حيدر زكي عبد الكريم *
تمْرُ في 23 من تموز الجاري الذكرى السبعين لثورة 23 تموز/ يوليو 1952 كانت ابتداءً يُغير معالم المجتمع المصري لا بل حتى المجتمع العربي، وبعثت في الحياة الثقافية والفكرية روح جديدة متحررة من قيود الظلم والاستغلال والتبعية.. وأنّ مسيرة ثورة ظافرة لا يمكن ايجازها بسطور، لكننا نُسلط الضوء على أبرز ما حدث منذ ذلك التاريخ، لاسترجاع تلك الأحداث لكي تطلّع الأجيال الحالية على حدث تاريخي يمكن الاستفادة منه في حالة التردي أو الضعف ومعالجة الإخفاقات السابقة بالوقت ذاته كنوع من التصويب أو التصحيح وعدم الوقوع بالخطأ ذاته إن صح التعبير .
مُقدّمة لا بد منها :
الأقلام هي المادة الأولية لكل انقلاب ولكل وعي، فإذا كانت قد أدت إلى الآن رسالتها بخلق الوعي وشعور الكرامة، فإنّ رسالتها لا تقف عند هذا الحد، بل عليها، أن تستمر على مُساندة هذا الوعي والشعور، وتوجيه وجهتها الصحيحة، لئلا تنقلب الحركات السياسية والاجتماعية المُباركة عكس أهدافها ومراميها القومية النبيلة.(1)
تلك الحقيقة ينبغي أن تستقر في الأذهان بكل ما في الوسع قوة وتوكيد، لأنها لم تخرج من تجاربنا الوطنية بحقيقة أهم منها وأحقُ بالتقرير . فالأمة تجد نفسها حين تجد وجهتها، وتجد وجهتها حين تجد زعامتها التي تنضوي إليها لما تحسهُ فيها من القدرة المتفق عليها.(2)
وبما أنّ الاذهان هي جوهر الانسان، أذن فالإنسان هو- وهو وحده- الذي يقرر ما إذا كان حراً أو لا، يعني قادراً على الاختيار أولاً، وكما يقول سارتر: ” إني محكومٌ عليّ أن أكون حراً، وهذا يعني أنه لا يمكن أن يوجد لتجربتي حدود غير ذاتها ”.(3)
مسألة مهمة وهي عندما نقول الفن- فالفن- ثقافة والثقافة حياة، والفنون متنوعة كالرسم والفن التشكيلي والتمثيل والغناء والموسيقى الخ..
إنّ الفن العربي التقليدي وجدّ خلوده وثباته في حناجر المُرتلين لكتاب الله، وفي أفواه المُنشدين لقصص المولد النبوي ويمتد إليها جمال اللحن المناسب، الذي يجمع بين أطرافه الوقار، وشهد هذا البعثَ الكبير وتمتع بأصدائه من أمتد بهم العمر الى مطلع القرن الجديد (العشرين)، حين نستقبل أصداء الأغاني السحرية والألحان القوية ويصبح كل شيء في خدمة السلام، وإسعاد الإنسان العربي.(4)
وبهذا الصدد يقول الفنان كامل الشناوي: ” أن الفنان الصادق لا يتعجل المجد، ولكن ينتظره، وكلما أحسّ أنه في حالة انتظار، فإنه يدنو من القمة التي يتوق إلى بلوغها والاستقرار عليها ”.
ويُعرِفهُ الرائد المسرحي زكي طُليمات: ” لا يوجد هناك ربع فن أو نصف فن.. كل المسألة هي فن أو لا فن، شرف أو لا شرف! “.(5)
كما أن تذوّق الجمال يختلف باختلاف المُلابسات النفسية والاجتماعية والحضارية. والجمال بهذا المعنى قيمة نسبية، ولكن ألا توجد عناصر مشتركة تجعلنا نتذوق الأعمال الجميلة التي حدثت؟(6)
عصر حديث:
وترى الدكتورة سهير القلماوي (رحمها الله): ” أن أشكالاً من الفن بعينها هي التي أخذت تروَّج في العصر الحديث شرقاً وغرباً ولننظر للأدب مثلاً ، فسنجد في كل البيئتيّن، أن فنون المسرح والسينما والرواية وما شابهها من فنون جماهيرية هي التي لها الصدارة على سائر أشكال الفن القولي. وهذا يؤثر في تقنية الفن ودروب ازدهاره بأكثر كثيراً مما كان الدارسون يقررون حول علاقة السلطة بالفن- وتضيف- نحن العرب ألسنا نستطيع أن نُسهم في هذه الدراسات إذا أتجهنا إلى تاريخ الفن في بيئتنا العربية، لا لنكون مُجرّد راصدين وإنما باحثين بأصالة… ”.(7)
وبهذا الشأن يرى الأديب توفيق الحكيم: ” أن الكاتب أو الفنان عندما يضطر إلى توقيع الهدنة مع واقع مريض لا يؤمن به.. فإنه يصبح نوعاً من الكذب، وللعمل الفني شرطان هما التعبير- الخلق- والتفسير- معنى الخلق-، فالفنان عندما يخلق إنما يعبر عن موهبة الخلق الكامنة فيه. وهذا ما يجعلهُ فناناً. ولكنه أحياناً يُريد أن يضيف شيئاً آخر إلى الخلق الفني.. وهو أن يجيئ هذا الخلق مُفسراً لمعنى من معاني الحقيقة أو أن يدل على موقف معين من الحياة والمجتمع ”.(8)
الثورة والفن:
لقد ظهرت تجليّات هذا الفن عبّر اثير إذاعة صوت العرب من القاهرة، لتستمع الشعوب أعذب الأنغام من خلال إفصاح شعب مصر عما في جوهره ويرى البعض ” والذي ظلّ دائماً صادق الحس في الوصول إلى هدفه.. شديد الصبر على احتماله للمكاره والأهوال من أجل هذا الهدف، يتصرف بوحي من موقف أصيل دائم في حمل المسؤولية تجاه حركة التحرر العربية “.(9)
إن الفنون في بلد كمصْر، ما كانت لتستمر، وتزدهر بغير أن تسندها الدولة، وترعاها باستمرار وشجاعة.(10)
إنَّ ثورة تموز/ يوليو1952 حققت أوسع معنى من معاني الحرية في ميدان الفن، فمن الناحية العملية لم يحدث أن دولة الثورة صادرت ديواناً من الشعر أو قصة أو رواية أو لوحة تجريدية أو واقعية. وهذا الموقف العملي بجانب ما يحمله من قيمة خاصة ومغزى كبير إنما يصدر في الحقيقة عن موقف أصيل من الحرية الفنية.
فالثورة لم تبدأ العمل في ميدان الفن، بفرضْ نظرية معينة على الفنانين دون السماح لهم بتجاوزها أو الخروج عليها، ولم تكن المسألة بلاهة أو سذاجة ثورية ولم تكن عجزاً عن التدخل في الحركة الفنية، ولكن الأساس في هذا الموقف أن الفن في النهاية انعكاس للحياة وتعبير عنها، وأن تغيير الواقع الاجتماعي سوف يؤدي بالضرورة إلى تغيير وسائل التعبير الفني- (نود الإشارة هُنا نحن، الكاتب، إلى أن هذه الكلمات بحد ذاتها رأيٌ صريح وكان مسموح بنشرها في الصحف والمجلات المصرية في ستينات القرن الماضي.. لذا اقتضى التنويه للقارئ)-.
ولم تقع الثورة فيما وقعت فيه ثورات أخرى في بعض مراحلها من تحديد ضيّق لمفهوم الفن ومعناه، فالثورة لم تعترف بنماذج الجمود الفكري والفني، ومنذ تموز/ يوليو 1952 لم يشعر الفنان العربي المصري بأنه محروم من التعبير بأيّ أسلوب فني جاء، فلا هو محروم من التجريد ولا من الرمز ولا من التعبير الواقعي ولا هو محروم من التعبير عن عواطف الحزن أو عواطف الغضب أو عواطف الفرح والحُب، أو ما شاءت له عواطفه أن يُعبرّ عنه في فنهِ.
ولا شك أن مما ساعد الثورة على أن تقف هذا الموقف بالإضافة إلى ما سبق، هو وعي قيادة الثورة بالمناخ الفكري السائد في النصف الثاني من القرن العشرين؛ إنه مناخ متحرر من الجمود العقائدي والتطبيقات الفكرية المتعصبة التي تبتعد عن جوهر الروح الثورية والروح الاشتراكية معاً.(11)
كان الهدف من الرصيد الغنائي هو تعزيز الجانب المعنوي لثورة تموز/ يوليو والاستفادة من نجوم الساحة الغنائية أمثال الموسيقار فريد الاطرش والموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب ومحمد فوزي وكارم محمود ومن المطربات ايضا السيدة أم كلثوم (كوكب الشرق) وليلى مراد وشادية ونجاة الصغيرة وفايدة كامل ونجاح سلام ووردة الجزائرية وغيرهنّ ولا ننسى محمد قنديل ومحمد رشدي ومُطرب الثورة عبدالحليم حافظ (العندليب الاسمر) مع الاعتذار عن الاخفاق في عدم ذكر الآخرين، ولا يسع المجال هُنا…
” تعد الأغنية الوطنية مكوناً أصيلاً وموروثا ثقافياً حاضراً مع كل الأحداث التي مرت بها مصر وكانت ثورة 23 تموز/ يوليو 1952 التي حولت مصر من الحكم الملكي إلى الحكم الجمهوري عن طريق تنظيم الضباط الأحرار الذى كان يتزعمه اللواء محمد نجيب وجمال عبد الناصر من أهم المحطات لانطلاق الأغاني الوطنية ”.(12)
لقد بدى أن هذه المجاميع تُردد أغاني الحياة بكلمات وألحان من صنعها لتكتمل الصورة عندّ المُتلقي أو المستمع، ولنا وقفة تستحق مع مُطرب ثورة تموز/ يوليو 1952 (عبدالحليم حافظ) ويذكر المُلحن الراحل محمد الموجي عن دور عبدالحليم وأغنياته الوطنية: ” يبدو أنّ عبدالحليم أدرك بذكائه أن سبب نجاحه سياسي أو بمعنى أصح المناخ السياسي وبذلك سعى بسرعة إلى الاقتراب من الأضواء السياسية ومن المسؤولين، كما اقترب منه المسؤولون أيضاً بسبب شهرته التي توطدت ساعة بعد ساعة ويوماً بعد يوم، حتى أن الرئيس عبدالناصر قال عنه سنة 1956 أنه- مُغنيّ الثورة- وقالها بمناسبة أغنيتين.. الأولى ناصر يا حبيب الملايين وحكاية السد ويضيف- الموجي- ثمة شبه بين عبدالحليم والرئيس الراحل عبدالناصر، لقد كان متأثراً بشخصيته إلى حد كبير حتى أنه في الفيلم المصور لأغنية- السد- كان يتحرك بطريقته نفسها ولاحظ أن عبدالحليم أبتدع بدعة جديدة في الغناء وهي إلقاء الخطب قبل أداء أيّ أغنية في الحفلات “.(13)
ومن الحوادث في تلك الفترة الخلاف الذي كان أثناء أعياد الثورة بين عبدالحليم حافظ والسيدة أم كلثوم، وذلك عندما تأخر عبدالحليم في إلقاء اغنيته بالحفلة وقام بالتعليق عن طريق الميكرفون وعلى الهواء مباشرةً، حتى أنه مُنع في السنة التالية من المُشاركة بحفلات أعياد الثورة، لكن وبأمر مُباشر من الرئيس جمال عبدالناصر، سُمحّ بتأدية واجبه الوطني تجاه الثورة خلال نفس الفترة لكن خارج مدينة القاهرة بسبب انتهاء الاحتفالات فيها، وبعد نكسة حزيران/ يونيو 1967 خصص عبدالحليم إيراد حفلاته للمجهود الحربي، إنه فعلاً مُطرب ثورة تموز/ يوليو بجدارة وبعطاءٍ تخطى الزمن. وفي الشأن ذاته يقول الرئيس جمال عبدالناصر عن عبدالحليم حافظ: ” أن أغنية من أغنيات عبدالحليم- الوطنية-تُعادل جهد وزارة في ثلاث سنوات ”.(14)
أما أشهر أغنيات مُطرب الثورة، يليها المؤلف والمُلحن معاً وهي:
حكاية شعب” احمد شفيق كامل- كمال الطويل” (في حفل اضواء المدينة بمناسبة وضع حجر الاساس للسد العالي)، أرض الجزائر “كمال منصور- بليغ حمدي” البندقية اتكلمت “محسن الخياط- بليغ حمدي”، الفوازير “مرسي جميل عزيز- محمد الموجي”، انذار ” صلاح جاهين- بليغ حمدي”، بالأحضان “صلاح جاهين- كمال الطويل”، بستان الاشتراكية ”صلاح جاهين- محمد الموجي”، بلدي “مرسى جميل عزيز- كمال الطويل”، راية العرب “أحمد شفيق كامل- كمال الطويل”، صورة “صلاح جاهين- كمال الطويل” عدى النهار “عبد الرحمن الأبنودي- بليغ حمدي”، نشيد ناصر ”صلاح جاهين- كمال الطويل”، ولا يهمك يا ريس “عبد الرحمن الأبنودي- كمال الطويل”، يا بركان الغضب “عبد الرحمن الأبنودي- كمال الطويل” الله يا بلدنا “أنور عبدالله- محمد عبد الوهاب”، مطالب شعب ”احمد شفيق كامل- كمال الطويل”، يا أهلا بالمعارك “صلاح جاهين- كمال الطويل”، موال النهار “عبدالرحمن الابنودي- بليغ حمدي”، المسيح “عبدالرحمن الابنودي- بليغ حمدي”، المسؤولية ”صلاح جاهين- كمال الطويل”، فدائي “محمد حمزة- بليغ حمدي” وغيرها الكثير يُضاف لها الروائع العاطفية..(15)
وللأمانة، ما كانت أحداث الثورة وإنجازاتها تمرُ، ما لم تُسجلها ريشة صلاح جاهين بالعبارة الرائعة الممزوجة بالأصالة والبساطة ، يرافقها اللحن الجميل والتوزيع الموسيقي- (إضافة الشكل الخارجي للحن)- بقيادة علي اسماعيل رفيق مشوار عبدالحليم (رحمهم الله جميعاً).
يُضاف إلى أن هذه الأغاني تعكس قصة، ونحن نعرف بأن القصة شيء والأغنية شيء آخر، ما نريد ذكره حول هذه الإشكالية بأنها ظاهرة تحتاج إلى دراسة متخصصة يجب الوقوف عندها من قبل أصحاب الدراسات الأكاديمية.(الكاتب) .
وكما كان عبدالحليم حافظ كانت السيدة أم كلثوم سبّاقة في رفد هذا الجانب من الغناء الوطني، والمجال لا يسع لإحصاء تراثها ولكن كلمة الحق تُقال، هناك الكثير من الشعراء خلدّت كلماتهم أم كلثوم ولم يقتصر على أدباء مصر وشعرائها، بل امتد أيضاً إلى شعراء وأدباء العالم العربي كلهُ.. فهذا الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي يكتب قصيدة عنها فيقول فيها:
الفنُ روضٌ أنيق غير مشؤوم
وأنتِ بلبلهُ يا أم كلثوم
لأنتِ أقدرُ من غنى بقافيةٌ
لحناً يرجعهُ من بعدٍ ترنيمْ
يمكن القول بأن أم كلثوم استطاعت أن توحّد قلوب ملايين العرب، فكانت رافداً اساسياً للعروبة بشكل مُباشر إن جاز التعبير، والكل يعرف إيمان والتزام السيدة أم كلثوم يضاف إلى انتمائها الوطني والقومي الإنساني، وتقول السيدة أم كلثوم بهذا الصدد: ” أنها غنّت لمصر وهي تعاني آلام النكسة، فكيف لا تغني لها بعد أن حققت نصراً عظيماً في تشرين الأول/ أكتوبر 1973 ”، على حد وصف الشاعر صالح جودت.(16)
كما غنّت أم كلثوم تحت سطح أهرامات الجيزة لصالح مشروع إنقاذ معابد (فيلة) وهي المجموعة الجديدة من آثار النوبة التي وجهت هيئة اليونسكو الدولية الدعوة لتنظيم حملة عالمية لإنقاذها، وتقررَ إقامة مسرح كبير يسع (4000) متفرج بجوار تمثال أبو الهول، وكذلك دورها في السفر لإحياء حفلات كما حدث أثناء توجهها إلى ليبيا لإقامة حفلتين كبيرتين، تقرر إقامة إحداهما في طرابلس والأخرى في بنغازي لصالح المنظمات الفلسطينية. وكذلك لصالح مهاجري منطقة القنال (بعد عدوان 1967).(17)
أغنيات ثورية:
كانت اغنيات الحياة (الثورية) تعكس قصة الثورة ووِلادتها والمصاعب التي مرت فيها، وترسم ملامح مصرية عربية إنسانية في أنحاء القطر المصري من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وبلاد النوبة وحتى الأخيرة عبرّت عن مظاهر التغيير بعد 23تموز/ يوليو 1952? يرى البعض “ هُمَ اناس يعشقون الغناء وتراثهم الفني يشمل مجموعة من الأغاني والألحان القديمة، لن يُفهّم كلمة مما يتغنون به ولكن اللحن وصدق الأداء وعمق التعبير يشجع على الاستماع بشوق وشفق وشغف.. أغاني الحُب العذري العفيف وأناشيد جماعية عن الوطن الكبير وأغاني للنيل والخِصّب ”.(18)
ومن الجدير بالذكر كانت هناك ظاهرة نقدية فنية في الغناء وعلى سبيل المثال لا الحصر برز عدد من المغنيين امثال الشيخ إمام وعدلي فخري– (ظاهرة وسطية نقدية مستوحاة من الواقع)- والشيخ إمام يُغني على العود ويلحن أغانيه ومُعظمها من كلمات الشاعر أحمد فؤاد نجم حيث تميز بالنقد والحماس فيغني: يا مصر أنتِ اللي باقية.. وأنتِ أصل الأغاني، فقد كانت الإذاعة تذيع أغانيه يومياً عام 1968 من صوت العرب: برنامج بعنوان (من ألحان الشيخ إمام) لمدة شهرين، ثم اعترض الشيخ إمام لأن الإذاعة تحذف أجزاء من أغانيه وبسبب ذلك لم يُغني في الإذاعة. أما عدلي فخري وأغانيه التي كانت تُقدّم شيئاً مُشابهاً وكما يقول الدكتور والاديب يوسف ادريس: ” إنهما مرحلتان المرحلة الأولى الشيخ إمام حيث ينقد الواقع. والمرحلة الثانية عدلي فخري يُبشرنا بواقع آخر. فالأمل ينطلق من أغاني عدلي فخري وهو أمل مع ثورة فيُغني للكثير من شعراء المقاومة مثل سميح القاسم ومحمود درويش “. ويقول في إحدى أغانيه: في عزّ ليل القهر.. تخضر الأماني.(19)
وأخيراً: كانت هذه الثورة العظيمة من الشعب وإلى الشعب ويقول الزعيم الراحل جمال عبدالناصر: ” إن الإرادة الشعبية هي التي تملك أن تصنع قيادتها، وأن تحدد لها مكانها. إن الشعب يجب دائماً أن يبقى سيد كل فرد وقائده، إن الشعب أبقى وأخلد من كل قائد مهما بلغ إسهامه في نضال أمته، أقول هذا وأنا أدرك وأُقدّر أن هذا الشعب العظيم أعطاني من تأييده وتقديره ما لم أكن أتصوره يوماً أو أحلم به. لقد قدمتُ له عمري ولكنه أعطاني ما هو أكثر من عمر أيّ إنسان ”.
……………….
الهوامش:
(1) عيسى الناعوري، رسالتنا اليوم، مجلة القلم الجديد، العدد 3? السنة الاولى، الاردن، 1952? ص3.
(2) عباس محمود العقاد، شباب وشباب، مجلة الهلال، العدد 3? مصر، 1949? ص15.
(3) مهدي النجار، مواقف من الحرية، مجلة الثقافة، العدد 2? السنة الثانية، العراق،1972? ص17.
(4) د. محمود احمد الحفني، سيتحقق الحلم الذهبي، مجلة الهلال، عدد خاص، مصر، 1959? ص128.
(5) كامل الشناوي، أفكارهم، مجلة الهلال، العدد 11? السنة 70? مصر، 1962? ص34.
(6) دائرة معارف الهلال، علم الجمال، مجلة الهلال، مصر، 1965? ص184.
(7) د. سهير القلماوي، إلى أين، مجلة الهلال، العدد 10? السنة 74? مصر، 1966? ص120.
(8) محمد عوض، توفيق الحكيم تحت الفحص، مجلة آخر ساعة، مصر، 1969? ص29.
(9) حسن فؤاد، مدرسة مصر، مجلة صباح الخير، العدد 1029? مصر، 25/9/1975? ص7.
(10) حسام الطباخ، الفن وثورة 23 يوليو 1952? بوابة أخبار اليوم، مصر، 24/7/2016.
(11) رجاء النقاش، حرية الفنان في مجتمع الثورة، مجلة المصور، مصر، 1968? ص36.
(12) أميمة سيد أحمد، ثورة يوليو وإرساء مبدأ العدالة الثقافية، الهيئة العامة للاستعلامات- مصر، 22/7/2017.
(13) بكر الشرقاوي، موسيقى محمد الموجي، مجلة الدستور، العدد 147? السنة 3? لبنان، 6/8/1972? ص40.
(14) مقابلة خاصة مع شخصية فنية.
(15) موقع الرئيس جمال عبدالناصر، الفنون والثقافة، أغاني الثورة: على الرابط:
http://nasser.bibalex.org/Home/Home.aspx?lang=ar
(16) مأمون غريب، شعراء خلّدت كلماتهم ام كلثوم، مجلة آخر ساعة، مصر، 1975?
(17) جميل عارف، حكايات وراء الأخبار، مجلة آخر ساعة، مصر، 1969? ص12.
(18) فاروق أباظة وعواطف حليم، مجلة المصور، مصر، 10/5/1968.
(19) سلوى الخطيب وسهام ذهني، الغناء السري في مصر، مجلة صباح الخير، العدد 1075? مصر، 12/8/1976? ص6.
ــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب ومدرّس عراقي
المصدر: الزمان الدولية
التعليقات مغلقة.