الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

وثيقة خطية بريطانية: “الإحتلال العسكري لـ عربستان”

حامد الكناني*

 تتجاهل الرؤية الفارسية، رسمية كانت أم شعبية، ما حدث في عربستان (الأحواز) عام 1925 من عملية غزو واحتلال عسكري، بدأ بشكل مؤقت وتحول إلى عملية ضمّ وإلحاق دموية مستمرة ليومنا هذا. تصف هذه الوثيقة الخطية البريطانية ما حدث في عام 1925 بـ “الإحتلال العسكري لـ عربستان”، “Military Occupation of Arabistan”.

كما تؤكد هذه الوثيقة الرسمية على وجود التزامات واتفاق رسمي تعهدت به الحكومة الإيرانية متمثلة بشخص رضا خان البهلوي، خلال الاجتماع الذي عقد في مبنى القنصلية البريطانية في الأحواز مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 1924، حول حل الأزمة المالية بين أمير عربستان والحكومة الإيرانية وتعهُد الحكومة الفارسية بسحب قواتها ومغادرة قواتها العسكرية الأراضي الأحوازية بحلول موسم الربيع عام 1925، حيث تذوب الثلوج في المناطق البختيارية الجبلية وتفتح الطرق والممرات الفاصلة بين عربستان وبلاد فارس. هذا الاجتماع وكما هو مبيّن في الصورة أعلاه تم بحضور السفير البريطاني الذي حضر الاجتماع قادماً من طهران بمعية زوجته وشخصيات بريطانية أخرى.

الوثيقة عبارة عن رسالة خطية مرسلة من قبل السفير البريطاني في طهران، سيربيرسي لورين إلى وزارة الخارجية البريطانية، يخبرها بتخلي الحكومة الإيرانية عن كل ما تعهدت به تجاه سيادة الشعب العربي الأحوازي ومصيره المتمثل أنذاك بالشيخ خزعل بن جابر، وذلك وفقاً لمشاهدات وتأكيدات القنصل البريطاني في مدينة الأحواز السيد بيل الذي يؤكد أن القوات الفارسية بدأت التملص من تعهداتها وتكريس إحتلالها العسكري بغية سحب السيادة وضمّ الإقليم نهائياً لبلاد فارس.

 قبل نشر ترجمة الوثيقة أود ان اشكر الأستاذ “ياسر الأسدي” على مساعدته لي في ترجمة هذه الوثيقة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“طهران

12 آذار(مارس) 1925

سيدي

يسعدني أحيل إليكم نسخة مرفقة من يوميات القنصلية (البريطانية) في الأحواز للفترة المنتهية في 24 كانون الثاني (يناير) 1925، عن آخر المستجدات حول تقدم الاحتلال العسكري لـ عربستان وتأثير ذلك على سيادة شيخ المحمرة، (لشيخ خزعل بن جابر).

من الواضح أن قنصل صاحب الجلالة يرى أن الأمور تتطور بشكل غير مواتٍ لموقف الشيخ ومصالحه. ويؤكد السيد بيل الاطلاع بنفسه على التغييرات والإجراءات التي يراها قيد التنفيذ..، لكنه لا يقترح اتخاذ أي إجراء هنا. أنا (لورين) بالفعل في رأيي أنه في الوقت الحالي لا يمكن اتخاذ أي إجراء، ويجب علينا مشاهدة الحدث بعناية ومعرفة إلى أي مدى يفي رئيس الوزراء الفارسي بوعوده لي وأن يتواصل مع الشيخ شخصيًا فيما بعد.”

انتهى..

………………..

* إعلامي وناشط عربي أحوازي

المصدر: كارون الثقافي

التعليقات مغلقة.