الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

كيف أصبحت عجوزًا

أسامة الحويج العمر

 إليكم أيها السادة قصتي التي سأروي لكم فيها كيف أصبحت عجوزًا وأنا لاأزال في ريعان الشباب ، بدأت منذ فترة قصيرة ممارسة هواية قد تبدو غريبة بعض الشيء: بدأت الركض جيئة وذهابا، على امتداد مساحة عمري ابتداء من مروج الطفولة ومرورا بسهول الشباب وغاباتها الخضراء وينابيعها الرقراقة، وانتهاء بمزالق الشيخوخة وجبالها الوعرة الجرداء، ركضت بمنتهى الحماسة والنشاط مفتونا بممارسة رياضة تتيح لي معرفة كافة مراحل حياتي، ظللت على هذه الحال فترة طويلة من الزمن حتى ادركني التعب أثناء عبوري الطرق غير المعبدة لأراضي الكهولة، لكنني عاندت الانهاك بجرأة واقدام وتابعت الركض بقدمين ثابتتين، لكن التعب أصبح سلطانًا ظالمًا في جسدي، ومما زاد من هول المأساة أن انهياري حدث ضمن غابات الشباب الربيعية، وهكذا أدركتني الشيخوخة وأنا لا أزال في ميعة الصبا!

أسامة الحويج العمر

كاتب وقاص سوري مقيم في أميركا، له العديد من المجموعات القصصية والكتب.

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.