الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

مايحدث في السودان

معقل زهور عدي

مايحدث في السودان يدمي القلب ، ليس فقط حزنا على الأرواح البريئة التي تزهق ، ولا على مقدرات البلاد التي بنيت من دم الشعب وعرقه والتي تدمر اليوم ، لكن على مستقبل السودان الذي يدخله الجشع المتوحش بالسلطة في المجهول .

تعيد مأساة السودان الحالية طرح السؤال الكبير حول الجيوش العربية ووظيفتها الوطنية المفترضة ، فهل تحولت فعلا إلى عبء على مجتمعاتها ؟،هل أصبحت مرتعا للفساد المافيوي ؟ ، هل غرقت في لعبة الثروة والسلطة ناسية الحدود وحماية الأوطان والولاء للدستور كأي مؤسسة وطنية ؟

كيف يمكن للشعب السوداني أن ينظر للجيش بعد الآن وهو يراه يدمر بمدافعه وطيرانه المطارات والقواعد العسكرية ومقرات القيادة والمنشآت الحيوية التي تجسد الدولة ؟

كل ذلك ليس من أجل هدف سياسي أو وطني بل من أجل منافسة على السلطة بين زعيمين عسكريين لا يحملان فرقا يذكر في التوجهات السياسية الداخلية أو الخارجية .

لا شك أن معارك السودان ستنتهي ولو بعد حين .

لكنها ستخلف جرحا عميقا لن يندمل بسهولة .

وقد تضع مصير مستقبل السودان كله في مهب الرياح لا سمح الله .

حتى لو خرج السودان من تلك المعركة اليوم فصورة المؤسسة العسكرية قد أصابها الكثير من الضرر في نظر الشعب ، ولذلك تبعات عميقة على المجتمع والدولة

وأسوأ تلك العواقب هو أن يتحول الانقسام داخل الجيش إلى تفتت الجيش وتحوله إلى ميليشيات قبلية ومناطقية على حساب صفته الوطنية .

ذلك ما سوف يحمل معه تفتت الدولة برمتها ودخول البلاد بنفق مخيف لا سمح الله ولا قدر .

حمى الله شعب السودان الطيب الكريم .

المصدر: صفحة معقل زهور عدي

تعليق 1
  1. د. حسين حاج علي يقول

    المشكلة أكبر من تنافس شخصين يسعى كل منهما للظهور و فرض نفسه كحاكم حيث ان لكل واحد منهما أتباعه و مؤيديه و مريديه و بالتالي هذا الانقسام بين القوات المسلحة هو انقسام خطير و يهدد وحدة البلاد و استقرارها باعتبار ان لكل من حميدتي و البرهان مؤيديه وهؤلاء من كان يتوجب عليهم اتخاذ موقف وطني بعدم الانصياع للأوامر الخاطئة تحت أي تبرير او حجة و الخلاص من كلا الزعيمين مرة واحدة إنقاذا للبلاد و العباد من حرب عبثية لن تجلب سوى المزيد من المشاكل للسودان و أهله .. بكل أسف هذه هي أحوال معظم جيوش العرب تجهز نفسها و تستعد و تتدرب لأجل حماية السلطة أو الفوز بها و تؤجل معارك الحدود و الاستقلال و الحرية حتى إشعار آخر ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.