الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

“عامٌ مضى وآخر قادم” ومازالت المأساةُ مستمرة وتتعمق

    مع ازدياد الضغط الدولي على نظام الإجرام في دمشق، والتطور الجديد وغير المسبوق بالوضع الاقتصادي بالداخل السوري، والذي يرمي بظلاله على أهلنا في أماكن النزوح واللجوء، يزداد نظام العصابة في دمشق في تعنته وفُجره وظلمه، وتهديده لحياة البشر ولمستقبل سورية عامة.

    فكلما طال زمن الكارثة زادت أثمان معالجتها وإعادة سورية إلى وضعها الطبيعي بين الأمم، ومع توقيع الرئيس الأمريكي قانون مكافحة مخدرات الأسد بعد إقراره من غرفتيّ الكونغرس، والذي وُصف بأنه أول قانون في التاريخ يسمي الأسد ملك الكبتاغون أو المخدرات، وينفي عنه صفة رئيس دولة، ويتيح كما كان مع ملك المخدرات السابق “بابلو إسكوبار” الكولومبي، محاصرته وملاحقته وحتى قتله كزعيم عصابة تصنيع وتهريب المخدرات، إنه ولا شك قانون إعدام سياسي، ولكنه كرئيس عصابة مازال يتمتع بدعم حلفائه الإيرانيين والروس وميليشياتهم.

    فهل سيقوم المجتمع الدولي بملاحقة رئيس عصابة المخدرات وتخليص العالم منه، أم ستبقى الأمور كما جرت في السنوات الطويلة الماضية؟

    هذا ما ستكشفه الأيام والأشهر القادمة، ولكن يجب أن لا ننسى أن هذا المجتمع الدولي هو الذي أورث المجرم حكمَ سورية بعد وفاة أبيه، ولا ننسى أيضاً أن أمريكا ممثلة بأولبرايت، وفرنسا ممثلة برئيسها شيراك، والسعودية (مملكة العرب) ممثلة بأميرها الملك عبد الله، أضفوا جميعاً بركاتهم على النظام ورأسه عام 2000، ومن الصعب الآن أن نتوقع منهم غير ذلك.

    وليست هذه القوانين وهذا الحصار إلا لتغيير سلوكه الإرهابي بما يتوافق ويتطابق مع مصالح وسياسات هذه الدول ولا يهمهم مصالح شعبنا المكلوم في سورية بأي شيء .

    لقد أجرم النظام السوري بحق شعبه منذ عام 1970، وحرمه من أبسط حقوقه السياسية والاجتماعية والمعيشية، واستأثر بثروات سورية الخيّرة،  وكدس المليارات في بنوك خارجية كأي مهرب أو عميل أو سارق لا يثقُ بشعبه وبلده، وعندما خاطب أحد الزعماء حافظ أسد بأن سياسة التضييق والشدة والحصار على الشعب تجعل الشعب كارهاً للنظام وناقماً عليه أجابه الطاغية : “لا أريد لأحد أن يُحبني أريدهم أن يخافوا مني”.

    وهكذا عشنا عمرنا في مملكة الرعب والخوف والتمييز بين موالي ومعارض وسلبي وإيجابي، كل ذلك كان أمام أعين النظام الدولي الذي كان يحميه ويدعمه من الشرق والغرب، وأمام المدللة من كل العالم بشرقه وغربه إسرائيل، باعتباره نظام وظيفي يخدم العالم على حساب مصالح شعبه، ويختصر مصالح سورية بمصالحه الشخصية ومصالح زبانيته ومُحازبيه.

    كثير من المحللين والمهتمين وغير المهتمين بشأن سورية والمنطقة يبشرون أن أيام النظام أصبحت معدودة وأن النظام الجديد سيبزغ فجره قريباً، ويضعون التفاصيل لهذا النظام، وكيف سيتعامل معه العالم ومن سيساهم بإعادة البناء وإعادة سورية إلى مكانها بين الأمم، وكيف سيتم ذلك، إلى ما هنالك من تفاصيل ما أنزل الله بها من سلطان.

    صحيحٌ أن روسيا وإيران لم يهبّوا لنجدة النظام، الآن، في أزمته الجديدة غير المسبوقة، ذلك لعجز إيران في أزمتها الداخلية الحالية التي تتفاقم، والتي نتمنى لها أن تصل إلى خواتيم مُرضية للشعب هناك، وتنهي حكم الملالي الذي يعيش خارج التاريخ، وأن روسيا غير مهتمة بحل هذه الأزمة لعدة اعتبارات.

    إلا أن  ذلك النظام لن تُسقِطه هذه الأزمات، والتي أيٌ منها كفيلٌ بإسقاط أي نظام يهتم لشعبهِ ونابعٌ من إرادته، ولكن نظام العصابة لا يهتم ولا يهمه موتُ شعبهِ جوعاً وبرداً، وهو الذي مازال يقتل شعبه، ويُغيّب في سجونه ومعتقلاته الآلاف من المواطنين، ولم يكن ذنبهم يوماً إلا أنهم يطالبون بالحرية والعدالة والكرامة.

   ومع كل ذلك فلا بد لنا من أن نعمل على أن نكون على قدر المسؤولية وعلى استعداد كامل  كشعب، وكقوى ومنظمات، ونشطاء، لنستطيع أن نصنع البديل الوطني الديمقراطي المطلوب لهذه العصابة، التي أصبحت منذ اليوم عصابة متسلطة بحكم القانون الدولي، باعتبارها عصابة إنتاج واتجار بالمخدرات على نطاق عالمي مهما حاولت بعض النظم التطبيع معها، لأنه لن تكون هناك سورية لكل أبنائها وموحدة إلا بسقوط هذه العصابة ومحاسبتها على كل الجرائم التي ارتكبتها بحق شعبنا وأمتنا.

8 تعليقات
  1. غير معروف يقول

    لا حل في سوريا إلا بإزالة العصابة

    1. الحرّ يقول

      بالتأكيد

  2. غير معروف يقول

    دعواتنا أن يون عام خير لبلادنا والبشرية جمعاء

  3. غير معروف يقول

    دعواتنا أن يكون عام خير لبلادنا وللبشرية جمعاء

  4. غير معروف يقول

    تحياتي

  5. غير معروف يقول

    الحل بازالة المسبب

  6. غير معروف يقول

    سنة طيبة على سوريا و الشعب السوري

  7. غير معروف يقول

    سنة خير على الجميع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.