الحرية أولاً , والديمقراطية غاية وطريق

“فضائل القدس”: دراسة تحليلية في المرويات.. والكتب

منى سكرية *        

على ترابها كانت ولادة نبي المسيحيين عيسى، وإليها أسرى نبي المسلمين محمد ومنها عرّج إلى السماء، وعلى ملكيتها تُقاتل جماعات صهيونية بإدعّاء أنها أرض الميعاد. حولها تتكوّر عقائد الأديان، وتُنسَج الوقائع والأساطير. بتوقيتها البدايات والنهايات. لها كُتبت مخطوطات، وأناشيد محبة، ومرثيات بغض، ولأجلها نُثرت النذور، ودماء شهداء. للقدس من  القدسيّة ما حمّلها كُنه الفضائل.

يقول الباحث الدكتور سليمان علي مراد مُحقّق كتاب (فضائل القدس- دراسة تحليلية مع تجميع لنص كتاب “فضائل بيت المقدس” للوليد بن حمّاد الرملي عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية والمكتبة الخالدية في القدس) إن  “للقدس دوراً محورياً في التاريخ الديني يمتد من بدء الخلق إلى نهايته. على سبيل المثال، هناك معتقدات (يقصد عند المسلمين) أن صخرة القدس ستكون موقع يوم القيامة، وأن الكعبة يومئذ يؤتى بها إلى القدس” (ص 7).

                                     ***

وننقل عمّا قاله المطران جورج خضر من أن “القدس ليست مدينة تاريخية، لكنها إلهيّة، لكونها المكان الذي خاطب الله فيه الإنسان بالأنبياء القدامى، ولكونها موطئ قدم المسيح” (من محاضرة له في مؤتمر “القدس الآن” في بيروت العام 1999). أما القس الإنجيلي سهيل سعود فيذكر في كتابه “القدس في الفكر المسيحي”- دار منهل الحياة: “يُخبرنا الإنجيل المقدس، أن أرض فلسطين استضافت حدث تجسُّد يسوع المسيح. ولد يسوع في بيت لحم، نشأ في الناصرة، وتعمّد في نهر الأردن. عاش معظم حياته في الجليل. عاش وصُلِبَ ومات، ثم قام، وصعد إلى السماء، وحدث كل ذلك في مدينة القدس” (ص34 من الكتاب المذكور).

لا بد من الإشارة هنا إلى أهمية المُحاججة اللاهوتية التي وثّقها القس سعود لدحض ادعاءات اليهود بأن القدس أرض الموعد لهم من الله (الكتاب المشار إليه أعلاه).

                                     ***

بالعودة إلى الكتاب بين أيدينا (فضائل القدس) والمتعلق بالقدس والمسلمين، يشير المؤلف إلى أن قدوم بعض المسلمين للعبادة والاعتكاف في القدس مرده إلى قناعتهم بأن لها قدسية مميزة تفيد قاصدها، لكنه يسأل: كيف يمكن أن نُفسّر الدوافع التي قادت إلى هذا؟

هنا نورد ما تضمنه القسم الثاني من الكتاب (الفصل السادس)، اي نص كتاب “فضائل بيت المقدس” للوليد بن حمّاد الرملي (يمتد من صفحة 65 إلى صفحة131)، وفيه أحاديث عن القدس ومكانتها عند المسلمين. نقتطف منها بعض ما ورد على لسان رسول الله محمد مع حذف أسماء المسند إليها هذا التواتر من الأسماء نظراً لضيق المساحة، إضافة إلى أقوال منقولة عن خلفاء وصحابة وتابعين:

قال رسول الله: لا تُشدّ الرحال إلا لثلاثة مساجد، مسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى.

قال رسول الله: تُقبِل رايات سود من قِبل خراسان فلا يردها شيء حتى تُنصب بإيلياء (الإسم القديم للقدس).

قال رسول الله: يخرج رجل من أمتي يعمل بسُنّتي يُنزِل الله تعالى له البركة من السماء وتُخرِج له الأرض بركتها، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً، يعمل سبع سنين على هذه الأمة، ينزل بيت المقدس.

قال رسول الله: لمّا كذّبتني قريش قمت في الحِجر فَجُلي لي بيت المقدس فطفقت أُخبرهم عن آثاره وأنا أنظر إليه.

قال رسول الله: عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال.

لمّا فتح عمر بن الخطاب بيت المقدس وقف في رأس السوق في أعلاه، فقال: لِمَن هذا الصف (يعني صف سوق البزازّين)؟ فقالوا: للنصارى. قال: لِمَن هذا الصف الغربي- الذي فيه حمّام السوق؟ فقالوا للنصارى. فقال بيده هكذا: هذا لهم وهذا لهم- يعني النصارى- وهذا لنا مباح- يعني السوق الأوسط الذي بين الصفّين، يعني السوق الكبير الذي فيه قبّة الرصاص.

قال علي بن أبي طالب: كانت الأرض ماء فبعث الله ريحاً فمسحت الماء مسحاً فظهرت على الأرض زبدة قسمتها أربع قطع، خلق من قطعة مكة والثانية المدينة والثالثة بيت المقدس والرابعة الكوفة.

قال صفوان بن عمرو: مكتوب في التوراة؛ بيت المقدس كأس من ذهب مملوءة عقارب.

قال يزيد بن ميسرة: قال الحواريون للمسيح؛ يا مسيح الله أنظر إلى بيت المقدس ما أحسنه. قال: آمين آمين، أقول لكم لا يترك الله عزّ وجلّ من هذا المسجد حجراً على حجر إلا وأهلك بذنوب أهله، إن الله عزّ وجلّ لا يَصّنع بالذهب ولا بالفضة ولا بهذه الحجارة التي تعجبكم شيئاً، إن أحبّ إلى الله منها القلوب الصالحة، بها يعمّر الله الأرض وبها يخرب الأرض إذا كان على غير ذلك.

قال الزهري: لمّا قُتِل الحسين بن علي لم يُرفَع ببيت المقدس حصاة إلا وُجِد تحتها دم عبيط.

                                     ***

يحكي الباحث سليمان مراد في الفصل الأول عن “أهمية القدس في الإسلام”، فيجادل فيه حول أن القرآن “لا يشير بوضوح إلى مدينة القدس في أي مكان”، وأن عبارة “المسجد الأقصى ليست معرّفة”، إضافة إلى “موضوع تغيير القِبلة التي يذكرها القرآن في سورة البقرة”، فيقول “وفقاً للنص القرآني لم يكن لأهل الكتاب قِبلة واحدة كي نستنتج أن المقصود بها هو القدس” (ص8 و9)، مستدركاً بالقول “هذه الأمور لا تعني بالضرورة أن الأخبار التي تشير إلى القدس غير موثوق بها، لكن ليس لدينا ما يرجحها على ما يخالفها” (ص10)..  لكن ـ برأينا – هذا الجدال “لا ينقض آيات القرآن وأحاديث الرسول حول قدسية المدينة والمسجد الأقصى كما في اتفاق معظم المسلمين على تنوع اختلافاتهم ومذاهبهم. كما أنه قد يفسح مجال التشكُّك في لحظة صراع على مكانة القدس كعاصمة أبدية للمسلمين أم للصهاينة؟ فضلاً عن مناخ عام نفسي وروحي لدى المسلمين بقدسية المدينة لا تنفع معه الاجتهادات الفلسفية”!

                                     ***

في الفصل الثاني من كتاب الباحث سليمان مراد، بعنوان “أدب فضائل القدس”، يذكر أن أدبيات فضائل القدس من كتب وقصص وأحاديث تهدف إلى التعريف بأهمية المدينة عند المسلمين، وتُركّز في الإجمال على ما يُعرف بالحرم القدسي الشريف وتحديداً الصخرة.. ويبدو أن السياحة الدينية – أي الزيارة والنذر- كانت عوامل أساسية في نشر هذه الأدبيات.. مع إشارته إلى الاعتقاد الشائع لدى الباحثين “أن كُتُب فضائل القدس بدأت بالظهور في القرن الخامس للهجرة/ الحادي عشر للميلاد مع كتابين أُلِفا في القدس هما: كتاب “فضائل البيت المقدس” لأبي بكر محمد بن أحمد الواسطي (بعد 410 هـ/ 1019 م)، وكتاب “فضائل بيت المقدس والخليل وفضائل الشام” لأبي المعالي (ص 18)، وكان “قبل نشر كتابَي الواسطي وأبي المعالي وتعرُّف الباحثين إليهما كان الاعتقاد السائد أن أول كتب فضائل القدس دُوِّن في الفترة الصليبية كردة فعل من المسلمين على خسارة المدينة في سنة 492 هـ/ 1099م. وبحسب هذا الرأي، فإن أدبيات فضائل القدس هدفت إلى تحريض المسلمين والضغط على السلاطين لإعطاء تحرير مدينة القدس الأولوية المطلقة، ومثلما نعرف فإن هذا ليس صحيحاً تاريخياً، إن تحرير القدس لم يكن أولوية لأي من السلاطين والأمراء الأيوبيين الذين كانوا دائماً على استعداد للتخلي عنها أو بعضها للصليبيين في أكثر من مناسبة (ص 19-20). ولكن هل هذا ينفي أن صلاح الدين الأيوبي حرّر القدس بعد انتصاره في معركة حطين وهي محطة أساس في تاريخنا؟ حتى ولو أنه أجرى اتفاقية هدنة مع الصليبيين (الإفرنجة) في إحدى الفترات أو ما يعرف بـ”صلح الرملة”.

ويرى المؤلف مراد أن أول دراسة عميقة عن مكانة القدس عند المسلمين نشرها المؤرخ “أميكام إلعاد” في سنة 1996، وبرهن من خلالها على أهمية القدس في الإسلام، وأن أدبيات فضائل بيت المقدس بدأت تُتداول في الفترة الأموية مع الرعاية البالغة التي أظهرها الأمويون للمدينة واستثماراتهم الكبيرة فيها (كبناء قبة الصخرة والجامع الأقصى، وقصور لهم في محيط الحرم). أما الخلاصة التي يؤكدها المؤلف فهي “أن أدبيات وكتب فضائل بيت المقدس قديمة، والأرجح أن أول كتاب في الموضوع كان للوليد بن حمّاد الرملي في أواخر القرن الثالث للهجرة/ التاسع للميلاد والذي نقل فيه أحاديث وقصصاً عن فضائل القدس عن محدّثين كانوا مهتمين بتجميعها” (ص 25)، مما يعني- كما يستخلص مراد- “أن انطلاقة أدبيات وكتب فضائل القدس بدأت قبل قدوم الصليبيين بقرون، وشهدت رواجاً قوياً في فلسطين منذ أواخر القرن الثاني للهجرة/ الثامن للميلاد وأوائل القرن الثالث للهجرة/ التاسع للميلاد” (ص 26).

                                     ***

يتناول الفصل الثالث حياة ونشأة  الرملي وهو ”أبو العباس الوليد بن حمّاد بن جابر الرملي الزيات عاش في القرن الثالث للهجرة/ التاسع للميلاد، لكن يمكن التكهن بأنه ولد قبل سنة 220 هـ/ 835 م، ‏أما كنية الرملي فتدل على أنه ولد وعاش في مدينة الرملة ولقبه الزيات يشير إلى أنه كان يتاجر بزيت الزيتون. والرملي معروف أيضاً كراوِ لكتاب “فتوح الشام” لأبي اسماعيل الأزدي البصري (نحو 190 هـ/806 م) وكتاب “الرَّضاع” للحسين بن زياد الكوفي”.. ‏و”لم يكن الرملي من جهابذة الحديث لكنه كان معروفاً ومرغوباً فيه لدى المحدثّين” (ص 27-28).

أما كتابه “فضائل بيت المقدس” وأهميته، “فهناك ‏عدة براهين تؤكد تأليف الرملي كتاباً عن فضائل القدس متوافرة عند: الذهبي، الواسطي، وأبي المعالي، لأن “كل ما نقله الواسطي عن الرملي (120 خبراً) نجده أيضاً عند أبي المعالي في 97 حالة من أصل 104 أخبار ينقلها عن الرملي”. ‏

اما أهمية كتاب “فضائل بيت المقدس” للرملي، فتتجلى في عاملين أساسيين:

أولاً، أنه يمكّننا من معرفة طريقة فهم المسلمين في العصور الأولى لأهمية مدينة القدس الدينية والأحاديث والأخبار التي رووها في هذه المسألة.

ثانياً، تأثيره في جميع كتب فضائل القدس التي أُلفت فيما بعد. فأهمية الرملي لم تكن كمبتكر لأدب فضائل القدس، وإنما كأول من ألّف كتاباً عنها وهو بذلك حوّل الأخبار والأحاديث إلى فرع مهم من أدب الفضائل عامة (ص 29). كما “يمكن وصف فضائل الرملي ككتاب مقتطفات عن القدس، فهو جمع أخباراً من: التوراة والتاريخ اليهودي، من الإنجيل والتاريخ المسيحي، من القرآن والتفسير والحديث (بما فيه أحاديث الفتن وقيام الساعة)، من التاريخ الإسلامي. بعبارة أخرى: هذه الأخبار تُعَدّد التاريخ الديني للقدس”. وهكذا يكون الرملي قد “أسّس لذاكرة إسلامية للقدس بتعابير إسلامية، أو بأسلمة التعابير التوراتية والمسيحية عن المدينة”.

في هذا السياق، يستنتج المؤلف، استناداً إلى ما يقوله الرملي عن سبب بناء الخليفة عبد ‏الملك بن مروان قبة الصخرة- عن مؤرخين من أمثال اليعقوبي (ت. 292هـ /905م)-أن عبد الملك بنى قبة الصخرة كي يحوّل الحج من مكة إلى القدس، ذلك أن مكة كانت في يد عدوه الخليفة عبد الله بن الزبير (ت. 73هـ/ 692م)، وأنه خاف أن يستميل ابن الزبير أتباعه إذا ما حجوا إلى مكة. أما الرملي، فيروي سبباً مختلفاً كلياً عن ذلك فيقول أن عبد الملك خشي على المسلمين الذين كانوا يأتون للعبادة عند الصخرة، لأنهم كانوا عرضة لأخطار الطقس فقرر بناء قبة الصخرة كي يقيهم “من الحر والبرد” ‏وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن المسلمين ليسوا على اتفاق على سبب بناء قبة الصخرة (ص 35-36).

ويورد المؤلف لائحة بأسماء من نقل عنهم  الرملي في مصادره وعددهم ثمانية وثلاثون محدّثاً، إضافة إلى الأسانيد التي نقلت أخبار كتاب “فضائل بيت المقدس” للرملي.

                                     ***

في الفصل الرابع، يبدو منطقياً الاعتقاد أن استيلاء الصليبيين على القدس في سنة 492هـ/ 1099م أشعل اهتمام المسلمين بأدبيات فضائل القدس، وأدى إلى تأليف كتب جديدة الموضوع، لكن في الحقيقة هذا غير صحيح، لأن انتشار كتب فضائل القدس خارج فلسطين بدأ قبل قدوم الصليبيين إلى بلاد الشام- مثبّتاً كمحقّق في علم التاريخ- أن الحنابلة في دمشق ومنهم ضياء الدين الحنبلي (643هـ/1245م) أحدثوا تغيّراً جذرياً لطريقة فهم القدس عند المسلمين عبر استبعادهم التاريخ التوراتي، في حين ‏”يجب التنويه هنا بأن أصحاب المذهب الشافعي في دمشق إذا ما نظرنا إلى أبي الحسين السُلمي والقاسم ابن عساكر وابن الفرماح كممثلين عنه أبقوا على البعد التوراتي وأهميته في فضائل القدس. كما أن حنابلة بغداد ركزوا على البعد التوراتي وأهميته مثلما نجد في “فضائل القدس” لابن الجوزي، وينطبق هذا الأمر أيضاً- أي إبقاء البعد التوراتي- على حنابلة القدس. والأمر الذي يمكن أن يساعدنا في تفسير ‏‏‏السبب الذي دفع بحنابلة دمشق إلى استبعاد البعد التوراتي من فضائل القدس هو دورهم في مناهضة الصليبيين، وفي النهضة السّنية في بلاد الشام في تلك الفترة. فكراهيتهم للصليبيين كانت كراهية شخصية لأن انتقالهم إلى دمشق إنما حدث جرّاء الاحتلال الصليبي، وبسبب رفضهم العيش تحت حكم الصليبيين. ولهذا، جاء موقفهم الرافض للبعد التوراتي بمثابة تعبير عن رفضهم للصليبيين وما يستتبع ذلك من رفض لعلاقة غير المسلمين بالقدس (ص50 و51).

خلاصة الأمر- يقول المؤلف- إن المسلمين في القرون الخمسة الأولى من تاريخهم لم يعرّفوا الصخرة أو يقدّسوها لأنها منطلق معراج النبي إلى السماء، وأن هذه العلاقة بدأت تظهر في أواخر القرن الخامس للهجرة/ الحادي عشر للميلاد وما بعد (ص 54).

                                     ***

في الفصل الخامس، يسرد المؤلف سليمان مراد مرويات تنقض قدسية القدس فيقول: من غير المدهش أن نجد أخباراً وأحاديث هدفها النقض على قدسية القدس، بل يمكن القول أن هذا يشير إلى الاختلاف بين المسلمين في موضوع فضائل القدس وتقديسها (مثلما هو اختلافهم في أمور عديدة)، وكردة فعل على قيام المسلمين بزيارة أماكن متنوعة فيها لإحياء طقوس دينية وصلوات أثارت غضب بعض المسلمين الآخرين الذين اعتبروا هذه الأفعال بدعاً عند أهل السنة. ذلك ما يزعمه ابن تيمية (ص 55-56).

ثمة مراحل ثلاث في أدبيات فضائل القدس وهي:

المرحلة الأولى (أو البدايات) كانت في القرنين الأول والثاني للهجرة/ السابع والثامن للميلاد وشهدت رواية أحاديث وقصص أريد بها إبراز أسس هذه الأهمية الدينية للقدس.

المرحلة الثانية من القرن الثالث إلى القرن الخامس للهجرة/ التاسع إلى الحادي عشر للميلاد وشهدت ظهور محدّثين اختصوا بتجميع هذه الأخبار ونقلها، وظهور أول الكتب عن فضائل القدس كفضائل الرملي وفضائل السُبحي وفضائل الواسطي وفضائل أبي المعالي، وكلها كتب أُلِّفت في فلسطين.

المرحلة الثالثة من أواخر القرن الخامس للهجرة/ الحادي عشر للميلاد وما بعد والتي بدأت فيها كتب الفضائل السابقة وأخرى جديدة بالانتشار والظهور في مدن كبرى مثل بغداد ودمشق. ولهذه الفضائل أهداف تصب في حياكة نوع من الهوية والذاكرة للمدينة.

                                     ***

القدس من أقدم المدن المأهولة في التاريخ. تاريخها حافل بالاحتلالات. هُوجمت 52 مرّة، وتمّ الاستيلاء عليها وإعادة تحريرها 44 مرّة. حُوصِرت 23 مرّة، ودُمّرت مرتين. وتشير مصادر تاريخية إلى أن اليبوسيين “هم العرب الأوائل الذين بنوا مدينة القدس، وسكنوا فلسطين. فاليبوسيون نشأوا وسكنوا شبه الجزيرة العربية، ثم نزحوا إلى بلاد الشام خلال الألف الثالث قبل الميلاد واستقرّوا في منطقة القدس” يقول القس سهيل سعود في كتابه “القدس في الفكر المسيحي”.

(-) محتويات كتاب (فضائل القدس):

https://www.palestine-studies.org/sites/default/files/attachments/books/TOC%20Fadayel%20Al-Qodos.pdf

ـــــــــــــــــــــــ

* كاتبة وصحافية لبنانية

المصدر: 180 بوست

التعليقات مغلقة.