الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

كتاب عن تجربة الاختفاء الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي

الناصرة- “القدس العربي”: صدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية كتاب جديد عن تجربة الاختفاء الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي في الفترة الممتدة من 1967 حتى 2022. في هذا الكتاب، تحاول مؤسسة الدراسات الفلسطينية، كما جاء في بيانها، البحث في ظاهرة الاختفاء في فلسطين وتقصّيها وتحليلها، من خلال تناولها من مختلف جوانبها الأمنية والسياسية والاجتماعية والثقافية، عبر كل محطات النضال الوطني الفلسطيني المتعاقبة ضد المشروع الصهيوني الجاثم على صدر الفلسطينيين منذ عشرات السنين؛ وذلك لما لهذا الأمر من أهمية في تأريخ التجربة الفلسطينية على هذا الصعيد، وخصوصاً أن الدراسات والأبحاث والكتب المتوفرة بهذا الشأن نادرة جداً.

وطبقاً لمؤسسة الدراسات الفلسطينية، كان لظاهرة الاختفاء والمطاردة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني دور مهم وأساسي في إبقاء جذوة الصراع مشتعلة، على الرغم من الجهد الكبير الذي بذله الاحتلال وأعوانه للحد من هذه الظاهرة، مستخدمين كل الأساليب والإمكانات الضخمة المتوفرة لديهم تعقباً وراء المناضلين. فالمتتبع لمسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة سيجد بين صفحات هذا الكتاب حضوراً بارزاً وواضحاً لقائمة طويلة من المتخفين الذين “دوّخوا” الاحتلال وكبّدوه خسائر بشرية ومادية كبيرة، ساعدهم على ذلك، في العديد من محطات نضالهم، الدعم والإسناد التنظيميان والاحتضان الشعبي لهم.

وتشير مؤسسة الدراسات الفلسطينية أن مؤلف الكتاب حسن الفطافطة، كاتب وروائي من مواليد بلدة ترقوميا في قضاء الخليل سنة 1961. منوهة أن الفطافطة حائز بكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة بيرزيت، وعضو اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، وقد اعتُقل في سجون الاحتلال ما مجموعه 24 عاماً. صدر له العديد من الكتب الروائية والقصص والدراسات المسحية في الحقل الاجتماعي.

في هذا السياق قال الشيخ موسى جبارين أبو محمود، الملقب بـ “عزرايين”، من مدينة أم الفحم داخل أراضي 48، إنه اطلع على أساليب تخفّي الراحل ياسر عرفات، حينما نشط كقائد فدائي ينظّم صفوف الفدائيين داخل الضفة الغربية، بعد انطلاق حركة “فتح”.

في حديث لـ “القدس العربي” استذكر ذلك بالقول: “يوم جمعة في  01.09.1967 جئت من جهة بيت محمد الطاهر الحسين من اليامون، والمقيم في جنين، والدار لها بابان، فوقفت مقابل باب زجاج فرفض يفتح لي فقلت له: افتح. فقال له ياسر عرفات، الذي كان على موعد مسبق معي: افتح له. دخلت وكنت التقيت عرفات قبل ذلك. فقال لي الرجل: هيئتك فحماوي، ثم تعرّفَ عليّ، وقال أنت ابن فلان .. فعلّقَ عرفات بالقول: أنت لازم تكون قائد التخطيط عنّا في منطقة جنين بدلاً من المهندس الكهربائي أحمد رشيد، الذي خطط لعرفات عملية داخل عملية بالقرب من أم الفحم. تناولنا وجبة الغداء، ولم يكن معنا أحمد رشيد. تناولنا الأرز والملوخية. وقتها علمت أن عرفات كان يتجول بين بلدات الضفة الغربية مجنِّداً الفدائيين، متخفياً كفلاح على ظهر حمار يتجول بين الحقول”.

المصدر: القدس العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.