في ذكرى وفاة حافظ الاسد توقفنا مع الكاتب والناشط والشاعر السوري حسن العايد وسألناه فقلنا:
_ بعد 22 عامًا من موت حافظ الأسد ماذا تغير في سورية؟
– وهل جاء بشار سائرًا على نفس نهج أبيه أم هناك تغيرات؟
_ وكيف تنظرون إلى مستقبل سورية بعد مقتلة أسدية متواصلة من عهد إلى عهد؟
حيث أجاب السيد حسن بالقول:” استطاع الضابط العسكري حافظ الأسد الوصول إلى السلطة عن طريق حصان طروادة حزب البعث الذي استلم السلطة في سورية منذ الثامن من آذار/ مارس 1963م وبعد حركة 23 شباط/ فبراير 1966م تم ترفيعه لعدة رتب وأسند له منصب وزير الدفاع وبنفس الوقت حافظ على منصب قائد القوى الجوية حتى يضمن لنفسه السيطرة على الجيش بالكامل ثم انقلب على رفاقه بالحزب في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 1970ومعه مصطفى طلاس الذي لازمه بالسلطة حتى مماته. ومن أبرز مظاهر حكمه:
١- اعتقال رفاق دربه وزجهم بالسجن بلا أي محاكمات قضائية وحتى أن قسم كبير منهم ماتوا في السجون.
٢- عمَّق الطائفية وأسند لأبناء طائفته أهم المناصب، وخاصة لأخيه رفعت الذي عاث في البلاد فساداً.
3- وفي الثمانينات من القرن الماضي أمر بقتل عشرات الآلاف من مدينة حماة وإدلب وحلب لخروجهم على سلطاته بتهم التطرف الديني.
٤- اعتمد على الأجهزة الأمنية المختلفة على حساب تهميش باقي مؤسسات الدولة.
٥- لعب على ورقة العروبة وتناقضات المجتمع الدولي وخاصة بين روسيا وأميركا.
٦- قلب النظام في سورية من نظام جمهوري إلى وراثي.
بعد وفاة حافظ الأسد كانت السبل والأجواء متاحة أمام بشار الأسد البالغ من العمر 34 عامًا للقفز على رئاسة الجمهورية بقرارات الحزب ومجلس الشعب والجيش حيث تم الاستثناء من شرط السن المتضمن (40 عام) وللعلم كانت الأجواء قبله جاهزة ومهيئة لأخيه الأكبر باسل ليشغل مكان أبيه لكن عاجله الموت في حادث سير غامض على طريق مطار دمشق بعام 1994م وبعدها بدأ التفكير بأن يكون البديل بشار الذي تم استدعاءه من بريطانيا حيث كان يدرس هناك وأخذ حافظ الأسد بتلميع بشار وإعداده لهذا الغرض، وفعلاً بعد موت حافظ الأسد سُلقت كل القرارات السياسية والعسكرية من قبل كل من ( طلاس وخدام وقدورة) بتنصيب بشار الأسد مكان أبيه وكان آنذاك لوزيرة الخارجية الأميركية (أولبرايت) دوراً واضحاً في دعمه بالمنصب مقابل تنفيذ المطلوب منه وفي بداية حكمه وتحت تأثير الدعاية ظهر للناس بأنه ليبرالي وله اتجاهات سياسية منفتحة وظهر(إعلان دمشق) الذي كانت له مجموعة مطالب بالإصلاح وإلغاء نظام الطوارئ، غير أنه بعد مرور أقل من عام تنكر بشار لكل وعوده وبدأ يشجع السوق اقتصاد السوق الاجتماعي التي تقوم على فساد المقربين منه ثم عاد لممارسة القبضة الحديدية التي سنها والده والتي تقوم على الاعتقالات وكبت كل أنواع الحريات، وقد تأكد ذلك من خلال التعامل مع ثورة الشعب السوري التي بدأت في منتصف آذار/ مارس 2011م والتي واكبت الربيع العربي حيث استطاع النظام بخبثه تحويلها من سلمية إلى مسلحة وظهرت حقيقة النظام الحاقدة على الشعب في استخدام أبشع أنواع القتل والتخريب والتهجير في تاريخ سورية الحديثة حيث تم قتل أكثر من نصف مليون واعتقال مئات الآلاف وتهحير نصف الشعب السوري لكل بقاع الأرض واعتمد النظام بذلك على دعم روسيا حيث فتح لها كل الأبواب بالإضافة إلى إيران وميليشياتها الطائفية وحزب الله اللبناني وقد تبخر الدعم العالمي والعربي لهذه الثورة بعد مرور فترة قصيره، وقد تم التغاضي عن بشاعة جرائم بشار ونظامه وترك له الحبل على الغارب، وبذلك أصبحت سورية مقسمة لأماكن نفوذ مختلفة ( الداخل والساحل روسيا وإيران) (الشمال لجبهة النصرة ولبعض الفصائل المسلحة) (لأميركا وقسد شرق الفرات) وماتزال سورية في مكانك راوح نتيجة للصراعات الدولية على شعبها وأراضيها وماتزال روح الثورة مشتعلة عند السواد الأعظم من السوريين سيما بعد الظروف الاقتصادية القاهرة التي فرضت على السوريين الموالين الذين يعيشون في أصعب الظروف المعاشية بعد أن تمت سرقة وبيع أقسام كبيرة من القطاع العام لكل من روسيا وأميركا، مقابل استمرار سلطة بشار ونظامه الطائفي “.
المصدر: اشراق
التعليقات مغلقة.