عبدالله السناوي *
للوثائق كلمتها النافذة في كشف حقائق وخفايا التاريخ، ومعرفة معادن الرجال وطبائع النفوس. وللوثائق كلمتها الأخيرة عندما تكون بخط يد أصحابها، الذين يشهدون على العصر بأهواء الثأر والانتقام، فالعصر يقرأ في وثائقه، لا في نوبات حمى الافتراء على الفضائيات، التي اعتبرت ثورة يوليو بذاتها “جريمة كبرى” في التاريخ المصري، ليتها لم تقم، وجمال عبدالناصر شخصية “حاقدة” يسيطر عليه “الغل”(!)
وقد أوغل اللواء جمال حماد على مدى تسع حلقات مطولة بثتها محطة “الجزيرة” في برنامج أحمد منصور “شاهد على العصر” في النيل من ثورة يوليو، والتطاول على زعيمها جمال عبدالناصر، بصورة تجاوزت النقد الموضوعي لتجربة سياسية وإنسانية غيرت من وجه الحياة في مصر ومحيطها العربي في محاولة يائسة لنزع أية قيمة سياسية أو أخلاقية عن هذه الثورة وقيادتها، ونفي أية إيجابية عنها(!)
كل شيء تقريباً جرت محاولة تحطيمه، زعامة يوليو ومعاركها وقضاياها وأدوارها، يوليو ذاتها “عصابة”، كأن المقصود أن تكفر مصر بعروبتها، وأن تنفض يدها من تاريخها، وأن تنظر إليه بغضب، كأن تضحياتها وحروبها كانت رهاناً على الوهم(!)
في تلك المشاهد التلفزيونية بدت حفلات الشتائم “بلا حدود”، وافتقد المذيع كعادته الحد الأدنى من المهنية أو احترام قواعد العمل الإعلامي، وعلت وجهه علامات كراهية عميقة ل”يوليو” ولكل ما له علاقة بها، وتجلت سافرة الأجندة التي يتبناها في برنامجه، التي تعبر عن أكثر تيارات الإسلام السياسي تخلفاً.
و.. رغم ذلك كله، فلا يصح الرد على الشتم بمثله، فذلك خروج من ميادين التاريخ إلى خناقات الحارات الشعبية.
و.. شهادة جمال حماد مردود عليها بوثيقة واحدة.. بخط يده شخصياً، سوف يباغت قبل غيره بأنها لاتزال في الحفظ والصون، وفي مأمنها، رغم أن عمرها (47) عاماً.
(1)
.. في صباح يوم (24) سبتمبر/ايلول عام (1962) دخل العميد جمال حماد مكتب سامي شرف سكرتير الرئيس عبدالناصر للمعلومات، بدا مضطربا، وعوامل القلق طاغية عليه، فهو يعتقد أن الرئيس غاضب منه، وأنه اكتشف لتوه قبل يومين فقط أنه قد تعرض لمؤامرات أدت إلى إحجام الرئيس عن أن يلتقيه، ولو مرة واحدة، لمدة خمس سنوات كاملة.
أودع العميد جمال حماد لدى سامي شرف مذكرة خاصة مرفوعة للرئيس عبدالناصر.. من (4) صفحات بخط واضح ومتأنق، يبدو أنه بذل مجهوداً كبيراً في كتابتها في الليلة السابقة (23) سبتمبر.
وقد ألح حماد على شرف أن يرفع المذكرة فوراً للرئيس، متمنياً أن يقابله.. وكتب حرفياً في الوثيقة الخطيرة: “ولا ألتمس من سيادتكم سوى أمنية واحدة ظللت أنشدها طوال السنوات الخمس الماضية، وسأظل أنشدها مدى الحياة، وهي أن تسبغوا علي شرف لقائكم وأشعر حقاً بأنني موضع ثقتكم وتقديركم وأن الظلام الذي كان يكتنفني قد انقشع”، ولكن عبدالناصر، الذي اطلع على مذكرة حماد في اليوم نفسه، ووضع خطوطاً تحت بعض عباراتها، رفض أن يقابله.. أو أن يرد عليه عبر سامي شرف، فقد كان غضبه شديداً على التصرفات المنسوبة لجمال حماد وقت أن كان ملحقاً عسكرياً في دمشق، والتي تنال من سمعة القيادة المصرية في منطقة الشام الفوارة بالتحولات والانقلابات، وقلوبها تتجه إلى القاهرة.
(2)
أبلغ جمال حماد، سامي شرف في ذلك الصباح البعيد أن في حوزته معلومات خطيرة بالأسماء والتفاصيل عن تصرفات في القوات المسلحة لضباط هم من زملائه ومقربيه! وأنه يريد أن يضعها تحت تصرف الرئيس وحده.
و.. بخط يد سامي شرف، في مذكرة مرفقة على أوراق سكرتارية المعلومات برئاسة الجمهورية كتب الكلمات الخطيرة التالية:
مذكرة
“حضر لمقابلتي اليوم العميد جمال حماد وسلمني الرسالة المرفقة لسيادتكم، وأبلغني أنه يلتمس أن تكون ثقة سيادتكم فيه باقية، وأنه يود لو سمحتم سيادتكم بمقابلته حيث لديه معلومات وافية عن تصرفات في القوات المسلحة وأسماء ضباط على شاكلة زغلول عبدالرحمن (رفض أن يذكر لي أي أسماء).. وقد سافر اليوم إلى غزة وأبلغني أنه رهن أوامر سيادتكم”.
سامي 24/9
وقد يفاجأ الأستاذ سامي شرف بأن تلك الوثيقة التي كتبها قبل (47) عاماً لايزال أيضاً في الحفظ والصون.. وفي مأمنها. وهذه الوثيقة تكشف جانباً جوهرياً في شخصية جمال حماد، فهو هنا يتطوع للإبلاغ عن زملائه في القوات المسلحة، ويحاول أن يوحي للرئيس بأن هناك مؤامرة على النظام، وأن إخلاصه يستدعي تلك الوشايات، متصوراً أن اللجوء إلى هذا الأسلوب، الذي كتب بنفسه ما يؤكد أنه بارع فيه، يمكن أن يستعيد به ثقة الرئاسة، وأن يغنم مناصب جديدة من وشاياته، التي لم يطلبها منه أحد، ولا تدخل في طبيعة وظيفته في ذلك الوقت. ولكن الطبع يغلب التطبع، وهو بنفسه وبخط يده في الرسالة إلى الرئيس يؤكد أنه محترف في كتابة التقارير عن زملائه وبعض الذين يثقون به.
وفيما يبدو أن عبدالناصر كان يدرك طبائع شخصيته، ولم يول البلاغ الشفهي الذي قدمه ضد زملائه الضباط أدنى اهتمام، مدركاً أنها وسيلة، لا تنتسب للكرامة الإنسانية بأكثر التعبيرات تهذباً، للتقرب من الرئيس.
عبدالناصر لم يصدقه، ولا طلب من المخابرات العسكرية أن تبحث وتستقصي فيما لديه، كان لا يثق به بصورة كبيرة، لأنه كان يعرف حقيقته، وحقيقة الاتهامات المنسوبة إليه عندما كان ملحقاً عسكرياً في دمشق.
(3)
في سبتمبر (1952) وصل جمال حماد إلى العاصمة السورية دمشق ليتقلد منصب الملحق العسكري المصري فيها، منقولاً من منصب أهم وأرفع هو “مدير مكتب اللواء محمد نجيب”، رأس النظام الجديد، والمثير للالتفات أن حماد استبعد سريعاً من موقعه بجوار “نجيب” بعد أقل من شهرين من قيام الثورة، وقبل اشتعال الصراع بين “ناصر” و”نجيب”، وبدا الأخير مرحباً بإبعاد حماد، فهو بدوره كانت عنده تحفظات عليه.
وفي دمشق توالت مرة بعد أخرى انتقادات لمستوى أداء حماد مست أحياناً سلامة تصرفاته.. وبعد إبعاده ب(5) سنوات من منصبه الدمشقي يحاول في رسالته للرئيس أن يدافع عن نفسه، وأن ينفي أنه تورط في تصرفات تسيء إلى الثورة وقيادتها، وهناك روايتان حول تصرفات جمال حماد في دمشق.
الرواية الأولى، رواها بنفسه وبخط يده في مذكرته للرئيس.. يقول فيها إنه قد أوقفت سيارته في الجمارك السورية، وهي عائده بعائلته من بيروت، وأن الواقعة قد استخدمت في الصحافة اللبنانية للتشهير به، مبرراً الحملة عليه بأنها لدواعي الانتقام من دوره في كتابة التقارير عن “محمود وأحمد أبوالفتح”، والتي كانت أساس الاتهام في محاكمة عسكرية أدت تداعياتها إلى إغلاق جريدة “المصري”، وقد سمحت السلطات المصرية في ذلك الوقت بنشر تقارير جمال حماد، لأنه كان يتعين أن يطلع عليها المحامون.
والرواية الثانية سجلها سامي شرف، في الجزء الثاني من كتابه: “أيام وسنوات مع عبدالناصر” الصادر عام (2005).
يقول سامي شرف: “إنه في بداية الخمسينات ضبطت مهربات على إحدى طائرات القوات الجوية التي كانت قادمة من دمشق، وكان يقودها سعد الدين الشريف (كبير الياوران فيما بعد).. كان جمال حماد صاحبها، لكن بعد ما كشف الأمر تنصل من الموضوع وادعى أنه لا يعرف عنها شيئا، وقد حفظ الموضوع بتدخل من عبدالحكيم عامر حتى لا يساء إلى الملحق العسكري المصري في دمشق بحجة أن صاحب المهربات مجهول”.
الواقعة الأولى قال حماد إن خصومه حاولوا بها أن ينالوا منه لدواعي الانتقام. والواقعة الثانية تجاهل الحديث فيها أو الدفاع عن نفسه في معرض شهادته على العصر(!)
(4)
الوثيقة التي بين أيدينا الآن تؤكد أن صاحبها كاتب تقارير محترف.. يعترف بخط يده أن من يحيكون المؤامرات ضده.. “أدرى الناس بمدى خبرتي في تلك الأمور” قاصدا الوشاية بمن يثقون به وكتابة التقارير التي تحرض السلطات عليهم.
في تلك الوثيقة اعتراف صريح بأنه هو الذي وشى بأصحاب “جريدة المصري” (محمود وأحمد أبوالفتح)، وأن تقاريره أدت إلى إغلاق الجريدة، وأن المعلومات التي حصل عليها من بيروت أوائل الخمسينات كانت المستند الرئيسي في المحاكمة العسكرية التي جرت ل”آل أبوالفتح”.
ويلاحظ هنا أن تلك التقارير كتبت قبل الصدام بين الثورة وأصحاب “المصري”، ويبدو أنها اصطنعت فجوة خطيرة أدت تالياً إلى اندفاع “آل أبوالفتح” في الصدام إلى حدود خطيرة من التعاون مع الاستخبارات الفرنسية والبريطانية أثناء العدوان الثلاثي على مصر وهذه خطيئة لا تغتفر نالت على نحو يصعب ترميمه من الدور البارز الذي لعبته هذه الصحيفة في التاريخ المصري خلال حقبة الأربعينات أو عند مقدمات يوليو.
(5)
يبدو جمال حماد في مذكرته للرئيس متحاملاً على مساعده السابق المقدم زغلول عبدالرحمن عندما كان ملحقاً عسكرياً في دمشق.. فقد أسند إلى زغلول كل ما نسب إليه من تجاوزات تمس سلامة تصرفاته.
حماد هنا ماهر حقاً في كتابة التقارير، وتوظيف الأجواء المستجدة وضغوطها على صانع القرار في تصفية الحسابات.. فهو يدرك تماماً أن الرئيس به جرح غائر من ضرب الوحدة المصرية السورية، وما جرى بعد الانفصال في سبتمبر/ايلول (1961) من تعريض بالدور المصري في مؤتمر “شتورا” بلبنان، وقد كان للمقدم زغلول عبدالرحمن الملحق العسكري المصري في ذلك الوقت ببيروت دور خطير في هذا المؤتمر، ف”هو شاهد من أهلها” على ما يقولون. وقد ذهب إلى هذا المؤتمر في سيارة السفير السعودي، وبتحريض من خاله “أحمد أبوالفتح”، وبدت تلك سقطة كبرى في حياته، ندم عليها فيما بعد طويلاً وكثيراً عندما استشعر في أوروبا أن الأطراف التي التقته ربما تكون “إسرائيلية”، أو أن الشخصيات البريطانية التي التقاها عن طريق أقاربه في عائلة “أبوالفتح” مهتمة بالسؤال عن الصواريخ المصرية.. فعاد بمحض اختياره إلى مصر وتقبل مصيره فيها، فهو قد أخطأ ولكنه ليس خائناً.
وقد حاول جمال حماد أن يستخدم صلة القرابة بين زغلول عبدالرحمن و”آل أبوالفتح”، للقول إن الحملة عليه هدفها الانتقام من التقارير التي أودت ب”المصري” واندفعت بأصحابها إلى أحضان الاستخبارات البريطانية والفرنسية.
والحقيقة أن زغلول عبدالرحمن شخصية درامية، خان جمال عبدالناصر في شتورا، ثم أمضى عمره يبكيه، ويصفه أصدقاؤه بأنه “وطني غلبته مثالبه الشخصية من إدمان لعب القمار، فأصبح من الممكن السيطرة عليه، بديونه المتراكمة، ومخاوف من أن يجري فضحه”.. وهكذا استدرج إلى فخ “شتورا” والتشهير بعبدالناصر، ومع ذلك أعاد كل ما كان في عهدته من أموال إلى السفارة المصرية عبر ممثل الجامعة العربية، خشية أن يتهم بالسرقة..
ومع تعاقب الأيام واختلاف العصور، وحتى رحيله قبل فترة قصيرة، ظل زغلول عبدالرحمن يقول لأصدقائه ومقربيه: “كيف سمحت لنفسي أن أخون في شتورا أعظم رجل أنجبته مصر”.. ولكن في الأجواء التي أعقبت الانفصال كانت الفرصة أمام جمال حماد سانحة لاستخدام اسم “أبوالفتح” وخطيئة “شتورا” لتبرير تصرفاته المطعون عليها أمام الرئيس، فالذين يتآمرون عليه يستهدفون الانتقام من تقاريره التي أودت بالعائلة الصحافية الشهيرة، وهم أنفسهم الذين تآمروا على الرئيس في شتورا(!)
(6)
كانت لعبة كاتب التقارير الماهر والمحترف أنه: طالما أن “آل أبوالفتح” خونة بحسب ألفاظه وبخط يده، وطالما أن ابن شقيقتهم “زغلول عبدالرحمن” من أذنابهم الخونة، فلابد أنه بريء مما هو منسوب إليه من اتهامات خطيرة.
ولا نظن أن اللواء السابق الذي يقول في مذكرته الخطية إنه “جندي لجمال عبدالناصر يفتديه بحياته”، مستعد الآن أن يصف “آل أبوالفتح” بأنهم خونة، رغم أن هناك وثائق ثابتة حول تورطهم في علاقات استخباراتية مع فرنسا وانجلترا، فطالما أن الهجوم الآن على عبدالناصر، “الحاقد الأكبر” الذي دمر مصر، ولا تحسب له فضيلة واحدة من جانب المؤرخ فلابد أن يكون جميع خصومه من الملائكة الأبرار.
(7)
ولمدة ثماني سنوات تالية على كتابة مذكرته للرئيس، طالباً بأن يمن عليه بلقاء شخصي، وحتى رحيل عبدالناصر، لم يحقق اللواء السابق أمنيته، فالرفض كان حاسماً. ويروي حماد أنه ذهب بنفسه عام (1966) إلى مطار القاهرة الدولي لاستقبال الرئيس لدي عودته من إحدى زياراته الخارجية.. ليتمكن من مقابلة المشير عبدالحكيم عامر، لشأن شخصي وعائلي، اعتبر أن قول عبدالناصر له: “أنت أصبحت لواء يا جمال؟” تعبير عن حقده وغله من أن يحصل على هذه الرتبة العسكرية الرفيعة، رغم أن أي طفل يمكنه ببساطة أن يعرف أنه كان بوسع عبدالناصر عزله بإيماءة من رأسه، ولكنها الصغائر عندما تتحكم في الأهواء، فيتبارى معه أنيس منصور في كلام صغير عن حقد عبدالناصر وغل قلبه.
(8)
في المذكرة الخطية للرئيس يكشف جمال حماد أسباب غضب عبدالناصر عليه فهو مطعون عليه في سلامة تصرفاته، وأن أمله كما كتب بخط يده: “أن أزيل من نفس قائدي وزعيمي الذي أفتديه بحياتي أي شائبة قد تكون عالقة في نفسه من ناحيتي نتيجة لهذه الحملات التشهيرية الحاقدة”، غير أن ما يسميه بالحملات التشهيرية الحاقدة تحولت الآن إلى الرجل الذي كتب أنه يفتديه بحياته.
وإذا كان هناك من خطأ لجمال عبدالناصر في هذا السياق فهو أنه أسند تالياً لرجل ليست لديه ثقة كبيرة فيه منصب محافظ كفر الشيخ مع بداية إقرار نظام الحكم المحلي.
ولكنه أقاله من هذا المنصب بعد فترة قصيرة لأسباب يعرفها اللواء السابق، ولا تدخل فيها على أي نحو من قريب أو بعيد ما قاله لمحاوره “أحمد منصور” من أنه قد أقيل لأنه رفض أن يكون من الحاشية التي تبايع الرئيس(!).
فهذه مزحة تجاوزها أحمد منصور سريعاً، ولم يسأله عما نشره سامي شرف في كتابه: “أيام وسنوات مع عبدالناصر” من أن الدكتور “سالم محمد شحاتة” الأمين العام للاتحاد الاشتراكي في “كفر الشيخ” كان قد تقدم بمذكرة مستفيضة للرئيس “عبدالناصر” وكبار المسؤولين، دعمها في ذلك الحين بوثائق صحيحة، عن محاضر تكهين محتويات استراحة المحافظ وتبديد محتوياتها الثمينة.
وقد تدخل عبدالحكيم عامر وشمس بدران مرة أخرى للإبقاء عليه، فهو محسوب تقليدياً على شلة المشير، ووثيق الصلة بصلاح نصر، الذي يصفه في رسالته لجمال عبدالناصر بأنه “الصديق الكبير”.
وقد أخطأ عبدالناصر مرة أخرى بقبول طلب المشير إعطاء جمال حماد فرصة ثالثة ونقله محافظاً ل”المنوفية”، إلا أن نقطة مرور صغيرة على الطريق كما يروي سامي شرف وضعت يدها على محتويات سيارة نقل تابعة لديوان محافظة المنوفية مليئة مفروشات وأثاثاً اتضح أنها منقولة إلى منزل المحافظ بالقاهرة. عند هذه الواقعة تقرر إحالة اللواء السابق إلى التقاعد، وهذه المعلومات تجنب جمال حماد الإشارة إليها، أو الاقتراب منها، أو حتى نفيها، وتكرار مثل هذه الاتهامات، مرة بعد أخرى، من دمشق وبيروت إلى كفر الشيخ والمنوفية، يرجعها اللواء السابق إلى مؤامرات عليه(!).
ويبدو أنه لم ينس لعبدالناصر عدم ثقته به حتى الأن.
—
* كاتب صحفي مصري
المصدر: جريدة العربي القاهرية في 15 شباط/ فبراير 2009
التعليقات مغلقة.