الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

موقع «الحرية أولاً» واجتماعه الأول مع هيئته الاستشارية

خاص_ الحرية أولاً

    مع بداية العام الجديد وبعد إعدادٍ جيد، كافٍ ومدروس، التئم لقاء- عبر وسائل التواصل- بين إدارة موقع «الحرية أولاً» وهيئته الاستشارية، بجوٍ ملؤه التفاؤل بتحقيق أماني شعبنا السوري بالخلاص وتحقيق أهداف ثورته، ثورة الحرية والكرامة، وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية، دولة الحرية لجميع مواطنيها وبكل انتماءاتهم.

    بدايةً رحب مدير تحرير موقع «الحرية أولاً» بالسادة أعضاء هيئة المستشارين وقدم شكره على قبولهم الدعوة، وتأسف للتأخر بهذا اللقاء الهام باعتبار أن اللقاء معهم والاستئناس بآرائهم وطروحاتهم وتوجيهاتهم يجعل الموقع أكثر تألقاً وفائدة. وقال “أرحب بكم أجمل ترحيب في هذا اللقاء وأتمنى لكم عاماً جديد ملؤه التفاؤل وتحقيق أماني وطموحات شعبنا السوري بالخلاص من السفاح الكيماوي ونظامه الإجرامي. وكما تعلمون فإن موقعنا من خلال (من نحن) اختار لنفسه أهداف تتكامل مع أهداف ثورتنا السورية ونضالات شعبنا الوطنية والقومية إضافة لتوثيق ما سطره المرحوم الدكتور جمال الأتاسي”. و”قدم تعريفاً وافياً للأخوة في مجلس إدارة الموقع بالسادة أعضاء هيئة المستشارين ثم عرفهم بمجلس إدارة الموقع بشكلٍ كامل”.

    ثم تفضل رئيس مجلس إدارة الموقع الأستاذ محمد عمر كرداس الكاتب والسياسي السوري المعروف، ليتحدث باسم الموقع فـ “شكر أعضاء هيئة المستشارين، وتقدم بلمحة سريعة عن نشاطات الموقع وطموحه وآفاقه المستقبلية، مبيناً أهمية أن يكون للموقع هيئة استشارية مثل هذه النخبة من المثقفين السوريين المؤيدين لثورة شعبهم، وهم من أصحاب الفكر والرؤية، تنير طريق الموقع وتدعمه بالمواد وتقوّم اتجاهه بالاستشارة والمشاركة والاستنارة”. وأضاف “الموقع كما ترون توثيقي يرغب بتوثيق كل شيء يتعلق بما صدر عن الاتحاد الاشتراكي العربي في سورية منذ تأسيسه في 1964 وتالياً التجمع الوطني الديمقراطي الذي أعلن عن تأسيسه في 1979، وكل ما نستطيع في هذا الإطار سنضعه على الموقع للتوثيق. يضاف لهذا توثيق المرحلة الناصرية والمرحلة القومية ومرحلة الوحدة وكل النشاطات التي كانت بتلك الفترات. إذاً الأساس هو موقع توثيقي ولكن ينشر مقالات عديدة وبحوث ودراسات لكتاب ومفكرين مهتمين بالشأن الوطني السوري والقومي أيضاً وفق السياسة التحريرية للموقع ويشارك مواداً للكثير من المواقع الوطنية والقومية والعالمية ذات الصلة بأهدافه، وكل ما يشيد بالثورة السورية ولجهة تنمية ثقافة الثوار وطالبي الحرية من رواده السوريين والعرب، ولكل من يجاهد بفكره ونفسه ورؤيته في سبيل الحرية ونجاح هذه الثورة للوطن والإنسان وتحقيق أهدافها”. وأضاف “طبعاً بدأنا في سورية جميعاً بثورة سلمية وكنا سلميين للآخر، ودخول أي مسلح للثورة قد أساء لها، وهنا أقتبس لأحد المفكرين الغربيين (باعتبار مقارعة النظام الديكتاتوري بالسلاح سيؤدي لتفوقه عليك، بل قارعه بالفكر، قارعه الموقف، قارعه بالكتابة وهذا الذي لا يملكه)، نحن كنا هكذا معارضة وطنية ديمقراطية، لكن النظام ساهم بدفع الثورة للتسلح وحين أخرج جماعته من المتشددين والإرهابيين من سجونه وزجهم بما يعرفه عنهم من رغبة وأهداف تعاكس أهداف الثورة، وبدعم من قوى خارجية ومن مجموعات حزبية خارجية قد ساهم النظام فيها بشكل كبير، خصوصاً حين اعتقل السلميين، وأطلق المسلحين ممن كانوا تحت رعايته وبسجونه وتحت أحكام بأعمال مسلحة في سورية” وقال أخيراً “أشكركم جميعاً وأتمنى لنا ولكم التوفيق وأن يكون هذا الموقع إضافة نوعية لبحر العمل السياسي والفكري في سورية الذي يرفد أي عمل يدعم الثورة السورية وسورية المستقبل”.

    بعد ذلك تحدث الأستاذ جاد الكريم الجباعي وقدم شكره للجميع، وهو الكاتب والمفكر السوري المعروف، المهتم بالفلسفة المدنية وقضايا الديمقراطية والمجتمع المدني والدولة الوطنية وحقوق الإنسان والمواطن، وأردف قائلاً “مساء الخير للزملاء جميعاً، إنني سعيد جداً لوجودي بينكم، ولما سمعته حول موقع «الحرية أولاً»؛ الحقيقة أنني سأركز على بعض المسائل:

أولها؛ ما أسميه رسالة الموقع: لا سيما أن لي تجربة في موقع كنت أديرة باسم “سؤال التنوير”، الذي توقف لسوء الحظ، فالموقع الإلكتروني مثل المجلة مثل الجريدة مثل الحزب إذا شئتم، مثل المنتدى مثل النادي، يفترض أن يكون له رسالة، والرسالة غير الهدف، الرسالة هي رؤية متكاملة تشتمل على منظومة من القواعد والمبادئ الفكرية والسياسية والأخلاقية، باستثناء ما أسميه هوية الموقع التي بدت واضحة لي من الوهلة الأولى، ولا تزال رسالة الموقع بحاجة لإيضاح، هوية الموقع واضحة، الرسالة لا يكفي اليوم لموقع إلكتروني أو لجريدة أو لمجلة أن تكون معارضة، يفترض أن تكون معارضة وذات رؤية، ومعارضة وذات مشروع، معارضة ولديها رسالة للمجتمع بجميع فئاته واتجاهاته الفكرية والسياسية.

ثانيها؛ بعد ذلك يأتي ما أسميه شخصية الموقع: الموقع كائن له شخصية يفترض أن تكون جميع وجوهها متوافقة، متكاملة، إذا لا بد من السعي لبلورة رسالة الموقع بالدرجة الأولى وشخصية الموقع بالدرجة الثانية، ودون اضطراب فالموقع حسب ما سمعت من وصفه وما استنتجت سماته من خلال قراءة جملة غير قليلة من مواده، هو موقع وطني ديمقراطي قومي التوجه ناصري الهوى تنويري إذا جاز التعبير، هذه جملة من القسمات والملامح التي تشكل في اعتقادي شخصية الموقع”.

وأضاف “أقترح على إدارة الموقع أن تحاول دراسة انتشار الموقع، والقيام بإحصاءات تبين وتعين عدد الزوار وعدد النقرات وعدد والمشاركات والقراءات، الموضوعات الأكثر قراءةً، الأماكن والمواطن أو البلدان أو الأقاليم التي يُقرأ فيها الموقع، وهذه تحتاج إلى دراسة من أجل البحث في الحوافز أو إذا شئنا في محاولة كي يكون الموقع أكثر انتشاراً وبالتالي كي تصل رسالته لأكبر عدد ممكن من المهتمات والمهتمين”. و”أظن أن الثورة السورية قدمت لنا جملة من الدروس، وجملة من المعطيات، وجملة من الرؤى النقدية، والرؤى المستقبلية التي يجب أن نوليها كل ما يمكن من اهتمام، لذلك أميل إلى تجديد الخطاب الفكري والخطاب السياسي، والفاصل أو المسافة بين الفكر والسياسة يفترض أن لا تكون بعيدة، ويفترض أن لا يكون هناك فصل أو فاصل بين الفكر والسياسة من جهة والأخلاق من جهة أخرى، الفكر والسياسة والأخلاق هذا الثلاثي الذي يشكل هوية أي شعب، وأي كيان سياسي”. وأضاف “ومن خلال معطيات الثورة السورية وما طرحته علينا من أسئلة وما زودتنا به من معطيات عما كان قبلها وعما يفترضُ أن يكون بعدها، لا بد من التركيز إذا شئتم، على الاتجاه النقدي، بدءاً بنقد الأيديولوجية القومية وسائر الأيديولوجيات بما في ذلك الإيديولوجية الماركسية اللينينية أو الإيديولوجية الشيوعية لنقل؛ إذاً بات نقد الأيديولوجيات مسألة ضرورية لأي عمل يذهب إلى المستقبل”. وفيما يتعلق بالمواد لا بد من “الحرص على اختيار المادة، ذات الرسالة وذات الهدف الواضح، وفق معيار رئيسي هو الجودة، والعمق الفكري، والنزاهة الفكرية والشجاعة الفكرية، بغض النظر عن اتجاه الكاتب وبغض النظر عن موضوع المادة”. وأكد على “أن تكون المسألة السورية ذات أولوية، بدءاً من مسألة المجتمع السوري ومشكلاته وصولاً إلى مسألة الدولة السورية، التي ليست بعد؛ نحن كنا طوال عقود بلا دولة، ومن ثم إذا شئتم بلا وطن، ولذلك ها نحن مشردون في أربع جهات الأرض، يعني يفترض أن نولي مسألة المجتمع السوري ومسألة الدولة السورية التي آمل أن تكون في المستقبل القريب الجمهورية السورية، أن نوليها كل الاهتمام اللازم، وكل الجهد المعرفي، والثقافي والسياسي اللازم لبلورة مفاهيم الوطنية السورية، ومفاهيم المجتمع المدني، ومفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان”. وأضاف أخيراً “أكرر شكري لمجلس إدارة الموقع لدعوتي للمشاركة مع النخبة المقدرة وكلهم أصدقائي وأحبائي، وآمل أن يكون تعاوننا مثمراً في المستقبل القريب جداً، و أعرب مرة أخرى عن سعادتي بوجودي معكم”.

    وتفضل الأستاذ سمير سطوف المناضل والإعلامي والناشط السياسي المتميز في الثورة السورية بتحية للجميع، “معبراً عن سعادته باللقاء مع هذه النخبة والمداخلات التي سمعها والتي كانت غنية وتضمنت اقتراحات عملية ولازمة، وأنه مشروع طموح”. وأضاف “أنه كلما انتشر الموقع تعم الفائدة، ويجب أن نجد طريقة لكيفية المزج بين الفكر والسياسة، وتعرفون الواقع السوري وتشخيصه وأن كثير من الأعطاب لحقت بالنسيج المجتمعي السوري وليس الاجتماع السوري والمعاناة فقط، بما في ذلك حتى الأعطاب التي أريد لها أن تكون في مركز اهتمام كل معسكر الثورة المضادة، لأن هذا هدف دائم يحقق لهم غايات يمكن لها أن تستمر إلى مدد ومدايات لا أحد يعرف زمنها وإلى أين ستصل مستقبلاً”. و”هذه تحتاج لاهتمام، لذلك نحتاج للاهتمام بالحدث السوري من جميع مناحيه ولا يخفى عليكم حال العجز المصاب به السوريون، والذين هم خارج مركز التأثير في كل المعاني وليس في معنى واحد عن صياغة مستقبل بلدهم، مما يولد حالة أو يدفع لحالة ما يشبه اليأس، واليأس هو أخطر الأمراض أو أخطر العوامل التي يمكن أن تبعدنا باضطراد عن انجاز ما منحتنا إياه قرارات الأمم المتحدة التي لم تنّصف الشعب السوري لكنها على الأقل فيما لو طبقت- وأشك في ذلك- بالصيغة المنصوص عليها بالتراتبية الزمنية وبالقرارات الأممية، ممكن تفتح لنا ثقب أو نافذة على فضاء الأمل، لبداية انجاز التغيير” و”في الحقيقة هذا البعد يحتاج لمتابعة ودراسات، وأنا أقترح عمل ندوات دورية، يدعى لها اختصاصيين مع الأخوة الموجودين لنا كطاقات كبيرة بارك الله بهم، في كل مرة تتناول الندوة جانب من الجوانب التي نراها يمكن أن تساهم في إنضاج الوعي الذي يؤثر بدوره على الدور، فهذه المسائل يجب أن نوليها الاهتمام”. وقال أخيراً “الآن؛ حين تحدثنا عن الحدث السوري، ليس فقط بمعناه الإخباري، بل هناك مواضيع رئيسية متصلة بهموم الناس؛ القصف الروسي وأبعاده مثلاً، مؤداه ومداليله، لنلقي الضوء دوماً على هذه المسألة؛ أميركا وشرق الفرات، تحتاج إلى أكثر من وجهة نظر، وأكثر من دراسة حتى لو تعارضت وجهات النظر أحياناً، لكن أي وجهة نظر تملك جانب من الحقيقة، وبالتالي كل وجهات النظر تتكامل في الحقيقة ما بينها؛ الاهتمام بالحدث السوري يشد القارئ وهذا واجب علينا طبعاً، وليس بالحدث الإخباري المحض، قصف ميناء اللاذقية على سبيل المثال، بين قوسين (الكل يقول اعتداء على السيادة الوطنية وتدنيس الأجواء المقدسة و.. إلخ) لأ، هذا يحتاج لمقال أو مقالات لتبيان أبعاده وبيان وجهات النظر”. و “أنا حين اقترحت الندوات الفكرية والسياسية، وأيضاً استقبال ناس ممن شاركوا بفعالية في الحدث السوري منذ انطلاقة الثورة وكذا، يتفضلوا يحكوا عن تجربتهم، هذه بحد ذاتها تكون شهادة توثيق أيضاً، لأنه قد لا يكون هناك واحد ملم وعايش كل شيء على الأقل تجربته، مساهمته، في هذه الثورة سواءً كانت مساهمة إيجابية أم كانت سلبية، حتى المساهمة السلبية والاعتراف من أحدهم بأخطائه تفيدنا، ما النقاط الإيجابية وما النقاط السلبية، أعتقد أن هذا يساهم بإغناء الجانب التوثيقي والسياسي والفكري أيضاً، طبعاً الفكر، لا يوجد فكر محض تماماً، مجرد (على أهمية الفكر بأي جانب من الجوانب تقدمها النخب لأنها مفيدة)، ولكن هناك أولويات، ما هي الأولويات لواقعنا والاهتمام بكل مناحيه، نحن هنا يمكن الغالبية لديهم توجه قومي ونهتم بكل مشاكل الوطن العربي والعالم ككل، والعالم بات قرية صغيرة، الاستراتيجيات، تصادمها أو تطابقها، تأثرها علينا.. إلخ، يعني يجب أن نهتم بكل هذه الجوانب مجتمعة قدر الإمكان، وحسب الاستطاعة ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها؛ وأنا في الحقيقة أعتبر هذا اللقاء تعارفي، تعرفنا جميعاً على بعض، ممكن في الاجتماعات اللاحقة أن تكون المسائل أكثر بلورة.. شكراً لكم جميعاً”.

   وقد عرض الأستاذ محمود الوهب الكاتب والباحث والناشر والصحفي السوري المعروف رأيه بمطالعة حملت عنوان (الحرية أولاً وأخيراً)، قائلاً “الأصدقاء الأعزاء أحييكم وأشكر لكم دعوتَكم للمساهمة في هذا الاجتماع الفكري/الثقافي/الإعلامي/والسياسي في جوهره. وهو مساهمة جادة على طريق خلاص سورية مما تعانيه، وللارتقاء بها نحو حرية السوريين وكرامتهم. وكل الشكر للقائمين على موقع «الحرية أولاً» لثقتهم في اختياراتهم للجنة الاستشارية، والأمل أن تستطيع اللجنة تقديم ما هو مفيد. ولعلّ خيرَ البدء، في كلمتي الموجزة هذه، من اسم الموقع، ففي عمق دلالاته، خلاصٌ من ضعف العرب وذلِّهم وتخلُّف بلدانهم وأنظمتهم. ومن غير استفاضة في شرح الفكرة أقول: كلما خطرت حالُ العرب المزريةُ على البال تتلوها مباشرةً ظاهرةُ القمع سبباً رئيساً لأشكال التخلف كلها، وأبرزُها نوعان هما: السياسي والاجتماعي. وأما السياسي فيتمثل بـ(قمع السلطات الحاكمة متعددِ الأوجه..) وأما الاجتماعي فهو متعددٌ أيضاً إذ يبدأ بـ(قمع الأسرة فالمدرسة، وصولاً إلى قمع المجتمع بعاداته وتقاليده وثقافته الراكدة) وأما الذي ينجم عن الظاهرتين فهو نوع من الخوف! والخوف هو العطالة ذاتُها، ومنها التقوقعُ على الذات لا لفهم جوهر الحال، وللخروج منها بقراءة عقلانية، بل للبحث عن شيء ما من التوازن يريحُ النفسَ من معاناتها، وهكذا ترى معظمَنا يهرب إلى الماضي لا للاستنارة به، والبناء عليه بما يناسب روح العصر، بل لصنع مثيلٍ له أو ما يشاكله. وهكذا يظلُّ الواقع بعيداً عن إمكانية تملُّكِه فكراً وأدوات ووسائل تقود إلى تنميته علماً واقتصاداً وعيشاً كريماً. ونفياً في الوقت نفسه، لكل ما من شأنه أن يعيقَ سعيَ الشعب السوري للحاق بركب الحضارة والتقدم. وأعطي مثالاً عما نحن فيه فأقول: تصوّروا أنَّ مظاهرة خرجت منذ يومين في الشمال السوري (المحرر) مؤلفة من عشرات السيارات على متنها مئات المسلحين يشهرون أسلحتهم، ويرددون أغاني، ويهتفون بحياة المدعو: ‘أبو عمشة’ وهو قائد ميليشيا قام والمقربون منه بالكثير من التجاوزات على الوطن والمواطن! وليس قادةُ بقية الفصائل بأفضل منه. إنَّ هذه الممارسات، هي نفسها التي كان يمارسها آل الأسد. ليس هذا ما حلم به السوريون، بل إن جوهر حلمهم هو الحرية الشاملة. وألف بائها الحريات السياسية ومستلزماتها من قانون أحزاب وحرية إعلام واستقلال قضاء .. إلخ وما أتيت بالمثال إلا للقول بأنَّ الطريقَ لايزال طويلاً”.

وأضاف “أعود لعنوان الموقع الفرعي (الديمقراطية غاية وطريق)، فالديمقراطية، وإن اختلفت بين بلد وآخر، تظلُّ أنجعَ وسيلة في تعبيرها عن الحريات السياسية في أرقى تجلياتها، فهي أم الحريات لما تخلقه من حال تنافسية بين الأحزاب، وقد تختلف في إخلاصها لمبدأ الحرية، بحسب تقدم مجتمعها أو تخلفه، لكنها تبقى وسيلة مهمة، حتى في البلدان المتخلفة، للارتقاء بالمجتمع، فتقربه من مفهوم الحرية التي تحقق المواطنة الكاملة. كما أنها في امتدادها المجتمعي، تسمح بمحاربة الفساد الذي غالباً ما ينشأ في البلدان المتخلفة، ويتسبب في إعاقة التنمية”.

وأضاف أخيراً “لا بد من قول شيءٍ ما عن الموقع، في زمن يعود فيه كلُّ شيء، ودونما أية مبالغة، إلى الإعلام ذاته، فهو الذي يلعب اليوم دوراً رئيساً في توجيه الرأي العام، بل يكاد يتغلَّب أحياناً على الواقع، ووقائعه إذ يشوهها أو يقلب مفاهيمَها بما يخدم رعاتّهُ ومموليه! وربما، من هنا، تأتي أهمية المصداقية التي تُكتسبُ عبر الأيام وبالمتابعة الجادة كما هو الحال في الموقع الذي نتدارس حاله. فالإعلام اليوم عملية تدمج المصالح السياسة في الأخرى التجارية، وإذا كان أرباب المال يحوزون، كما نرى، على الحصة الكبرى من الإعلام، فإن المصداقيةَ، وجودةَ ما ينشر، وموضوعيته هي المُعادلُ الموضوعيُ لمثل موقعنا. فلا بد من تأكيدها باستمرار، وإرسال مواده أو بعضها إلى الأصدقاء وغُرفهم المختلفة، وإن كان يحصل الآن، فلا بد من توسيعه إضافة إلى الاهتمام بما يلفت من أخبار عامة، وبالقضايا الاجتماعية. وشكراً لكم، والسلام عليكم”.

    ثم تحدث الدكتور بدر الدين عرودكي وهو الكاتب والباحث والمترجم السوري المتألق وحامل دكتوراه في علم الاجتماع، فقال “أوجه تحياتي لجميع الزملاء والأصدقاء في هذا الجمع الجميل؛ وأشكر إدارة موقع «الحرية أولاً» على دعوتي للمشاركة، وهذا شرف كبير لي”. وأضاف “لا أريد أن أطيل.. ولن أزيد على ما قاله الزملاء قبلي، وأوافق الاستاذ ‘جاد الكريم الجباعي’ على مجمل ما قاله حول ملاحظاته ومقترحاته بالنسبة للموقع”. و” أود أن أضيف أمر يبدو لي شديد الأهمية: وهو أننا يجب أن نتوجه للشباب بالدرجة الأولى، ويجب أن لا ننسى أن الذين أطلقوا الثورة السورية في عام 2011 كانوا من الشباب، حين فقد الجميع أملهم منهم باعتبارهم غير مهتمين بالسياسة وغير مهتمين بوطنهم، ثم بدا أن الشباب هو الذي ثار وأول المذابح التي قام بها النظام طالت الشباب، سجناً وقتلاً في السجن وتغييباً قسرياً وإرغاماً على الاختفاء والهروب والهجرة، فالشباب الآن ضرورة وجودية من أجل استمرارنا كي نعمل من أجل سوريا القادمة، ولا بد من وجود الشباب فيما بيننا، وفي مختلف المواقع، وليت موقع الحرية أولاً يقوم بالاهتمام أكثر بهذا الواقع!. وأتصور أننا ننطلق من كل ما هو تنويري وعقلاني، من أجل بناء سورية القادمة، ومن أجل مواطنة متساوية، لأنه لم يكن في سورية مواطنة وأكثر منها لم تكن مواطنة متساوية في كل تاريخ سورية للأسف الشديد، لذلك يجب أن نعطي للمرأة حقها، ويجب أن يكون هنا في هذه الهيئة فيما بيننا إن أمكن عدد من الآنسات أو السيدات اللواتي يمكن أن يسهمن بنظرتهن وبرؤيتهن وبتجربتهن أيضاً في المجال الذي يهمنا أن نتقدم فيه”. ثم أردف “الناحية الأخيرة التي أريد أن أختم بها هي قضية التسويق التي أشار لها الأستاذ ‘محمود الوهب’، هي أنه من الضروري جداً أن نسوق لهذا الموقع بطريقة أو بأخرى، بأن ينقل الندوات ومضامينها الهامة التي يقوم عدد كبير من الأصدقاء والزملاء، ولا أشك بأنكم أصدقائهم، مثلاً منظمة ’مسار‘ وما تقوم به بين كندا والجزائر وجميع أنحاء العالم، فعلاً وسائل التواصل الاجتماعي صارت تسهم بأن تجمع الناس حيثما كانوا، ومركز ’حرمون‘ الذي يقوم بندوات شديدة الأهمية أيضاً ويمكن أن ينقل بعضها وهي مسجلة على اليوتيوب إلى موقع «الحرية أولاً» أو الحديث عن أخبارها، وخاصة النشاطات من أجل سورية القادمة.. وشكراً جزيلاً لكم جميعاً”.

    ونظراً لتعذر حضور الأستاذ معقل زهور عدي الكاتب والمهندس الاستشاري للاجتماع، فقد أرسل ورقة مكتوبة قرأها مدير التحرير، وتضمنت إضافة للتحيات وخالص التقدير والمودة والاعتذار عن المشاركة المباشرة “نحن في مرحلة إعادة تأسيس الخط الوطني العربي الديمقراطي اليساري المستقل, خط عبد الناصر, هذا الخط تعرض للطمس والتشويه, لكنه أيضا كان بحاجة لتعميق المفاهيم الديمقراطية والمواطنة وحقوق الانسان والعلمانية التي لا تعادي الأديان ولا تعمل على نشر الالحاد. وإن “جزء هام من عوامل انتكاسة الثورة السورية كان فقدان البوصلة الفكرية, حين لم يكن هناك من يقدم البديل الفكري بطريقة واضحة أصبح من السهل اختطاف راية الثورة نحو أدعياء التدين”. لأنه “في هذه الحال, حتى لو سقط النظام , ستكون هناك معضلة كبيرة في البديل, مثال تونس يوضح ذلك”. و “المسألة ليست مجرد طروحات نظرية متبعثرة هنا وهناك, هناك الفكر وهناك صهر الأفكار ببوتقة واحدة بخط فكري- سياسي واضح المعالم قابل للانتشار والتعبئة”. إن “موقع «الحرية أولاً» أحد أدوات استعادة الخط الفكري- السياسي, لكن المشكلة التي تواجهنا تتمثل في استقطابه لاهتمام الشباب, وانتشاره في الوطن والمهاجر, بالتالي تحويله لرافد حيوي مع الروافد الأخرى العاملة ضمن ذات الهدف”. و “ليس لدي في الوقت الراهن حلول أقدمها لتلك المشكلة الصعبة, والأمر بحاجة لدراسة أوسع وأكثر عمقاً, يشارك فيها الجيل الجديد”. وأضاف “هناك بعض النقاط على هذا الطريق: 1) دمج ما هو فكري بما هو  سياسي . 2) مواجهة التشويهات التي ألحقت بالتراث الناصري بما في ذلك انحرافات التيار القومي في ممالأة نظم الاستبداد . 3) تعميق المفاهيم الديمقراطية ومفاهيم المواطنة والعلمانية كما سبق وصفها . 4) استعادة مفاهيم العدالة الاجتماعية والتحرر من التبعية والاستقلال كاستمرار وتطوير للخط الناصري . 5) بناء شبكة من العلاقات مع الأطراف العاملة في الوطن والمهاجر (مواقع الكترونية, تجمعات , أحزاب .. الخ) من خلال تبادل النشر والأخبار والمنتديات ..إلخ”.

     وفي ختام اللقاء تم التوافق على اجتماعات دورية كل ثلاثة أشهر بين إدارة الموقع وهيئة المستشارين.

التعليقات مغلقة.