الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

رداً على تخرصات المحامي ميشال شماس تحت عنوان: كيف أنهى عبدالناصر الحياة السياسية في سورية!

المحامي فواز بهاء الدين الخوجة *

الموتورون دوماً يحاولوا أن يُظهروا شخصيتهم من خلال النيل من القامات الكبيرة ليُظهروا أنفسهم، لذلك اختار ميشال شماس بالحلقة الأولى من قناته على اليوتيوب عنوان ضخم وقامة وطنية عُروبيّة “الرئيس القائد جمال عبد الناصر” للنيل منها كذباً وتدليساً وافتراءً، عبد الناصر ليس فوق النقد ولكن أن يؤخذ وفق زمانه ومكانه وظروفه، لقد نُقدت التجربة بالعديد من الكتابات وهذا حقٌ نحترمه ونقدره .

لقد ذكرتم بأن برلمان 1954 انتخب ديموقراطياً لنُخب وطنية، إذاً لماذا وافق البرلمان على شروط عبد الناصر حين توقيع الوحدة؟ هل فَرضَّ عبد الناصر الوحدة بحد السيف؟ أم تم بموافقة رئيس الجمهورية والحكومة والبرلمان؟ وتم إجراء إستفتاء شعبي عليه، هل جميعهم عملاء لعبد الناصر؟

الزميل ميشيل شماس:

طبعاً وأنت في برنامجك تتكلم ما تشاء وتحكي ما تتصوره، ولكن كنت أتمنى أن تكون دقيقاً في رواية التاريخ، التاريخ ليس قصة تخترعها بل هو أحداثٌ وقعت.

وللعلم؛

–  دستور 1950 ألغاه دستور 1953 وكلاهما دستور أنشأه حكم الشيشكلي ولذا: ليس عبد الناصر من الغى الدستور.

– عبد الناصر لم يقضي على الطبقة الوسطى وعذراً إذا قلت لك أنك كذبت في ادعائك هذا.

– التأميم يا صديقي صدرت مراسيمه بتاريخ 26  تموز/ يوليو 1961 والانفصال وقع بتاريخ   28 ايلول/ سبتمبر 1961 فكيف استقر عندك أن الطبقة الوسطى خرجت خارج سورية خلال شهرين؟ وكيف ظهرت مساوئ التأميم خلالها؟

وللذكرى فقط ألم يُصفق رفاقُك ويهللوا ويعتبروا التأميم في الدول الاشتراكية عملٌ مقدس؟ ألم تكن دعوات كارل ماركس التي يشجع بها على التأميم، هي بمثابة مقدسٌ لك ولرفاقك؟!

– عبد الحميد السراج يا صديقي لم يكن نائباً للرئيس إلا في عام 1961 وليس كما قلت!.
{ ففي يوم الوحدة كان هناك المكتب الثاني بسورية ورئيسه عبد الحميد السراج ولم يأتي عبد الناصر بالمخابرات لسورية لأنها كانت موجودة قبل الوحدة وقد ترك السراج رئيساً للمكتب الثاني (المخابرات)}

– السراج لم تكن له علاقة بمقتل فرج الله الحلو، وأنت تعلم علم اليقين من الذي وشى به، ومن الذي سعى وراء ازاحته من الواجهة {للحزب} ومن الذي أجبره على القدوم إلى حمص بهوية مزورة، ومنعه من العودة الى لبنان وأجبره ثانية للتوجه إلى دمشق.

– أما قصة سعيد دروبي والذي أسميته القائد النقابي كنت أتمنى أن تحكي قصته، وأن تقول لمستمعيك لماذا لم تُحرَك الدعوى بحق من قيل إنه قتله وهو عبدو الحكيم، والذي لا يزال حيٌ يرزق؟ والتقيتَ حضرتك معه مئات المرات في أروقة القصر العدلي بدمشق كونه أصبح محامياً، ولماذا بعد الانفصال لم تُحرك بحقه دعوى؟

– عبد الناصر يا صديقي لم يجعل من سورية حديقة خلفية لمصر، ولم يجعلها بخدمة نظامه كما ادعيت!

 -لا أدري هل نسيت أن هناك عسكر سوريين قاموا بخمس انقلابات قبل الوحدة وعطلوا الدستور وبدلوه ومنعوا الأحزاب وأغلقوا الصحف؟! أتحب أن أذكرك بحسني الزعيم؟

– لا أدري طالما أنك تكلمتَ عن مصر؛ لماذا لم تتجه إلى عراق عبد الكريم قاسم وتحكي لمستمعيك عن قطار السلام، ومجازر رفاقك في الموصل وكركوك؟ والاعدامات على أعمدة الهاتف والكهرباء؟ وأسماء من أعدمهم رفاقك هناك والذين   {تجاوزوا 1500 شهيد من القوميين العرب (العراقيين)} من ضباط وسياسيين ومحامين وأطباء وعمال وفلاحين؟! أتحب أن أذكرك بالأسماء؟

– هل تذكر ما جرى بعد 1967 والمحاكمات التي جرت في مصر؟ هل خطر ببالك أن تقرأ الميثاق؟ والذي تم به الإشارة لما جرى ولماذا لم تشرح سبر شعار “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”؟

– يا صديقي وزميلي تكلمنا كثيراً عن الأمر؛ ولكنك لم تقل لنا لما صفقتَ وهللتَ أنت والرفاق عندنا لمجازر ارتكبت في ألمانيا الشرقية وبلغاريا وهنغاريا؟ وخلال ثورة التشيك طبعاً؟ لا تنسى الرفاق في الصين والرفاق في كمبوديا وتاريخ الرفاق السوفييت!!

ألم تكن تقرأ فكرهم وتؤيد مساعيهم وسياساتهم؟ لماذا لم تُشر إلى رفاقٍ لكَ يتمنون عودة السوفييت وسياساتهم؟!

صديقي:

أتمنى يوما ما أن تشفى من مرضٍ أصابك وهو( كره جمال عبد الناصر) و( والحقد على زمن الوحدة)!

عبد الناصر لم يكن نبياً، عبد الناصر ليس فوق النقد.

علينا نقد زمانه والإشارة إلى ما جرى وقتها بل وأن نحاكم زمانه.

ولكن أن يكون نقداً صحيحاً، وليس هوائياً كما هو عندك!

عبد الناصر مثله مثل الجميع يخطئ ويصيب، ولكن أن تُحمله كل ما جرى أقول لك عذراً، ما جرى تتحمله النخب السورية منذ خروج العثمانيين وحتى اليوم.

يتحمله رجال الكتلة الوطنية وحزب الشعب.

يتحمله قادتك الشيوعيين والأخوان المسلمين.

يتحمله أصحاب نظرية البعث والحزب التعاوني.

تتحمله دور الصحف التي تحولت إلى سوق عكاظ، تهلل لكل من يدفع لها أكثر والأسماء موجودة.

يا زميلي.

أنت حر برأيك، ولكنكَ لستَ حُر بتحريف التاريخ گما تُحب وتتمنى!

وفي الجعبة أكثر

اللهم هل بلغت

اللهم فاشهد

* محامي سوري

المصدر: صفحة الكاتب على وسائل التواصل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.