الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

مشاريع “الطاقة الشمسية” وسوق الاستثمار في الشمال السوري

فيصل عكلة *

بعد أن وافقت شركة (غرين إنرجي) المشرفة على توزيع الكهرباء في الشمال السوري، وافقت على شراء الطاقة الكهربائية الناتجة من ألواح الطاقة الشمسية، لجأ بعض المزارعين في الشمال السوري إلى بيع الطاقة الكهربائية الفائضة عن حاجتهم والتي يحصلون عليها من ألواح الطاقة الشمسية إلى الشركة العامة للكهرباء، كما أن البعض الآخر أنشأ مشاريع خاصة من ألواح الطاقة الشمسية بغية بيعها للشبكة العامة كنوع من الاستثمار المضمون النتائج حسب أصحاب هذه المشاريع.

أحد هؤلاء المزارعين محمد بارود وهو صاحب “مداجن الخيرو” الذي يعتمد على ألواح الطاقة الشمسية للحصول على الطاقة الكهربائية اللازمة، قال: فور علمنا أن شركة (Green Energy) فتحت المجال أمام من يرغب ببيع الكهرباء الفائضة عن حاجته وأن الشركة تقدم العداد الكهربائي مجانًا، قمنا ببيع الطاقة الشمسية الفائضة للشركة، وقد وفّرت لنا 20% من التكلفة في البداية، الأمر الذي شجعنا، وفتحنا مشاريع جديدة خاصة لبيع الطاقة الشمسية وبذلك استطعنا توفير 60% من التكاليف.

 الجدير بالذكر أن شركة (Green  Energy) هي الشركة الوحيدة الموجودة في المحرر وهي الشركة المخولة باستجرار الطاقة الكهربائية لتركيا وتوزيعها في الشمال السوري، وقد أعلنت مؤخرًا عن فتح باب الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة عبر بيان نشرته على صفحتها الرسمية.

المهندس أسامة أبو زيد المدير التنفيذي للشركة أوضح في البيان المشار إليه سابقًا، عن شروط استجرار الطاقة الكهربائية من أنظمة الطاقة الشمسية من المستثمرين موضحًا ذلك بشروط: “أن الشركة عمدت إلى تأمين أنظمة العدّ اللازمة للمشروع وهي نوعان من العدادات: النوع الأول خاص بالاستطاعات من 20- 45 كيلوواط، وفي هذه الحالة يتم ربط شبكة الطاقة الشمسية مع الشبكة العامة مباشرة في حال كان مقطع الكيبل مناسبًا، أما إن كان المقطع غير مناسب يترتب على المستثمر تأمين الكبل لربطه مع آخر نقطة تحويل.

أما النوع الثاني من العدادات خاص بالاستطاعة التي تزيد عن 45 كيلو واط، في هذه الحالة يتم ربط المنظومة إلى أقرب مركز تحويل وفي حال عدم توفره يترتب على المستثمر تأمين مركز التحويل اللازم لذلك.

كما اشترطت الشركة على المستثمرين التقيد بالشروط والمواصفات الفنية لتنفيذ أنظمة الطاقة الشمسية مع الأخذ بعين الاعتبار أنظمة الحماية اللازمة وبالأخص نظام الحماية من الصواعق علمًا أن روافع الجهد المستخدمة في الشركة ذات موجة جيبية كاملة، كما يترتب على المستثمرين أيضًا تزويد الشركة بدراسة كهربائية كاملة مرفقة بالمخططات والكتالوجات لجميع المعدّات المستخدمة.

أما عن الثمن الذي تدفعه الشركة إلى المستثمرين، فهو11 سنت فقط ثمن الكيلوواط الواحد أي ما يعادل ٢.٥ ليرة تركية على حساب الدولار يساوي ٢٥ ليرة تركية، علمًا أن الشركة وفي نشرتها الأخيرة لتسعيرة الاستهلاك حددت السعر  للاستهلاك المنزلي وللشريحة من   1 إلى150 كيلوا واط منزلي بسعر البيع للمستهلك  18سنت ولمرة واحدة بالشهر، في حين حددت الشركة سعر الزيادة عن الشريحة بـ 22.4 سنت ويشمل ذلك الاستهلاك الصناعي أيضًا”.

هيثم النجار يعمل في إحدى الشركات المختصة بالطاقة الشمسية، شرح لنا الأسباب التي دفعت المزارعين إلى بيع الطاقة بقوله:

“كثيرًا ما واجهتنا في السنوات الماضية أسئلة من أصحاب مشاريع الطاقة الشمسية عن وجود فائض في الإنتاج وخاصة أيام الصيف الطويلة وكيفية الاستفادة منه وعدم قدرتهم على تخزينه لغلاء البطاريات، مما يضطرهم إلى إطفاء روافع الجهد والتوقف عن إنتاج الطاقة في كثير من الأحيان”.

وأضاف النجار: “الآن بإمكانهم بيع الفائض إلى الشركة، إضافة إلى أن مشروع استثمار الطاقة الشمسية يعتبر مربحا مما حدا ببعض المزارعين التوقف عن إنتاج المزروعات التي تتطلب مصاريف متنوعة والتحول نحو بيع الكهرباء”.

عبد اللطيف العودة، أحد المستثمرين للطاقة الشمسية في ريف حلب الغربي، اعترض على كثرة طلبات الشركة من الراغبين بيعها الكهرباء، من بيان نوع الإنفرتر (الكتالوك) إضافة إلى نوع الألواح مع تنفيذ مانع الصواعق وحفرة التأريض، ومن ثم إرسال الكشف الأول عن الألواح ثم الكشف الثاني عن المحول الكهربائي ثم الكشف الأخير عن التجهيزات ومن بعدها تمنح الموافقة.

صحيفة (إشراق) التقت المهندس الكهربائي أحمد الخطيب المختص بتنفيذ مشاريع الطاقة، وسألته عن كمية الطاقة الإجمالية المباعة للشبكة في الشمال السوري، حيث  قدّرها بما يعادل 2 ميغا واط أي ما يكفي لمدينتين كبيرتين، وقال إن هناك مشاريع جديدة قيد التنفيذ تنتج ما يعادل 2 ميغا واط  لرفد الشركة.

 وأوضح الخطيب أن آخر مشروع لبيع الطاقة الشمسية قام بتنفيذه كانت استطاعته ما يعادل ١٠٠ كيلوواط وأن تكلفته الإجمالية بحدود خمسين ألف دولار، وهو مشروع  مربح لتوفر الألواح المستعملة الأوربية رخيصة الثمن وجيدة الأداء، كما أن مثل هذه المشاريع لا تحتاج إلى كلفة تشغيل أو صيانة سوى الكلفة التأسيسية، كما أن مردوده جيد وخاصة في أيام الصيف هذه التي تزيد فيها فترة سطوع الشمس عن ثمان ساعات  خلال النهار الواحد، ويتناقص هذا المعدل ليقترب من ست ساعات في فصلي الربيع والخريف وساعتين فقط في فصل الشتاء.

 مزارع الطاقة الشمسية تتوسع في الشمال السوري، علّها تصل المخيمات وتُخفف عن ساكنيها ما يعانونه من حرّ الصيف ولكن القصف المتزايد من طيران العدوان الروسي ومليشيا أسد ما زال العائق الأكبر أمام كل مشاريع التنمية في هذه البقعة المظلومة من سورية.

* كاتب سوري

المصدر: إشراق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.