرامة مالية.
هـ- تغيير أسماء بعض مدن الأحواز وتفريسها: الأحواز أصبحت خوزستان, والمحمرة خرم شهر , والفلاحية شادكان , وخور موسى بندرشاه .. الخ .
وإزاء ما تقدم كان لابد من حراك شعبي كرد طبيعي على تلك الانتهاكات اللاقانونية واللاإنسانية فشهدت غالبية مدن الأحواز انتفاضات عدة كان الاحتلال الإيراني هو السبب الأساس والذي رافقه التدني الاقتصادي والتخلف الاجتماعي والانتقاص من حق الشعب المشروع لحريته والحفاظ على كرامته وحقه في أرضه, فكانت الانتفاضة الأولى في الأول من أيار للعام 1979م حيث راح ضحيتها / 350 / شهيداً ومئات الجرحى وقد نتج عن هذه الانتفاضة انعكاسات مهمة في الداخل والخارج.
والانتفاضة الثانية في الثاني والعشرين من كانون الأول للعام 2002م بمدينة الأحواز إذ أضافت هذه الانتفاضة في اتساعها الجماهيري ووعيها القومي والسياسي للأحوازيين تلاحما شعبيا يؤكد عدالة القضية الأحوازية سعياً لانتزاع الحرية وحق تقرير المصير.
وتعقيباً.. لا بد أن نشير إلى بعض النقاط التي استولدتها هاتين الانتفاضتين:
-1 عدم وجود قيادة سياسية موحدة
-2 عدم وجود ترابط وتنسيق بين المدن الأحوازية
-3 غياب خطة إعلامية منسقة
ومع ذلك فإنها أعطت للعمل النضالي الأحوازي في الخارج شرعية أقوى وخلقت واقعاً جديداً لدى العديد من المؤسسات العربية والدولية كما شكلت حافزاً قوياً للتلاحم الشعبي بين مختلف حركاته الوطنية المخلصة, كما دفعت بالعديد من المناضلين ( المهاجرين والمهجرين ) للعودة مجدداً لساحة النضال.
كلمة لابد منها.. إن راهنية الوضع القائم بعد احتلال العراق الشقيق والأزمة التي تعتصر مختلف الأنظمة الإقليمية- بما فيها إيران- تقتضي إن تبادر الحكومة الإيرانية للتعامل مع شعوبها ومنها الشعب العربي الأحوازي بما لا يتناقض وما تعلنه من وقوفها إلى جانب قضايا العرب المصيرية وأخصها قضيتهم الكبرى فلسطين المحتلة وقدسها الشريف, ولأن تاريخية العلاقات العربية_ الإيرانية وما تأسست عليه منذ مئات السنين من وشائج متينة إثر انتشار الإسلام بين الشعوب الإيرانية وما نتج عنه من تمــاذج حضاري لهو الدافع الأهم لمنح شعب الأحواز العربي حقه في تقرير مصيره.
وليس أفضل من أن ننهي بحثنا هذا بقول الشاعر العراقي ( جميل صدقي الزهاوي ) في العام 1927م مؤكداً حتمية انتصار الشعب المناضل:
يعيــشُ شــعبٌ إذا ما ضــيمَ ينتــفـــ / ــضُ من الهــوانِ وإلا فهــو ينقـــرضُ
وليس من قــــوةٍ في الكـونِ قــاهـــرةٌ / تسطيعُ أن تُقعدَ الأقوامَ إن نهضوا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رحم الله الأخ الأستاذ مروان الخطيب/ أبو صفوان، المناضل الناصري العروبي، ابن مدينة ” حماه ” البار، الذي كتبهذا البحث منذ أزيد من تسع سنوات خلت، بتاريخ 3 تشرين ثاني/ نوفمبر 2013.
التعليقات مغلقة.