الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

د- محمد سالم: من برد الشتاء إلى حر الصيف وشح المياه معاناة لا تنتهي

عن أوضاع أهلنا في مخيمات الشمال السوري، وواقع العسف والتخلي الذي وصلوا إليه، ومعاناة السوريين ضمن سكن مؤقت من القماش، وحر الصيف الذي أتى أقسى من برد الشتاء، ودور المنظمات والدول في  الوقوف إلى جانب السوريين المهجرين. كان هذا الحديث مع الدكتور محمد سالم مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق الدعم ACU حيث سألته صحيفة إشراق:

– ماذا عن أوضاع أهلنا في مخيمات الشمال  السوري. وكيف تنظرون إلى واقعهم في سياق قدوم صيف حار وعدم تواجد المتطلبات اللازمة لديهم؟ – وهل من تقصير تجدونه لدى المنظمات المعنية بذلك؟ – وعن الدول ذات العلاقة: هل من خطط لديها لانجاز حالة إنهاء تواجد المخيمات والانتقال إلى السكن العادي لكل المهجرين؟

حيث أكد الدكتور محمد سالم أن “حاجة شمال غرب سورية للدعم حاجة ملحة لعدم وجود أي مقومات أو إمكانيات محلية لمساعدة حوالي ٤ ونصف مليون نسمة منهم واحد ونصف مليون يعيشون في مخميات تكاد تفتقر لشروط العيش الصحي.  معظم المخيمات تم تشييدها بشكل عشوائي والتجمع قرب الحدود بحثًا عن أمان في أماكن تفتقر للبنية التحتية فلا طرقات معبدة ولا شبكة مياه ولا صرف صحي فمن الطبيعي أن تنتشر الأمراض والأوبئة في ظل هذه الظروف المعيشية غير الصحية” ثم قال “عدم وجود بنية تحتية جعل من عملية إيجاد فرص العمل في هذه المخيمات فرصًا نادرة وقليلة، وبالتالي زيادة في المعاناة والفقر والضغوط النفسية. ومعاناة أهلنا في المخيمات مع التقلبات الموسمية للطقس لا تخفى على أحد فمن برد الشتاء لحر الصيف وشح المياه اللازمة للشرب والحاجات البشرية الأخرى.

وتكثر الإصابات بالقمل والجدري وبعض الأمراض الجلدية خاصة لدغ الحشرات وكذلك تزداد حالات الحمى التيفية والتهاب المعدة والأمعاء بشكل كبير. والميزانية المطلوبة لسد الحاجة كبيرة جدًا وبالتالي  التقصير بالاستجابة مرتبط بشكل أساسي بنقص التمويل وسوء الإدارة والتخطيط . فلا نظام إداري موحد يحدد الحاجات بدقة ويوجه دفة الاستجابة بشكل دقيق ولا آلية استجاية موحدة بين المنظمات والمانحين بالإضافة لسوء الدور التنسيقي بين مجموعات العمل العنقودية في مكتب الاستجابة الإنسانية (أوتشا)”. وأضاف: ” قرار إنهاء وجود المخيمات قرار خطير وحذر ويجب التفكير فيه بجدية وبانعكاسات ومآلات هذه التغيرات الجوهرية قي حياة الناس المهجرة قسريًا؛ هل سيؤدي ذلك لتغير ديموغرافي؟ ما هي الانعكاسات على البنية التحتية للمدن المستضيفة؟ ما هي التغيرات الاجتماعية الناتجة عن إزالة المخيمات؟

من أين سيتم سد ثغرة التمويل الكبيرة لإنشاء منازل بدلًا من الخيم؟ وما هو مصير الكتل الاسمنتية المنشأة قي مستقبل سورية القريب، خاصة في حال استقرار المناطق أمنيًا وإمكانية عودة الأهالي لمنازلهم لاحقًا”.

المصدر: إشراق

 

التعليقات مغلقة.