الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

المسكوت عنه فى وفاة جمال عبد الناصر…من اغتال الزعيم جمال عبد الناصر

محمد شوقى السيد

 توفى الزعيم جمال عبد الناصر فى يوم الاثنين الموافق 28 سبتمبر 1970 والموافق هجريا 27 رجب ذكرى الاسراء والمعراج

وكانت أحد أهم الهتافات فى جنازته الضخمة

( فى 9 و10 بايعناك وفى ذكرى الاسراء ودعناك ياجمال ياحبيب الملايين)

توفى عن عمر 52 عاما وتحمل وفاته شبهات جنائية ومخابراتية ضخمة نظرا للأوضاع السياسية والصراع العربى الصهيونى والذى كان الزعيم على قمته والذى انتهى مع انتهاء نظامه السياسى وانحصار ونهاية الحرب التى بدأها بعد وفاته بثلاث سنوات فى 73 وتحول الصراع العربى الاسرائيلى الى صراع للتسابق للتطبيع العربى الاسرائيلى

قال الزعيم عبد الناصر بالعيد السادس عشر للثورة قبل وفاته بفديو شهير ( أن اسرائيل تسعى لتحقيق انتصارها السياسى بالعمل على تغيير النظام من نظام عبد الناصر المعادى لها لنظام يوافق على معاهدة سلام منفرد معها والاعتراف بها ومن ثم فتح الباب لباقى الدول العربية لتحقيق نفس الهدف وتدمير التضامن العربى)

وهو ما تؤكدة الفقرة التالية بمذكرات جولدا مائير ( ترجمة عزيز عزمى) ص 284

 “وظل الناس فى الخارج يستفسرون منا عما اذا لم تكن لدينا نية لاسقاط عبد الناصر وكأننا نحن الذين جئنا به ونحن الذين نخطط لاستبداله وكانوا يسألوننا عما اذا كانت غاراتنا فى العمق ضرورية “فعلا”  “

“فى يوم 3 يناير 1970 صرحت جولدا مائير – رئيسة وزراء إسرائيل- أنها لا ترى أى فرصة للسلام طالما ظل جمال عبد الناصر يحكم مصر، لذا فإن إسقاط عبد الناصر والنظام والسياسات التى يمثلها يجب أن يتم أولا قبل أى حديث عن سلام مصرى إسرائيلى.”

 ويصرح أبا إيبان – وزير الخارجية الإسرائيلي -: أن كيسنجر ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية يعاتبان إسرائيل على موقفها السلبى وتقاعسها عن العمل الإيجابى فى مصر وطلبهما هو تكثيف الجهود الإسرائيلية خلال هذا العام 1970 للتخلص من عبد الناصر شخصيا نهائيا.

 وفى حديث صحفى لأبا ايبان مع صحفى أمريكى، سأله الصحفى عن سبب تركيز إسرائيل وأمريكا على جمال عبد الناصر شخصيا؟

فقال ايبان: إننا نعمل بتركيز شديد على التخلص من عبد الناصر لأن لدينا يقين قاطع بأنه بعد التخلص منه سيهدأ الموقف مع مصر وسيتغير لصالحنا.

المسكوت عنه في وفاة جمال عبد الناصر يبوح به لأول مرة طبيب قلب جمال عبد الناصر الفريق طبيب رفاعي كامل

فى أخطر حديث لجريدة الوفد

أعترف أننى تورطت فى التوقيع على التقرير الطبى الذى أعدوه عن موت عبد الناصر

طلب بتشريح جثمان جمال عبد الناصر للتأكد من خلوه من السموم فرفض من تجمعوا حول الجثمان وفى مقدمتهم السادات

“بس الظاهر الكل كان عارف ان أحد اللى بيعالج ناصر بأخر أيامه كان يحمل نجمه داوود”

السؤال الذى يشغلنى الان لما الصحف العالمية كان لديها احساس وعلم بان احد اطراف فريق علاج الرئيس عبد الناصر له انتماء صهيونى

لماذا ينكر البعض من المحيطين والمقربين للزعيم فكرة الأغتيال بالسم

 * قال الشاعر احمد فؤاد نجم  في عدة لقاءات تلفزيونية مسجلة  ان ممارس العلاج الطبيعى الشهير حينها باخر الستينات “على العطفى” قال له بالسجن انه من قتل جمال عبد الناصر من خلال وضع السم بمدلكات العلاج الطبيعى  وقد استبعد عدد من المقربين للزعيم كلام الشاعر احمد فؤاد نجم  وقالو ان على العطفى  لم يكن ضمن فريق العلاج للرئيس عبد الناصر ولم يدخل بيت الزعيم مطلقا ولكن لا يستبعد اشتراكه عبر اخرين بتمرير تلك السموم لمراهم ومدلكات العلاج الطبيعى التى يعرفها جيدا والا لماذا يعترف على نفسه لزملائه والمتحدثين معه بالسجن هل كلام من فراغ ؟؟ !!!

 شبهات ووثائق تؤكد اغتيال جمال عبد الناصر بالسم

الوثيقة الأولى

تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تم إعداده آخر عام 1956 بعد فشل العدوان الثلاثى على مصر، وهذا التقرير/الوثيقة نشره الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى كتابه (سنوات الغليان) الصادر عام 1988 عن مؤسسة الأهرام فى صفحة 986 بالملحق الوثائقى للكتاب. ويتناول التقرير احتمالات نهاية نظام حكم ناصر فى مصر ويحدد السبيل فى خيارين:

1- هزيمة عسكرية ساحقة

2- اغتيال جمال عبد الناصر.

وأريد من القارئ الكريم أن يتذكر هذين الخيارين ونحن نواصل عرض هذه المجموعة من الوثائق.

الوثيقة الثانية :

وقام بشرها الأستاذ الدكتور / رءوف عباس فى مقال بعنوان (حلف الأطلنطى وراء ضرب عبد الناصر فى يونيو 1967) فى عدد من مجلة الهلال الصادر فى يونيو عام 2001

والوثيقة التى يعرضها الدكتور / رءوف عباس هى… محضر الجلسة الأولى من محاضر اجتماع حلف شمال الأطلنطى فى شتاء عام 1964 والتي عقدت لمناقشة ورقة العمل التركية التى أعدها وزير الخارجية التركى وتحمل عنوان (تصفية عبد الناصر).. أما محاضر الجلستين الثانية والثالثة لهذا الاجتماع فما زالت محظورة ولن يسمح بالاطلاع عليها قبل عام 2014

ومحضر هذه الجلسة الذى يناقش ورقة العمل التركية

* يتحدث عن الدور المشاكس والمضاد لمصالح الغرب الذى تلعبه مصر بزعامة عبد الناصر عبر العديد من المشكلات التى تسبب فيها عبد الناصر من ؛إفشال فكرة الأحلاف العسكرية – شراء الأسلحة من الكتلة الشرقية – تأميم القناة – تمصير وتأميم المصالح الأجنبية فى مصر – الوحدة مع سوريا..ثم ثورة اليمن.. وهى الطامة الكبرى بالنسبة لمصالح الغرب.. فوجود الجيش المصرى فى اليمن لمساندة الثوار أدى إلى نشوء وضع خطير هو تحكم مصر فى طريق المواصلات بالبحر الأحمر من الشمال عبر قناة السويس، ومن الجنوب عبر مضيق باب المندب

كما أن هذا الوجود يهدد بزوال العرش الملكى السعودى الذى يحارب الثورة اليمنية… وهو العرش الذى يضمن تدفق البترول إلى الغرب بكل يسر.

* وتعرض الوثيقة إلى الأطراف العربية التى تعادى طموحات جمال عبد الناصر وسياساته وتحددها فى المملكة العربية السعودية والأردن وليبيا تحت حكم الملك السنوسى.

* كما تلفت النظر لسوء العلاقات المصرية السورية.. والمصرية العراقية..

* كما تتحدث عن النفوذ المصرى فى إفريقيا المعادى لمصالح الغرب…

* وتدعو لدراسة الاقتراح بتوجيه ضربة عسكرية موجعة إلى عبد الناصر..

* كما تطالب بتحويل اليمن إلى مستنقع يغوص فيه الجيش المصرى مما يساعد على إنجاح الضربة العسكرية الموجهة إلى مصر… مع التنبيه على أنه إذا استمر الوضع الحالى فى اليمن فإن العرش السعودى مهدد بالزوال عام 1970،

وهنا أطلب من القارئ الكريم أن يلاحظ التاريخ عام 1970 العام الذى شهد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر.. ونصل الآن إلى الوثيقة الثالثة فى موضوعنا.

الوثيقة الثالثة:

وهى من أخطر ما يكون.. وتاريخ هذه الوثيقة هو (27 ديسمبر 1966) وتحمل الوثيقة رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودى.. وهى مرسلة من (الملك السعودى / فيصل بن عبد العزيز) إلى (الرئيس الأمريكى / ليندون جونسون).. وهى منشورة فى كتاب (عقود من الخيبات) للكاتب / حمدان حمدان.. طبعة دار بيسان.. فى صفحتى 489 – 490 من صفحات الكتاب.

وفيها يقول الملك العربى مخاطبًا الرئيس الأمريكى :

((من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس، ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم أن مصر هى العدو الأكبر لنا جميعا، وأن هذا العدو إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكريا وإعلاميا، فلن يأتى عام 1970 – كما قال الخبير فى إدارتكم السيد كيرميت روزفلت وعرشنا ومصالحنا فى الوجود

لذلك

لأتقدم بالاقتراحات التالية:

– أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولى به على أهم الأماكن حيوية فى مصر، لتضطرها بذلك، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة لن يرفع بعدها أى مصرى رأسه خلف القناة، ليحاول إعادة مطامع محمد على وعبد الناصر فى وحدة عربية بذلك نعطى لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية أجساد المبادئ الهدامة، لا فى مملكتنا فحسب، بل وفى البلاد العربية ومن ثم بعدها، لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية إقتداء بالقول (أرحموا شرير قوم ذل) وكذلك لاتقاء أصواتهم الكريهة فى الإعلام.

– سوريا هى الثانية التى لا يجب ألا تسلم من هذا الهجوم، مع اقتطاع جزء من أراضيها، كيلا تتفرغ هى الأخرى فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر.

– لا بد أيضا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة، كيلا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك، وحتى لا تستغلهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين، وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة، كما يسهل توطين الباقى فى الدول العربية.

– نرى ضرورة تقوية الملا مصطفى البرازانى شمال العراق، بغرض إقامة حكومة كردية مهمتها إشغال أى حكم فى بغداد يريد أن ينادى بالوحدة العربية شمال مملكتنا فى أرض العراق سواء فى الحاضر أو المستقبل، علما بأننا بدأنا منذ العام الماضى (1965) بإمداد البرازانى بالمال و السلاح من داخل العراق، أو عن طريق تركيا و إيران.

/ يا فخامة الرئيس

إنكم ونحن متضامنين جميعا سنضمن لمصالحنا المشتركة و لمصيرنا المعلق، بتنفيذ هذه المقترحات أو عدم تنفيذها، دوام البقاء أو عدمه.

أخيرا أنتهز هذه الفرصة لأجدد الإعراب لفخامتكم عما أرجوه لكم من عزة، و للولايات المتحدة من نصر وسؤدد ولمستقبل علاقتنا ببعض من نمو وارتباط أوثق وازدهار.

المخلص: فيصل بن عبد العزيز

ملك المملكة العربية السعودية

وأريد من القارئ الكريم أن يلاحظ الآتى

* السيد (كيرميت روزفلت) المذكور فى رسالة الملك هو رجل المخابرات الأمريكية الشهير المسئول عن الانقلابات العسكرية فى سوريا أواخر الأربعينيات، وهو المسئول أيضًا عن مخطط الانفصال عام 1961

* زوال العرش السعودى عام 1970 إذا استمرت خطط جمال عبد الناصر واستمرت قواته فى اليمن.. وهنا نتذكر ورقة العمل التركية فى محضر حلف شمال الأطلنطى عن زوال العرش السعودى عام 1970

* الخطة التى يقترحها الملك السعودى للعمل ضد الدول العربية تكاد تكون هى خطة الحرب الإسرائيلية فى يونيو 1967

وبالربط بين ضرب مصر عسكريًا ومستقبل العرش السعودى عام 1970، نعود للوثيقة الأولى للمخابرات المركزية الأمريكية التى ترى أن الحل بالنسبة لمشكلة (عبد الناصر) هو الهزيمة العسكرية الساحقة أو اغتياله.

والجدير بالملاحظة أن عبد الناصر هُزم عسكريًا عام 1967 وتوفى عام 1970

عندما قرأ السيد (سامى شرف) سكرتير الرئيس عبد الناصر للمعلومات ووزير شئون رئاسة الجمهورية الأسبق تلك الوثيقة قام بكتابة هذا التعليق عليها وهو تعليق منشور فى موقع منتديات الفكر القومى العربى:

“كنت فى زيارة لإحدى البلدان العربية الشقيقة سنة 1995 وفى مقابلة تمت مع رئيس هذه الدولة تناقشنا فى الأوضاع فى المنطقة وكيف أنها لا تسير فى الخط السليم بالنسبة للأمن القومى وحماية مصالح هذه الأمة واتفقنا على انه قد حدث ذلك منذ أن سارت القيادة السياسية المصرية بدفع من المملكة النفطية الوهابية والولايات المتحدة الأمريكية على طريق الاستسلام وشطب ثابت المقاومة من أبجديات السياسة فى مجابهة الصراع العربى الصهيونى، ولما وصلنا لهذه النقطة قام الرئيس العربى إلى مكتبه وناولنى وثيقة وقال لى يا أبو هشام أريدك أن تطلع على هذه الوثيقة وهى أصلية وقد حصلنا عليها من مصدرها الأصلى فى قصر الملك فيصل ولما طلبت منه صورة قال لى يمكنك أن تنسخها فقط الآن على الأقل وقمت بنسخها ولعلم الأخوة أعضاء المنتدى فهى تطابق نص الوثيقة المنشورة فى هذا المكان وقد راجعت النص الموجود لدى بما هو منشور أعلاه فوجدتهما متطابقين،أردت بهذا التعليق أن أؤكد رؤية مفادها أن عدوان 1967 كان مؤامرة مدبرة وشارك فيها للأسف بعض القادة العرب وقد يكون هناك ما زال بعد خفيا عنا مما ستكشفه الأيام القادمة”

(انتهى تعليق السيد سامى شرف على الرسالة / الوثيقة)

ونصل الآن إلى آخر وثيقة عن موضوعنا: وهى الوثيقة رقم 28 بملحق وثائق كتاب (بين الصحافة والسياسة) للأستاذ / محمد حسنين هيكل طبعة دار المطبوعات للنشر والتوزيع – لبنان عام 1984

الوثيقة الرابعة:

وهذه الوثيقة عبارة عن مذكرة بخط الوزير / سامى شرف مرفوعة للرئيس / جمال عبد الناصر بتاريخ 3 يونيو 1970. وهى ترصد مجموعة من التحركات التى تتم ضد مصر على الصعيدين الداخلى والخارجى وقد قام الأستاذ هيكل بالشطب على كلام الوزير سامى شرف الذى يرصد هذه التحركات لاعتبارات تتعلق بالأمن القومى وقت صدور الكتاب.

ولكن ما يتعلق بموضوعنا هو تأشيرة بخط يد الرئيس جمال عبد الناصر على الطرف الأيسر أعلى الصفحة كتب فيها: (لقد تقابل على أمين فى روما مع أحد المصريين المقيمين فى ليبيا وقال له أن الوضع فى مصر سينتهى آخر سنة 70).

الوثائق

مرة أخرى عزيزى القارئ عام 1970، نفس التاريخ الذى يتكرر فى كل الوثائق كحل لمشكلة جمال عبد الناصر.

لقد كان على أمين هاربًا من مصر بعد اتهام أخيه مصطفى أمين بالتجسس على مصر لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وكانت الشبهات تحيط بعلى أمين أيضا لذا فضل أن يظل خارج مصر ولكن كيف علم على أمين أن الوضع فى مصر سينتهى آخر 1970؟

لقد توفى الرئيس / جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970، أى قرب نهاية العام وبوفاته انقلبت أوضاع كثيرة سواء فى مصر أو فى الوطن العربى كله.

والآن بتجميع كل هذه الوثائق معًا وبالمعانى الواضحة التى نستشفها منها ألا يمكن أن نتساءل ما هو سر وفاة الرئيس جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970؟ هل توفى بفعل فاعل؟ هل هناك أسرار لم تكشف بعد عن وفاته؟

رحم الله الرئيس جمال عبد الناصر وأسكنه فسيح جناته

وربما تكشف لنا الوثائق التى ما زالت خفية أسرارا أخرى عن أسباب وفاته الغامضة.

هنا انتهى نص مقالى الأول عن لغز وفاة جمال عبد الناصر.

ولكن قضية وفاة الرئيس عبد الناصر لم تطرح على الساحة بشدة وتثير جدلا متصاعدا، إلا بعد أن فجرها الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل فى حلقات برنامجه”مع هيكل.. تجربة حياة “والتي تحمل عنوان “الطريق إلي أكتوبر” وتم عرضها على فضائية الجزيرة.

فقد كشف الأستاذ هيكل فى الحلقات التى أذيعت فى شهر ديسمبر 2009، أن الرئيس جمال عبد الناصر أمر بزرع أجهزة تنصت واستماع داخل مبنى السفارة الأمريكية بالقاهرة فى ديسمبر 1967 فى عملية إستخباراتية أطلق عليها أسم العملية (عصفور)، وذكر هيكل أن هذه العملية تعد من أنجح وأخطر عمليات التجسس فى تاريخ المخابرات فى العالم، ولا تعادلها فى النجاح إلا العملية (ألترا) عندما نجحت مخابرات الحلفاء فى حل الشفرة الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية، مما جعل البريطانيين والأمريكيين على علم كامل بكافة التحركات و الخطط العسكرية و الإستخباراتية الألمانية قبل حدوثها، وقال الأستاذ هيكل أن السيد أمين هويدى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية كان يذهب إلي منزل الرئيس عبد الناصر أسبوعيا ليعرض عليه تفريغ تقارير الاستماع للتسجيلات الواردة من السفارة الأمريكية، وأحيانا كان يذهب للرئيس عبد الناصر بدون موعد مسبق إذا تم كشف معلومة لا يمكن تأخير علم الرئيس عبد الناصر بها، ووصف هيكل المعلومات التى حصلت عليها مصر بفضل تلك العملية المتفردة بالكنز الثمين والذى لا يقدر بثمن،

وخلال حديثه ذكر الأستاذ هيكل أحد أخطر تقارير المعلومات التى كشفتها عملية (عصفور) عندما توجه السيد أمين هويدى مدير المخابرات العامة المصرية إلى منزل الرئيس عبد الناصر فى يوم 6 ديسمبر 1969 ومعه تسجيل لحديث دار بين الوزير المفوض الأمريكى فى سفارة الولايات المتحدة فى إسرائيل ومديرة مكتبه مع السفير الأمريكى فى القاهرة وممثل المخابرات المركزية الأمريكية فى السفارة الأمريكية فى القاهرة وأستمع الرئيس عبد الناصر إلى الحديث و الذى جاء فيه:

أن عبد الناصر هو العقبة الرئيسية في قيام علاقات طبيعية بين المصريين والإسرائيليين.

وأن هناك حالة من الالتفاف الشعبى المصرى والعربى حول عبد الناصر تجعل السلام مع إسرائيل بالشروط الإسرائيلية والأمريكية مستحيلا.

وإن مصر التي من المفترض أنها مهزومة تبدو منتصرة. في حين أن إسرائيل التي من المفترض أنها منتصرة تبدو مهزومة بسبب حرب الاستنزاف.

وأن سمعة “موشى ديان”أكبر بكثير من إمكانياته الشخصية.

وأن قادة إسرائيل (جولدا مائير، موشى ديان، أهارون ياريف، إيجال أللون) أجمعوا على أن بقاء إسرائيل ونجاح المشروع الأمريكى فى المنطقة مرهون باختفاء الرئيس جمال عبد الناصر من الحياة وأنهم قرروا اغتياله بالسم أو بالمرض.

وأن جولدا مائير رئيسة وزراء العدو قالت بالنص

(We will get him)

سوف نتخلص منه.

و إلا فأن العالم العربى ضائع وسيخرج من نطاق السيطرة الأمريكية

ولشدة خطورة تلك المعلومات فضلّ السيد أمين هويدي أن يستمع الرئيس عبد الناصر بنفسه للتسجيل كاملا. وعرض الأستاذ هيكل مجموعة أوراق بخط يد الرئيس عبد الناصر عليها تفريغ للحديث الذى أستمع إليه.

كانت هذه هى المرة الأولى التى يعبر فيها الأستاذ هيكل عن شكوكه فى ظروف وفاة الرئيس جمال عبد الناصر مستعينا بوثائق عن القرار الإسرائيلي الأمريكي بقتل عبد الناصر والخلاص منه نهائيا وبأوراق بخط يد الرئيس جمال عبد الناصر توضح علم عبد الناصر المسبق بالخطة الإسرائيلية الأمريكية لاغتياله قبيل وفاته بحوالى 9 شهور

 المصادر

مذكرات جولدا مائير ( ترجمة عزيز عزمى) ص 284

جريدة الوفد .حوار د رفاعى كامل

أ.عمرو صابح . شبهات حول وفاة جمال عبد الناصر

التعليقات مغلقة.