الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

سوريا الأسد عاصمة الكبتاغون

العميد الركن أحمد رحال *

أولاً: واشنطن تقرع ناقوس الخطر والأردن يصرخ بالصوت العالي

عندما يقول السيناتور الديموقراطي, “بوب مينينديز”: إن حزب الله وإيران حولوا سوريا لـ “بلد مخدرات” و”مصانع كبتاغون”, وإن نظام الأسد حول سوريا إلى “دولة مخدرات” للتحايل على العقوبات الغربية, وإن الأسد لن يفلت من العقاب.. فهذا يدلل وبما لا يدع مجالاً للشك أن الوضع السوري بنظر الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، بما يخص جرائم تجارة المخدرات وحبوب الكبتاغون وأثرها على دول الجوار، قد وصلت لمرحلة الخطر, وباتت تلك السموم مصدر تهديد للمنطقة والجوار وللغرب أيضاً، وإطلاق الولايات المتحدة عبر الكونغرس الأمريكي لهذا التصريح, يعتبر ناقوس خطر قُرع في واشنطن لكن صداه سيتردد بأكثر من عاصمة غربية وإقليمية وعربية, وستكون هناك إجراءات بحق منظومة الأسد وحلفائه.

سبق هذا التصريح, الصوت العالي الذي رفعه الملك عبد الله الثاني ملك الأردن, وعبر فيه عن مخاوف الأردن من خطورة التغلغل الإيراني وميليشياته الحليفة في الجنوب السوري وعلى الحدود السورية_ الأردنية, بعد تراخ روسي أعقبه انسحاب جزئي, جعل من منطقة الجنوب السوري ساحة مباحة للحرس الثوري الإيراني ولميليشيات حزب الله, مع كل الأدوات الوليدة التي تم تفريخها بالجنوب وتعمل ضمن فلك الأجندة الإيرانية, إضافة لخطورة شريك حزب الله الأساسي بتصنيع ونقل وترويج المخدرات, اللواء ماهر الأسد وفرقته الرابعة التي أصبحت تأتمر بتعليمات الضاحية الجنوبية وطهران أكثر بكثير مما تأتمر بتعليمات وزارة دفاع الأسد التي يُفترض أنها تتبع لها, والتاريخ يذكر أن الملك الأردني عبد الله الثاني كان قد حذر منذ عام 2004 مما سمّاه “الهلال الشيعي” في حديث لصحيفة “واشنطن بوست” أثناء زيارته الولايات المتحدة الأميركية، ونبه حينها لخطورة المشروع الفارسي والهلال الشيعي الذي تعمل عليه إيران في المنطقة العربية.

وكلام العاهل الأردني لم يأت من فراغ, بل بناءً على معطيات وتقارير عسكرية واستخباراتية داخلية, إضافة لتقارير ورصد قوات مكافحة المخدرات الأردنية التي باتت منشغلة يومياً بملاحقة وتتبع شبكات تهريب المخدرات والاشتباك معها, وتفيد تلك التقارير التي صرح بجزء منها بعض الوزراء والقادة في الأردن, أن عصابات وشبكات التهريب من الجانب السوري باتت تعمل تحت ظل أجهزة استخبارات الأسد ومحمية من قبل قادة ميليشيات إيران وحزب الله.

كيف أُدخلت صناعة وزراعة المخدرات إلى سوريا؟

حول علاقة نظام الأسد وحزب الله بزراعة وتصنيع وتجارة المخدرات يقول العميد الركن أسعد الزعبي المنشق عن جيش النظام: بدأ قادة نظام الأسد العمل بزراعة وإنتاج وتسويق المخدرات منذ ثمانينات القرن الماضي, عندما كان كلّ من اللواء علي دوبا (المدير التاريخي للاستخبارات العسكرية السورية), واللواء إبراهيم الصافي (شغل عدة مناصب أساسية بجيش الأسد آخرها نائب وزير الدفاع), يشرفان على زراعة الحشيش في منطقة بعلبك ومناطق البقاع اللبناني في فترة الاحتلال السوري للبنان, وكانا يتشاركان الأرباح مع زراعها, وفي عام 1988 تم نقل بعض مزارع الحشيش إلى سوريا في منطقة السبع بيار وبير التيس (شرق مطار السين العسكري 40 كم) عبر اللواء علي مملوك (شغل عدة مناصب, رئيس الاستخبارات الجوية, رئيس أمن الدولة, مدير مكتب الأمن القومي, نائب الرئيس للشؤون الأمنية, مشرف ومكلف بالبرنامج الكيماوي في سوريا, ويُعتبر الصندوق الأسود لنظام الأسد), وتم إدخالها وزراعتها تحت عنوان “مواد للاختبار في مراكز البحث العلمي”, كستار لتغطية الغاية الأساسية منها وهي إنتاج المخدرات, ويتابع العميد الزعبي: للعميد أحمد عبود رئيس فرع تحقيق الضباط 293 (صهر العماد علي دوبا والمرشح الأكبر حينها لمناصب عليا بالاستخبارات السورية) دور كبير بترويج المخدرات, لكن تم تسريحه بعد الإحراج الذي تسبب به لـ “نظام الأسد” عندما ضٌبطت له شحنة مخدرات في معبر نصيب كانت بطريقها للمملكة العربية السعودية.

المخدرات والاقتصاد البديل لـ”محور المقاومة”:

مع فرض الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة من العقوبات الاقتصادية طالت صميم منظومات قيادة إيران ونظام الأسد وحزب الله, ومعها شحت الموارد المالية, ولم يعد بمقدور إيران ضخ مليارات الدولارات لأدواتها في سوريا ولبنان, ومن ثم توقفت الحقائب الضخمة المحشوة بملايين الدولارات التي كانت تصل للضاحية الجنوبية ببيروت عبر مطار رفيق الحريري الذي تسيطر عليه أجهزة أمن حزب الله, وما قاله حسن نصر الله يوماً متفاخراً به على شاشة قناة “المنار” لم يعد ممكناً, حيث قال: (يا عمي منقولها على راس السطح, نحنا خبزاتنا وشرباتنا وسلاحنا وذخيرتنا ومعاشاتنا من إيران, وطالما فيه فلوس بإيران نحنا عنا فلوس).

ما لحِقَ بحزب الله من ضعف تمويل ميليشياته في لبنان, طال كل أدوات إيران في سوريا أيضاً, وكذلك نظام الأسد, الذي خرجت من حساباته أموال السلة الاقتصادية السورية المتمثلة بالنفط والقمح والقطن الموجودة بالجزيرة السورية, بعد سيطرة قوات سوريا الديموقراطية عليها (بإشراف أمريكي), وكان لابد من اقتصاد بديل, فكان التوجه نحو المخدرات من حيث زراعتها وتصنيعها وتسويقها وتهريبها.

منظومة مخدرات حزب الله اللبناني:

تم رصد الإحداثيات الدقيقة لمعامل الكبتاغون التابعة لحزب الله والنظام على الحدود اللبنانية السورية وفي دمشق ومحيطها وأيضاً في الجنوب السوري. في محافظة درعا، في الجنوب السوري، هناك ثلاثة معامل لتصنيع الكبتاغون أقامها حزب الله:

المعمل الأول حيث قام منذ ثلاث سنوات بنقل مكابس الكبتاغون إلى قرية خراب الشحم في ريف درعا, ويدير هذا المعمل المدعو “أبو سالم الخالدي” ويعاونه بالمهمة المدعو “أبو خلف”.

المعمل الثاني تم وضعه في مدينة نوى في أحد مطاحن حبوب القمح بالبلدة للتمويه ويديره المدعو “عماد حمدان”.

المعمل الثالث يقع في منطقة اللجاة شمال محافظة السويداء, ويدير المعمل المدعو “حسين رويضان” أحد أعضاء حزب الله اللبناني, ومنتوج هذا المعمل يُهرّب مباشرة إلى الأردن عبر معبر “نصيب” الحدودي, وعبره تُنقل شحنات المخدرات إلى دول الخليج بواسطة عناصر حزب الله بعد أن يتم تجميع تلك الشحنات بمنطقة “مزيريب” بريف درعا.

في دمشق, هناك منشأتان أساسيتان: المنشأة الأولى مؤسسة “أوبري” للأدوية الواقعة تحت سيطرة حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة التي يقودها اللواء ماهر الأسد “شقيق بشار الأسد”, والمنشأة الثانية في مدينة “عدرا العمالية” شمال العاصمة دمشق, ويديرها المساعد أول “حيدر علي بادي” من محافظة اللاذقية, ويعاونه المدعو “أبو علي مصطفى”, وتتم فيها عملية تغليف حبوب الكبتاغون المنتجة, والإنتاج في تلك المنشأة وصل لعشرة آلاف حبة كبتاغون يومياً, أما مهمة تصريف المخدرات المنتجة فتقع على عاتق مركز “يعفور” (على طريق بيروت دمشق) التابع للمكتب الأمني بالفرقة الرابعة, الذي يقوم بنقل تلك المخدرات بالداخل السوري أو عبر الحدود إلى لبنان ثم للخارج بالتعاون مع حزب الله اللبناني عبر المدعو “أبو رضوان” الملقب باقتصادي حزب الله. (تقرير للحدث)

بلدة “جرمانا” الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي, تحتل المركز الثاني بعد القلمون بإنتاج حبوب المخدرات, وتدير معاملها ميليشيات الدفاع الوطني بالتعاون مع أجهزة أمن النظام, وأهم معامل المخدرات فيها يقع على طريق جرمانا- المليحة, ويديره القيادي بمليشيات الدفاع الوطني “خالد نصر الدين”, المعمل الآخر يقع في حي التضامن, شارع نسرين, وتديره مجموعة مكونة من “طارق تيسير صليبي” ويعاونه أخوه “أحمد تيسير صليبي” وسليمان الصقر, والمعمل الثالث يقع بين حي التضامن وبلدة يلدا جنوب شرق دمشق.

صراع أجهزة الأمن: الاستفراد بالسيطرة لا المنع!

أجهزة أمن الأسد تخوض صراعاً مريراً مع مجموعات حزب الله حول تجارة المخدرات, لكن ليس لوقفها أو منعها, بل لمحاولة الاستفراد بالسيطرة على تجارتها والاستفادة من أموال عائداتها, لكن حزب الله هو الأقوى حتى في سوريا, لذلك تفشل كل أجهزة أمن الأسد بوقف نشاطات الحزب بما يخص إنتاج وترويج ونقل المخدرات بالداخل السوري, وساعده بذلك سيطرة الحزب على كافة معابر لبنان البرية والبحرية والجوية, والتي أعطته أريحية ومناورة عالية بنقل المخدرات من وإلى لبنان وإلى خارج لبنان, ونتيجة علاقة حزب الله باللبنانيين المغتربين من أنصاره, استطاع الحزب الارتباط مع كارتيلات تهريب وتجارة المخدرات في إفريقيا وأمريكا الجنوبية إضافة لارتباطه مع شبكات تبييض وغسيل الأموال.

إنتاج وتصنيع المخدرات وحبوب الكبتاغون في الساحل السوري, هناك “معمل البصة” الذي يشرف عليه سامر الأسد (ابن عم بشار الأسد), ومعمل آخر في منطقة “دوير الشوا“, ويديره ابن عم بشار الأسد أيضاً المدعو وسيم الأسد, ووسيم وسامر الأسد وجميل فواز الأسد لهم ارتباطات وثيقة بتاجرَي المخدرات اللبنانيين “نوح زعيتر” و”أبو سلة” المقربين من حزب الله, ويتم تصريف المخدرات المنتجة بالساحل عبر ميناء اللاذقية إلى الدول المستهدفة, بطرق ليست مباشرة, فقد تذهب شحنات المخدرات لدول إفريقية أو آسيوية ومن ثم تعود لوجهتها المستهدفة خاصة بالخليج.

في حلب هناك معمل يقع في منطقة “الشيخ نجار” في مبنى معمل الكرتون الذي يُتخذ ستاراً لإنتاج وكبس حبوب الكبتاغون, ويدير المعمل المدعو “عبد اللطيف حميدي”, وتعتبر مناطق عفرين والراعي الخارجة عن سيطرة نظام الأسد من أهم المناطق التي تستهدفها تجارة الكبتاغون لنقل المخدرات إلى تركيا, بعد شراء خطوط تهريب عبر مجموعات فاسدة من الجيش الوطني, وفي منطقة عفرين هناك المدعو “م. س” الذي يُعتبر الرأس الأكبر بعملية تأمين نقل تلك المخدرات وترويجها.

في ريف حماة هناك معمل أيضاً في منطقة “السقيلبية”, وهو معمل “القاطرجي” لإنتاج وتجهيز حبوب الكبتاغون ويديره حسام القاطرجي المقرب مع إخوته من رأس النظام بشار الأسد.

ثانياً: شبكة الطرق ومواقع التصنيع والأشخاص المرتبطون بالأسد

هذا كشفٌ لآليات عمل عصابات المخدرات التي تستهدف دول الجوار السوري والخليج بالدرجة الأولى، والملتصقة التصاقاً شديداً ببنية السلطة الأسدية في مرجعياتها وارتباطاتها، إنه نشاطها الذي يستفيد من التسهيلات الحكومية ويتحالف معها.

كيفية نقل وتهريب المخدرات:

توجد ثلاث نقاط أساسية على الحدود اللبنانية السورية يقوم من خلالها حزب الله بنقل حبوب المخدرات أو المواد الأولية من وإلى سوريا, وتقع في مناطق الزبداني, مضايا, القصير.

ويؤكد “العميد الزعبي” أن ضبط حدود الأردن مع سوريا فيه صعوبة بالغة, خاصة مع وجود عصابات ومجموعات إرهابية وشبكات متعاونة مع حزب الله والفرقة الرابعة وأفرع مخابرات الأسد, تنتشر تلك الخلايا في مناطق درعا والسويداء وريف دمشق, مع وجود أنفاق تم تجهيزها في منطقة نهر اليرموك بقرى نهج ومزيريب وزيزون وتل شهاب, التي باتت مئات الهكتارات من أراضيها تُزرع بحشيشة الكيف, أو تنتِج حبوب الكبتاغون في معاملها الثمانية الموجودة بتلك المنطقة, بإشراف مباشر من حزب الله والفرقة الرابعة (عبر مندوبها العميد غياث دلة المشرف على تجارة وزراعة المخدرات في الجنوب السوري) ونتيجة سياسة الترغيب والترهيب وأمام الضائقة الاقتصادية التي يعيشها السوريون في عموم مناطق نظام أسد, أصبحت المخدرات مصدر رزق الكثير من أهالي مناطق أرياف درعا والقنيطرة والسويداء وريف دمشق, والبعض تتمركز أعمالهم بإنتاج المخدرات في مناطق اللجاة أو منطقة زاكية, ويتم تهريب المخدرات من خلال المعابر الرئيسية (معبر نصيب, معبر خربة عواد شرقاً), أو من خلال معابر غير الرئيسية حيث الكثير منها في الشرق (قريه الدفيانة وريف المفرق الشرقي) حيث توجد قرى البدو وغالبيتهم ممن يعملون بتلك التجارة.

حزب الله حوّل القلمون الغربي لمنطقة صناعية ضخمة لإنتاج المخدرات:

تنتشر مناطق زراعة حشيشة الكيف ومعامل إنتاج الكبتاغون شمال القصير بحدود 10كم قرب طريق حمص طرطوس, وجنوباً وصولاً للقلمون الغربي, وحتى ريف دمشق الغربي في مناطق زاكية ونبع الفوار ونبع الصخر, وتصل حتى غرب درعا في مناطق نهر اليرموك, وغدت كل تلك المناطق مزارع للمخدرات ومعامل لإنتاج الكبتاغون, وأصبحت أعداد مزارع الحشيش ومعامل الكبتاغون في القلمون الغربي خاصة وفي سوريا عامة لا تعدّ ولا تُحصى, إن كانت بإشراف حزب الله أو الفرقة الرابعة أو أجهزة مخابرات الأسد, والمعروف أن ميليشيات حزب الله تركز نشاطها بشكل أساسي على المعابر غير الشرعية الممتدة بين سهل البقاع اللبناني وجرود القلمون الغربي في أرياف دمشق.

الطرق الرئيسة لتهريب المخدرات عبر الحدود اللبنانية هي:

هناك أربع طرق رئيسية تخرق الحدود بين البلدين من جهة القلمون الغربي، تعتمدها ميليشيا حزب الله في عمليات تهريبها المتنوعة، إضافة لوجود معابر أخرى في المنطقة ذاتها، لكنها أقل نشاطاً.

1-  طريق رنكوس: أحد الطرق التي يعتمدها حزب الله بشكل رئيسي في تهريب شحناته، يبدأ من بلدات سهل البقاع اللبناني القريب من الحدود السورية، والذي يُعدّ من أبرز المناطق الحاضنة لميليشيا حزب الله، ومنها إلى مزرعة الدرة في جرود رنكوس، ثم إلى سهل رنكوس والمدينة.

2-  طريق الطفيل وعسال الورد: يبدأ الطريق من منطقة رأس الحرف في سهل البقاع اللبناني، ومنها إلى منطقة “المبحص” حيث أقامت ميليشيا حزب الله معبراً غير شرعي فيها، وقامت بتعبيده مؤخراً، ومن المعبر إلى قرية طفيل عبر منطقة الجوزة في الجرود الحدودية، ثم إلى عسال الورد.

3-  طريق فليطة: يمر من قرى البقاع اللبناني، ومنها إلى فليطة من جرود المنطقة بالقرب من منطقة الثلاجات.

4- طريق قارة: يبدأ من معبر الزمراني الحدودي بين سوريا ولبنان، وهو معبر رسمي، اتخذ منه حزب الله اللبناني معبراً لتهريب بعض شحناته، يمر عبر جرود قارة عند منطقة ميرا وصولاً إلى البلدة.

واسطة التهريب الأساسية لنقل شحنات المخدرات بين سوريا ولبنان من قبل حزب الله هي شاحنات البرادات المغلقة, وتتناوب على حمايتها ميليشيات حزب الله في لبنان والقلمون الغربي, أما في باقي المناطق السورية فتتم مرافقة الشحنات من قبل الفرقة الرابعة بجيش الأسد وبعض أجهزة المخابرات السورية.

مهمة تصريف البضاعة توكل إضافة لميليشيات الدفاع الوطني إلى عدة تجار ومتعاونين مثل عائلة “سوسق” في رنكوس, و“حسن دقو” في قرية الطفيل, “فؤاد قطيمش” في بلدة عسال الورد ومحيطها, وفي بلدة فليطة تاجر من عائلة “نقرش”, وفي يبرود تاجر يدعى “سعد زقزق”. (صوت العاصمة)

مواقع معامل تصنيع المخدرات:

بتقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن وهو خاص بالمخدرات في سوريا ولبنان يؤكد فيه أن هناك نحو 14 معملاً لتصنيع المخدرات من قبل حزب الله قرب الحدود اللبنانية بريف دمشق، هي:

ثلاث معامل في سرغايا

معملان في كل من رنكوس وعسال الورد والجبة

معمل واحد في كل من تلفيتا وبخعة والطفيل ومضايا والصبورة

وتنطلق شحنات “المخدرات” من منطقة بعلبك في لبنان، إلى جرود القلمون ثم إلى محافظة السويداء في الجنوب السوري، بحماية مجموعات مسلحة تابعة لحزب الله اللبناني، ويجري تخزين “المخدرات” ضمن مستودعات، ثم اختيار الوقت المناسب لعملية التهريب إلى الأردن أو بيع تلك المخدرات ضمن المحافظة كونها تشهد حالة من الفوضى وتعتبر أرضاً خصبة لبيع “المخدرات” إلى المروجين.

التصنيع اليدوي للكبتاغون بمنطقة الميادين شرق سوريا:

تتم عملية تصنيع حبوب “الكبتاغون” بشكل يدوي داخل منازل بمدينة الميادين بريف الزور الشرقي، عبر أشخاص مختصين بصناعة تلك الحبوب وتركيبتها الكيميائية، إذ يتم جلب المواد الأولية من لبنان عبر حزب الله اللبناني، ومنها إلى تلك المنازل التي تقع بمنطقة الخانات بأطراف الميادين ومن ثم يتم تصنيعها بطرق يدوية, الميليشيات المرتبطة بـ “حزب الله” تتجهز لإنشاء معامل جديدة لصناعة حبوب “الكبتاغون” في السويداء ودرعا وبتنسيق مع ضباط في “شعبة الاستخبارات العسكرية” التابعة للنظام.

شخصيات وأماكن التهريب في محافظة السويداء:

توجد عدة مجموعات مسلحة تبعيتها المباشرة وغير المباشرة تكون لـ “حزب الله اللبناني”, يعملون على تهريب المخدرات إلى الأردن, حيث تنشط بعض المجموعات في مكان يسمى (الصفا واللجاه) وهي ذات طبيعة جبلية- صخرية تبعد شرق السويداء مسافة 25 كلم قرب قرية (الشعاب) وهي قرية ذات بيوت متفرقة تبعد عن الحدود الأردنية ما يقارب 10 كيلومترات.

يقود “سعود الرمثان” الذي تربطه علاقة وثيقة بـ “حزب الله” اللبناني، يقوم الحزب بتأمين المخدرات للرمثان وتأمين الطريق له, وهناك أيضاً مجموعة أخرى تعمل تحت إمرة حزب الله اللبناني تسمى “مجموعة العبسات“.

بالإضافة لمجموعة مسلحة في منطقة تسمى “خربة مطوطة” تقع في بادية السويداء ضمن منطقة جبلية فيها الكثير من المغارات والكهوف بقيادة شخص يدعى “غنام الخضير أبو حمزة“, والذي تربطه قرابة برجل أعمال سوري، حيث يقوم حزب الله بإرسال المخدرات لمجموعة “الغنام“, ويتم تحديد أيام الطقس الصعبة مثل المطر والثلج والرياح الشديدة المحملة بالغبار لإدخال شحنات المخدرات والأسلحة لسهولة الحركة ما بين الحدود.

وهناك مجموعة تعمل معهم تابعة للمدعو سعود الرمثان ومجموعة (العبسات), وهم أبناء عمومة من بدو السويداء يقطنون بالقرب من قرية “الشعاب” 10 كيلومترات عن الحدود الأردنية.

بهذا الشكل تتحول دمشق الياسمين ومعظم الجغرافية السورية لدولة مخدرات وعصابات إجرام, وشبكات تهريب, تدرّ على نظام الأسد وحلفائه في حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني مليارات الدولارات المغمسة بدماء وسمعة السوريين, سوريا التي كانت تشتهر بمعالمها وأوابدها الأثرية, سوريا البلد الذي صدر منها أول أبجدية بالتاريخ, تصبح اليوم في عهد آل الأسد, دولة مخدرات ودولة فاشلة تعيث فيها كل الجرائم, وتصبح بلداً موبوءاً بكل ما تعنيه المفردة من معنى.

* محلل سياسي وضابط سابق بالبحرية السورية

المصدر: أورينت نت

التعليقات مغلقة.