الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

كيف نظر كيسنجر إلى لقاء بايدن وشى على هامش قمة العشرين؟

ياسمين عبداللطيف زرد *

نشر موقع Bloomberg مقالاً للكاتبتين ‘‘سارة زينج’’ و‘‘ريبيكا تشونج’’، تناولتا فيه تصريحات الدبلوماسي ووزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر حيال لقاء ‘بايدن’ و’شي’ الأخير على هامش قمة العشرين التي انعقدت منتصف الشهر الجاري. كما ذكرتا رؤية كيسنجر للحرب الروسية الأوكرانية وما يجب على روسيا والدول الأوروبية فعله لإنهاء هذه الأزمة.. نعرض من المقال ما يلى:

أشاد وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر باستئناف المحادثات بين الولايات المتحدة والصين في قمة العشرين التي انعقدت في مقاطعة بالي بإندونيسيا في الفترة من 15ــ16 في تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. ومع ذلك، قال كيسنجر إن الطريق لا يزال طويلا لمنع الصراع بين أكبر اقتصادات العالم.

كيسنجر، البالغ من العمر 99 عامًا، رأى أن الاجتماع بين الرئيسين جو بايدن وشي جين بينج أطلق جهود «بناء الجسور» بين القوتين، بما في ذلك استئناف التعاون في مجالات مثل تغير المناخ والاقتصاد العالمي. وأكد في تصريحات افتراضية لمنتدى بلومبيرج للاقتصاد الجديد في سنغافورة قبل أسبوعين تقريباً أن «الزعيمين اللذين التقيا لفترة وجيزة سيعرفان عواقب الكارثة الاقتصادية والتأثير العسكري على بعضهما البعض». وأضاف: «كل ما يمكننا قوله اليوم هو أنه تم الاتفاق على طريقة للنقاش وتم الإدلاء ببيانات عامة تتوافق مع عالم تعاوني، ولكن لا يزال يتعين اتباع طريق طويل».

  • • •

كسر بايدن وشي شهوراً من الصمت عندما اجتمعا على هامش قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، بعد تدهور العلاقات إلى أسوأ مستوياتها منذ عقود بسبب قضايا خلافية بما في ذلك التجارة والتكنولوجيا وتايوان وحقوق الإنسان. واتفق الزعيمان على أنه «لا داعي لوقوع حرب باردة جديدة» بين بلديهما مع استئناف التعاون في مجالات مثل تغير المناخ، كما وافق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين على زيارة الصين في الأشهر المقبلة.

قال كيسنجر- مهندس التقارب بين الولايات المتحدة والصين في السبعينيات- إنه أكثر تفاؤلاً الآن مما كان عليه قبل عامين، عندما حذر الحضور في نفس المنتدى من أن العلاقات بين القوى الكبرى كانت على «شفا الحرب الباردة»، وأن «المتطرفين» في كل بلد يسيطرون على النقاش السياسي. قال أيضاً: «يجب اتباع سياسات مدروسة ويجب إجراء مناقشات صريحة، لكن الباب على الأقل تم فتحه».

وفي منطقة جنوب شرق آسيا، قال كيسنجر إن دولها، ولا سيما سنغافورة، سترحب بالمناقشات بين بكين وواشنطن. وذكر أن الدول الصغيرة لا تريد هيمنة قوة بعينها على منطقتها و«تفضل إجراء الحوار بينهما بدلاً من المواجهة».

  • • •

فيما يتعلق بالحرب في أوروبا، قال الدبلوماسي السابق إن الدول بحاجة إلى التركيز على أهدافها طويلة المدى مع أوكرانيا وروسيا، وعدم تشتيت انتباهها بالأحداث قصيرة المدى. لكنه شكك في موافقة الرئيس الروسي على ذلك، قائلاً: «ليس هناك شك في أن فلاديمير بوتين يمثل عقبة أمام هذه الرؤية بالنسبة لبعض الدول».

وأضاف كيسنجر إن الحرب لن تكون من المقدر لها أن تنتهي إلا إذا تمكنت أوكرانيا من الحفاظ على استقلالها وحدودها، محمية بعلاقة وثيقة مع أوروبا، بينما يجب على موسكو أن تنظر إلى المخاوف في أوروبا من منظور قدرتها العسكرية، كما يجب أن تكون هناك «محاولات لإدخال روسيا في النظام الأوروبي والدخول في علاقة مع أوروبا، على أساس مُريح كما تم القيام به في نهاية الحرب العالمية الثانية مع ألمانيا».

  • • •

خطاب كيسنجر الافتراضي لمنتدى بلومبيرج للاقتصاد الجديد تضمن بعض النقاط البارزة الأخرى؛ قال إن تحقيق السلام مع روسيا سيكون أكثر صعوبة منه مع الصين لأن «أساس الحوار المفاهيمي لم يوضع بعد». كما شدد على أن اتجاه ألمانيا سيكون حاسمًا داخل أوروبا ودعا قيادتها إلى «تنفيذ السياسات التي تؤدي إلى دمج الاحتمالات الموجودة تحقيقاً لهذا الغرض».

………………..

– النص الأصلي:

https://www.bloomberg.com/news/articles/2022-11-15/kissinger-says-biden-xi-talks-kickstart-bridge-building-effort?srnd=politics-vp&leadSource=uverify%20wall&fbclid=IwAR1YIoRjMHyFNeKk_Xhb0PIouMYDJ0yitFKByLyihslorQFRDgLK44hbE54

ـــــــــــــــــــــ

* كاتبة صحفية ومترجمة مصرية

المصدر: الشروق

 

التعليقات مغلقة.