الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

قمة الرياض… موسم الرياض

أحمد الدمشقي *

في خضم الاحتفالات وحماوة الهرج والمرج في الرياض بعد الإصرار على افتتاح موسم الرياض للفن الهابط وللمجون الأخلاقي، وعلى وقع قتل الشعب العربي الفلسطيني في غزة والضفة، وأمام مشاهد الهمجية الصهيونية المتعالية والتي لم توفر أي مسجد أو كنيسة او مستشفى او مأوى للأطفال والنساء إلا واستهدفته.. إلخ.

لم يشأ قادة الدولة الأكبر بالثقل النفطي العربي والمركز الأساس بالنسبة للمسلمين “شعائرياً” أن يعكروا صفو شبابهم التواق للرقص والخلع والانفلات والمتعطش للمهرجان الراقي والهادف لحين انتهاء مهرجانه العتيد، في حين أن أوروبا تتعالى فيها الاحتجاجات على مجازر وعربدة آل صهيون على أرض عربية وعلى مقدسات إسلامية ومسيحية؟

وفي هذه الأثناء ولحفظ ماء الوجه ولاستكمال المسرحية الهزلية الساقطة للقادة العرب دعا حاكم السعودية لقمة عربية وإسلامية “إسلامية طبعاً لتمييع أي موقف عربي موحد وفعال لمنع الإحراج” دعا حكام العرب للقدوم متزامناً مع موسم الرياض الفني ، لعمل آخر لوحات هذا الموسم الساقطة والخلاعية، لإظهار الحكام بمظهر الحزين والمتضامن مع غزة وأهل فلسطين المنكوبة، وهم  بالأساس وأغلب الظن أن وحشية إسرائيل ازدادت وارتفعت لإنهاء معضلة غزة والقضية الفلسطينية بطلب من النظام الرسمي العربي بشقيه المقاوم والمطبع و”في كلٍّ شر”.

لقد انتظر وريث آل سعود 40 يوماً من الحرب لعقد قمة التباكي ولم يرض أن يأمر بتأخير موسم الرياض عن موعده، في حين دول الغرب المنِشاة لإسرائيل فتحت الجسور الجوية ومنعت ضمن حدود أي تعاطف مع فسطين في وجه آلة القتل الهمجية الصهيو- أمريكية، انتظر اسابيعاً للدعوة لقمة من أجل تسجيل صك براءة يُسجل للتاريخ للتنصل من لعب أي دور حقيقي لحكام هذه الدول المحسوبة فلسطين عليهم.

 فجمعت هذه القمة أقطاب عديدة متصارعة ومتناحرة ومتآمرة، اتفقت على خذلان الفلسطينيين وكيف لا وقد ضمت أكبر مجرمي القرن الواحد والعشرون في طهران ودمشق، مع أكبر دول الحصار على الفلسطينيين مصر والأردن وغيرهم.

وعلى سبيل المثال لا الحصر ظهر في الخطب الرنانة كلمة للحاكم الإيراني الذي يُعلن أن هم جمهوريته العتيدة احتلال العواصم العربية وتشييع شعوبها ، ولا مشكلة فعلية له مع إسرائيل ولا أمريكا فقتل ” سني” عنده خيرٌ من الدنيا وما فيها.

وظهر في القمة جزار سورية بشار الكيماوي الذي ومنذ الفاطس أبوه لم يترك فرصة إلا ودمر كل جهد أو حراك فلسطيني ضد إسرائيل، وها هو الكيماوي قد أجهز على كل التكتلات الفلسطينية في سورية وقتل وشرد الآلاف من الفلسطينيين حتى من الموالين لنظامه أنفسهم بعد أن دمر كل سورية.

ونرى في المشهد حاكم مصر المحاصِر الأول لغزة وللفلسطينيين ومانع عنهم الماء ومحاصرهم فوق حصار إسرائيل حصاراً.

ونرى ملك الأردن البريطاني صاحب أكبر حدود مع فلسطين يتباكى من شدة حزنه وألمه على ضحايا العنف غير المبرر من قبل إسرائيل.

وظهر في المشهد رئيس السلطة الذي أكد أن حماس خارج الشرعية الرسمية ولا يحلم إلا بضم غزة لسلطته المتهاوية ويحلم بالمساعدات فيما بعد الاجهاز على غزة.

ونرى ونرى ونرى.. لقد جاؤوا ليُكملوا موسم الرياض بكل قباحته وفجوره على حساب دماء فلسطين وأهل فلسطين، ويا ليتهم بكلفة هذا اللقاء أدخلوا شاحنات لنقل شيئ من بقايا تراب غزة المعجونة بدم الشهداء لكي يتطهروا بها من رجس نجاستهم  ونتانتهم الفواحة مع أنهم غير أهل لهذه الطهارة.

* ناشط سوري مقيم في دمشق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.