الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

مسد إلى موسكو كالمستجير من الرمضاء بالنار

محمد عمر كرداس

    فشلت مسد {مجلس سورية  الديمقراطية} في محاولاتها الجديدة  للحوار مع النظام وقالت إلهام أحمد الرئيسة المشتركة للمجلس بأن النظام لا يهتم بحل المسألة السورية سلميًا، وجاءت محاولات مسد في ظل الكلام عن تهديدات تركية بتنفيذ عملية عسكرية استكمالًا لعمليات سابقة تهدف إلى إبعاد المنظمات الكردية التي تستولي على هذه المناطق عن الحدود التركية بمسافة 30كم، بعد هذا الفشل لجأت مسد إلى روسيا علها تجد الحل هناك، روسيا التي دمرت وقتلت وأفشلت كل مشاريع الحل السياسي بالتفافها على القرار الدولي الذي وضع خارطة طريق للحل في سورية عبر عملية سياسية تبدأ بانتقال سياسي إلى هيئة انتقالية بصلاحيات كاملة، واستبدلت كل ذلك بلجنة دستورية تدور في الفراغ منذ أكثر من سنتين.

    وجهت الخارجية الروسية دعوة رسمية لمسد لبحث القضية السورية والعلاقات الثنائية فذهب وفد برئاسة الرئيسة المشتركة إلهام أحمد بالإضافة إلى عدد من المسؤولين وقد ضم كذلك ممثل الإدارة الذاتية في موسكو وأيضًا ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي هناك وقد أشار البيان المشترك إلى دعم روسيا وتشجيعها للحوار بين السلطة ومسد {التي لم تنتج شيئًا إلى الآن} مع دعم مشاركة مسد في العملية السياسية (كطرف أساسي وفاعل) في المشهد السوري كما جاء في البيان.

    يبدو أن الطرفان يتناسيان أن مصير  المناطق  التي تحتلها مسد عن طريق جناحها العسكري قسد  مصيرها يتحدد في واشنطن فقط  لذلك لن تساهم زيارة موسكو في أي نتائج للطرفين ولذك جاء البيان فارغًا من أي محتوى حقيقي. وموسكو في سورية مفوضة فقط في القتل والتدمير والتخريب.

     سيطرت قسد {الجناح العسكري لمسد} على محافظة الرقة والحسكة ودير الزور شرق الفرت  بمكونها الرئيسي من حزب العمال الكردستاني الـ “PKK” التي نصنفه تركيا وكثير من دول العالم منظمة إرهابية وتمت هذه السيطرة بدعم من الحالف الدولي الذي أنشأ له قواعد عسكرية في المنطقة واحتفظ بقوات عسكرية ساعدت الأكراد على الاستيلاء على هذه المناطق  بالمال والسلاح بحجة القضاء على داعش، ومع أن الأكراد لايمثلون أكثر من 20 بالمئة من سكان المنطقة فقد سيطروا عليها بالكامل ويحرمون السكان الأصليين من المشاركة الحقيقية في إدارة هذه المناطق ولا تختلف ممارساتهم عن ممارسات النظام التعسفية والاستبدادية ويسود الفساد في إداراتهم ومرافقهم، وحتى المجلس الوطني الكردي الذي يضم العدد الأكبر من الأحزاب الكردية لم يصل إلى أي تفاهم مع تلك الإدارة لتغولها وعدم سماحها لأحد بمشاركتها في الإدارة.

    منذ أن تسلمت الحكم في أميركا  إدارة بايدن الديمقراطية والإدارة الذاتية تشعر بالخطر على وجودها حيث الإدارة الديمقراطية تعمل على الانسحاب العسكري من منطقة الشرق الأوسط بعد انسحابها المذل من أفغانستان فهي تحاول تثبيت وجودها بأي شكل ومنذ أيام تعمل على تأسيس مجلس للنقد في مناطقها وهذا يعني أول ما يعني التأسيس لانفصال مالي بعد الانفصال الإداري والعسكري الذي حققته، ولايغيب عن الذهن أن إنشاء مثل هذا المجلس النقدي لن يتم إلا بموافقة أميركية وهو خطوة رئيسية لتحقيق الحلم بكردستان الغربية في سورية التي طالما كان حلمًا بعيد التحقيق لعدم وجود شيء اسمه كردستان الغربية  لعله يكسبهم بعض القبول من المكون الكردي أو أن يخيف النظام فيقبل ببعض التنازلات، ولكنهم يعرفون تمامًا أن النظام الذي تنازل لهم طواعية وسلمهم الإدارة في هذه المناطق  باتفاق حسب ماصرح رياض حجاب على لسان رئيس النظام أن استردادهم سهل حيث أن حزب العمال الكردستاني طالما كان حليفًا للنظام منذ الثمانينات ولكن المنطقة الآن ليست من أولوياته أو أولويات حلفائه.

    سيبيع الأميركان حلفاؤهم أو بالأصح عملاؤهم باللحظة المناسبة وعندها سيعود جماعة قنديل مدحورين وستعود هذه المناطق جزءً من سورية الديمقراطية الحقيقية بعد كنسهم وكنس النظام الى مزبلة التاريخ التي تتسع لكل هؤلاء الخونة والعملاء والانتهازيين.

المصدر: إشراق

التعليقات مغلقة.