الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

أحوال الناصرية ومصائرها، في سورية، قياساً بدور السلطة الدائم(*)

«ماذا عن حال الناصريين ومصائر الناصرية في سورية؟»

الدكتور جمال الأتاسي

هذا سؤال يُطرح، ولكن الإجابة عنه جاءت على نحوٍ معين في حديث لصفوان قدسي المُسمى أميناً عاماً لاتحاد اشتراكي عربي(**)، في حوارٍ أجراه معه عماد نداف ونشرته جريدة “الحياة” في عددها الصادر في 18 نيسان/ أبريل الماضي، وهو في حديثه يأتي على ذكر خلافات أيديولوجية وسياسية دارت بين عناصر قيادية في إطار «حزب الاتحاد الاشتراكي العربي» وانقسامات، وهو يأتي تخصيصاً على القول بأنه اختلف معي لأنني كنت ضد العمل الجبهوي ولأننا نفهم الناصرية بطريقتنا الخاصة، وإذ يدور ذلك الحديث المنشور عن وضع «الاتحاد الاشتراكي» والناصريين في بداية السبعينات، أي في مرحلة التعاون مع الحركة التصحيحية، فما هو المقصود اليوم من هذا القول بأنه كان في تصور بعض قيادات حزب الاتحاد، أن الحركة التصحيحية ستلغي حزب البعث وتأتي بالاتحاد الاشتراكي بديلاً عنه.

فلتوضيح هذه الأمور يأتي ردنا، في الوقت الذي سنظل فيه نسأل: أين كانت «الناصرية» وأين تقف اليوم.

قامت الناصرية في حقبة مضت، وهي التعبير الأكثر تقدماً ومضاءً عن حركة نهوض الأمة العربية وعودتها إلى مسرح التاريخ والعلاقات الدولية كأمة، وعن تحرك كتلة شعبية تاريخية عريضة على صعيد الوطن العربي الكبير من مشارقه إلى مغاربه، استنهضها عبدالناصر كما لم يستنهضها غيره وتقدمَ بوعيها السياسي لمصالحها وأهدافها وتحركَ بها على طريق التحرر والتقدم والوحدة. وقد كان لتلك الحقبة التي سيظل يسجلها التاريخ كحقبة نهوض بالأمة وثورة، كان لها معطياتها وإنجازاتها ورموزها وقواها كما كان لها مشروعها المستقبلي للتقدم نحو أهداف الأمة ووحدتها، ولكنها حقبة تفصلنا اليوم عنها مسافة طويلة من التراجع والردة وصلت بنا إلى هذا القاع من التعثر والضياع.

إنه ليس الحنين إلى ما كان، ولكننا وفي الرد على هذا الواقع المتعثر، نلمس فعلياً بوادر وعي ناصري جديد في العديد من المجتمعات والمواقع الشعبية العربية، وتجد تعبيراتها في المواقف التي تتخذها طلائعها الثقافية والسياسية، التي وهي تنشُدْ طريقاً للخروج بالأمة من أزماتها المستعصية، لا نرى طريقاً للتقدم من جديد، إلا الإمساك بمشروع وحدوي نهضوي ما هو إلا التجديد للمشروع الناصري واستنهاض حركة الشعوب بدءاً من تحرير إرادتها بالتغيير الديموقراطي والتواصل مع ما انقطع من التحرك نحو أهداف الأمة. ثم إن للناصرية اليوم في أرجاء الوطن العربي ومجتمعاته، قواعدها الشعبية وأحزابها وتجمعاتها، ولكنك إذا ما أردت أن تتلمس أحوالها أو تبحث عن مصائرها، فإنك لن تجدها في مواقع الحكم واحتواءاته، وإنما تجدها بالضرورة في المعارضة.

مساعدات النظام:

تصغر الناصرية وتتضاءل ويصغر الناصريون كثيراً، بل وتتهافت السياسة والالتزام السياسي ولا أقول أكثر، عندما نأتي لنبحث عن المصائر أو نتعقب الأحوال في تلك الأطر والأطوار لدى تلك المجموعة المحسوبة على الناصرية تسميةً، هذا في الوقت الذي يعرفُ الجميع كيف صنعت حزبها، وكيف يعاد وضعها وإنتاجها وإنتاج قياداتها وزعاماتها، ثم ما لها وما لنا وهي تقول كل يوم بأن ليس لها من انتماء أو نسب، إلا للمدرسة الفكرية والسياسية للنظام السائد، وبما يقدمه النظام لها من منح ومن وظائف في الدولة ومن كوتا في القوائم الانتخابية والنيابية تتكسب بها أعضاء ومنتسبين لها.

وما كانت أمورها وخلافاتها وتنافساتها على الزعامة لتعنينا في شيء، ولا كان يعنينا الرد على ما جاء في هذا الحديث من دعاوى وادعاءات لولا أنه جاء على مغالطات وعلى عرض للوقائع يجافي الحقيقة ولا بد من تفنيد هذه الأضاليل، لأنها وهي تنتشر في مثل هذه الجريدة الواسعة الانتشار، يمكن أن يأخذ بعض المتابعين والمتعقبين، بما ورد وكأنه الحقيقة، فلا يُجهدون أنفسهم في التحقيق وكشف التزوير.

فهذا الزعيم الصاعد أو الذي جرى تصعيده في مراتب القيادة الحزبية إلى القمة بعد أن بـزّ سابقيه وتغلب عليهم الواحد تلو الآخر، وبمقدار ما أبرز من ولاء وقدم من مدائح وتعظيمات، ما شأنه وشأني ليزج باسمي في معمعان هذه المنافسات الرثـة وليقول إنه خالفني واختلف معي، من حيث أنني كنت ضد العمل الجبهوي، ومن حيث أنني أفهم الناصرية بطريقة خاصة أما هو فيفهمها بطريقة جديدة، وأية جديدة! فصفوان قدسي هذا لم يكن له من وجود في حزبنا ولا من انتماء لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي، ولم يسبق أنه كان لي معه أي تلاقٍ أو جدال حول الجبهة والعمل الجبهوي، في أي موقع حزبي أو لقاء أو مؤتمر، كل ما عرفته عنه بداية أنه كان موظفاً دؤوباً في وزارة الثقافة ومجلة “المعرفة” حين جاء فوزي الكيالي عام 1971 وزيراً للثقافة عن حزبنا حين قام تعاون بين حزبنا والحركة التصحيحية ولم أعرف له نسباً حزبياً وقتها.

كل ما في الأمر أنه عندما قام خلاف بيننا وبين النهج الذي كرسه النظام وقرر حزبنا في مؤتمره السادس الانسحاب من جبهة النظام والعودة إلى صفوف المعارضة، وأسقط فوزي الكيالي وشلتهُ المتعاملة مع الأجهزة، ومن كل المواقع الحزبية، لعل صفوان قدسي، وبحكم رابطته الوظيفية بالوزير ولا أقول بغيره، كان من جملة من لملمتهم شلة فوزي الكيالي ليقيموا بمساندة النظام حزباً بديلاً يحمل الاسم نفسه ويحتل الموقع الذي تخلى عنه الحزب في جبهة النظام.

وزارة الثقافة:

هناك واقعة ذات دلالة عما كانت تجري عليه الأمور، أريد تذكرةْ ذلك المتقول بها وإن لم تنفعه الذكرى. ففي أوائل ربيع عام 1973 الذي يزج صفوان قدسي نفسه في الحديث عن وقائعه، كانت هناك أزمة ثقة بيننا وبين قيادة حزب البعث في إطار مشاركتنا في العمل الجبهوي. وإذ بدأ النظام يضيق ذرعاً بنشاطاتنا العامة وبمواقفنا المستقلة والمميزة في إطار تعاوننا الجبهوي، وأمام استعصاء قياداتنا الفعلية عن الاحتواء والاتباع، أخذت أجهزة النظام تمارس ضروباً من الاختراق والاندساس بقصد تكوين مجموعة مرتبطة داخل الحزب، تتهيأ لتحل محلنا إذا ما تأزمت الأمور، وقد تأزمت بالفعل عندما وقفنا في معارضة الصيغة التي فرضتها القيادة القطرية للبعث للدستور الدائم وقاطعنا الاستفتاء على ذلك الدستور.

يبدو أن فوزي الكيالي كانت له ارتباطاتٌ مسبقة، وكنا نجهلها، مع أدوات النظام الحاكم ولكنه بات واضحاً ومنذ بدايات التعاون الجبهوي أن الكيالي صار أقرب إلى توجهات السلطات منه إلى توجهات حزبه، وهكذا فإننا وفي طورٍ من أطوار المشاركة والتعاون، وإذ بات علينا أن نسمي عضواً آخر من حزبنا إلى جانبي في القيادة المركزية للجبهة وأن نسمي وزيراً ثانياً في الحكومة المعاد تشكيلها، فقد حاولوا التدخل وممارسة ضغوط علينا لنقدم فوزي الكيالي ممثلاً لحزبنا في قيادة الجبهة وواحد آخر من شلة الكيالي المرتبطة للوزارة، ورفضنا التدخل.

وكان أن سمى حزبنا الأستاذ «راغب قيطاز» لعضوية القيادة المركزية للجبهة، وسمى الاستاذ «محمد عبدالمجيد منجونة» وزيراً في الحكومة لما للاثنين من رصيد حزبي وخلقي. وهذه كانت واحدة من القضايا التي زادت في أزمة علاقاتنا مع النظام.

وفي ذلك الربيع المذكور، صارت وزارة الثقافة التي يتربع عليها الكيالي، مركزاً لإدارة عمليات الاختراق وترتيب الاتصالات وتشكيل البدائل، وفي غمرة تلك التحركات المريبة كان أن تطوع صفوان قدسي من عنده في يوم من الأيام وذهب لعند صديقي الصدوق المرحوم عبدالكريم زهور، والذي كان استاذاً له وهو طالب في الفلسفة، ليُعلِمه بمجريات الأمور، لعله يُحذرُني مما يُحاك هناك ويُدار من وراء الظهر، كما جاءني غيره من موظفي الوزارة، ليُعلِموني بما كان يجريه الكيالي من اتصالات وما كان يتلقاه من رسائل وتوجيهات وبخاصة من المرحوم “عدنان دباغ” الذي كان على رأس الأجهزة الأمنية ذلك الحين. ومرت الأيام، وحلت القطيعة، ولم يعد لي بعد هذه الواقعة، إلا أن استغرب ما بلغني من أن الكيالي قد نسبَ من نسبَ من موظفيه إلى حزبه وبينهم صفوان قدسي وسماه أميناً لفرع دمشق ليتدرج من بعدها صعوده.

ولكن القدسي يتحدث أيضاً عما يسميه حقائق يقول إنه عرفها حق المعرفة ويعّلمُها علم اليقين، من أنه كان في تصورات قياداتنا عند تعاوننا مع الحركة التصحيحية، التطلع إلى إلغاء حزب البعث ليأتي اتحادنا الاشتراكي بديلاً.

لا رد عندي على مثل هذه الدعاوى السخيفة والباطلة، وإذا كان لأحد أن يقول بأنه علِمَ بها أو سمِعَ عنها، فمن خلال الأجهزة وما كانت تبثه بعض أجهزة النظام ضدنا ولمحاصرة نشاطات حزبنا وما كانت تطالب به من حرية العمل السياسي والحزبي في المجتمع، وأن تقوم تعددية سياسية حقة تنبع من المجتمع، وأن يتكرس دستورياً المبدأ الديموقراطي الجوهري في تداول السلطة فلا تكرس أبدياً لصالح فئة بعينها، وهذا ما أخذت بعض الأجهزة والعناصر تدس عليه وتحرض ضده وكأنه يعني أننا نرشح أنفسنا وحزبنا كبديل أو تطمع بأن تكون بديلاً، وهكذا فما كان لنا إلا أن ننسحب ونُخلي الساحة لمثل هذه البدائل.

ومصائر الناصرية هي في مصائر هذه الأمة، وما تاريخيتها هنا في سورية أو هناك في مصر، مصر عبدالناصر التي كانت وتبقى المرجعية والمنطلق، أو لدى كل شعوب الأمة العربية وأوطانها، إلا تاريخية إنبعاث أمة ونهوضها وتاريخية حركة شعوب أمة تقدمت على طريقها، هذا عندما يُكتب التاريخ أو يُقرأ التاريخ على طريقة أو حسب تعبير محمد حسنين هيكل بوعي وإنصاف ومن غير تحريض أو تزويـر.

أو كما قال عبدالناصر بهذا الصدد في خطبته الأخيرة قبل الغياب: “… وليست تعنينا في ذلك شهادة أي فرد وإنما تعنينا في ذلك شهادة التاريخ مبرأة من العقد ومن الأهواء ومن التحزب والنسيان“. ونحن اليوم أمام حملات مركزة جديدة ضد الناصرية وتجربة عبدالناصر، من أعداء هذه الأمة وأعداء وحدتها وتشويه كبير لتاريخها ومسارها، تحسباً من صحوة ناصرية جديدة لشعوب الأمة، ولا بد من التصدي وفضح مقاصدها وأضاليلها.

تاريخية الناصرية:

أما القول بأن لي طريقتي الخاصة في فهم الناصرية فهذا كلام لا معنى له، فما كان فهمي للناصرية إلا كفهم أي مُفكر عمل على وعي واستيعاب تجربة عبدالناصر ومعطيات تلك الحقبة التاريخية وما قدمت من مرتكزات لنهوض الأمة وتقدمها، كما ظل متمسكاً بمشروع عبدالناصر النهضوي وتجديد هذا المشروع، وعملتُ وأعمل مع كل العاملين في المجال القومي ويحملون مثل هذه التطلعات، لتكوين الأداة والحركة التي تحمل مثل هذا المشروع وتناضلُ وتدفعْ على طريق تحقيق أهدافـه.

أما عن تاريخية الناصرية في سورية، ومدخلي إليها، فلقد جئت إلى الناصرية من “حزب البعث” ولقد كنتُ من صانعي ذلك “البعث” الذي حمل في الأربعينات والخمسينات مِشعلَ التحرر والوحدة. وقد جئتُ إلى الناصرية عندما وجدتُ في عبدالناصر وما نهض له الفرصة التاريخية التي أتيحت للأمة للتقدم بها على طريق وحدتها، وليس لنا في أن نُفوّت على الأمة هذه الفرصة، ولقد وجدتُ في الناصرية وقيادة عبدالناصر امتداداً للبعث الذي كنتهُ وقومية حزب البعث وتجاوزاً لها وتقدماً عليها في آن، من حيث الممارسة، ومن حيث وضع الشعارات والأهداف في إطار استراتيجية للتقدم على طريقها وفي إطار مشروع متكامل للنهوض بالأمة لمواجهة أعدائها ومعوقات نهوضها ووحدتها. ولقد فهمتُ الناصرية أول ما فهمتها في سورية وتعاملت معها عندما اكتشفتها في حركة الجماهير الكبيرة التي هبت وثارت ضد الانفصال وقامت تنادي بعبدالناصر وإعادة الوحدة مع مصر عبدالناصر، اكتشفتُ في خطاب عبدالناصر والنهج الناصري في التقدم بالوعي القومي لشعوبنا، وهكذا فإن التمسك بالنهج الناصري التقدمي والقومي والنضال من أجل تجديد الوحدة بين سورية ومصر كانا وما زالا من خصوصيات الحركة الشعبية الناصرية، إذا جاز لنا أن نسميها خصوصيات.

وبالتآزر مع تلك الحركة الشعبية الصاعدة ضد الانفصال، ومع فصائلها وتعبيراتها السياسية المتعددة، عملنا ضد الانفصال، ثم من أجل توحيد فصائلها وقياداتها في تجمع سياسي وفي تموز/ يوليو عام 1964 قام “الاتحاد الاشتراكي العربي السوري” في محاولة لإيجاد تنظيم وتعبير سياسي موحد عن الحركة الناصرية في سورية. وذلك كان مدخل آخر لي في قيادة الحركة الناصرية.

لقد كتبنا الكثير عن تاريخية وتطورات تلك الحركة وما آلت إليه أحوالها، وإذا كان لنا أن نعود ونكتب اليوم، وأمام انسداد الآفاق والرؤية المستقبلية، فلنضع تجربتنا وعثرات طريقنا أمام جيل عربي ناصري جديد ومُجدد، جيل مستعصي على احتواءات الأنظمة وإخضاعاتها يقوم ويمسك بالمشروع ويتقدم…

    الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي

    الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي في سورية

ـــــــــــــــــــــ

(*) رد الدكتور جمال الأتاسي المنشور في صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 30 أيار/ مايو 1999 على تلفيق صفوان قدسي المنشور بنفس الصحيفة بتاريخ 18 نيسان/ ابريل 1999 وبخط أحد أبوق النظام المدعو عماد نداف.

(**) “حزب الاتحاد الجبهوي” بشكله الأخير المتمثل بـ”صفوان القدسي”، تلخص تطوره منذ انشقاقه عن «حزب الاتحاد الاشتراكي العربي في سورية» عام 1973 بشلله وانقساماته المتتالية، وبتدهور وضعه التنظيمي والسياسي، وواجه بداية أزمة الثمانينات مأزقاً حاداً- أضيف لأزماته الدائمة- نتج عن اتهام النظام لأمينه العام- الذي سماه حافظ أسد- فوزي الكيالي بالتعاطي مع الإسلاميين، ورفض أمينه العام الجديد في تلك الفترة أنور حمادة “الذي كان قومياً وأحد قادة انشقاق 1953- 1954 في جماعة الأخوان المسلمين” التوقيع على مرسوم حل النقابات المهنية والعلمية، ولم يؤدِ قسَم الوزارة. واستمر التخبط التنظيمي في هذا الاتحاد الجبهوي إلى عام 1985 حين تدخل حزب البعث ممثلاً بأمينه العام المساعد، وأشرف على عقد مؤتمر عام توحيدي لحزب الاتحاد الجبهوي سمى فيه صفوان قدسي أميناً عاماً، وهو ينحدر في أصوله من حركة القوميين العرب، إلا أنه لم يصل فيها إلى أكثر من عضو رابطة، غير أن حزب قدسي واجه انشقاقات حادة لم تتوقف، ونزيفاً هائلاً في العضوية، وشكلَ ما تبقى من كتله المحدودة، تنظيمات أو كتل تحمل اسم حزب الاتحاد الاشتراكي العربي نفسه، أو اسم حزب الاتحاد- المكتب السياسي أو لجنة القواعد أو الحزب الاشتراكي العربي الناصري، أو حزب التجمع العربي الديموقراطي. وأخذت الانشقاقات والتصدعات كلها شكل هجوم عاتٍ على القدسي، ونشرَ المنشقون بيانات ورسائل علنية بهذا الصدد تنزع عنه الشرعية، وتُوجه له أقذع الاتهامات وأكثرها عاميةً وابتذالاً، ما دهور سمعته زيادة على سمعة حزبه المتدهورة أصلاً، وحوّله في منظور كثير من أعضائه لمجرد شبح أسدي متماوت للحركة الناصرية يضم متعيشين من “السياسة” لصالح نظام الاستبداد في سورية. [المحرر]

التعليقات مغلقة.