الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

مع استمرار ثورة الشعب الإيراني ضد النظام الإيراني؛ أبو شريف الأحوازي أمين عام الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية في حوار خاص للزمان

د .مصطفى عمارة *        

الأخ المحترم/ أبو شريف الاحوازي امين عام الجبهة الديمقراطية الشعبية الاحوازية:

 1- كيف ترى الأسباب الحقيقية وراء الانتفاضة التي شملت عموم إيران؟ وهل مقتل الفتاة الكردية في أحد السجون الإيرانية هي السبب الحقيقي لتلك الانتفاضة؟

◉ للانتفاضة الحالية والانتفاضات السابقة سبب واحد وهو ظلم واستبداد والانتهاكات الصارخة لأبسط الحقوق الانسانية للشعوب المحتلة كعرب الأحواز واتراك ازربايجان الجنوبية والكورد والبلوش والتركمان واللور والكاسبين وحتى الشعب الفارسي, هذا النظام الذي يحتل اراضي الشعوب غير الفارسية ويعمل على سياسية تطهير عرقي محذورة منذ عشرات السنين وينهب ثرواتهم لتمويل الإرهاب والميليشيات والمشاريع النووية والصاروخية المزعزعة للأمن والاستقرار حتى وصلت أن يحرم الشعب الفارسي وهو الشعب الحاكم من ادنى حقوقه الإنسانية كي لا تتمكن الشعوب الاخرى من الحصول على أي حقوق لتعبر عن مطالبها وما استشهاد الشابة الكوردية الى تفجر للغضب الشعوب الذي عادتا ما يتفجر لاي سبب كما حصل في انتفاضات الأحواز السابقة حيث كان الاسباب اهانة الهوية العربية للاحوازيين في عام 1985 مروراً بانتفاضة الخامس عشر من نيسان/ أبريل 2005 وانتفاضة العطش أو انتفاضة مقتل الشهيد حسن الحيدري و انتفاضة تشرين الاول و الثاني اعوام 2019 حتى 2021.

2- وما هي توقعاتك بالنسبة لتلك الانتفاضة؟

◉ هذه الانتفاضة استمرت أكثر من سابقاتها وذلك بسبب مشاركة كافة الشعوب غير الفارسية والشعب الفارسي وشملت كل طبقات واقسام المجتمع، ومطالبها بنيت على الحرية والحقوق الإنسانية كما أن النظام يعاني من خلافات داخلية عميقة، وخاصة مسألة توريث “خامنه إي”، والوضع الاقتصادي والأمني المتردي وتراجع نفوذ مليشياته في الإقليم وأزماته مع الدول الإقليمية ودول العالم بسبب المشروع النووي كل هذه الاسباب تجعل من هذه الانتفاضة مختلفة تماماً حتى يمكن تسميتها بثورة يمكن ان تطيح بهذا النظام .

3- كيف تفاعل الشعب الأحوازي مع تلك الانتفاضة؟

◉ الشعب الأحوازي صاحب الانتفاضات ومحركها خلال العقدين الماضيين، وقدم عشرات الآلاف من الشهداء والأسرى والمهجرين بعد هذه الانتفاضات، وتمارَس في الأحواز أحكام عُرفية خاصة منذ سنين بسبب كثرة انتفاضاته وحراكه السياسي التحرري ومنابع النفط والغاز والموانئ الاستراتيجية، وهو في مقدمة الانتفاضة ولن تتوقف انتفاضاته رغم العسكرة والتشديد الأمني والتعامل الوحشي لقوات القمع مع أي خروج للمواطنين .

 4- كيف تعاملت السلطات الإيرانية مع المحتجين بصفة عامة ومع الأحواز بصفة خاصة؟

◉ تتعامل مع المحتجين في المدن الإيرانية وبعض مناطق الشعوب غير الفارسية الأقل استراتيجية بأشكال مختلفة، حيث تتعامل في الأحواز وبلوشستان وكوردستان وأزربايجان الجنوبية بوحشية تامة لما لهذه المناطق من حراك تاريخي تحرري ومطالب وطنية وإنسانية واضحه رفضتها كل الأنظمة الإيرانية البهلوية والحالية وردت عليها بالنار والحديد، كما أن الاحتلال الإيراني يتعامل مع الأحواز وبلوشستان بالتحديد بقسوة كبيرة وبعنف شديد لما يملك الأحواز من ثروات وخاصة البترول والغاز والبتروكيمياويات وحتى محطة بوشهر النووية والموانئ الاستراتيجية ومضيق هرمز وعمقه العربي الاستراتيجي الذي تتخوف منه إيران كثيراً، ويتعامل مع البلوش بنفس النظرة لأن الشعب البلوشي مطل على بحر العرب وعمان وكذلك لأنه يعتنق المذهب السني وله علاقات متينة مع العرب في العالم الإسلامي خاصة دول الخليج العربي.

 5- ما هي مخططاتكم لمواجهة مخطط القمع الإيراني؟

◉ خياراتنا محدودة ولكن تتلخص بثلاث: وأولها الاستمرار بالمظاهرات السلمية رغم قمعها والضحايا الكبيرة، حتى إنهاك النظام وإسقاطه والسيطرة على أراضينا وتقرير مصيرنا . ثانياً التواصل مع الدول العربية والمجتمع الدولي لوقف إرهاب إيران وتعامله الوحشي مع المتظاهرين السلميين، ثالثاً النظام يدفع بالمتظاهرين للمقاومة ودفع الشر بالشر وهذا ما نحاول الابتعاد عنه، ولكن لربما يتجه نحو الشارع والجماهير بسبب انسداد كل الطرق السلمية للتعبير عن المطالب والرد عليها بالنار والقتل .

 6- بعد فشل مباحثات هيئة الطاقة النووية حول البرنامج النووي الإيراني، ما هي أبعاد المخططات الإيرانية في هذا المجال؟

◉ ايران مستمرة في مشروعها النووي باتفاق أو بدون اتفاق وما الإتفاق بالنسبة لإيران إلا للحصول على شرعية التحرك الاقتصادي وإدخال ما تريد من معدات محظورة يمكن أن تستخدم لتطوير المنشاة النووية والصاروخية، كما أن المباحات هي لكسب المزيد من الوقت للوصول للقنبلة النووية .

 7- كيف ترى تأثير العقوبات المفروضة على الجانب الإيراني؟

◉ العقوبات تأثيرها على الشعوب وأسست لمافيا التهريب التي يقودها الحرس الإرهابي الإيراني عبر الشركات والأسماء المختلفة وهو يصدر النفط عبر أسماء وشركات عراقية ودولاً وموانئ أخرى، كما يستورد الدولار من ألآف المصارف المنتشرة في كل أنحاء العالم وبأسماء مسجلة غير إيرانية, فالحصار بالنسبة للنظام بركة لأنه يبرر نهبه لثورات الشعوب ويبرر القحط والجوع التي تمر به الشعوب ويملئ ترسانته العسكرية عبر التهريب ويدعم المليشيات دون رادع .

 8- في النهاية ومع قرب انعقاد مؤتمر القمة العربية في الجزائر ما هي مطالبكم من القادة العرب؟

◉ مطلبنا الدائم هو الاعتراف بالأحواز دولة عربية، والمحتلة من قبل العدو الإيراني، والتعامل مع القضية الأحوازية كقضية عربية عادلة ومع الشعب العربي الأحوازي كجزء من هذه الأمة، وأمن الأمة من أمن الأحواز، والكل يعرف لولا احتلال الأحواز واستخدام ثرواته لما هيمن على العراق وبناء المليشيات الإرهابية لتحتل اليمن وبيروت وتساهم بقتل الشعب السوري وتهدد الأمن والاستقرار في دول الخليج العربية عامة والمملكة العربية السعودية بشكل خاص عبر المسيرات والقصف الصاروخي .

كما نود أن نؤكد لأشقائنا، خاصة أولئك الذين يعولون على تغيير سلوك النظام الإيراني، أن يعتبروا من العبر السابقة، والذين يعولون على المعارضة الفارسية ويدعمونها لإسقاط النظام ويحرمون الأحوازيين من أي دعم، وعلى الإعلام أن يعتبر بدعم العرب للخميني وما آلت اليه الأمور الآن, خاصة وأن القادمون يأتون بشعارات وأهداف توسعية أكثر خطورة على الدول العربية، خاصة الخليجية منها، وكل هذه المخاوف ستنتهي بتحرير الأحواز، وأن شعبه يناضل من أجل استعادة دولته المستقلة وهى من تحمي البوابة الشرقية للدول العربية وكذلك دول الخليج العربي من أي تهديد للأمن القومي العربي .

ندعو الأشقاء العرب وبشكل عاجل لفتح أبواب دولهم على القضية العربية الأحوازية المشروعة، وفتح أبواب إعلامهم ودعم الأحوازيين في المؤسسات الدولية، وبما يحتاجون من خبرات وقدرات لكي يتمكنوا من حماية شعبهم وقضيتهم بالمرحلة الراهنة والعبور بها نحو الدولة المستقلة .

* كاتب صحفي مصري

المصدر: الزمان الدولية

التعليقات مغلقة.